أحدث الأخبار مع #مونو


نادي الإسماعيلي
منذ يوم واحد
- رياضة
- نادي الإسماعيلي
نتائج مميزة لسباحي الإسماعيلي ببطولة العالم للأندية
حقق السباح محمد محمود فتحى على قرنه ( دودو ) بطل النادي الإسماعيلي المركز الثاني 'الميدالية الفضية' في منافسات سباق 400 و800 و1500 متر مونو خلال منافسات بطولة كأس العالم للأندية المقامة في فلوريدا. نستخدم ملفات تعريف الارتباط Cookies files لتقديم تجربة أفضل لك ولتسريع عمليات البحث والتصفح، ولا تنتهك اى من تلك الملفات خصوصيتك او تقوم بمتابعة اى من اعمالك، مع امكانية محوها فى أى وقت وقتما تشاء.


الشرق الأوسط
منذ 2 أيام
- ترفيه
- الشرق الأوسط
«عالأربعين»... ضحك موجع من قلب الخيبة
بعد غياب عن المسرح دام أكثر من 15 عاماً، تعود الممثلة ميراي بانوسيان في مسرحية «عالأربعين» على خشبة مونو في بيروت، لتشكّل ثنائياً منسجماً مع جوزيان بولس، مديرة المسرح، وصاحبة تجارب تلفزيونية ومسرحية متراكمة. تقدّمان معاً موضوعاً يحاكي وجع المرأة بقالب كوميدي. العمل من إخراج شادي الهبر، تدور أحداثه في صالة عزاء، بمناسبة مرور 40 يوماً على وفاة زوجيهما. الزمان: خلال «جائحة كورونا». والمكان: فارغ من المُعزّين بسبب الخوف من العدوى. وبعد مرحلة التعارف، بدأتا التحدّث عن زوجيهما الراحلين، إدوار ووديع. وعلى إيقاع «الكريشندو» (تصاعد الصوت المتدرِّج)، تُكشف أسرار دفينة. وعلى مدى ساعة من الزمن، يُتابع المشاهد قصة تلامس المشاعر بفضل عمق موضوعاتها، وفي الوقت نفسه، تحضر الضحكة المنبثقة من خفَّة ظلِّ بولس وأداء بانوسيان الممتع. وفي حين تُفتح الستارة على بكاء وعويل الزوجتين حزناً على شريكي العمر، تنتهي بمواجهة صريحة بينهما تكشف واقعاً مريراً كانتا تعيشانه، فتصل الرسالة المتوخاة إلى المشاهد، بنصٍّ حَبكَه ديمتري ملكي، يتناول فيه العنف والخيانة الزوجية. «عالأربعين» مسرحية كوميدية تحمل رسائل اجتماعية (الشرق الأوسط) وفي لعبة مسرحية احترافية تتبعها الثنائي بولس وبانوسيان، تأتي الحوارات تلقائية، ويتلقفانها بحرفية، بحيث تتبادلان قذف كرة التمثيل بينهما بسلاسة. فالممثلتان تبادلتا عملية ترك المساحة الخاصة لكل منهما، وفي الوقت عينه تشاركتا في تقديم أداء يُبرِز تفوُّقهما في فهم اللعبة المسرحية. تُجسِّد بانوسيان دور «جانيت»، المرأة التي عاشت الأمرَّين مع زوج بخيل وعنيف في آنٍ واحد. تحاول في البداية تجميل حياتها الزوجية بسرد قصص وهمية. في المقابل تلعب بولس دور «ماري لويز»، سيدة ثرية عاشت في وهم الأناقة والفرنكوفونية متجاهلة خيانة زوجها. تتشارك المرأتان في تجربة زوجية فاشلة. وكلُّ واحدة حاولت إخفاء ألمها؛ بيد أن الحوار بينهما يكشف تدريجياً هشاشة العلاقة مع الشريك، ويُعزِّي الزَّيف الذي غطَّى على خيبات كثيرة. كان تفاعل الحضور مع أداء الممثلتين واضحاً منذ بداية المسرحية حتى نهايتها، وبلغت ذروة الضحك حيناً والتصفيق الحار حيناً آخر في مشاهد عدة، منها عندما راحت بولس تصف يوم زفافها وفستان العرس الذي ارتدته، فبالغت في الحديث عن تطريزاته وخياطته بأسلوبها الكوميدي، إلى حدٍّ جعل صالة المسرح تضج بالضحك المتواصل. ولكن، كل الثراء الذي عاشت في كنفه كان مجروحاً بخيانة زوجية صريحة. في حين رَوت بانوسيان قصة رحلة شهر العسل مع زوجها مُدَّعية أنها أجمل أيام حياتها، وحوّلتها إلى رحلة سياحية بين مناطق لبنان، ليتبيَّن فيما بعد أنَّ حقيقة مُرَّة صعقتها منذ أولى لحظات زواجها، تمثَّلت بضرب زوجها لها في ليلة الزفاف. ركّز