logo
#

أحدث الأخبار مع #معهدسايمونويزنتال

نتنياهو يرتدي ثياب (الواعظينا)!
نتنياهو يرتدي ثياب (الواعظينا)!

الدستور

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

نتنياهو يرتدي ثياب (الواعظينا)!

لأمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة رائعة، يقول فيها: (بَرَزَ الثَعلَبُ يَومًا في ثياب الواعِظينا.. فَمَشى في الأَرضِ يَهذي وَيَسُبُّ الماكِرينا.. وَيَقولُ الحَمدُ لِلهِ إِلَهِ العالَمينا.. يا عِبادَ اللَهِ توبوا فَهوَ كَهفُ التائِبينا.. وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ العَيشَ عَيشُ الزاهِدينا.. وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّن لِصَلاةِ الصُبحِ فينا.. فَأَتى الديكَ رَسولٌ مِن إِمامِ الناسِكينا.. عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ وَهوَ يَرجو أَن يَلينا.. فَأَجابَ الديكُ، عُذرًا يا أَضَلَّ المُهتَدينا.. بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي، عَن جدودي الصالِحينا.. عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن دَخَلَ البَطنَ اللَعينا.. أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ القَولِ قَولُ العارِفينا.. مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَومًا أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا). والثعلب الماكر، هذا الحيوان القاتل، كثيرًا ما يتجسد في صورة إنسان، ربما يكون أخطر من الحيوان ذاته، لأنه لا يقتل فردًا، بل يُبيد أمة.. ذلك هو بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني في أيامنا هذه، الذي وإن كان هو التجسيد الحقيقي للإرهاب في العالم، فإنه يدّعي مقاومة هذا الإرهاب، الذي يراه في أهل فلسطين، بعد أن سرق قومه وطنهم، وسلبوا حق الشعب الأعزل في الحياة.. ليس بشهادتنا، بل إن كثيرًا ممن حول العالم يرون ذلك، وبدأوا يعبرون عنه، في منابر رسمية، وأخرى شعبية.. لم تكن أولهم، ولن تكون آخرهم، عميدة مراسلي البيت الأبيض السابقة، هيلين توماس، التي توفيت عام 2013، بعدما تصدرت لائحة معهد (سايمون ويزنتال) اليهودي في الولايات المتحدة، عمن وصفهم بأنهم (الأشخاص الذين تلفظوا بالعبارات الأكثر إساءة لليهود)، على خلفية مطالبتها اليهود بمغادرة إسرائيل والعودة إلى أوطانهم. أكدت هيلين، أن هناك مؤامرة يهودية في الولايات المتحدة، (ليست سرية بل علنية جدًا).. فلليهود نفوذًا على البيت الأبيض وعلى الكونجرس، (الجميع تحت تأثير اللوبي اليهودي الذي يموله أنصار أغنياء، بينهم أشخاص من هوليوود.. والأمر نفسه ينطبق على الأسواق المالية.. هناك سيطرة يهودية كاملة).. وطالبت اليهود بمغادرة إسرائيل والعودة إلى ألمانيا وبولندا وأمريكا، وغيرها من البلدان التي جاءوا منها.. وشددت على أن ما يحصل في فلسطين (غير عادل)، وقالت (أريد أن يفهم الناس لماذا الفلسطينيون غاضبون؟.. إنهم محاصرون ويعيشون في سجن مفتوح.. أقول للإسرائيليين أن يخرجوا من منازل الناس.. من غير المقبول أن يطرق جنود الباب عند الثالثة صباحًا ويقولون: هذا منزلي، ويُخرِجون الناس من بيوتهم التي عاشوا فيها منذ مئات السنين)!!.. بل ذهبت حد التأكيد بأن من صنع الإرهاب في الشرق الأوسط والعالم، هم الولايات المتحدة والإسرائيليون.. ولم تكن هيلين قد رأت ـ ولن ترى لأنها ماتت ـ ما يحدث الآن في قطاع غزة، من قتل وتدمير وتشريد، وصلت حد الإبادة لشعب صاحب حق وأرض، ارتكبت إسرائيل مجازر، لم يطرق