أحدث الأخبار مع #معهدعلومالأعصاب


زاوية
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- زاوية
مدينة برجيل الطبية تُطلق وحدة مُتطورة لمراقبة الصرع لتعزيز الرعاية المُتخصصة للمرضى في الدولة
أطلقت مدينة برجيل الطبية ، المنشأة الطبية الرائدة لشركة برجيل القابضة في أبوظبي ، وحدة مُتطورة لمراقبة الصرع (EMU) ضمن معهد علوم الأعصاب التابع لها، مُعززةً بذلك مهمتها في توفير رعاية شاملة ومُتخصصة للأفراد المُصابين بهذه الحالة العصبية، وبصفتها واحدة من الوحدات المُتخصصة القليلة من نوعها في دولة الإمارات، تهدف وحدة مراقبة الصرع إلى تعزيز تشخيص وإدارة حالات الصرع لجميع المرضى في أنحاء الدولة. وتم إطلاق الوحدة بحضور الدكتور مجتبى علي خان الرئيس التنفيذي لمدينة برجيل الطبية والدكتور محمد فتيان المدير الطبي. وقال السيد جون سونيل الرئيس التنفيذي لبرجيل القابضة:" يؤثر الصرع على ملايين الأشخاص حول العالم، ويترك آثارًا بالغة على المرضى وعائلاتهم، ويُعد إطلاق وحدة مراقبة الصرع لدينا خطوةً هامةً نحو تقديم رعاية عالية الجودة تُركز على المريض، وقد أنشأنا وحدة مراقبة الصرع برؤيةٍ تهدف إلى خدمة المرضى الباحثين عن العلاج بتعاطفٍ وخبرةٍ طبية عالمية وتكنولوجيا متطورة". وتتولى وحدة مراقبة الصرع، بقيادة الدكتور ناجي رياشي، استشاري طب الأعصاب في معهد علوم الأعصاب بمدينة برجيل الطبية في أبوظبي، مسؤولية إدارة حالات المرضى البالغين والأطفال على حدٍ سواء، وتتميز الوحدة بنظام مراقبة متقدم لتخطيط كهربية الدماغ (EEG) بالفيديو، يجمع بين تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ مع تسجيل فيديو مستمر لمراقبة سلوك المريض أثناء النوبات، حيث تلعب هذه التقنية دورًا حاسمًا في فهم نشاط النوبات، وتأكيد نوع الصرع أو اضطراب النوبات، واستبعاد الحالات التي تُحاكي الصرع، كما تدعم التشخيص الدقيق، وتتيح للأطباء تحديد ما إذا كان المرضى الذين يعانون من نوباتٍ غير مُسيطر عليها مؤهلين للتدخل الجراحي. وأوضح الدكتور ناجي رياشي، أن هذه الوحدة تُمكن الفريق الطبي من تقييم المرضى بدقة وتركيز، فمن خلال مراقبة المرضى لفترات طويلة، يُمكنهم التأكد مما إذا كانوا يُعانون بالفعل من الصرع أم هي حالة أخرى تُحاكي الصرع، مما يُوفر لهم ولعائلاتهم الوضوح والطمأنينة، ويُجنّبهم اللجوء إلى علاجات غير ضرورية، أما بالنسبة لمن يُعانون من الصرع المُقاوم للأدوية، فيتوفر الآن في مدينة برجيل الطبية الأدوات اللازمة لتقييم أهليتهم للعلاج الجراحي الذي قد يُغيّر حياتهم. مع إطلاق هذه الوحدة المُتخصصة، تعزز مدينة برجيل الطبية مكانتها كمركز رائد في مجال الرعاية العصبية المُتقدمة في المنطقة، تُمثّل وحدة مراقبة الصرع EMU خطوةً حيويةً في سد فجوة العلاج لمرضى الصرع في دولة الإمارات، من خلال تقديم رعاية مُتخصصة وفي الوقت المُناسب أقرب إلى الوطن. -انتهى-


صحيفة الخليج
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- صحيفة الخليج
أبحاث «التصلب اللويحي» تمنح أمريكياً وإيطالياً «أوسكار العلوم»