مخرج العمل، شادي الهبر، على لعبة الالتباس في الكلام، وأوكل إلى جوزيان بولس مهمَّة إبرازها بحسِّها الفكاهي المعروف، فكانت تمزج العربية بالفرنسية في حواراتها، لتُسطّرها عناوين مضحكة بامتياز. بطلتا العمل جوزيان بولس وميراي بانوسيان (الشرق الأوسط) أما المزايدات في وصف الحياة الرغيدة التي كانتا تسردانها، فقد آثر المخرج تضمينها مواقع مشهورة في لبنان، وهو ما زوَّد المسرحية بأبعاد سياحية ذكَّرت الحضور بجمالية طبيعة بلاد الأرز وحضاراتها المتعاقبة، ومن بينها قصر بيت الدين التاريخي، وفندق فينيسيا البيروتي العريق. في النهاية، نكتشف أن جانيت تزوّجت المدعو وديع، هرباً من بيت أهلها المكتظ بالأشقاء، لتقع في فخ العنف طيلة زواجهما؛ أما ماري لويز التي وقعت في حب إدوار وتزوجته، فبقيت مخلصة له إلى أن اكتشفت خيانته لها مع أعزِّ صديقاتها، فتمنَّت له الموت، ورحل بسكتة قلبية. تنتهي المسرحية بانتهاء العزاء وافتراق المرأتين، بعدما تكفَّلتا طيلة العمل بإيصال رسائل إنسانية مباشرة، وأخرى اجتماعية موجّهة للمرأة المعنفة. وعلى وقع عبارة «البقية بحياتك»، تُسدَل الستارة على عمل مسرحي فكاهي، شكَّلت الضحكة فيه جسراً للعبور من الحزن إلى الفرح.


النهار
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
اعترافات بيتهوفن (8 من 8)
إِنه نصٌّ فرنسيٌّ للكاتب اللبناني الفرنكوفوني المحامي اسكندر نجَّار، كان صدر كتابًا في بيروت لدى منشورات L'Orient des livres. تمَّ إِطلاقُهُ ضمن "مهرجان البستان 2020" في الاحتفاليةٍ الخاصة: "أُمسيات باريس"، على "مسرح إِميل البستاني" مساءَ الأَربعاء 26 شباط/فبراير 2020 بأَداء الممثِّل الفرنسي جان فرنسوا بالمير Balmer قراءةً النص، وعبدالرحمن الباشا عزفًا على الـﭙـيانو. ومساء التاسع من آب/أغسطس 2022، تَمَّ إطلاقُ النص بالعربية على مسرح "مونو" – الأَشرفية، بأَداء الممثل بديع أَبو شقرا قراءةً النص، والفرنسي نيكولا شوڤرو Chevereau عزفًا على البيانو. وصدرَ النص العربي كتابًا لدى "منشورات سائر المشرق". اقتطفْتُ من تلك "الاعترافات" مقاطعَ موجزةً على 8 حلقات مختَصَرة. وهنا الحلقة الثامنة (الأَخيرة). ها أَنا تاركٌ للخلود بعدي أَعمالًا تُشبهني. كنتُ خصيبًا كثيرًا كأَعمالي. كنتُ سنديانةً لا تهتزُّ ولا تُقْتَلَع مهما تُهاجمها عواصفُ الخصومة. وكما في موسيقاي، اختَرَقَتْني لحظاتُ حُزنٍ وحركاتُ أَمَل، ومثل موسيقاي عرفتُ لحظاتِ حنانٍ لامتناهيةً كانت عزاءً بلسمَ عذاباتـيَ الصمَّاء. لَـم أَتزوَّجْ ولا تركتُ عقِبًا. لكنَّ مؤَلّفاتي هي أَولادي، وستنتقل من جيلٍ إِلى جيلٍ وتنشر الجمال بَعدما أَكونُ غادرتُ هذا العالَـم. أَمضيتُ حياتي أُؤَلِّفُ ما يُطلَبُ مني. وسأَبقى حيًّا في مؤَلّفاتي التي تُؤَمِّن لي الخلود، وتُداويني من ظُلْم القدر، فتُعوِّض لي حُزنَ حياتي اليوم حياةً متَوَّجَـةً بالـمجد غدًا. في حياتي، لم يفهَمْني أَبي، ولا فهِمَتْني النساء، ولا استوعبَني مَن انزعجوا من طبعِيَ النَزِقِ الغَضوب. عزائي أَنَّ مؤَلَّفاتي تُـهديني حبًّا سوف يتقاسمه بعدي ملايينُ مُـحبّي الـموسيقى. لـم أَكُن ثرثارًا في سرد اعترافاتي (خلال الحلقات السبع الماضية)، لكنني كنتُ فيها مُـخْلِصًا. وإنني لا أَستجْدي إِعجابَ أَحد ولا شَفَقةَ أَحد. وحدَه تَسَامُحُكم يكفيني. قولوا أَنْ لستُ أُسطورةً، بل كائنٌ من لـحمٍ ودم. قولوا أَنْ لستُ إِنسانًا متفوِّقًا بل عاديٌّ. إِنسانٌ اسـمُه بكل بساطة: لودْﭬِــيك ﭬَـان بيتهوﭬِـن!


