logo
#

أحدث الأخبار مع #مشكلات_المناعة

«السيلياك» و«الأمعاء الالتهابي».. هجوم مناعي يؤرق الجهاز الهضمي
«السيلياك» و«الأمعاء الالتهابي».. هجوم مناعي يؤرق الجهاز الهضمي

صحيفة الخليج

timeمنذ 11 ساعات

  • صحة
  • صحيفة الخليج

«السيلياك» و«الأمعاء الالتهابي».. هجوم مناعي يؤرق الجهاز الهضمي

تؤدي بعض مشكلات المناعة الذاتية إلى الاضطرابات الهضمية، ومن أبرزها داء السيلياك الذي يتسبب في مهاجمة الجهاز المناعي لبطانة الأمعاء الدقيقة في استجابة للجلوتين، ما يؤدي إلى تلفها ومنع امتصاص العناصر الغذائية، وهناك أيضا داء الأمعاء الالتهابي الذي ينجم عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، إذ تُهاجم الاستجابة المناعية غير المنتظمة أنسجة الأمعاء السليمة، كما تتسبب المشكلات المناعية في التهاب القولون التقرحي، وداء كورون، والتهاب الكبد المناعي، وغيرها، ما يؤثر سلباً في عملية الهضم وجودة حياة المريض. وفي هذا التحقيق يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن هذه المشكلات وطرق التشخيص وخيارات العلاج. يوضح د. أحمد كمال استشاري أمراض الجهاز الهضمي والجراحة العامة، أن داء السيلياك هو اضطراب هضمي صامت، واضطراب مناعي مزمن يصيب الجهاز الهضمي بشكل شائع، إذ يعاني المصابون تفاعلاً مناعياً ضد بطانة الأمعاء عند تناول الجلوتين (بروتين موجود في القمح والشعير) ويؤدي مع مرور الوقت إلى تلف الزُغابات المعوية وهي نتوءات دقيقة تشبه الأصابع تعمل على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، ما يُضعف عملية الامتصاص ويسبب اضطرابات غذائية عديدة تسبب مشكلات صحية متنوعة. ويضيف: تشخيص داء السيلياك يعد تحدياً حقيقياً، نظراً لتنوع أعراضه واتساع نطاقها، حيث إن بعضها لا يبدو مرتبطاً بالجهاز الهضمي على الإطلاق، وتشمل العلامات الهضمية: الإسهال المزمن، الانتفاخ، الغازات، آلام البطن، وفقدان الوزن، أما الأعراض غير الهضمية فتتمثل في التعب العام، فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، هشاشة العظام، تقرحات الفم، وفي حالات الأطفال الرضّع تأخر النمو أو فشل في اكتساب الوزن بشكل طبيعي. ويضيف: يتم التشخيص عادةً من خلال اختبارات الدم للكشف عن أجسام مضادة محددة مثل مضاد الترانسغلوتاميناز النسيجي، ومضاد الإندوميزيوم، وأخذ خزعة بالمنظار من الأمعاء الدقيقة لتقييم مدى تلف الزُغابات المعوية، ومن الضروري أن يظل المريض على نظام غذائي يحتوي على الغلوتين أثناء فترة الفحوصات، حيث إن اتباع حمية خالية من الغلوتين مسبقاً قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو مضللة. ويلفت د. أحمد كمال إلى أن أبرز مضاعفات داء السيلياك، تتمثل في سوء التغذية نتيجة ضعف امتصاص العناصر الغذائية الأساسية، وهشاشة العظام بسبب نقص الكالسيوم وفيتامين D، والعقم أو تكرار حالات الإجهاض، وعدم تحمل اللاكتوز نتيجة تلف بطانة الأمعاء، وفي حالات نادرة، الإصابة بسرطانات في الأمعاء. ويتابع: لا يوجد علاج شافٍ لمرض السيلياك، لكن يمكن التحكم فيه من خلال الالتزام الصارم بحمية خالية تماماً من الغلوتين مدى الحياة، وذلك بتجنب جميع الأطعمة التي تحتوي على القمح، والشعير، وحبوب الجاودار، وحتى الكميات الضئيلة جداً من الغلوتين التي يمكن أن تصل إلى الطعام بسبب التلوث العرضي، فإنها قادرة على تحفيز رد فعل مناعي، ما يؤدي إلى عودة الأعراض واستمرار تلف الأمعاء، والغالبية العظمى من المرضى يشهدون تحسناً كبيراً عند الالتزام بنظام غذائي مناسب، إلى جانب تعافٍ كامل لوظائف الأمعاء مع مرور الوقت، وفي بعض الحالات، تكون هناك حاجة لتناول مكملات غذائية أو علاجات إضافية لمعالجة نقص معين أو للتعامل مع مضاعفات ناتجة عن المرض. عوامل وراثية يوضح د. سهل شيخ، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، أن داء الأمعاء الالتهابي من المشكلات التي لا يوجد لها أسباب