فيها جنود الاحتلال أبواب المنازل، بل اقتلعت صواريخ الطائرات البيوت بمن فيها من البشر!!. لذلك، فمن العجب أن نجد لبنيامين نتنياهو عدة كتب، تناول فيها ما أسماها بقضايا (التطرف) و(الإرهاب)، وخصوصًا في كتابه (مكان بين الأمم) A Place Among the Nations، وكتابه (محاربة الإرهاب) Fighting Terrorism، حيث عرض من خلالهما رؤيته للتطرف والإرهاب العالمي، وربطهما بشكل مباشر بالإسلام السياسي والفكر (المتطرف)، الذي يهدد ـ وفقًا لرأيه ـ الأمن العالمي!!.. ففي كتابه (مكان بين الأمم)، يعرض نتنياهو رؤيته للصراع العربي الإسرائيلي، ويبرر سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، من خلال تصويرهم كتهديد أمني وجودي، رابطًا (التطرف) الفلسطيني بالمعارضة المستمرة لوجود دولة إسرائيل، وداعيًا إلى استخدام القوة للحفاظ على أمن إسرائيل، ضد ما يعتبره (قوى التطرف) التي تسعى إلى تدميرها.. كما يركز نتنياهو في الكتاب ذاته، على رفضه الشديد لاتفاقيات أوسلو الموقعة في 1993، بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، باعتبارها تمثل عنده تهديدًا لأمن الدولة الصهيونية ومكانتها في المنطقة، مُركزًا على أن أي تنازل عن الأراضي المحتلة للفلسطينيين ـ الضفة الغربية وقطاع غزة ـ يشكل خطرًا وجوديًا على الدولة اليهودية.. وعليه، فإنه متشدّد في رفضه (حل الدولتين)، الذي كان محور تفاهمات أوسلو، رغم تباين المفاهيم بخصوص هذا الحل.. ويعتبر هذا الكتاب بمثابة وثيقة تعكس أفكار نتنياهو اليمينية، ليس بخصوص فلسطين فحسب، بل هي تشمل مواقفه المعادية تجاه العالم العربي، وتحديدًا تجاه الأردن، ولبنان، والهضبة السورية، والقدس واللاجئين الفلسطينيين، وهي الأفكار التي تمثل اليوم أساس ائتلاف حكومته المتطرفة الراهنة. ●●● في كتابه (محاربة الإرهاب)، فإن نتنياهو يشدد على ضرورة التصدي للتطرف الإسلامي، الذي يراه مرتبطًا بعدة دول ومنظمات مثل: إيران وحزب الله وحماس، الأمر الذي يقتضي قيام تحالف عربي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة هذه الدول والقوى.. غير أن منتقديه ـ حتى من الغرب ـ كما يرى د. أسعد عبد الرحمن، يرون أن هذه الرؤية غالبًا ما تكون منحازة، حيث يربط التطرف بالدين الإسلامي بشكل عام!!.. كما أنهم يتهمونه بتجاهل الأسباب السياسية والاجتماعية التي تدفع البعض إلى (التطرف)، وبمراهنته فقط على الحلول العسكرية والأمني.. وبالإضافة إلى التركيز على الإرهاب الخارجي، يتناول نتنياهو الإرهاب داخل إسرائيل، لكنه يعزز فكرة أن الخطر الرئيس يأتي من الخارج، خصوصًا من الجماعات الإسلامية المتطرفة، داعيًا إلى مواجهة هذه التحديات بحزم. والحال كذلك، يُعد نتنياهو أحد أبرز الشخصيات السياسية الإسرائيلية في موضع الانتقاد عالميًا؛ نظرًا لتطرفه السياسي وتوجهاته القومية الشوفينية، التي انعكست بوضوح في استراتيجياته وممارساته خلال السنوات الأخيرة.. بل ان نتنياهو شكل، (لاعتبارات مصلحية بعضها انتهازي)، تحالفات مع قوى سياسية (أكثر) تطرفًا على الساحة الإسرائيلية، أبرزها حزبا بتسلئيل سموترتش، وإيتمار بن جفير، علمًا بأن هذين الاخيرين معروفان بتوجهاتهما المتطرفة ضد الفلسطينيين، وبدعواتهما إلى ضم كامل الضفة الغربية لإسرائيل وعودة الاستيطان الى غزة. نتنياهو، الطامح الأبدي للسلطة، دائمًا ما يبحث عن تحالفات سياسية لتشكيل حكوماته، ولا غرابة في كونه قد وفر (مظلة) سياسية لعديد الشخصيات الموسومة بالإرهاب، داخل إسرائيل وخارجها.. وعبر تحالفه معهم، ساهم نتنياهو في تطبيع أفكارهم المتطرفة في السياسة الإسرائيلية العامة، مما أدى إلى تعزيز الخطاب اليميني المتطرف داخل المجتمع الإسرائيلي، والذي هو، في الواقع، خطاب نتنياهو الحقيقي.. لذلك، كان دومًا له دور كبير في تقويض اتفاقيات/تفاهمات أوسلو، ورفض أي مفاوضات مع (السلطة الفلسطينية الإرهابية)!!