حصل طبيب الأعصاب الأمريكي ستيفن هاوزر، وخبير الأوبئة الإيطالي ألبرتو أسكيريو، السبت، على جائزة «بريكثرو»، وهي بمثابة «أوسكار العلوم»، عن أبحاثهما في شأن التصلب المتعدد (التصلب اللويحي)، وهو مرض تنكسي عصبي يصيب نحو 3 ملايين شخص في العالم. وأحدثت الدراسات التي أجراها كل من هاوزر وأشيريو طوال عقود تطوراً ثورياً في ما يتعلق بهذا المرض المناعي الذاتي الذي اعتبر لزمن طويل لغزاً. وتمكّنا من توسيع المعرفة بهذا المرض وتوفير معطيات جديدة عنه؛ إذ أضاء أحدهما على المقاومة المناعية له من بدايته، فاتحاً الطريق أمام علاجات، فيما بيّن الآخر ارتباط المرض بفيروس. ويروي ستيفن هاوزر لوكالة «فرانس برس» أن القصة بدأت قبل أكثر من 45 عاماً باللقاء مع مريضة تدعى أندريا، «وهي امرأة شابة موهوبة جداً، كانت محامية تعمل في البيت الأبيض». إلاّ أن «مرض التصلب المتعدد ظهر لديها بشكل مفاجئ ودمّر حياتها وأنها لم تكن قادرة على الكلام، مشلولة في جانبها الأيمن، لا تستطيع البلع، وكانت ستفقد قريباً القدرة على التنفس من دون مساعدة». وما كان من الطبيب الذي كان يبلغ وقتها السابعة والعشرين، إلاّ أن قرّر أن يكرس حياته لهذا المرض. ويضيف الباحث البالغ حالياً الرابعة والسبعين ويتولى إدارة معهد علوم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو (UCSF)، «في ذلك الوقت، لم يكن لدينا علاج لمرض التصلب المتعدد، وكان التشاؤم سائداً في شأن إمكان التوصل إلى واحد». وكان المعروف حينها أن هذا المرض الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويسبب اضطرابات حركية وإدراكية معوقة، ناجم عن فرط نشاط الجهاز المناعي. لكن العلماء كانوا يعتقدون أن الخلايا اللمفاوية التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، هي السبب الوحيد للإصابة به. وأعاد ستيفن هاوزر النظر في هذه الفرضية، ومن خلال إجراء أبحاث مع زملائه على قرود المارموسيت (قرود القشة)، تمكّن من إعادة إنتاج آفات عصبية مطابقة لتلك التي تُسجَّل لدى البشر، وذلك بفضل فكرة أحد زملائه لدراسة دور الخلايا اللمفاوية البائية، وهي نوع آخر من خلايا الدم البيضاء. غير أن الهيئة الأمريكية المسؤولة عن الأبحاث الطبية أجابت الباحثين بأن هذا الاستنتاج «غير محتمل بيولوجياً»، ورفضت طلبهم الحصول على تمويل للتجارب السريرية. مع ذلك، تمكّن ستيفن هاوزر وفريقه المقتنعون بفكرتهم، من تحقيقها بفضل دعم شركة «جينينتيك» لصناعة الأدوية. وفي صيف عام 2006، ظهرت النتائج، وتبيّن أن الأدوية التي أعطيت للمرضى واستهدفت الخلايا الليمفاوية البائية أدّت إلى «انخفاض مذهل بأكثر من 90 في المئة في الالتهاب الدماغي». وفتح هذا التطوّر الثوري الطريق لإنتاج أدوية تبطئ تقدّم المرض لدى الكثير من المرضى، لكنه أثار أيضاً أسئلة كثيرة أخرى، من بينها آلية عمل خلايا الدم البيضاء ضد الجسم. وكان هذا السؤال محور أبحاث الدكتور ألبرتو أسكيريو الذي أصبح اليوم أستاذاً في جامعة هارفارد، وأجرى أبحاثاً في شأن تفشي حالات التصلب المتعدد في النصف الشمالي للكرة الأرضية. ويشرح أسكيريو لـ «فرانس برس» أن «التوزيع الجغرافي لحالات التصلب المتعدد لافت جداً»، ملاحظاً أن المرض «نادر جداً في البلدان الاستوائية وتلك القريبة من خط الاستواء». وفي سعيه إلى معرفة أسباب هذا التفاوت، طرح