واضحة، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، إذ تُهاجم الاستجابة المناعية غير المنتظمة أنسجة الأمعاء السليمة، وقد يكون ذلك ناتجاً عن بكتيريا الأمعاء أو عوامل خارجية مثل النظام الغذائي أو التوتر، وتختلف الأعراض من مريض لآخر، ولكن يرافقها عادة ألم في البطن، وإسهال مستمر ربما يكون مصحوباً في بعض الأحيان بدم أو مخاط، وفقدان الوزن، والتعب، والحمى. ويتابع: يُعرف هذا المرض بأنه مجموعة من الاضطرابات المزمنة التي تسبب التهاب الجهاز الهضمي، وبينها داء كرون الذي يمكن أن يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي، ويعاني المصاب تقرحات الفم. والتهاب القولون التقرحي الذي يقتصر على القولون والمستقيم، ويصاحبه نزيف شرجي، ويمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة، وقد تتقلب بمرور الوقت. ويقول د. سهل شيخ: تشخيص داء الأمعاء الالتهابي يعتمد على مراجعة التاريخ الطبي، والفحوصات البدنية، واختبارات الدم التي تكشف عن علامات الالتهاب أو الأنيميا، وفحوص البراز التي تُظهر العدوى أو فقدان الدم، كما تتيح الإجراءات التنظيرية في القولون تصويراً مباشراً لبطانة الأمعاء وأخذ خزعة لتأكيد الإصابة، ويقيم التصوير المقطعي المحوسب أو الرنين المغناطيسي المضاعفات أو مدى انتشار المرض، وخاصة في داء كرون. ويضيف: يمكن أن تكون مضاعفات داء الأمعاء الالتهابي خطيرة، وقد تشمل انسداد الأمعاء، وتضخم القولون السام أو النزيف الحاد في التهاب القولون التقرحي، كما يزيد الالتهاب طويل الأمد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وخاصةً في حالة التهاب القولون التقرحي الشديد، وربما تتأثر بعض الأعضاء خارج الأمعاء، وتتسبب في التهاب المفاصل، أو الاضطرابات الجلدية، أو التهاب القزحية في العين، التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي في الكبد. ويؤكد أن خطة التداوي من داء الأمعاء الالتهابي تهدف إلى تقليل الالتهاب، وإدارة الأعراض على المدى الطويل، وهي تختلف من مريض لآخر بناء على شدة المرض ونوعه واحتياجاته، وتشمل مضادات الالتهاب، ومثبطات المناعة، والأدوية البيولوجية للحالات المتوسطة إلى الشديدة، وهناك علاجات حديثة وخيارات إضافية يصفها الطبيب المختص. ويشير إلى أن تغييرات نمط الحياة، يمكن أن تدعم إدارة التوتر، ويمكن اتباع نظام غذائي متوازن، مثل: التغذية المعوية في داء كرون، وخاصة عند الأطفال، وربما تكون الجراحة ضرورية في الحالات الشديدة، مثل استئصال القولون في حالة التهاب القولون التقرحي أو استئصال الأمعاء التالفة في حالة داء كرون. إفراط الغلوتين يسبب الصداع يُعرّف الغلوتين بأنه مركب بروتيني يتكون من نوعين رئيسيين من البروتينات: الغلوتينين والغليادين، ويوجد في القمح والشعير والشوفان ويمكن العثور عليه أيضاً في حبوب الجاودار، ويُشكل دوراً رئيسياً في قوام تماسك ومرونة العجائن، وبنية الأطعمة مثل الخبز والمعكرونة وحبوب الإفطار، ولكنه يسبب مشاكل صحية لبعض الأشخاص، ومن أبرزها تلف الأمعاء الدقيقة، الذي يعد أحد أمراض الاضطرابات الهضمية المناعية، وداء السيلياك أو حساسية الغلوتين. وعلى الرغم من دور الغلوتين في دعم صحة الجهاز الهضمي في بعض الحالات، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى آلام المعدة والانتفاخ والإسهال، والتعب الشديد، والصداع والتهاب المفاصل، ومشاكل في الجلد مثل الطفح الجلدي والحكة، ولذلك يجب الحد من استهلاكه للأشخاص المصابين بمرض السيلياك، الذين لديهم حساسية من الغلوتين. وينصح الخبراء بالتركيز على الأطعمة الخالية من الغلوتين بشكل طبيعي، لتجنب التأثيرات السلبية على الجهاز الهضمي، مثل: البيض، والفواكه والخضراوات الطازجة واللحوم والدجاج والأسماك الخالية من الدهون، والبقوليات والمكسرات، والامتناع عن الأطعمة المصنعة، والخبز والشوفان، والقمح والمعكرونة والمخبوزات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store