أحدث الأخبار مع #معهد«مسغاف»


أخبارنا
منذ 12 ساعات
- سياسة
- أخبارنا
لما جمال العبسة : «شرق أوسط جديد» على مقاس أمريكي إسرائيلي
أخبارنا : في غمرة التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران، يلوح في الأفق ملامح تحالف خطير يتجاوز مجرد الدعم العسكري لا تبرّره سوى نزعة الهيمنة، ولا تغذّيه سوى مغامرات تُصاغ على مقاس أطماع القوة، في قلب هذا المشهد، تقود الولايات المتحدة تحركات تتجاوز الدعم السياسي إلى إعادة رسم خرائط الصراع، مستندة إلى شعار صادم في جوهره نادت به ادارة الرئيس الحالي دونالد ترامب «السلام الذي لا يأتي بالقوة، يأتي بمزيد من القوة»، لا تُستثنى كرامة الشعوب من ساحة الإخضاع، ولا تُحترم سيادة الدول إذا تعارضت مع المصالح الأميركية الإسرائيلية، ومع كل قاذفة تُقلع، وكل حاملة طائرات تقترب، تزداد المؤشرات أن واشنطن لا تحمي حليفتها فقط، بل تمهّد لشرق أوسط جديد يشبهها، ويخدم مشروعها العالمي في لحظة تواجه فيها منافسين شرسين من بكين إلى موسكو. لم تعد خريطة نتنياهو التي عرضها على منصة الأمم المتحدة مجرد استفزاز دبلوماسي، إنها إعلان نوايا لرؤية إقصائية تهدف إلى محو فلسطين سياسيا وديموغرافيا من المعادلة، هذه الرؤية تتلاقى مع أطروحات معهد «مسغاف» الإسرائيلي، الذي يطرح مشروع تفكيك شامل لدول المنطقة تحت ذريعة الأمن، فالكيان الصهيوني لم يعد يطالب بـ»حقه في الدفاع عن نفسه»، بل يمارس هندسة جيوسياسية عبر العسكرة والتطبيع الاقتصادي وفرض الأمر الواقع. اما الدعم الأميركي لم يعد يقتصر على التصريحات السياسية والتغطية الدبلوماسية؛ بل تعدّاه إلى نشر قاذفات B-52 في قاعدة دييغو غارسيا، وتحريك حاملات طائرات واستنفار أنظمة الإنذار المبكر، هذا التحشيد يوحي باستعدادات لا تُبقي واشنطن في دور المراقب، بينما يؤكد البيت الأبيض أنه لا نية للتدخل المباشر، فإن تلميحات البنتاغون، وتحركات الاستخبارات، وتصريحات ترامب وتياره، تصب في اتجاه معاكس، الواضح أنها تتأهب للعودة العسكرية الكبرى، من خلال ضربات جوية منسقة تستهدف منشآت إيرانية حساسة، أبرزها مفاعل «فوردو»، في حال استمرار إسرائيل بالفشل العسكري، بالطبع هذا الامر يخلق رد فعل إيراني بهجوم محتمل باستهداف قواعد أميركية أو مصالح في الخليج. وتغافلت الإدارة الأمريكية عن السيناريو النووي المحرّم اذا ما تم استهداف منشآت نووية ستتولد حتما أزمة إشعاعية شبيهة بتشرنوبل وهيروشيما، وهنا تحذّر وكالة الطاقة الذرية من»تداعيات كارثية عابرة للقارات». في المقابل، تحاول هذه الدول التمسك بتهدئة حذرة تحفظ لها مصالحها دون الانخراط في حرب لا تخدم شعوبها. ليست المغامرات الصهيونية ولا تغطيتها الأميركية مجرد تحركات عسكرية في لحظة عابرة، بل تعبير صارخ عن نظام عالمي يُعاد تشكيله بالقوة وعلى حساب الضعفاء، الشرق الأوسط اليوم ليس فقط ساحة صراع، بل مرآة لعالم تُفرض فيه الوقائع بالنار، وتُخنق فيه السيادات بحجّة الأمن، وحين تُقصف المدن بحجّة السلام، وتُهدم السيادات باسم الاستقرار، لا يعود للعالم قانون، تظهر للعيان قوة تُملي على العالم خريطته، الأمر يتطلب وقفة حقيقية من دول المنطقة حتى لا تغرق في حلم أمريكا وإسرائيل.