الباحث الإيطالي احتمال وجود فيروس وراء المرض، وهي نظرية ثبتت صحتها لاحقاً. وبعد متابعته وفريقه لأكثر من 20 عاماً ملايين الشباب الذين التحقوا بالجيش الأمريكي، أكدوا عام 2022 الارتباط بين التصلب المتعدد وفيروس إبستين بار الشائع والمسؤول عن مرض آخر معروف هو التهاب الغدة النكفية المعدي. ويوضح ألبرتو أسكيريو (72 عاماً) أن «معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس إبستين بار لن يصابوا أبداً بالتصلب المتعدد، إلا أن المرض يحدث فقط لدى الأفراد الذين أصيبوا بالفيروس أولاً». وبالتالي، فإن الإصابة بالفيروس شرط ضروري لكنها لا تفسر وحدها ظهور المرض. ويحيي هذا الاكتشاف الآمال في ابتكار أدوية جديدة وسبل للوقاية من المرض، علماً أن علاج التصلب المتعدد لا يزال غير ممكن، والأدوية التي تُبطئ تقدمه ليست فاعلة لدى جميع المصابين. ومن شأن هذا التقدم أن يفيد أيضاً أمراضاً أخرى. ويقول ألبرتو أسكيريو: «نحاول توسيع نطاق بحثنا لدراسة دور العدوى الفيروسية في أمراض عصبية تنكسية أخرى، كمرض الزهايمر أو التصلب الجانبي الضموري (المعروف بداء لو غيريغ)». ومع أن هذا الرابط لا يزال نظرياً، ثمة «عناصر» تبيّن وجوده.


وهج الخليج
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- وهج الخليج
"أوسكار العلوم" لأميركي وإيطالي عن أبحاث التصلب المتعدد
وهج الخليج – وكالات حصل طبيب الأعصاب الأمريكي ستيفن هاوزر وخبير الأوبئة الإيطالي ألبرتو أسكيريو السبت على جائزة 'بريكثرو' Breakthrough Prize، وهي بمثابة 'أوسكار العلوم'، عن أبحاثهما في شأن التصلب المتعدد (التصلب اللويحي)، وهو مرض تنكسي عصبي يطال نحو ثلاثة ملايين شخص في العالم. وأحدثت الدراسات التي أجراها كل من هاوزر وأشيريو طوال عقود تطورا ثوريا في ما يتعلق بهذا المرض المناعي الذاتي الذي اعتبر لزمن طويل لغزا. وتمكّنا من توسيع المعرفة بهذا المرض وتوفير معطيات جديدة عنه، إذ أضاء أحدهما على المقاومة المناعية له من بدايته، فاتحا الطريق أمام علاجات، فيما بيّن الآخر ارتباط المرض بفيروس. ويروي هاوزر في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أن القصة بدأت قبل أكثر من 45 عاما باللقاء مع مريضة تدعى أندريا، 'وهي امرأة شابة موهوبة جدا، كانت محامية تعمل في البيت الأبيض'. إلاّ أن 'مرض التصلب المتعدد ظهر لديها بشكل مفاجئ ودمّر حياتها'، بحسب هاوزر الذي يتذكّر أنها 'لم تكن قادرة على الكلام، مشلولة في جانبها الأيمن، لا تستطيع البلع، وكانت ستفقد قريبا القدرة على التنفس من دون مساعدة'. وشعر الأميركي بأنه 'الأمر الأكثر ظلما' الذي صادفه في مجال الطب. وما كان من الطبيب الذي كان يبلغ وقتها السابعة والعشرين، إلاّ أن قرر أن يكرس حياته لهذا المرض. ـ 'غير محتمل بيولوجيا' ويضيف الباحث البالغ حاليا الرابعة السبعين ويتولى إدارة معهد علوم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو (UCSF) 'في ذلك الوقت، لم يكن لدينا علاج لمرض التصلب المتعدد، وكان التشاؤم سائدا في شأن إمكان التوصل إلى واحد'. وكان المعروف حينها أن هذا المرض الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويسبب اضطرابات حركية