أحدث الأخبار مع #مليكةحدادي،


النهار
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- النهار
جزائرية نائبة لرئيس المفوضية الأفريقية... انتصار ديبلوماسي؟
بغالبية الثلثين، فازت الجزائر بمنصب نائب رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي لسفيرتها في إثيوبيا سلمى مليكة حدادي، بعد حملة ديبلوماسية كبيرة بدأت منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي. انتصار ديبلوماسي وأرجع المحلل السياسي عبد الحكيم بوغرارة نجاح الجزائر إلى مكانة المورد البشري الديبلوماسي الجزائري في أفريقيا. وقال لـ"النهار" إن "هذا الانتصار الديبلوماسي يؤكد أن للجزائر موثوقيّة كبيرة في أفريقيا وفي منظومة الاتحاد الأفريقي". وأضاف أن الأفارقة انتخبوا برنامج عملٍ يدافع عن مصالحهم قبل أن ينتخبوا مرشحة الجزائر، بخاصة أن الاتحاد سيستفيد كثيراً من عمل المفوضية عموماً لكونها جهازاً متكاملاً يضم الكثير من الكفاءات الأفريقية، مشيراً إلى أن "الجزائر تجاوزت الأنا في خطاباتها في الاتحاد الأفريقي، وتركز على خدمة المصلحة العامة القارية". وعن وصف المُنجز الديبلوماسي الجزائري بالانتصار، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر حمزة حسام، لـ"النهار"، إنه "بلا شك انتصارٌ ديبلوماسيّ للجزائر... كما هو انتصارٌ أيضاً لشخص السفيرة حدادي التي بذلت جهداً كبيراً خلال الفترة السابقة لإقناع الدول الأفريقية بجدارتها بالمنصب". وأكد أن انتخاب حدادي سيحقق إيجابيات منها "عدم انجرار الهيئة الأفريقية نحو مشاريعَ ضارَّة بمصالح الجزائر أو تستهدف مكانتها داخل القارة على شاكلة المحاولة السابقة لإعطاء إسرائيل صفة الملاحظ داخل الاتحاد الأفريقي". وهو ما ذهب إليه المحلل السياسي عمار سيغة، الذي أكد لـ"النهار"، أن هذا النجاح "سيمكّن الجزائر من تطبيق مقارباتها بتوحيد صفوف الأفارقة وبذل الجهود لصدّ كل المنافذ التي من شأنها تقويض الجهد الأفريقي، لاسيما ما تعلق منها بمناورات إسرائيل لاختراق الاتحاد الأفريقي والتي تصدت لها الجزائر سابقاً برفقة العديد من الدول الأفريقية". وأضاف أن "فوز مرشحة الجزائر عن جدارة واستحقاق لم يكن سهلاً بل جاء نتيجة جهد ديبلوماسي ونتيجةً تراكميَّةً عرفتها السياسة الخارجية الجزائرية على أكثر من صعيد". وتحدث سيغة عن عمل الجزائر المضني إقليمياً وقارياً من خلال دعم الهياكل الأفريقية بإنشاء صندوق التنمية الدولية الذي وُجِّه للتنمية الأفريقية وسد العجز الحاصل على مستوى هياكل الاتحاد الأفريقي، كذلك منح مليون دولار أميركي للآلية الأفريقية للتقييم من النظراء والتي ترأس اجتماعها الأخير الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مضيفاً أن هذه الخطوة أبدت بها الجزائر نياتها الحسنة في سبيل إرساء معالم الحكم الراشد في أفريقيا و"دمقرطة" الحكم والسياسة في البلدان الأفريقية. الإعلامية المتابعة للشأن السياسي حكيمة ذهبي، أرجعت المنجز الجزائري إلى كاريزما السفيرة حدادي وعلاقاتها والقَبول الذي تحظى به داخل الإتحاد الأفريقي. وأكدت ذهبي، لـ"النهار"، أن "الديبلوماسية الجزائرية لها رصيدٌ تاريخيٌّ كبير ولا أعتقد أن للأمر علاقة بكونها امرأة بقدر ما تمتلكه من خبرة طوال عِقدين من الزمن شغلت خلالهما مناصب ديبلوماسية، ما جعلها الأقرب الى أن تُقدَّم مرشحة للجزائر". وأعربت ذهبي عن اعتقادها أن حدادي ستستثمر في خبرتها الديبلوماسية "خصوصاً أن المفوضية هي محرك التكامل الأفريقي الذي ترافع من أجله الجزائر من خلال تفعيل كل الميكانيزمات الأفريقية". ولفتت إلى أن "عضوية الجزائر غير الدائمة في مجلس الأمن أتاحت وتتيح لها فرصة الدفاع عن مصالح القارة الأفريقية، ووجود سفيرتها مليكة حدادي في منصب نائب رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي يمكِّنها من التنسيق أكثر بين الهيئتين"، مشيرة إلى إمكان العمل نحو الوصول إلى تمثيل القارة الأفريقية بمقعد دائم في مجلس الأمن.


