logo
#

أحدث الأخبار مع #موت_المؤلف

كيف يموت المؤلف؟
كيف يموت المؤلف؟

البيان

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البيان

كيف يموت المؤلف؟

في عام 1967، وفي فرنسا تحديداً، كان ناقد أدبي يدعى رولان بارت «المولود عام 1915»، قد شغل الأوساط الأدبية هناك بمقالة حول موت المؤلف، يجادل فيها ضد ممارسات النقد الأدبي التقليدي، مؤكداً على أن الكتابة والمؤلف غير مرتبطين، وأن على النقاد والقراء معاً أن لا يقرأوا أي نص باعتباره سيرة ذاتية للمؤلف أو الكاتب! بعد سنوات على نشر تلك المقالة، وبعد أن نفض كتاب ومثقفو العرب آثار تلك النكسة، وفتحوا أعينهم على واقع أكبر وأكثر شراسة وتحديات، عادوا ليفتحوا كتب التنظيرات النقدية، ويتحدثوا عن موت المؤلف مجدداً، وأن المؤلف لا علاقة له بنصه، فالنص محض خيال لا يجوز تضمينه الكاتب أو لا يجوز اعتباره ترجمة لسيرته الذاتية! والحقيقة فهذه مجرد نظرية وليست حقيقة مطلقة مسلم بها، سواء قال بها رولان بارت أو غيره، هم في النهاية بشر يفكرون ويتأملون ويصلون إلى قناعات تمكنهم شهرتهم وجماهيريتهم من نشرها وتداولها على نطاقات واسعة ومتعددة، ومع الوقت يصبح لهم مناصرون وأتباع، كما يكون لهم معارضون ورافضون، وتلك هي طبيعة الحرية الفكرية في هذه المجتمعات. في مجتمعاتنا، ما إن تفتح موضوع علاقة النص بكاتبه وأنت تعلم يقيناً أن بعض الكتاب لا يستعينون ببعض تجاربهم كخميرة أولى لبناء بعض المواقف في نصوصهم، ولكنهم يكتبون قصة حياتهم وتجاربهم وعلاقاتهم ويومياتهم أحياناً، ثم يقول لك هذه ليست حياتي، اقرأوا النص كخيال وأدب مستقلاً عن شخصي! ويأخذ في استعراض ما سمعه حول نظرية مؤلف المؤلف! تقول له «لماذا لا تنظم لقاءات توقيع لروايتك؟» يجيبك «أنا من أنصار نظرية موت المؤلف»، ولماذا لا تجري لقاءات حول مؤلفك الأخير؟ يقول بثقة مفرطة لأنني مع الأخ رولان بارت في نظريته حول موت المؤلف! ولماذا لم تجب المذيع عندما سألك عن علاقتك بأحداث روايتك..؟ يضع لك رولان بارت في وجهك ونظريته النقدية «المقدسة» التي ربما نسيها الغرب نفسه حول «موت المؤلف» مجدداً! والحقيقة لو أن بارت لا زال على قيد الحياة «الرجل توفي عام 1980» لقتل أمثال هؤلاء بنفسه!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store