منذ 15 ساعات
«الوكالة الذرية» تحذّر من خطورة انهيار نظام عدم الانتشار النووي
حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خطورة انهيار «نظام عدم الانتشار النووي» بسبب التصعيد والهجمات المباشرة التي تتعرض لها المنشآت النووية الإيرانية. وأكد المدير العام للوكالة رافائيل غروسي أمس أمام الاجتماع الطارئ لمجلس محافظي الوكالة أهمية المحافظة على نظام «عدم الانتشار النووي» الذي يشكل ركيزة أساسية للأمن الدولي منذ أكثر من نصف قرن.
وشدد غروسي خلال الاجتماع الذي عقد في فيينا على أن الفرصة «لا تزال متاحة أمام المسار الديبلوماسي» للصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا على ضرورة اغتنامها لتجنب مستويات من العنف والدمار قد تكون «غير مسبوقة».
وقال إن إيران وإسرائيل والشرق الأوسط بحاجة إلى السلام، مبينا أن ذلك يتطلب «خطوات عملية» أولها العودة إلى طاولة المفاوضات والسماح لمفتشي الوكالة بالوصول مجددا إلى المنشآت النووية الإيرانية للتحقق من المخزونات وفي مقدمتها 400 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. وأضاف غروسي أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أبلغه في رسالة بتاريخ 13 يونيو بأن إيران ستتخذ إجراءات خاصة لحماية معداتها وموادها النووية.
وأشار إلى أنه رد على رسالة عراقجي بالتأكيد على ضرورة إخطار الوكالة بأي نقل للمواد النووية داخل إيران بموجب اتفاق الضمانات واستعدادها للتعاون الكامل مع إيران في هذا الشأن. وشدد على أن عمليات التفتيش الميداني «ضرورية لإثبات الحقائق على الأرض باعتبارها شرطا مسبقا لأي اتفاق»، موضحا أن ذلك يتطلب إيقافا للأعمال العدائية لتهيئة ظروف السلامة والأمن بما يسمح بدخول فرق التفتيش إلى المواقع النووية وتقييم الوضع القائم.
وأشار إلى أن مفتشي الوكالة لا يزالون موجودين في إيران ومستعدون للقيام بمهامهم، مؤكدا أن أي إجراءات خاصة تتخذها إيران لحماية موادها النووية «يجب أن تتم بالتنسيق مع الوكالة وفي إطار التزاماتها القانونية».
وذكر أن موقع «أصفهان» النووي تعرض أيضا لهجمات شملت منشآت مرتبطة بتحويل اليورانيوم إضافة إلى تضرر مداخل أنفاق تخزين المواد المخصبة. وفيما يخص منشأة «نطنز» لتخصيب الوقود أكد تعرضها لهجمات مماثلة باستخدام ذخائر خارقة.
وقال غروسي إن إيران أبلغت الوكالة الدولية بعدم تسجيل أي ارتفاع في مستويات الإشعاع خارج المواقع المستهدفة، مؤكدا استمرار التواصل مع السلطات الإيرانية ومركز الطوارئ التابع للوكالة لمتابعة التطورات. وأكد غروسي أن العودة إلى المفاوضات هي «السبيل الوحيد» لضمان عدم تطوير إيران سلاحا نوويا والحفاظ على فاعلية «نظام عدم الانتشار النووي»، معلنا استعداده للسفر إلى إيران فورا لمواصلة الحوار والتعاون.