وإدراكية معوقة، ناجم عن فرط نشاط الجهاز المناعي. لكن العلماء كانوا يعتقدون أن الخلايا اللمفاوية التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، هي السبب الوحيد للإصابة به. لكنّ هاوزر أعاد النظر في هذه الفرضية. ومن خلال إجراء أبحاث مع زملائه على قرود المارموسيت (قرود القشة)، تمكن من إعادة إنتاج آفات عصبية مطابقة لتلك التي تُسجَّل لدى البشر، وذلك بفضل فكرة أحد زملائه لدراسة دور الخلايا اللمفاوية البائية، وهي نوع آخر من خلايا الدم البيضاء. غير إن الهيئة الأميركية المسؤولة عن الأبحاث الطبية أجابت الباحثين بأن هذا الاستنتاج 'غير محتمل بيولوجيا'، ورفضت طلبهم الحصول على تمويل للتجارب السريرية. مع ذلك، تمكّن هاوزر وفريقه المقتنعون بفكرتهم، من تحقيقها بفضل دعم شركة 'جينينتيك' لصناعة الأدوية. وفي صيف عام 2006، ظهرت النتائج، وتبيّن أن الأدوية التي أعطيت للمرضى واستهدفت الخلايا الليمفاوية البائية أدّت إلى 'انخفاض مذهل بأكثر من 90 في المئة في الالتهاب الدماغي'. وفتح هذا التطوّر الثوري الطريق لإنتاج أدوية تبطئ تقدّم المرض لدى الكثير من المرضى، لكنه أثار أيضا أسئلة كثيرة أخرى، من بينها آلية عمل خلايا الدم البيضاء ضد الجسم. – مرض النصف الشمالي للكرة الأرضية كان هذا السؤال محور أبحاث الدكتور ألبرتو أسكيريو الذي أصبح اليوم أستاذا في جامعة هارفارد، وأجرى أبحاثا في شأن تفشي حالات التصلب المتعدد في النصف الشمالي للكرة الأرضية. ويشرح أسكيريو لفرانس برس أن 'التوزيع الجغرافي لحالات التصلب المتعدد لافت جدا'، ملاحظا أن المرض 'نادر جدا في البلدان الاستوائية وتلك القريبة من خط الاستواء'. وفي سعيه إلى معرفة أسباب هذا التفاوت، طرح الباحث الإيطالي احتمال وجود فيروس وراء المرض، وهي نظرية ثبتت صحتها لاحقا. فبعد متابعته وفريقه لأكثر من 20 عاما ملايين الشباب الذين التحقوا بالجيش الأميركي، أكدوا عام 2022 الارتباط بين التصلب المتعدد وفيروس إبستين بار الشائع والمسؤول عن مرض آخر معروف هو التهاب الغدة النكفية المعدي. ويوضح أسكيريو (72 عاما) أن 'معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس إبستين بار لن يصابوا أبدا بالتصلب المتعدد (…) إلا أن المرض يحدث فقط لدى الأفراد الذين أصيبوا بالفيروس أولا'. وبالتالي، فإن الإصابة بالفيروس شرط ضروري لكنها لا تفسر وحدها ظهور المرض. ويحيي هذا الاكتشاف الآمال في ابتكار أدوية جديدة وسبل للوقاية من المرض، علما أن علاج التصلب المتعدد لا يزال غير ممكن، والأدوية التي تُبطئ تقدمه ليست فاعلة لدى جميع المصابين. ومن شأن هذا التقدم أن يفيد أيضا أمراضا أخرى. ويقول أسكيريو 'نحاول الآن توسيع نطاق بحثنا لدراسة دور العدوى الفيروسية في أمراض عصبية تنكسية أخرى، كمرض الزهايمر أو التصلب الجانبي الضموري (المعروف بداء لو غيريغ)'. ومع أن هذا الرابط لا يزال نظريا، ثمة 'عناصر' تبيّن وجوده، بحسب ما يؤكد. مقالات ذات صلة


وهج الخليج
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- وهج الخليج
'أوسكار العلوم' لأميركي وإيطالي عن أبحاث التصلب المتعدد
