#أحدث الأخبار مع #مصطفىسندIndependent عربيةمنذ 4 أيامأعمالIndependent عربيةبين الفخر والهواجس... كيف يقارب العراقيون استضافة القمة العربية؟بعد انقطاع دام سنوات عن استضافة الفعاليات العربية الكبرى عادت بغداد إلى الواجهة الدبلوماسية باحتضانها القمة العربية وسط أجواء رسمية احتفالية وتحضيرات مكثفة شملت تحسين البنى التحتية وتجميل العاصمة. وبينما اعتبرها كثر علامة على استعادة العراق لدوره الإقليمي، أبدى آخرون قلقهم من الكلفة الباهظة التي رافقت الاستعدادات، في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها المواطن العراقي. بين الأمل والإنفاق في هذا السياق أثارت الأرقام التي رافقت كلفة استضافة القمة جدلاً واسعاً في الشارع العراقي، حيث كشف المحلل السياسي المقرب من الحكومة العراقية عدنان السراج في حوار متلفز عن أن "الكلف المالية التي تم تخصيصها من قبل الحكومة للقمة العربية تبلغ 235 مليار دينار (نحو 179 مليون دولار) على مدار اليومين المخصصين للقمة"، مبيناً أنه "لم يتم صرفها جميعاً حتى الآن، حيث صرف جزء منها لتجميل العاصمة بغداد". من جانبه أطلق النائب مصطفى سند تصريحات أكثر انتقاداً، حيث أكد في 6 مايو (أيار) الجاري أن "تكلفة القمة العربية ليوم واحد تجاوزت 250 مليار دينار (نحو 190 مليون دولار أميركي)"، مشيراً إلى أن "تبليط شارع المطار بلغت كلفته 100 مليار دينار (نحو 76 مليون دولار)، بمشروعين، واحد مباشر، والآخر يمتد إلى قاعة الشرف"، مضيفاً أن "كلف الضيافة من أدوات طعام، وصلت إلى 13 مليار دينار (10 ملايين دولار تقريباً)، من دون احتساب كلفة الطعام نفسه". أثارت هذه الأرقام تساؤلات حول أولويات الحكومة، لا سيما في وقت تعاني فيه قطاعات خدمية من نقص التمويل وتردي البنية التحتية. "العراق أولى" أم "لا بد من صورة مشرقة"؟ تباينت آراء المواطنين في شأن القمة بين من يراها ضرورة لتعزيز مكانة العراق الخارجية ومن يرى أن البلاد ليست في وضع يسمح بإنفاق هذه المبالغ الطائلة ليومين من الاجتماعات. حسين علي، مواطن بغدادي، عبر عن امتعاضه من حجم الإنفاق قائلاً "لو صرفوا هذه الأموال على تحسين الكهرباء، كان أفضل لنا. القمة مهمة، لكن ليس بهذه الكلفة. نحن نعيش تقشفاً يومياً في حياتنا". في المقابل ترى زهراء حسين، وهي طالبة دراسات عليا في جامعة بغداد، أن "العراق في حاجة إلى إعادة ترميم صورته أمام الدول العربية، وهذه القمة خطوة في هذا الاتجاه. من الطبيعي أن تكون هناك كلف، لكن المهم أن تكون هناك نتائج ملموسة". البعد الرمزي والدبلوماسي من منظور دبلوماسي يعد عقد القمة في بغداد حدثاً سياسياً كبيراً يعكس رغبة العراق في لعب دور أكثر تأثيراً في محيطه العربي، وتثبيت حال من الاستقرار السياسي بعد عقود من العزلة والحروب والاضطرابات. وفي هذا الإطار تشير مصادر حكومية إلى أن العراق يسعى من خلال هذه القمة إلى التوسط في عدد من الملفات العربية الشائكة، إضافة إلى جذب استثمارات خليجية وعربية. تجميل أم تحسين؟ وعلى رغم أن عدداً من المشاريع التي نفذت استعداداً للقمة قد تكون مطلوبة منذ زمن، فإن توقيت تنفيذها قبل القمة مباشرة دفع البعض إلى التشكيك في ديمومتها، واعتبارها مجرد "تجميل عمراني" موقت. محمد كريم، سائق أجرة من منطقة الشعلة، عبر عن هذا الإحساس قائلاً "منذ سنوات ونحن نطلب تبليط شارع في منطقتنا، ولم يسمعنا أحد، لكن من أجل القمة، عملوا شارع المطار مثل أوروبا. طيب، ونحن؟ ألسنا بشراً؟". لكن على الجانب الآخر يشير مهندسون في أمانة بغداد إلى أن المشاريع التي نفذت ستبقى وتخدم المواطنين بعد القمة، مؤكدين أن "التحسينات في البنية التحتية، بخاصة حول المطار ومناطق الكرخ، كانت مطلوبة منذ وقت طويل، وتم التعجيل بها بسبب انعقاد القمة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مكاسب سياسية وانتقادات شعبية الحكومة من جهتها ترى أن الاستضافة تمثل إنجازاً يحسب لها، وتعكس قدرتها على تنظيم فعاليات دولية رفيعة المستوى، بخاصة في ظل ظروف أمنية معقدة. لكن هذا لم يمنع انتقادات النواب والناشطين، الذين وصف بعضهم القمة بـ"الاستعراضية". هل ستثمر القمة؟ على رغم الجدل فإن جزءاً من المواطنين يأمل في أن تؤدي هذه القمة إلى مكاسب استراتيجية للعراق، مثل إبرام اتفاقات اقتصادية أو دعم سياسي في المحافل الدولية. آمنة جاسم، ناشطة في المجتمع المدني، تلخص الموقف بقولها "نحن في حاجة إلى الأمل، حتى لو كان مكلفاً، لكن لا نريد أن يستخدم الأمل كغطاء للفساد. إذا كانت القمة ستجلب فرص عمل أو استثمارات، فليكن. أما إذا كانت مجرد مناسبة للصور والكلام، فستبقى عبئاً على الذاكرة". كما حملت استضافة القمة العربية في بغداد بعدين متضادين في أعين العراقيين، فبعد الفخر الوطني والظهور الدبلوماسي، وبعد الشكوى من الإنفاق الحكومي في بلد ما زال يرزح تحت ثقل أزمات مزمنة في مجال الخدمات، يبقى الحكم النهائي مرهوناً بما ستسفر عنه القمة من نتائج ملموسة بالنسبة إلى المواطن في واقعه اليومي، لا في نشرات الأخبار فقط.
Independent عربيةمنذ 4 أيامأعمالIndependent عربيةبين الفخر والهواجس... كيف يقارب العراقيون استضافة القمة العربية؟بعد انقطاع دام سنوات عن استضافة الفعاليات العربية الكبرى عادت بغداد إلى الواجهة الدبلوماسية باحتضانها القمة العربية وسط أجواء رسمية احتفالية وتحضيرات مكثفة شملت تحسين البنى التحتية وتجميل العاصمة. وبينما اعتبرها كثر علامة على استعادة العراق لدوره الإقليمي، أبدى آخرون قلقهم من الكلفة الباهظة التي رافقت الاستعدادات، في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها المواطن العراقي. بين الأمل والإنفاق في هذا السياق أثارت الأرقام التي رافقت كلفة استضافة القمة جدلاً واسعاً في الشارع العراقي، حيث كشف المحلل السياسي المقرب من الحكومة العراقية عدنان السراج في حوار متلفز عن أن "الكلف المالية التي تم تخصيصها من قبل الحكومة للقمة العربية تبلغ 235 مليار دينار (نحو 179 مليون دولار) على مدار اليومين المخصصين للقمة"، مبيناً أنه "لم يتم صرفها جميعاً حتى الآن، حيث صرف جزء منها لتجميل العاصمة بغداد". من جانبه أطلق النائب مصطفى سند تصريحات أكثر انتقاداً، حيث أكد في 6 مايو (أيار) الجاري أن "تكلفة القمة العربية ليوم واحد تجاوزت 250 مليار دينار (نحو 190 مليون دولار أميركي)"، مشيراً إلى أن "تبليط شارع المطار بلغت كلفته 100 مليار دينار (نحو 76 مليون دولار)، بمشروعين، واحد مباشر، والآخر يمتد إلى قاعة الشرف"، مضيفاً أن "كلف الضيافة من أدوات طعام، وصلت إلى 13 مليار دينار (10 ملايين دولار تقريباً)، من دون احتساب كلفة الطعام نفسه". أثارت هذه الأرقام تساؤلات حول أولويات الحكومة، لا سيما في وقت تعاني فيه قطاعات خدمية من نقص التمويل وتردي البنية التحتية. "العراق أولى" أم "لا بد من صورة مشرقة"؟ تباينت آراء المواطنين في شأن القمة بين من يراها ضرورة لتعزيز مكانة العراق الخارجية ومن يرى أن البلاد ليست في وضع يسمح بإنفاق هذه المبالغ الطائلة ليومين من الاجتماعات. حسين علي، مواطن بغدادي، عبر عن امتعاضه من حجم الإنفاق قائلاً "لو صرفوا هذه الأموال على تحسين الكهرباء، كان أفضل لنا. القمة مهمة، لكن ليس بهذه الكلفة. نحن نعيش تقشفاً يومياً في حياتنا". في المقابل ترى زهراء حسين، وهي طالبة دراسات عليا في جامعة بغداد، أن "العراق في حاجة إلى إعادة ترميم صورته أمام الدول العربية، وهذه القمة خطوة في هذا الاتجاه. من الطبيعي أن تكون هناك كلف، لكن المهم أن تكون هناك نتائج ملموسة". البعد الرمزي والدبلوماسي من منظور دبلوماسي يعد عقد القمة في بغداد حدثاً سياسياً كبيراً يعكس رغبة العراق في لعب دور أكثر تأثيراً في محيطه العربي، وتثبيت حال من الاستقرار السياسي بعد عقود من العزلة والحروب والاضطرابات. وفي هذا الإطار تشير مصادر حكومية إلى أن العراق يسعى من خلال هذه القمة إلى التوسط في عدد من الملفات العربية الشائكة، إضافة إلى جذب استثمارات خليجية وعربية. تجميل أم تحسين؟ وعلى رغم أن عدداً من المشاريع التي نفذت استعداداً للقمة قد تكون مطلوبة منذ زمن، فإن توقيت تنفيذها قبل القمة مباشرة دفع البعض إلى التشكيك في ديمومتها، واعتبارها مجرد "تجميل عمراني" موقت. محمد كريم، سائق أجرة من منطقة الشعلة، عبر عن هذا الإحساس قائلاً "منذ سنوات ونحن نطلب تبليط شارع في منطقتنا، ولم يسمعنا أحد، لكن من أجل القمة، عملوا شارع المطار مثل أوروبا. طيب، ونحن؟ ألسنا بشراً؟". لكن على الجانب الآخر يشير مهندسون في أمانة بغداد إلى أن المشاريع التي نفذت ستبقى وتخدم المواطنين بعد القمة، مؤكدين أن "التحسينات في البنية التحتية، بخاصة حول المطار ومناطق الكرخ، كانت مطلوبة منذ وقت طويل، وتم التعجيل بها بسبب انعقاد القمة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مكاسب سياسية وانتقادات شعبية الحكومة من جهتها ترى أن الاستضافة تمثل إنجازاً يحسب لها، وتعكس قدرتها على تنظيم فعاليات دولية رفيعة المستوى، بخاصة في ظل ظروف أمنية معقدة. لكن هذا لم يمنع انتقادات النواب والناشطين، الذين وصف بعضهم القمة بـ"الاستعراضية". هل ستثمر القمة؟ على رغم الجدل فإن جزءاً من المواطنين يأمل في أن تؤدي هذه القمة إلى مكاسب استراتيجية للعراق، مثل إبرام اتفاقات اقتصادية أو دعم سياسي في المحافل الدولية. آمنة جاسم، ناشطة في المجتمع المدني، تلخص الموقف بقولها "نحن في حاجة إلى الأمل، حتى لو كان مكلفاً، لكن لا نريد أن يستخدم الأمل كغطاء للفساد. إذا كانت القمة ستجلب فرص عمل أو استثمارات، فليكن. أما إذا كانت مجرد مناسبة للصور والكلام، فستبقى عبئاً على الذاكرة". كما حملت استضافة القمة العربية في بغداد بعدين متضادين في أعين العراقيين، فبعد الفخر الوطني والظهور الدبلوماسي، وبعد الشكوى من الإنفاق الحكومي في بلد ما زال يرزح تحت ثقل أزمات مزمنة في مجال الخدمات، يبقى الحكم النهائي مرهوناً بما ستسفر عنه القمة من نتائج ملموسة بالنسبة إلى المواطن في واقعه اليومي، لا في نشرات الأخبار فقط.