الدستور
منذ 13 ساعات
- سياسة
- الدستور
«شرق أوسط جديد» على مقاس أمريكي إسرائيلي
في غمرة التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران، يلوح في الأفق ملامح تحالف خطير يتجاوز مجرد الدعم العسكري لا تبرّره سوى نزعة الهيمنة، ولا تغذّيه سوى مغامرات تُصاغ على مقاس أطماع القوة، في قلب هذا المشهد، تقود الولايات المتحدة تحركات تتجاوز الدعم السياسي إلى إعادة رسم خرائط الصراع، مستندة إلى شعار صادم في جوهره نادت به ادارة الرئيس الحالي دونالد ترامب «السلام الذي لا يأتي بالقوة، يأتي بمزيد من القوة»، لا تُستثنى كرامة الشعوب من ساحة الإخضاع، ولا تُحترم سيادة الدول إذا تعارضت مع المصالح الأميركية الإسرائيلية، ومع كل قاذفة تُقلع، وكل حاملة طائرات تقترب، تزداد المؤشرات أن واشنطن لا تحمي حليفتها فقط، بل تمهّد لشرق أوسط جديد يشبهها، ويخدم مشروعها العالمي في لحظة تواجه فيها منافسين شرسين من بكين إلى موسكو. لم تعد خريطة نتنياهو التي عرضها على منصة الأمم المتحدة مجرد استفزاز دبلوماسي، إنها إعلان نوايا لرؤية إقصائية تهدف إلى محو فلسطين سياسيا وديموغرافيا من المعادلة، هذه الرؤية تتلاقى مع أطروحات معهد «مسغاف» الإسرائيلي، الذي يطرح مشروع تفكيك شامل لدول المنطقة تحت ذريعة الأمن، فالكيان الصهيوني لم يعد يطالب بـ»حقه في الدفاع عن نفسه»، بل يمارس هندسة جيوسياسية عبر العسكرة والتطبيع الاقتصادي وفرض الأمر الواقع. اما الدعم الأميركي لم يعد يقتصر على التصريحات السياسية والتغطية الدبلوماسية؛ بل تعدّاه إلى نشر قاذفات B-52 في قاعدة دييغو غارسيا، وتحريك حاملات طائرات واستنفار أنظمة الإنذار المبكر، هذا التحشيد يوحي باستعدادات لا تُبقي واشنطن في دور المراقب، بينما يؤكد البيت الأبيض أنه لا نية للتدخل المباشر، فإن تلميحات البنتاغون، وتحركات الاستخبارات، وتصريحات ترامب وتياره، تصب في اتجاه معاكس، الواضح أنها تتأهب للعودة العسكرية الكبرى، من خلال ضربات جوية منسقة تستهدف منشآت إيرانية حساسة، أبرزها مفاعل «فوردو»، في حال استمرار إسرائيل بالفشل العسكري، بالطبع هذا الامر يخلق رد فعل إيراني بهجوم محتمل باستهداف قواعد أميركية أو مصالح في الخليج. وتغافلت الإدارة الأمريكية عن السيناريو النووي المحرّم اذا ما تم استهداف منشآت نووية ستتولد حتما أزمة إشعاعية شبيهة بتشرنوبل وهيروشيما، وهنا تحذّر وكالة الطاقة الذرية من»تداعيات كارثية عابرة للقارات». في المقابل، تحاول هذه الدول التمسك بتهدئة حذرة تحفظ لها مصالحها دون الانخراط في حرب لا تخدم شعوبها. ليست المغامرات الصهيونية ولا تغطيتها الأميركية مجرد تحركات عسكرية في لحظة عابرة، بل تعبير صارخ عن نظام عالمي يُعاد تشكيله بالقوة وعلى حساب الضعفاء، الشرق الأوسط اليوم ليس فقط ساحة صراع، بل مرآة لعالم تُفرض فيه الوقائع بالنار، وتُخنق فيه السيادات بحجّة الأمن، وحين تُقصف المدن بحجّة السلام، وتُهدم السيادات باسم الاستقرار، لا يعود للعالم قانون، تظهر للعيان قوة تُملي على العالم خريطته، الأمر يتطلب وقفة حقيقية من دول المنطقة حتى لا تغرق في حلم أمريكا وإسرائيل.