، مع التوسع في بناء المستعمرات/ المستوطنات في الضفة الغربية، رافضًا، أي تسوية مع الفلسطينيين تستند إلى التنازل عن الأراضي.. هذا الفكر (الموروث عن والده) يقع في صلب استراتيجيته، وأصبح جزءًا ثابتًا في سياساته. وبموازاة سياساته اليمينية المتطرفة، يمكن القول، إن نتنياهو لم يكن مجرد زعيم متطرف، بل هو (المهندس) الذي جعل إسرائيل تمضي نحو تطرف أكبر، من خلال تعميق الفجوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولاحقًا عبر تحالفه مع سموترتش وبن جفير، الذي هو تحالف أيديولوجي المبتدئ والمنتهى، وليس مقتصرًا فقط على الاعتبارات الانتهازية لضمان صعوده وبقائه في قمة السلطة!!.. بل إن نتنياهو ـ من خلال ما ورد في كتبه وفي سياساته ـ يتبنى ويمتلك (مظلة) أيديولوجية متطرفة، ينضوي تحتها فكر ومواقف سموترتش وبن جفير وامثالهما.. اما الفارق الوحيد بينه وبينهما، فيكمن في أن منطلقهما (ديني ميسياني)، في حين ان منطلقه (قومي شوفيني)!!.. والحال كذلك، يجسد نتنياهو (طاقة الدفع) التي تزود (بارجة التطرف) الإسرائيلي المعاصر بالوقود.. والشاهد الأكيد على السُعار القومي اليميني لديه و(ثباته) على مقولاته الفاشية، يتجلى في كتبه ومحاضراته، سواء منذ شبابه المبكر أو في سياساته ومقارباته الراهنة. ●●● أخذ هذا الزعيم اليهودي الليكودي يعظ ويُنظر ويُوجه العالم الغربي حول مكافحة الإرهاب، ويُرهبهم من الإسلام القادم، فلبَّس ودلَّس، وإذا بالمغتصبين القتلة ـ وهم اليهود على أرض فلسطين ـ يُصبحون الضحية، والمدافعين عن أرضهم المسلوبة، وعرضهم المُنتهك الذين شُرِدوا ودُمِرت منازلهم فوق رؤوسهم وسكنوا العراء بلا مأوى، هم المتطرفون المجرمون !!.. وفي الفصول السبع لكتابه (محاربة الإرهاب)، ظل هاجسه الأول، ليس مقاومة الإرهاب حقًا، ولكن قمع كل مقاومة للاحتلال اليهودي، لكي يتحقق لهم الأمن الذي ينشدوه، مستفيدًا من كل جزئية من الأجواء المحلية والعالمية المهيأة أصلًا لاستقبال تلك الأفكار.. لقد سدد ضربته في الوقت المناسب، فوعظ وحدَّد وأمر وقرر ونفذ، لكي يحقق هدفه المرتجى.. فبيَّن الكاتب بكل وضوح، أنه نجح إلى حد كبير في (استغفال) الغرب وغيرهم، وسرب آراءه الخبيثة إلى الإدراك الغربي والأمريكي خصوصًا، بطرق يهودية يعرفها كل من يعرف اليهود ومكرهم وخبثهم.. إن الكتاب يستحق أن يُقرأ بعناية، لكي يكون الجميع على بينة مما يُخطط ويُدبر، لإجهاض المقاومة على أرض فلسطين.. ويحدد المعالم الحقيقية لمصطلح (محاربة الإرهاب).. وتكمن أهمية قراءة هذا الكتاب في هذا الوقت، لنرى مدى تحقيق الوصايا والفروض على العالم الغربي والولايات المتحدة، ونعرف من خلال فصوله السبع، من يقود المعركة؟.. وما هو المخطط؟.. ومتى نصل إلى نهاية المطاف؟.. وأين نقع في تلك المنظومة الجديدة ؟!. خلال فصول الكتاب السبعة، حرص نتنياهو على إبراز عدة أمور، هي: أن إسرائيل ضحية للإرهاب العربي منذ الأربعينات!.. أن الإرهاب الإسلامي يهدد العالم الآن.. أن العداء للغرب متأصل في ثقافة المسلمين.. ما يفعله الفلسطينيون هو إرهاب لا مقاومة، والذين يساندونهم يساندون الإرهاب.. ينبغي