#أحدث الأخبار مع #ملتقى_بيت_الشعراليوم السابعمنذ 3 أيامترفيهاليوم السابعالشعر بخيرفي مبادرة تحمّستُ لها، نشرتُ على مدار الأيام السابقة في "اليوم السابع" أكثر من خمسين قصيدة، كانت تستعد للمشاركة في ملتقى بيت الشعر العربي الأول للنص الجديد "في بيت الشعر" وبالأمس ذهبت لسماع القصائد وملاقاة الشعراء.. وقد قرأت وسمعت عجبًا. كانت البداية عندما أخبرني الشاعر ومدير بيت الشعر، سامح محجوب، عن الملتقى حين كان يعد له هو وفريقه: الشعراء أحمد عايد، ومحمود بلال، ويونس أبو سبع، يومها قال سامح محجوب: "إننا سندعو خمسين شاعرًا أصغر من عمر الأربعين". ولا أعرف لماذا استوقفني العدد، ربما لأنني، وأنا المتخصص في النقد وتحليل الخطاب ورئيس قسم الثقافة، تنبّهتُ لما سيضيفه الحشد الشعري من حضور وتجديدٍ في دم القصيدة العربية، وربما لأنني – رغم كوني ساردًا – مؤمن بأن الشعر سيد الكلام، وأن وطنًا مسكونًا بالشعراء هو وطن يملك قلبًا عظيمًا. أو ربما لأنني فكّرتُ أنه في حال كوني أمسكت ورقةً وقلمًا وحاولت أن أكتب أسماء خمسين شاعرًا مصريًا لم يبلغوا الأربعين من عمرهم، لعانيتُ في ذلك، واستعنت بأصدقاء، وقد لا أستطيع في النهاية، لذا اقترحت على الشاعر سامح محجوب أن أنشر القصائد في موقع "اليوم السابع"، وقد رحبت الأستاذة علا الشافعي، رئيس مجلس التحرير، بالفكرة ودعمتها. لا أخفي أنني كنت أظن أنني سألقى تفاوتًا كبيرًا في النصوص المرسلة، لكنني لم أجد، بل هالني ما بها من شعرية واضحة؛ فالنصوص، على تنوّعها بين الفصحى والعامية، وبين العمودية والتفعيلة والنثر، يجمعها جميعًا الشعر، فلا استهانة ولا استخفاف، بل نصوص دالّة على أن المجموعة المشاركة في الملتقى، قبل أن يعرفوا صياغة الكلمات، يعرفون دور الشاعر، ويعرفون قيمته وقدره. لا أريد الآن أن أتوقّف عند نصوص معيّنة، لكنني أُمني نفسي بعد ذلك بأن أعدّ قراءة في خطاب الشعراء جميعًا، أو في نصوص مختارة منها، ولكن حتى يحدث ذلك، أستطيع أن أشير سريعًا إلى بعض الملاحظات: • القصائد لم تغفل المتلقي؛ ففي النصوص جميعها، لم يقابلني نص لا يتماس معي بوصفي متلقيًا، فاللغة على شعريتها محتفظة بالتواصل، والصور على طزاجتها صالحة للتخيّل، والرؤية على خصوصيتها تهمّ الجميع. • عروبية النص؛ وأقصد بالعروبية تراجع النصوص المستوحاة من نماذج غربية، تلك النصوص التي نشك في كونها مترجمة من نصوص أخرى، أبدًا لم أشعر بهذه الغرابة، بل كان الغالب على النصوص عروبية البناء والشعور. • الإعلاء من العاطفة دون إغفال العقل، وهذا الجانب يتفق مع ذائقتي الشخصية؛ لا أحب القصائد "الجافة" التي تحكمها صرامة المنطق، ولا تستهويني تلك التي تدور في حلقة مفرغة من بكاء الذات، لكنني أحب القصيدة الواعية، تلك التي تقدّر العاطفة وتحترم العقل. • الإيمان بدور الشعر، وهو جانب مهم لأننا في عصر لا يعترف بمكانة الشعر، ودور النشر لا تعطيه حقه، حتى أن كثيرًا من الشعراء يفرّون ناحية السرد، لذا أن نجد هذه النصوص تراهن على قدرتها في نقل تجربة العالم، وتقدم رؤية واضحة للنفس والآخر، لهو أمر يستحق التأمل. • النفس الطويل، كثير من النصوص نفسها طويل، ومع ذلك حافظت على تماسكها، وأضافت جديدًا كلما تحركت إلى الأمام، وكم عانينا من قبل من قصائد بدأت مبشّرة ثم تاهت ولم تصل. هذه إشارات سريعة جاءت نتيجة تأمل، لكن الدراسة التي أتمنى أن أقوم بها حتمًا ستكشف المزيد من أنساق شعرية هذا الجيل المهم في سلسلة الشعر العربي. وعندما ذهبت إلى الملتقى في أمسياته استمتعت بالشعراء، ومنهم من أسمعه للمرة الأولى، وقد راعني ما بهم من ثقة في نصوصهم، وقدرة على التعبير، وفصاحة ظاهرة، وإيمان بأن الشعر ديوان الروح والقلب والعقل أيضًا. فخرجت من هناك وأنا منشرح الصدر، أردد مرتاح الضمير: "الشعر بخير".