وهج الخليج – وكالات حصل طبيب الأعصاب الأمريكي ستيفن هاوزر وخبير الأوبئة الإيطالي ألبرتو أسكيريو السبت على جائزة 'بريكثرو' Breakthrough Prize، وهي بمثابة 'أوسكار العلوم'، عن أبحاثهما في شأن التصلب المتعدد (التصلب اللويحي)، وهو مرض تنكسي عصبي يطال نحو ثلاثة ملايين شخص في العالم. وأحدثت الدراسات التي أجراها كل من هاوزر وأشيريو طوال عقود تطورا ثوريا في ما يتعلق بهذا المرض المناعي الذاتي الذي اعتبر لزمن طويل لغزا. وتمكّنا من توسيع المعرفة بهذا المرض وتوفير معطيات جديدة عنه، إذ أضاء أحدهما على المقاومة المناعية له من بدايته، فاتحا الطريق أمام علاجات، فيما بيّن الآخر ارتباط المرض بفيروس. ويروي هاوزر في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أن القصة بدأت قبل أكثر من 45 عاما باللقاء مع مريضة تدعى أندريا، 'وهي امرأة شابة موهوبة جدا، كانت محامية تعمل في البيت الأبيض'. إلاّ أن 'مرض التصلب المتعدد ظهر لديها بشكل مفاجئ ودمّر حياتها'، بحسب هاوزر الذي يتذكّر أنها 'لم تكن قادرة على الكلام، مشلولة في جانبها الأيمن، لا تستطيع البلع، وكانت ستفقد قريبا القدرة على التنفس من دون مساعدة'. وشعر الأميركي بأنه 'الأمر الأكثر ظلما' الذي صادفه في مجال الطب. وما كان من الطبيب الذي كان يبلغ وقتها السابعة والعشرين، إلاّ أن قرر أن يكرس حياته لهذا المرض. ـ 'غير محتمل بيولوجيا' ويضيف الباحث البالغ حاليا الرابعة السبعين ويتولى إدارة معهد علوم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو (UCSF) 'في ذلك الوقت، لم يكن لدينا علاج لمرض التصلب المتعدد، وكان التشاؤم سائدا في شأن إمكان التوصل إلى واحد'. وكان المعروف حينها أن هذا المرض الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويسبب اضطرابات حركية وإدراكية معوقة، ناجم عن فرط نشاط الجهاز المناعي. لكن العلماء كانوا يعتقدون أن الخلايا اللمفاوية التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، هي السبب الوحيد للإصابة به. لكنّ هاوزر أعاد النظر في هذه الفرضية. ومن خلال إجراء أبحاث مع زملائه على قرود المارموسيت (قرود القشة)، تمكن من إعادة إنتاج آفات عصبية مطابقة لتلك التي تُسجَّل لدى البشر، وذلك بفضل فكرة أحد زملائه لدراسة دور الخلايا اللمفاوية البائية، وهي نوع آخر من خلايا الدم البيضاء. غير إن الهيئة الأميركية المسؤولة عن الأبحاث الطبية أجابت الباحثين بأن هذا الاستنتاج 'غير محتمل بيولوجيا'، ورفضت طلبهم الحصول على تمويل للتجارب السريرية. مع ذلك، تمكّن هاوزر وفريقه المقتنعون بفكرتهم، من تحقيقها بفضل دعم شركة 'جينينتيك' لصناعة الأدوية. وفي صيف عام 2006، ظهرت النتائج، وتبيّن أن الأدوية التي أعطيت للمرضى واستهدفت الخلايا الليمفاوية البائية أدّت إلى 'انخفاض مذهل بأكثر من 90 في المئة في الالتهاب الدماغي'. وفتح هذا التطوّر الثوري الطريق لإنتاج أدوية تبطئ تقدّم المرض لدى الكثير من المرضى، لكنه أثار أيضا أسئلة كثيرة أخرى، من بينها آلية عمل خلايا الدم البيضاء ضد الجسم. – مرض النصف الشمالي للكرة الأرضية كان هذا السؤال محور أبحاث الدكتور ألبرتو أسكيريو الذي أصبح اليوم أستاذا في جامعة هارفارد، وأجرى أبحاثا في شأن تفشي حالات التصلب المتعدد في النصف الشمالي