أن تتكاتف جميع الدول لتصفية المقاومة الفلسطينية وخنقها، وإلا ستدفع الثمن غاليًا إن تقاعست في ذلك!. في بداية كتابه، نجده يأخذ على الساسة الغربيين، أنهم لم يصدقون إلا متأخرًا جدًا (كلام اليهود)، الذين نبهوا منذ وقت مبكر إلى خطر الإرهاب الإسلامي، وأن هؤلاء الساسة لم يروا بوضوح حدود الإرهاب.. فيقول، (إن الإرهاب أخطر من الجريمة المنظمة، والإرهاب الإسلامي هو الأشد خطرًا من غيره، بل أشد من النازية والفاشية).. ويشرح تلك الجملة بقوله، ( الجريمة المنظمة التقليدية تستهدف تحقيق مزايا مالية، وهي تتجه إلى أطراف محددين، بينما الإرهاب الجديد له أهدافه السياسية المسكونة بدوافع أيديولوجية أو سياسية.. والإرهابيون في سبيل تحقيق مآربهم، يشنون هجومًا متعمدًا على أبرياء، لا يستطيعون في معظم الأحيان الاشتراك في الحرب، ولا يشاركون بصفة شخصية في أي نزاع).. ويقول، ( أما الأزمة مع الإسلام المُسلح، فتتمثل في أن له هدفًا غير منطقي، يسعى أتباعه لتحقيقه بأهداف غير منطقية)، فهؤلاء المسلمون يقدمون الحماس الأيديولوجي على الحياة ذاتها.. يقصد بذلك العمليات الجهادية التي ينفذها المقاومون على أرض فلسطين. بدأ نتنياهو كتابه بتوطئة، جاء فيها، (إن الإرهاب يمثل تهديدًا استراتيجيًا للسلام ولمستقبل دولة إسرائيل).. مشيرًا إلى أن حرب سيناء، وحرب 67 وحرب لبنان، حدثت بصورة مباشرة أو غير مباشرة، نتيجة للإرهاب العربي ضد إسرائيل!!.. ويقول، وعلى ذلك (يجب أن يصبح إضعاف الإرهاب العربي بصورة مستمرة إلى حد قمعه واقتلاع جذوره، هدفًا رئيسيًا في السياسة الإسرائيلية، وأية اتفاقية توقعها دولة إسرائيل مع العرب، يجب أن تكون موائمة لهذا الهدف، ويجب أن تؤدي إلى تقليل الإرهاب).. ويُحمِّل حزب العمل الإسرائيلي مسئولية الخطأ الذي ارتكبه، بتوقيعه الاتفاقيات مع منظمة التحرير في أوسلو، فيقول (هذه الاتفاقيات التي سلمت فيها هذه الحكومة مسئولية محاربة الإرهاب الفلسطيني لأباطرة هذا الإرهاب ـ ويقصد بذلك ياسر عرفات وسلطته ـ أدت بالضرورة إلى زيادة الإرهاب وإلغاء كل معنى للسلام).. ويضيف: أنه يجب أن يظهر أول تحويل في إعادة المسئولية الكاملة عن الصراع ضد الإرهاب إلى الجيش الإسرائيلي وأفرع الأمن الإسرائيلية، (يجب علينا أن نتذكر مبدءًا واحدًا، وهو: أننا لن نستطيع تعبئة قوى أخرى إذا لم نجند أنفسنا أولًا.. فلن يحارب أحد الإرهاب الموجه ضدنا، إذا لم نفعل ذلك أولًا، بأنفسنا وبكل قوانا.. وهذا الصراع سيمهد الطريق أيضًا لقيام سلام حقيقي بيننا وبين الفلسطينيين، وكذلك بيننا وبين باقي الأطراف في العالم المهدد هو الآخر بداء الإرهاب).. وهنا يؤكد د. مراد عزت، أنه السلام بمفهوم نتنياهو القائم على الردع.. فمن أقواله في كتاب آخر، عن الإرهاب ومفهومه عن السلام، (أؤمن بالسلام القائم على الخوف من الردع).. ويضيف، (كلما ارتسمت إسرائيل في أعين العرب وظهرت بمظهر أقوى، كلما قبل العرب ووافقوا على إبرام سلام حقيقي وصادق معها.. أما كلما ظهرت بمظهر الضعف والتردد والتوجس، كلما ازدادت فرص نشوب الحرب.. إن إسرائيل تملك كل المعطيات والمواهب والأفراد لكي تنجح في هذا الصراع الحيوي، وهي لا تحتاج إلا للقرار الشجاع برفض قبول الإرهاب الطائش، كحقيقة ثابتة في حياتنا.. وأن تحاربه حرب إبادة). ●●● ويبدأ نتنياهو حديثه في مقدمة كتابه بقوله، لقد عاد الإرهاب.. (إن الإرهاب من شأنه أن يُنزِل ضربات الآن في قلب أمريكا)، مع العلم أن الكتاب صدر عام 1996.. ويقول، (على مدى سنوات طويلة من حياتي، اشتركت في الصراع ضد الإرهاب:عندما كنت جنديًا في وحدة خاصة بالجيش الإسرائيلي.. وبعد ذلك كواحد من مؤسسي معهد تخصص في بحث الإرهاب.. وبعد ذلك كدبلوماسي حاول توحيد الشعوب الحرة.. وفي جهد إعلامي ودبلوماسي واسع، هدفه القضاء على الإرهاب الدولي.. ويقول، لقد ألفت كتابًا عام 1986بعنوان (الإرهاب: كيف يمكن للغرب أن ينتصر؟)