اليوم السابعمنذ 3 أيامترفيهاليوم السابعالشعر بخيرفي مبادرة تحمّستُ لها، نشرتُ على مدار الأيام السابقة في "اليوم السابع" أكثر من خمسين قصيدة، كانت تستعد للمشاركة في ملتقى بيت الشعر العربي الأول للنص الجديد "في بيت الشعر" وبالأمس ذهبت لسماع القصائد وملاقاة الشعراء.. وقد قرأت وسمعت عجبًا. كانت البداية عندما أخبرني الشاعر ومدير بيت الشعر، سامح محجوب، عن الملتقى حين كان يعد له هو وفريقه: الشعراء أحمد عايد، ومحمود بلال، ويونس أبو سبع، يومها قال سامح محجوب: "إننا سندعو خمسين شاعرًا أصغر من عمر الأربعين". ولا أعرف لماذا استوقفني العدد، ربما لأنني، وأنا المتخصص في النقد وتحليل الخطاب ورئيس قسم الثقافة، تنبّهتُ لما سيضيفه الحشد الشعري من حضور وتجديدٍ في دم القصيدة العربية، وربما لأنني – رغم كوني ساردًا – مؤمن بأن الشعر سيد الكلام، وأن وطنًا مسكونًا بالشعراء هو وطن يملك قلبًا عظيمًا. أو ربما لأنني فكّرتُ أنه في حال كوني أمسكت ورقةً وقلمًا وحاولت أن أكتب أسماء خمسين شاعرًا مصريًا لم يبلغوا الأربعين من عمرهم، لعانيتُ في ذلك، واستعنت بأصدقاء، وقد لا أستطيع في النهاية، لذا اقترحت على الشاعر سامح محجوب أن أنشر القصائد في موقع "اليوم السابع"، وقد رحبت الأستاذة علا الشافعي، رئيس مجلس التحرير، بالفكرة ودعمتها. لا أخفي أنني كنت أظن أنني سألقى تفاوتًا كبيرًا في النصوص المرسلة، لكنني لم أجد، بل هالني ما بها من شعرية واضحة؛ فالنصوص، على تنوّعها بين الفصحى والعامية، وبين العمودية والتفعيلة والنثر، يجمعها جميعًا الشعر، فلا استهانة ولا استخفاف، بل نصوص دالّة على أن المجموعة المشاركة في الملتقى، قبل أن يعرفوا صياغة الكلمات، يعرفون دور الشاعر، ويعرفون قيمته وقدره. لا أريد الآن أن أتوقّف عند نصوص معيّنة، لكنني أُمني نفسي بعد ذلك بأن أعدّ قراءة في خطاب الشعراء جميعًا، أو في نصوص مختارة منها، ولكن حتى يحدث ذلك، أستطيع أن أشير سريعًا إلى بعض الملاحظات: • القصائد لم تغفل المتلقي؛ ففي النصوص جميعها، لم يقابلني نص لا يتماس معي بوصفي متلقيًا، فاللغة على شعريتها محتفظة بالتواصل، والصور على طزاجتها صالحة للتخيّل، والرؤية على خصوصيتها تهمّ الجميع. • عروبية النص؛ وأقصد بالعروبية تراجع النصوص المستوحاة من نماذج غربية، تلك النصوص التي نشك في كونها مترجمة من نصوص أخرى، أبدًا لم أشعر بهذه الغرابة، بل كان الغالب على النصوص عروبية البناء والشعور. • الإعلاء من العاطفة دون إغفال العقل، وهذا الجانب يتفق مع ذائقتي الشخصية؛ لا أحب القصائد "الجافة" التي تحكمها صرامة المنطق، ولا تستهويني تلك التي تدور في حلقة مفرغة من بكاء الذات، لكنني أحب القصيدة الواعية، تلك التي تقدّر العاطفة وتحترم العقل. • الإيمان بدور الشعر، وهو جانب مهم لأننا في عصر لا يعترف بمكانة الشعر، ودور النشر لا تعطيه حقه، حتى أن كثيرًا من الشعراء يفرّون ناحية السرد، لذا أن نجد هذه النصوص تراهن على قدرتها في نقل تجربة العالم، وتقدم رؤية واضحة للنفس والآخر، لهو أمر يستحق التأمل. • النفس الطويل، كثير من النصوص نفسها طويل، ومع ذلك حافظت على تماسكها، وأضافت جديدًا كلما تحركت إلى الأمام، وكم عانينا من قبل من قصائد بدأت مبشّرة ثم تاهت ولم تصل. هذه إشارات سريعة جاءت نتيجة تأمل، لكن الدراسة التي أتمنى أن أقوم بها حتمًا ستكشف المزيد من أنساق شعرية هذا الجيل المهم في سلسلة الشعر العربي. وعندما ذهبت إلى الملتقى في أمسياته استمتعت بالشعراء، ومنهم من أسمعه للمرة الأولى، وقد راعني ما بهم من ثقة في نصوصهم، وقدرة على التعبير، وفصاحة ظاهرة، وإيمان بأن الشعر ديوان الروح والقلب والعقل أيضًا. فخرجت من هناك وأنا منشرح الصدر، أردد مرتاح الضمير: "الشعر بخير".