للكرة الأرضية. ويشرح أسكيريو لفرانس برس أن 'التوزيع الجغرافي لحالات التصلب المتعدد لافت جدا'، ملاحظا أن المرض 'نادر جدا في البلدان الاستوائية وتلك القريبة من خط الاستواء'. وفي سعيه إلى معرفة أسباب هذا التفاوت، طرح الباحث الإيطالي احتمال وجود فيروس وراء المرض، وهي نظرية ثبتت صحتها لاحقا. فبعد متابعته وفريقه لأكثر من 20 عاما ملايين الشباب الذين التحقوا بالجيش الأميركي، أكدوا عام 2022 الارتباط بين التصلب المتعدد وفيروس إبستين بار الشائع والمسؤول عن مرض آخر معروف هو التهاب الغدة النكفية المعدي. ويوضح أسكيريو (72 عاما) أن 'معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس إبستين بار لن يصابوا أبدا بالتصلب المتعدد (…) إلا أن المرض يحدث فقط لدى الأفراد الذين أصيبوا بالفيروس أولا'. وبالتالي، فإن الإصابة بالفيروس شرط ضروري لكنها لا تفسر وحدها ظهور المرض. ويحيي هذا الاكتشاف الآمال في ابتكار أدوية جديدة وسبل للوقاية من المرض، علما أن علاج التصلب المتعدد لا يزال غير ممكن، والأدوية التي تُبطئ تقدمه ليست فاعلة لدى جميع المصابين. ومن شأن هذا التقدم أن يفيد أيضا أمراضا أخرى. ويقول أسكيريو 'نحاول الآن توسيع نطاق بحثنا لدراسة دور العدوى الفيروسية في أمراض عصبية تنكسية أخرى، كمرض الزهايمر أو التصلب الجانبي الضموري (المعروف بداء لو غيريغ)'. ومع أن هذا الرابط لا يزال نظريا، ثمة 'عناصر' تبيّن وجوده، بحسب ما يؤكد.


بوابة الأهرام
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- بوابة الأهرام
"أوسكار العلوم" لأمريكي وإيطالي أثمرت أبحاثهما تقدمًا كبيرًا في شأن التصلب المتعدد
أ ف ب حصل طبيب الأعصاب الأمريكي ستيفن هاوزر وخبير الأوبئة الإيطالي ألبرتو أسكيريو، أمس السبت على جائزة "بريكثرو" Breakthrough Prize، وهي بمثابة "أوسكار العلوم"، عن أبحاثهما في شأن التصلب المتعدد (التصلب اللويحي)، وهو مرض تنكسي عصبي يطال نحو ثلاثة ملايين شخص في العالم. موضوعات مقترحة وأحدثت الدراسات التي أجراها كل من هاوزر وأشيريو طوال عقود تطورا ثوريا في ما يتعلق بهذا المرض المناعي الذاتي الذي اعتبر لزمن طويل لغزا. وتمكّنا من توسيع المعرفة بهذا المرض وتوفير معطيات جديدة عنه، إذ أضاء أحدهما على المقاومة المناعية له من بدايته، فاتحا الطريق أمام علاجات، فيما بيّن الآخر ارتباط المرض بفيروس. ويروي هاوزر في حديث لوكالة فرانس برس أن القصة بدأت قبل أكثر من 45 عاما باللقاء مع مريضة تدعى أندريا، "وهي امرأة شابة موهوبة جدا، كانت محامية تعمل في البيت الأبيض". إلاّ أن "مرض التصلب المتعدد ظهر لديها بشكل مفاجئ ودمّر حياتها"، بحسب هاوزر الذي يتذكّر أنها "لم تكن قادرة على الكلام، مشلولة في جانبها الأيمن، لا تستطيع البلع، وكانت ستفقد قريبا القدرة على التنفس من دون مساعدة". وشعر الأميركي بأنه "الأمر الأكثر ظلما" الذي صادفه في مجال الطب. وما كان من الطبيب الذي كان يبلغ وقتها السابعة والعشرين، إلاّ أن قرر أن يكرس حياته لهذا المرض. - "غير محتمل بيولوجيا" - ويضيف الباحث البالغ حاليا الرابعة السبعين ويتولى إدارة معهد علوم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو (UCSF) "في ذلك الوقت، لم يكن لدينا علاج لمرض التصلب المتعدد، وكان التشاؤم سائدا في شأن إمكان التوصل إلى واحد". وكان المعروف حينها أن هذا المرض الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويسبب اضطرابات حركية وإدراكية معوقة، ناجم عن فرط نشاط الجهاز المناعي. لكن العلماء كانوا يعتقدون أن الخلايا اللمفاوية التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، هي السبب الوحيد للإصابة به. لكنّ هاوزر أعاد النظر في هذه الفرضية. ومن خلال إجراء أبحاث مع زملائه على قرود المارموسيت (قرود القشة)، تمكن من إعادة إنتاج آفات عصبية مطابقة لتلك التي تُسجَّل لدى البشر، وذلك بفضل فكرة أحد زملائه لدراسة دور الخلايا اللمفاوية البائية، وهي نوع آخر من خلايا الدم البيضاء. غير إن الهيئة الأميركية المسؤولة عن الأبحاث الطبية أجابت الباحثين بأن هذا الاستنتاج "غير محتمل بيولوجيا"، ورفضت طلبهم الحصول على تمويل للتجارب السريرية. مع ذلك، تمكّن هاوزر وفريقه المقتنعون بفكرتهم، من تحقيقها بفضل دعم شركة "جينينتيك" لصناعة الأدوية. وفي صيف عام 2006، ظهرت النتائج، وتبيّن أن الأدوية التي أعطيت للمرضى واستهدفت الخلايا الليمفاوية البائية أدّت إلى "انخفاض مذهل بأكثر من 90 في المئة في الالتهاب الدماغي". وفتح هذا التطوّر الثوري الطريق لإنتاج أدوية تبطئ تقدّم المرض لدى الكثير من المرضى، لكنه أثار أيضا أسئلة كثيرة أخرى، من بينها آلية عمل خلايا الدم البيضاء ضد الجسم. ## - مرض النصف الشمالي للكرة الأرضية - كان هذا السؤال محور أبحاث الدكتور ألبرتو أسكيريو الذي أصبح اليوم أستاذا في جامعة هارفارد، وأجرى أبحاثا في شأن تفشي حالات التصلب المتعدد في النصف الشمالي للكرة الأرضية. ويشرح أسكيريو لفرانس برس أن "التوزيع الجغرافي لحالات التصلب المتعدد لافت جدا"، ملاحظا أن المرض "نادر جدا في البلدان الاستوائية وتلك القريبة من خط الاستواء". وفي سعيه إلى معرفة أسباب هذا التفاوت، طرح الباحث الإيطالي احتمال وجود فيروس وراء المرض، وهي نظرية ثبتت صحتها لاحقا. فبعد متابعته وفريقه لأكثر من 20 عاما ملايين الشباب الذين التحقوا بالجيش الأميركي، أكدوا عام 2022 الارتباط بين التصلب المتعدد وفيروس إبستين بار الشائع والمسؤول عن مرض آخر معروف هو التهاب الغدة النكفية المعدي. ويوضح أسكيريو (72 عاما) أن "معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس إبستين بار لن يصابوا أبدا بالتصلب المتعدد إلا أن المرض يحدث فقط لدى الأفراد الذين أصيبوا بالفيروس أولا". وبالتالي، فإن الإصابة بالفيروس شرط ضروري لكنها لا تفسر وحدها ظهور المرض. ويحيي هذا الاكتشاف الآمال في ابتكار أدوية جديدة وسبل للوقاية من المرض، علما أن علاج التصلب المتعدد لا يزال غير ممكن، والأدوية التي تُبطئ تقدمه ليست فاعلة لدى جميع المصابين. ومن شأن هذا التقدم أن يفيد أيضا أمراضا أخرى. ويقول أسكيريو "نحاول الآن توسيع نطاق بحثنا لدراسة دور العدوى الفيروسية في أمراض عصبية تنكسية أخرى، كمرض الزهايمر أو التصلب الجانبي الضموري (المعروف بداء لو غيريغ)". ومع أن هذا الرابط لا يزال نظريا، ثمة "عناصر" تبيّن وجوده، بحسب ما يؤكد.