، اقترحت فيه استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب الدولي، وتبنت الولايات المتحدة الكثير من المبادئ التي وردت في ذلك الكتاب.. ثم يُحذر من الجهاد الإسلامي ضد الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك يُحذر الولايات المتحدة من هدم مباني كاملة!!.. ويضيف، إن محاربة الإرهاب ليست (أحد الخيارات السياسية)، إنها شرط ولا بد منه لبقاء المجتمعات الديمقراطية وحرياتها، ويقول، سنحاول في هذا الكتاب أن نوضح كيف يمكن الانتصار في هذه المعركة. حرص نتنياهو في الفصل الأول من الكاتب، على أن يبين خطر (وباء الإرهاب المحلي)، بكلام لا يُختلف عليه في تبيان خطر الإرهاب وفظاعته، وهو نموذج للحق الذي يراد به باطل، ويوحي للقارئ أن الكيان اليهودي ( إسرائيل)، دولة مغلوبة على أمرها مستهدفة من الإرهابيين، كما هو الغرب المستهدف.. يقول، ( الإرهاب يمثل عدوانًا متعمدًا ومنهجيًا على مواطنين، من أجل إشاعة الخوف، لتحقيق هجوم متعمد على أبرياء، لا يستطيعون في معظم الأحيان الاشتراك في الحرب، ولا يشاركون بصفة شخصية في أي نزاع).. وهنا، نسأل نتنياهو: ما رأيك في مذبحة جنين ونابلس ومخيم طولكرم ومخيم خان يونس وغيرها الكثير الكثير؟.. وماذا نسمي ما حصل في مدرسة بحر البقر في مصر؟.. وماذا نسمي مذبحة قانا بلبنان؟.. وماذا نسمي ما حصل في مذبحة صبرا وشاتيلا؟.. وماذا نسمي حرب الإبادة اليومية والمستمرة على شعب أعزل في قطاع غزة؟.. وماذا نقول حين تُوضع الألغام في طريق طلبة المدارس؟.. ألا يُعد هذا إرهابًا.. والجواب، أننا نشهد ونقر لك، بأنك صهيوني حتى النخاع.. فبراعتك في تلبيس الحقائق، وفنك في تشويه التاريخ، ليشهد بأنك صهيوني أصيل!!.. ويضيف في موضع آخر من الكتاب، (يجب أن نقول ونكرر لمواطني المجتمعات الحرة، بأن الإرهابيين حيوانات مفترسة متوحشة، ويجب معاملتهم تبعًا لذلك)!!. وفي الفصل الثاني من الكتاب، وتحت عنوان (مسألة حريات المواطن)، حمَّل نتنياهو الأنظمة الديمقراطية مسئولية التردد في العمل ضد الإرهاب ـ حسب الرؤية التي خطها ـ ويقول، (فليس هناك من خيار سوى تبني موقف إيجابي ضد الإرهاب)، ودعا إلى مراجعة شاملة للحريات في الديمقراطية الغربية، والتي قد يتنامى في ظل قوانينها الإرهاب المحلي والعالمي، وفي مقدمتها حرية التعبير والعبادة.. ويُحمِّل الولايات المتحدة مسئولية السماح للشيخ الضرير، عمر عبد الرحمن ـ وهو أحد قادة الجماعة الإسلامية ـ من دخول أمريكا، والذي استغل حق الهجرة وحرية التعبير وحرية العبادة، في الدعوة لارتكاب القتل.. ويضيف، أن تلك الحقوق لم تُسحب إلا بعد أن قتل أعوان الشيخ عمر عبد الرحمن خمسة أشخاص وأصابوا مئات آخرين بجراح في المركز التجاري العالمي في مانهاتن.. لذلك، فقد دعا نتنياهو الولايات المتحدة إلى تعديل الدستور الأمريكي، بما يتمشى مع الإجراءات الصارمة ضد الإرهاب، التي اتخذتها بريطانيا وألمانيا ودولًا ديمقراطية أوروبية أخرى.. كما طالب بعدم تقييد الحريات للجهات الرسمية الملاحقة للإرهاب، وإعطائها حقوق واسعة وصلاحيات غير محدودة، حيث الظروف الحالية تستدعي هذا