الشروق
١٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الشروق
مطالب مغربية برأس بوريطة بعد الهزيمة من الجزائر
خلفت خسارة مرشحة النظام المغربي في انتخابات نيابة رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، لطيفة أخرباش، أمام نظيرتها الجزائرية، سلمى مليكة حدادي، حالة من الغضب العارم في المملكة العلوية، وارتفعت الأصوات مطالبة بمحاسبة من تسبب في هذه الهزيمة، التي لا ينظر إليها المغربيون على أنها مجرد هزيمة عادية. وطالت الانتقادات رأسا، وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، باعتباره المسؤول المباشر على هذه الهزيمة المدوية، والتي امتدت على مدار سبع جولات، كانت فيها المرشحة المغربية دائما متأخرة عن المرشحة الجزائرية، وهو ما جعل من هزيمة مرشحة النظام المغربي، أكثر من مؤكدة، طالما أن الجزائر كان ينقصها فقط صوت أو صوتين لبلوغ النصاب القانوني. وتلخص صحيفة 'تال كال' المغربية القريبة من القصر العلوي، حجم الألم الذي سببته هذه الهزيمة للنظام المغربي وحالة الإحباط التي أفرزتها نتائج الانتخابات لدى دوائره المقربة وذبابه الالكتروني على شبكات التواصل الاجتماعي. وعنونت الصحيفة: 'الاتحاد الإفريقي: المغرب في مجلس السلم والأمن، هزيمة محسوبة'. وتصف الصحيفة الاستحقاقات الانتخابية التي يقودها ممثلو النظام المغربي في مؤسسات الاتحاد الإفريقي، بأنه (STRESS TEST) والذي يعني باللغة العربية 'اختبار الإجهاد'، وهي آلية طبية يقاس من خلالها 'طبيعة عمل القلب أثناء ممارسة نشاط بدني'، في إشارة إلى حجم المعاناة التي يواجهها النظام العلوي وهو يواجه الجزائر، والتي ذكرته بالمرحلة القاسية التي عاشها قبل انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية في سنة 1984. ووضعت الصحيفة في صدر صفحتها الأولى صورة لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، وخلفه صورة للقارة الإفريقية، وهي الصحيفة المغربية الوحيدة التي اعترفت بوجود منافسة محتدمة بين مرشحة الجزائر ونظيرتها المغربية، وانتهت بخسارة مرشحة القصر العلوي، لأن الجميع نفى في البداية مشاركة مرشحة المغرب في سباق الانتخابات، وألمحت 'تال كال' في مقالها بأن أيام بوريطة باتت معدودة على رئاسة دبلوماسية النظام العلوي. ويلوم المغربيون بوريطة على عدم سحب مرشحته لطيفة أخرباش، من السباق قبل وقوع الهزيمة التي يعتبرونها فضيحة كونها جاءت أمام بلد يعتبرونه عدوا وهي الجزائر، لأن كل الجولات التي سبقت جولة الحسم كانت المرشحة المغربية قد خسرتها، الأمر الذي وصفته الصحيفة بـ'الهزيمة المحسوبة'. ويمكن قياس حجم الصدمة المغربية أيضا من خلال إقدام كبرى الصحف الالكترونية المغربية 'هسبريس'، على نشر خبر مفاده أن 'الملك المغربي، محمد السادس في ذمة الله'، قبل أن تقوم بحذف الخبر بعد نحو خمس دقائق، وقد فهم المتابعون نشر هذا الخبر على خطورته، على أنه محاولة من قبل النظام المغربي، لتوجيه أنظار الشعب المغربي من الهزيمة أمام الجزائر إلى حادثة أعظم وهي وفاة ملكهم المريض. ومرافقة لهذا الجدل، انتقد بشدة صبري الحو، الخبير المغربي في القانون الدولي ونزاع الصحراء الغربية ورئيس أكاديمية التفكير الاستراتيجي، قرار مشاركة النظام المغربي في انتخابات نيابة عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي، بدون ضمانات مؤكدة للفوز، طالما أن الأمر يتعلق بالجزائر. يقول صبري الحو في مقال له: 'إن اختيار المغرب الترشح ضد الجزائر في أي منصب من المناصب قارية أو أممية وغيرها، يجب أن يكون مبنيا على دراسة وترجيح احتمالات الفوز والخسارة، ومحسوما للفوز منذ البداية تحت طائلة عدم المبادرة بالترشح أصلا'. أما 'في حالة عدم اليقين والشك في الفوز المغربي، يستحسن عدم الترشح أصلا ودعم مرشح آخر من بلدان صديقة! فالحيثيات والجزئيات والتفاصيل الصغيرة عندما يتعلق الأمر ضد الجزائر، تحسب بميزان بيض النمل، لأنها جد حساسة'، وهو ما دفعه إلى اتهام وزير خارجية بلاده بوريطة بـ'الرعونة التي يجب المساءلة عنها'، لأن 'المغرب لا يملك هامشا للخطأ في معاركه الدبلوماسية، خاصة في مواجهة الجزائر، وأن أي إخفاق يجب أن يتم محاسبته بجدية'.