أحدث الأخبار مع #مفكرين


الرياض
منذ 4 أيام
- ترفيه
- الرياض
«فنـاء الأول».. منصّـة العقول وفضـاء الإبـداع
يُعد "فناء الأول" واحدًا من أبرز الفضاءات الثقافية المعاصرة في مدينة الرياض، إذ يجسّد مفهومًا متقدمًا للمراكز الإبداعية التي تتجاوز فكرة المكان التقليدي، لتُصبح منصّةً مفتوحة للتعبير والتفاعل والتبادل المعرفي، حيث تُبنى التجارب وتُصاغ الأفكار في بيئةٍ تحتضن التنوّع الفكري والفني. فهو ليس مجرد مقر للفعاليات، بل هو مجتمع ثقافي متكامل، يجمع المفكرين والمبدعين وأصحاب المواهب، ويقدّم لهم مساحاتٍ حرة للنقاش، والعرض، والتجريب. وقد جاء تأسيسه في حيّ السفارات ليمنح العاصمة بُعدًا ثقافيًا جديدًا، يعكس حيوية الحراك الثقافي الوطني، وسعي المملكة لترسيخ الثقافة بوصفها جزءًا من الحياة اليومية. ويتميّز "فناء الأول" بتكامل عناصره، حيث يضم قاعات للمعارض الفنية، ومكتبة متخصصة بالفنون، وحديقة منحوتات، بالإضافة إلى مساحات لورش العمل والندوات والأنشطة التربوية، مما يجعله بيئة ملهمة تُشجع على الابتكار، وتُحفّز على استكشاف الجمال والإبداع من زوايا متعددة. لقد ساهمت رؤية المملكة 2030 في دعم الحراك الثقافي المحلي في ولادة منصات مثل "فناء الأول"، التي لا تكتفي بعرض المنتج الثقافي، بل تهتم بصناعة التجربة، وتُعزز حضور الفنانين والمثقفين داخل المجتمع، ليتحوّل الفضاء الثقافي إلى ساحةٍ للتفاعل المجتمعي وبناء الوعي الجماعي. ويشهد "فناء الأول" إقبالًا متزايدًا من الجمهور بمختلف فئاته، نظرًا لطبيعته المفتوحة، ومحتواه المتجدّد، وتنوّع برامجه التي تجمع بين التعليم والترفيه والفنون. وقد أصبح وجهة مفضلة لكل من يبحث عن مساحة للتأمل أو حوارٍ مفتوح أو تجربةٍ فنية نابضة. وتبرز أهمية مثل هذه الفضاءات في كونها تجسّد تحول الثقافة من نشاطٍ محدود إلى ممارسةٍ يومية، تُسهم في بناء ذائقة المجتمع، وتعزيز الانتماء، وتمكين الإبداع الوطني من التعبير عن نفسه داخل بيئةٍ تُشجّع التجريب وتقدّر التنوع. ولا يمكن إغفال دور هذه المبادرات في دعم المواهب الشابة، وفتح أبوابٍ جديدة أمام الفنانين والباحثين، ليكون "فناء الأول" بوابةً لحوارٍ ثقافي متجدد، ومساحةً تلتقي فيها العقول وتتقاطع فيها التجارب، في مشهدٍ ثقافي يزداد ثراءً واتساعًا مع كل فعالية تُقام، وكل فكرة تُطرح، وكل رؤية تُشارك.


الأنباء
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الأنباء
خيبات المبدعين!
شابٌ يكتب رواية، قد بذل فيها طاقته، وصرف فيها وقته، وبعد ذلك يذهب والحماس لا يسعه ليقدمها لدور النشر، رغبة منه في أن يتم تبني عمله حتى يرى ما كتبه النور، فالعمل جيدٌ كما قيل له فهو قد عرضه على الكثير من الأدباء والنقاد والمفكرين ونال استحسانهم. *** ولكنه يصاب بالإحباط وخيبة الأمل، حينما لا يجد دارا للنشر تقبل عمله، ولا مكتبة مستعدة لتضع ما كتبه بأرففها لو تمت طباعته، ولو تيسر له طباعة ما كتب فالقراء قليلون لما كتب بالغالب، فيتوقف الإبداع عنده، فيطوي دفتره ويكسر قلمه، ويغير مسار حياته. *** وآخر يملك مَلَكة كتابة الشعر فهو منذ نعومة أظفاره يكتب ويسطر الأبيات بطريقة ابداعية جميلة، ولكنه حينما يريد قراءة ما كتب لا يجد آذانا مصغية، ولا أذهانا صافية مستعدة لسماع ما يكتب، مع أن ما كتبه قد نال استحسان أصحاب الصنعة من شعراء ونقاد ومنشدين. ٭٭٭ يُصاب بالإحباط واليأس فيتوقف عنده الإبداع، ولا يرغب بكتابة المزيد، ويحاول أن يجد صنعة أخرى ينثر فيها إبداعه. ٭٭٭ وثالث أعطاه الله قدرة على تصفيف الكلام، وتركيب الجمل، وترتيب العبارات، ولكن الساحة ليست ساحته، والميدان ليس ميدانه، فالناس في لهوٍ وشغلٍ عنه، فلا يجد من يسمع له حين يتكلم، ولا يجد من يشجعه حين يتحدث. ٭٭٭ فيصاب بالإحباط مع أن ما يملكه نادر، ويترك الساحة لسقط المتاع من العابثين والعابثات، وينزوي على نفسه يضرب أخماساً بأسداس. ٭٭٭ لماذا الإبداع لا يرعى، والمبدعون لا يُحتوون، كم من كاتبٍ مبدع ترك الساحة قبل بزوغ نجمه، وكم من شاعرٍ نجيب ترك نظم الأبيات قبل أن يشار إليه بالبنان، وكم من فصيحٍ عذبِ اللسان ترك الميدان قبل أن يستمتع بفصاحته الإنس والجان. ٭٭٭ الخسائر في هذا الميدان كبيرة، والتركة فيه ثقيلة، حينما ينسحب المبدع الحقيقي، ومن يملك الذهن الوقاد، والفكر النيّر، سيحل محلهم من لاخلاق له ولا قيمة، وسيكثر الغث وتجد الذباب يحوم على جيف الكلام بعد أن كان النحل يجول بين أطايب الحديث.