التوسع، وأن على القضاء الأمريكي التمييز بين الظروف الطبيعية لأيام السلم، وبين الظروف التي يكون فيها أمن المواطنين الأمريكيين مهددًا بالعنف المُنظم.. وقد مهد نتنياهو، في الفصل الثاني لكتابه، لمطلب في غاية الخطورة، ألا وهو مطالبة الدول الغربية بالتدخل لقمع أنشطة المسلمين المتعاطفين مع المقاومة الفلسطينية، فهذه عنده أنشطة إرهابية، أما جمع الأموال للمستوطنين ولمشروع طرد الفلسطينيين من بيوتهم وهدم المسجد الأقصى وإقامة المعبد المزعوم، هذه كلها ليست أنشطة إرهابية ولكنها إنسانية وخيرية!!. ●●● وتحت عنوان (نجاحات ضد الإرهاب الدولي)، جاء الفصل الثالث، الذي يقول فيه نتنياهو، إنه في سنة 1979، نظم هو وزملاءه أحد المؤتمرات الأولى التي اهتمت بالإرهاب الدولي، (في ذلك الوقت، كان لا يزال هناك الكثيرون الذين لم يعترفوا بأن هناك شيء يمكن وصفه بأنه إرهاب دولي).. ويضيف (كان الكثيرون من الصحفيين الذين حضروا المؤتمر، وكذلك بعض المشاركين على اقتناع في ذلك الوقت، بأن مساندة الدول للإرهاب تمثل ظاهرة ثانوية، وأن الإرهاب يكمن بشكل عام في ظروف إجماعية، أحدثت عنفًا تلقائيًا).. ويشرح، أنه في أول مؤتمر دولي عن الإرهاب، والذي عقده (معهد جوناثان) في القدس عام 1979، تقرر بأن الإرهاب أصبح شكلًا من أشكال الحرب السياسية التي تشنها أنظمة دكتاتورية ضد الأنظمة الديمقراطية في الغرب، وقدم المشاركون في المؤتمر، ومن بينهم السناتور هنري جاكسون، وجورج بوش، والذي كان في ذلك الوقت مرشح للرئاسة في الولايات المتحدة، أدلة على المشاركة المباشرة من الكتلة الشرقية والأنظمة العربية في نشر الإرهاب في العام.. تلك الاكتشافات قوبلت بمعارضة شديدة من الصحفيين وغيرهم في مؤتمره الأول، والذي كانت الفكرة أكبر من تصورهم، بأن الإرهاب حرب متعمدة تشنها دول ومنظمات دولية. وفي المؤتمر الثاني الذي عقده (معهد جوناثان) في واشنطن عام 1984، قال نتنياهو، إنه دعا المشاركون، ومن بينهم شخصيات بارزة في السياسة الأمريكية، لفرض عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية، ضد الدول التي تساعد الإرهاب.. ويقول إنه دون مناقشات المؤتمر في كتاب بعنوان ( الإرهاب: كيف يمكن للغرب أن ينتصر).. ويكتب عن نفسه بأنه (ومنذ بداية اشتراكي في معهد جوناثان، وبعد ذلك في مناصبي الدبلوماسية، كنت مقتنعًا بأن السبيل إلى تصفية الإرهاب الدولي، يكمن في وقوف الولايات المتحدة في مقدمة الصراع، وأن تجر هذه القيادة الأمريكية من ورائها دول العالم الحر، كما يجر قطار قوي وراءه بقية عربات القطار.. ولكن، لم يكن من السهل والبساطة بالمرة تغيير أفكار وآراء واضعي السياسة الأمريكية في هذا الموضوع).. وحيث أن الرأي السائد في الولايات المتحدة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، هو أن الإرهاب كان نتيجة لقمع سياسي واجتماعي.. فقد كان الاستنتاج المحتمل النابع من ذلك، أنه لن يكون من الممكن القضاء أولًا على الظروف التي خلقته.. ورفضت أنا وزملائي هذا الرأي رفضًا قاطعًا، وكنا نؤمن بأن الموقف الأمريكي ليس منقوشًا على حجر، ويمكن تغييره، عن طريق بذل جهد نشط.. وقد لعبت إسرائيل دورًا هامًا في إقناع الولايات المتحدة بأنه يتعين عليها تبني هذا الموقف). ويقول، كان من الأوائل المؤيدين لاتباع سياسة أمريكية إيجابية ضد الإرهاب الدولي، وزير الخارجية جورج شولتس، وأنه أول من اقترح نقل الحرب ضد الإرهابيين إلى قواعدهم في الخارج وإلى الدول المساندة لهم.. ومن أهم النجاحات، عقد