أحدث الأخبار مع #موقع_جغرافي


سائح
منذ يوم واحد
- منوعات
- سائح
رحلة عبر التاريخ في أثينا القديمة
زيارة أثينا ليست مجرد جولة سياحية، بل هي عبورٌ زمني يأخذ الزائر إلى عصورٍ صنعت الحضارة الغربية كما نعرفها اليوم. المدينة التي كانت يومًا مهد الديمقراطية ومنارة الفلسفة ما تزال تحتفظ بروحها القديمة في شوارعها، ومعابدها، وتلالها التي تتناثر عليها آثار لا تُقدّر بثمن. أثينا القديمة ليست حكاية ماضية تُروى، بل تجربة حية تتجسد في كل ركن من أركانها، لتمنح الزائر شعورًا بأنه يشارك فلاسفة الماضي تأملاتهم، ويسير على خطى مواكب الملوك والجنود والإلهة. إنها مدينة تنبض بالتاريخ وتروي قصة الإنسان منذ فجر التفكير العقلاني حتى بداية المدنية المعمارية. لا يمكن الحديث عن أثينا القديمة دون أن نبدأ بالأكروبوليس، الهضبة المقدسة التي تعلو المدينة وتحمل على ظهرها كنوزًا أثرية فريدة، أبرزها معبد البارثينون الذي يُعد رمزًا خالدًا للجمال والتناسق المعماري. شُيّد هذا المعبد تكريمًا للإلهة أثينا، ويجسد القيم التي أسّست المدينة: الحكمة، القوة، والجمال. وبين أعمدة الرخام التي لا تزال تقاوم الزمن، يشعر الزائر بخشوعٍ ثقافي، وكأن الحجر ما زال يحتفظ بأصوات النقاشات الفلسفية وصلوات العصور القديمة. الأكروبوليس لا يُعاش فقط، بل يُدرس ويُتأمل، فهو متحف مفتوح في الهواء الطلق يروي فصولًا من تاريخ الفكر والسياسة والفن. أغورا أثينا القديمة: ملتقى الفلاسفة ومهد الديمقراطية أسفل الأكروبوليس، تقع أغورا أثينا القديمة، وهي ساحة السوق والمنتدى السياسي الذي كان بمثابة القلب الاجتماعي والثقافي للمدينة. هنا كان سقراط يعلّم، وأفلاطون يناقش، وأرسطو يؤسس لنظرياته. بين الأعمدة والبوابات المنهارة، يمكن للزائر أن يتخيل التجمعات الشعبية، ومجالس النقاش، وتلك اللحظات التي تشكلت فيها مفاهيم مثل الحرية والعدالة والمواطنة. واليوم، حين يتجول الزائر في هذا الموقع، لا يرى فقط آثارًا حجرية، بل يلمس روح التمدن الأولى التي ظهرت من قلب النقاش الحر والفضول الإنساني. متحف الأكروبوليس: جسر بين الماضي والحاضر رغم أن أثينا تحتفظ بالكثير من معالمها الأصلية في مواقعها التاريخية، فإن متحف الأكروبوليس الحديث يشكّل امتدادًا بصريًا وثقافيًا لتلك الرحلة. شُيّد هذا المتحف بأسلوب معماري عصري لكنه يحافظ على صلته الوثيقة بالماضي، ويعرض قطعًا أصلية نُقلت من الهضبة لحمايتها. من تماثيل الكارياتيد، إلى إفريز البارثينون، مرورًا بالتماثيل الإغريقية التي تصوّر الآلهة والبشر، يمنح المتحف زائريه نظرة معمّقة على تطور الفن الإغريقي، ويعرض سياقًا تاريخيًا يثري الفهم ويعزز التجربة. نوافذه الزجاجية تكشف مشهدًا بانوراميًا للأكروبوليس، ما يخلق تفاعلًا بصريًا بين الأصل والرمز، بين الحجر والمتحف، وبين الزائر والتاريخ. في النهاية، أثينا القديمة ليست مجرد محطة على خارطة السياحة، بل هي نافذة تطل على بدايات الإنسان المفكر، والمجتمع المتحضر، والفن الذي لا يشيخ. إنها مدينة تُقرأ ككتاب، وتُعاش كتجربة، وتبقى في الذاكرة كحكاية لم تنتهِ بعد.