الولايات المتحدة سنة 1987، مؤتمر قمة لزعماء الدول الغربية في طوكيو، واتخذت فيه قرارات حازمة لاتباع الدول الغربية سياسة الدفاع الإيجابي ضد الإرهاب الدولي.. ومن النجاحات التي يقررها نتنياهز، أنه، وفي سنة 1987 أصدر الكونجرس الأمريكي أشد قانون مناهض للإرهاب، وأمر بإغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد نص القانون على أن (منظمة التحرير الفلسطينية تعتبر منظمة إرهابية، تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها).. وهكذا نجح اللوبي اليهودي الصهيوني في الولايات المتحدة من فرض هيمنته وإملاء وصاياه على السياسة الأمريكية، وإقناع الأمريكيين بأن المقاومة الفلسطينية ليست سوى جزءًا من تلك المؤامرة الإرهابية الدولية المزعومة!!. وتحدث نتنياهو عن (ظهور الإسلام المسلح وبروزه)، إذ بدأ الفصل الرابع بقوله،(إن ردع العنف الإرهابي يتطلب يقظة دائمة، شأنه في ذلك شأن النضال ضد أي نوع من أنواع العنف.. واعتبر أن الأحزاب السياسية الإسلامية قد احتلت مكان الشيوعية والفاشية، وأن كراهية المسلمين للغرب أصيلة، ومن العبارات الخبيثة التي أوردها قوله، (إن دعاة التطرف الإسلامي والقومية العربية لا يكرهون الغرب بسبب تأييده لإسرائيل، وإنما يكرهون إسرائيل بسبب الغرب، أي بسبب أنها واجهة للحضارة والديمقراطية الغربية!.. وهي إشارة أراد بها أن يوحي للغربيين، أن الكيان اليهودي يدفع الكثير لقاء انتمائه للغرب!!.. ولم يكتفي بذلك، بل وسع دائرة التحريض والدس، فوجه أسهم الاتهام للمسلمين المقيمين في العالم الغربي، وقال (إن أنشطتهم ليست سوى مراكز للإسلام الحربي، وأن جموعهم تعد جسرًا للإرهاب وامتدادًا له). ●●● ويؤكد في الفصل الخامس، أن أكبر دعم وأهم تعزيز تلقاه الإرهاب الإسلامي، هو قيام الحكم الذاتي برئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، في أعقاب اتفاقات أوسلو التي تم التوصل إليها منذ عام 1993، بين إسرائيل ومنظمة التحرير.. ثم بين بأكاذيب واضحة، أن احتلال اليهود لقطاع غزة في حرب 1967، ساهم في إخراج القطاع من حالة التخلف في التنمية حيث ـ كما يصف ـ استطاع أن يرفع من اقتصاد القطاع نموًا وازدهارًا 400%!!، وهل بعد هذا الكذب كذب.. فالناظر لأحوال أهل غزة يعرف ما كانوا فيه!.. وركز في حديثه على المخيمات الفلسطينية داخل القطاع، ومحاولتهم إزالتها، لأنها تغذي وتنمي الكراهية ضد إسرائيل، على حد وصفه.. ويصف قطاع غزة بأنها (تاريخ يهودي ثري)، وتلك دلالة واضحة على عدم رغبته التفريط فيه.. يقول، إن اتفاق غزة أعطى المنظمات الإرهابية الفلسطينية (حفلة) قتل واغتيالات لا مثيل لها ضد إسرائيل!!.. ولخص هذا الفصل بقوله، أنه باتفاق غزة الذي أبرمته حكومة حزب العمل، أقامت هذه الحكومة بأم يديها، المكان الوحيد في العالم الذي تتوفر فيه للإرهابيين الإسلاميين الحصانة ضد الانتقام الإسرائيلي!!. ويتناول نتنياهو (شبح الإرهاب النووي)، عندما بدأ الفصل السادس من كتابه، بهجوم شامل على كل القوى الإسلامية وخطورة امتلاكها للأسلحة النووية، التي تهدد ـ على حد زعمه ـ الغرب.. وحذر الولايات المتحدة من هجمات انتحارية، وهي كما يقول (الظاهرة التي لم ينسها الأمريكيون إطلاقًا من طياري الكاميكازي اليابانيين في الحرب العالمية الثانية)، وتلك محاولة ناجحة لإثارة مشاعر الأمريكيين!!.. ثم يضيف، أنه لم يعد هناك خيار اليوم سوى الوقوف بصورة واقعية، لمواجهة احتمال امتلاك الدول العربية العدوانية بالشرق الأوسط سلاح نووي