الإمارات اليوم
منذ 2 أيام
- ترفيه
- الإمارات اليوم
«الشارقة للكتاب 2025».. اليونان ضيف الشرف
أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أن اليونان، بما تحمله من عمق تاريخي وإرث ثقافي، تمثّل امتداداً حيّاً لمسيرة الإبداع الإنساني، حيث انطلقت منها الفلسفة، وازدهر فيها الشعر والمسرح، وتبلورت على أرضها الأسئلة الكبرى للعقل التي مازال العالم منشغلاً بها حتى يومنا هذا. وأضافت الشيخة بدور القاسمي - بمناسبة اختيار اليونان ضيف شرف الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب - أن «الأرض التي خطّ فيها هوميروس أعظم الملاحم، وتجلّت فيها أفكار سقراط حول الفضيلة، وارتفعت على تلالها المسارح التي لاتزال تُلهم الفنانين والمبدعين، مازالت تحتفظ بمكانتها في الحاضر، كما كانت عبر التاريخ منارةً للعلماء والمفكرين والأدباء». ووقّعت اتفاقية «اليونان ضيف شرف الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب» لعام 2025، بين هيئة الشارقة للكتاب ووزارة الثقافة في جمهورية اليونان، في قاعة مجلس الإدارة بمركز «هيليكسبو» الدولي للمعارض والمؤتمرات، ووقّعها كل من الرئيس التنفيذي للهيئة، أحمد بن ركاض العامري، ونائب وزير الثقافة اليوناني، ياسوناس فرتسيلاس. وتابعت الشيخة بدور القاسمي: «تستند الشارقة في مسيرتها الثقافية، كما كانت دائماً، إلى رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتواصل اليوم ترسيخ هذا الدور من خلال فتح أبوابها أمام الثقافة اليونانية، فنحن نؤمن أن الحضارات، في أوج ازدهارها، لم تكن منغلقة، بل قامت على الحوار والتبادل، رغم المسافات الجغرافية؛ وهو النهج الذي تواصله الشارقة اليوم لتبني حواراً حيّاً بين الشعوب عبر الثقافة والمعرفة». ولفتت إلى أن «استضافة اليونان في الشارقة تمثل دعوة لاستكشاف الجذور المشتركة في القصص والأساطير، وكل ما شكّل وعي الإنسان عبر العصور، إذ تسعى هيئة الشارقة للكتاب لأن تكون هذه الدورة محطة استثنائية تسلط الضوء على بلدٍ صاغ مع العرب جزءاً مهماً من تاريخ الإنسانية، وتضعه في حوار مع الحاضر لإثراء مستقبل الإبداع الثقافي والأدبي، بما يوحّد العالم حول القيم المشتركة والروابط الإنسانية». وأضافت: «الشارقة اليوم تستعيد الماضي وتبني عليه، وتعيد تعريفه كأداة لفهم الذات والتواصل مع الآخر، بما يمثل دعوة للإصغاء إلى صوت أثينا، كما أصغينا من قبل إلى أصوات مراكش وقرطبة وسيؤول وروما، وغيرها من العواصم التي مثّلت دولها ضيوف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ بما يؤكد أن المعرض بات فضاءً عالمياً تلتقي فيه ذاكرة الشعوب، وتتحاور فيه لغات العالم». إلى ذلك، قال أحمد بن ركاض العامري: «تشكل استضافة اليونان ضيف شرف معرض الشارقة للكتاب إضافة نوعية إلى سجل الشراكات الثقافية التي يعتز بها المعرض، وفرصة للتعرف إلى واحدة من أقدم وأغنى التجارب الحضارية التي تركت بصمتها على الفكر الإنساني، فكل دورة من المعرض نسعى من خلالها إلى فتح نوافذ جديدة على الثقافات، وإتاحة مساحة لحوار معرفي يعزز قيم التنوع والتبادل الثقافي». وأضاف: «معرض الشارقة للكتاب لم يعد مجرد تظاهرة ثقافية، بل أصبح منصة عالمية لصناعة النشر والإبداع الأدبي، ومقصداً للناشرين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم. ونواصل تطوير هذا الحدث ليتجاوز فكرة العرض إلى خلق تجارب معرفية متكاملة، تجمع القرّاء بالمؤلفين، وتُثري قطاع النشر، وتُكرّس مكانة الشارقة على خارطة المعارض الدولية الكبرى». شراكة إبداعية قال نائب وزير الثقافة اليوناني، ياسوناس فرتسيلاس، بمناسبة اختيار بلاده ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب: «نلتقي اليوم في ظلّ روح من الصداقة والتعاون التي لطالما ميّزت العلاقات بين اليونان ودولة الإمارات، شراكة إبداعية تعكس صورة بلدينا، وتحقّق فوائد ملموسة لشعبينا، وهي النهج الذي تسير عليه حكومتنا بثبات ومن دون تردّد».