في المستقبل القريب.. ويصف التجمعات الإسلامية في الغرب، بأنها مسلحة.. ويقول بالنص (يمكن أن تظهر فجأة في أي مكان بالمستنقعات الإسلامية المسلحة في كافة أنحاء الغرب)، محذرًا من وجود قوة إسلامية نووية في تلك التجمعات. ما الذي ينبغي عمله؟.. سؤال طرحه نتنياهو في الفصل السابع، وفيه يصل إلى بيت القصيد.. مُجيبًا على السؤال، بقوله، إنه لا بد من أمرين في البداية لمحاربة الإرهاب: الأول، فهم نوعية هذا التهديد وطابعه.. والثاني، العلم بأنه من الممكن القضاء عليه.. ويشير إلى أن كتابه هذا، يعد بمثابة دعوة للقيام بعمليات، إذا ما نُفِذَت بقرار صلد وبإصرار عليها، فإنها سوف تزيل هذا التهديد.. وبدأ يُورِد سلسلة من الوسائل، التي يمكن للأنظمة الديمقراطية اتخاذها للقضاء، على الإرهاب وإبادته، وهنا، (بدأ الشيطان يعظ!!).. كيف؟. بدأ نتنياهو يُطالب بفرض عقوبات (المقاطعة والحصار) على موردي التقنية النووية للدول الإرهابية.. فرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية على الدول الإرهابية ذاتها.. محاربة وتحييد جيوب الإرهاب، كحماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وكشمير، وغيرها.. تجميد ثروات الدول الإرهابية المودعة بالغرب، وأن يشمل التجميد ثروات المنظمات الإسلامية العربية، التي تودع أموالها في الولايات المتحدة والغرب.. التعاون الاستخباراتي، وأن تُرفع القيود على تلك المعلومات، ليتسنى ضرب المواقع الإرهابية في العالم.. إدخال تغييرات على القوانين والتشريعات، تُمكِّن من متابعة والقيام بعمليات أكثر شمولية، ضد المنظمات المحرضة على العنف، وذلك بإعادة النظر في الوسائل القانونية التي تنظم عملية مكافحة الإرهاب، وإعطاءها صلاحيات أوسع من غير حدود. ذلك باعتبار، أن جمع الأموال وتحويلها إلى منظمات إرهابية، خروجًا عن القانون وجريمة يُعاقب عليها، ويُحِذر من صناديق الزكاة في العالم الإسلامي والغربي.. السماح بالتحقيق مع الجماعات التي تنادي بالإرهاب، ويقصد بذلك كل الجماعات الإسلامية والأفراد.. تخفيف الشروط لتنفيذ الاعتقالات بدون أمر محكمة.. وضع قيود على حق الاحتفاظ بسلاح.. تشديد قوانين الهجرة، يقول، (فمن المعروف جيدًا حاليًا، أن إرهابيين من الشرق الأوسط حولوا الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا ودولًا أخرى، إلى بلاد بلا مأوى بسبب قوانين الهجرة الضعيفة فيها.. كذلك طالب بالمطاردة الإيجابية للإرهابيين، بمعنى أن تترادف الصلاحيات القضائية مع السلطة التنفيذية وأجهزة الأمن، وأن يكون الهدف الأول اقتلاع المنظمات الإرهابية من جذورها.. مع عدم الإفراج عن الإرهابيين المسجونين، ورفض الإفراج عن إرهابيين أُدينوا بصورة قانونية من السجون.. ويصف الكيان اليهودي بأنها الدولة الرائدة في السياسة المناهضة للإرهاب.. تدريب قوات خاصة لمكافحة الإرهاب، وتحديث العناية بتدريب وتأصيل وحدات خاصة، تُجهز بأسلحة حديثة ومتطورة لمحاربة الإرهاب.. ويقول، لقد حققت إسرائيل في هذا المجال نجاحات مثيرة.. تعليم الشعب معارضة الإرهاب، من خلال إبراز الجانب غير الأخلاقي في أساليبهم، وأن الإرهابي له طبيعة قاسية ووحشية. وبهذه التوصيات والقرارات، أنهى بنيامين نتنياهو كتابه (محاربة الإرهاب)، التي أخذ بها ونفذ معظمها، سواء عن طريق ما يسمى بالنظام العالمي الجديد، والقرارات الصادرة من الأمم المتحدة، أو فرض تلك الوصايا بالقوة، كما هو الحال الذي نعيشه. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store