النهار
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
اعترافات بيتهوفن ( 7 من 8)
إِنه نصٌّ فرنسيٌّ للكاتب اللبناني الفرنكوفوني المحامي اسكندر نجَّار، كان صدر كتابًا في بيروت لدى منشورات L'Orient des livres. تمَّ إِطلاقُهُ ضمن "مهرجان البستان 2020" في الاحتفاليةٍ الخاصة: "أُمسيات باريس"، على "مسرح إِميل البستاني" مساءَ الأَربعاء 26 شباط/فبراير 2020 بأَداء الممثِّل الفرنسي جان فرنسوا بالمير Balmer قراءةً النص، وعبدالرحمن الباشا عزفًا على الـﭙـيانو. ومساء التاسع من آب/أغسطس 2022، تَمَّ إطلاقُ النص بالعربية على مسرح "مونو" – الأَشرفية، بأَداء الممثل بديع أَبو شقرا قراءةً النص، والفرنسي نيكولا شوڤرو Chevereau عزفًا على البيانو. وصدرَ النص العربي كتابًا لدى "منشورات سائر المشرق". سأَقتطف من تلك "الاعترافات" مقاطعَ موجزةً على 8 حلقات مختَصَرة. هنا الحلقة السابعة (قبل الأَخيرة). كارل ابنُ أَخي جُرحٌ بليغٌ آخَرُ في اعترافاتي، يَعصُر قلبي كلَّما أَتذَكُّرُه: علاقتي بــكارل، ابنِ شقيقيَ الأَوسط غاسبار الذي مات فجأَةً عن 41 سنة (1774-1815). كان، في سنواته الأَخيرة، عَهَد إِليَّ بأَن أَكُون وحدي وصيًّا على وحيده كارل، لكنه قبيل وفاته قرَّر تعيينَ زوجته جوانَّا شريكةً لي في الوصاية. بصفتي وصيًّا على كارل، وحيال سُوء السلوك لدى أَرملة أَخي، خِلتُ أَني أَستطيع أَن أَحضُنَه وأَهتمَّ به وحدي. كنتُ في حماستي أَرى في كارل وَلَدي الذي لم أُرْزَقْهُ. وتمنّيتُ أَن أَجعلَ منه الـمُبدع الـمُبْكر كما كانَ موزار، وفي بالي أَنني أَقوم بما كان يريده لي أَبي في طفولتي. مارستُ على أُمِّه ضغوطًا قاسية أَعترف أَنني مارستُ عليه امتلاكيةً مَرَضية ضاغطة. كنتُ بغُروري أَدَّعي أَن أَكون له ﭘـيغماليون، إِنما لم تكُن له أَيُّ مهارةٍ، ولا أَيُّ رغبةٍ أَن يصبحَ عازفَ ﭘـيانو ماهرًا. عاندتُ. رفعتُ دعوى على أُمه متهمًا إِياها في الـمحكمة لأَحرُمها من الوصاية وأَمنعَها من رؤْيته. اِتّهمتُها بالخيانة الزوجية، وبالتسميم لزوجها، وبجرائمَ أُخرى اختَلَقْتُها زُورًا يـمنعني الخجل من ذكرها هنا. سـمَّيْتُها "ملِكة الليل"، لأُثبتَ أَنْ لا خصالَ أَخلاقيةً لها كي تربّـِي ولَدها. ربما كان يمكن أَن أَنجحَ في رعايته وحدي، من دون اتهام أَرملة أَخي لو أَنها انصاعت، لكنَّ عنادَها الشَرِس أَرغمَني على مواجهتها خمس سنوات متتالية في الـمحكمة. وبفضل علاقاتي مع المسؤُولين، ربحتُ الدعوى، ونلتُ رعاية الولد وحدي. ولا أَنسى، لحظة صدور الحكْم، نِظْرةً مُـخيفةً في عينَي جُوانَّا، امتزجَ فيها اليأْس والحقد، الضِيقة والثورة. كان عازفًا بليدًا برغم انشغالاتي وإِعاقتي، تبنَّيتُ وحدي تربية ابن أَخي. رسائلي إِليه، وهو في المدرسة الداخلية، كنتُ أَبدأُها بعبارة "ولَدي الحبيب"، وأُوقِّعها بعبارة "أَبوكَ الطيِّب الـمُخْلص". وكما الـمروِّضُ يَلجُم حصانه، كنتُ أَستعيدُه المعزوفةَ ذاتها عشرات الـمرّات حين أُعطيه درس العزف، عاجزًا بسبب صمَمي عن تقدير مستوى عزْفه. كنتُ أَظُن أَن الـمثابرة الـمتواصلة معه قد تؤَدّي به إِلى مستوى الإِبداع. لـم أَتنبَّه إِلى أَن الـموهبة لا تتكوَّنُ ولا تنمو بأَمْرٍ من أَحد. كان كارل عازفًا مواظبًا، صحيح، إِنما بلا مهارة. لكنني أَصمَمْتُ عنه، وهنا التعبير عن الصمَم في محلّه، مدفوعًا برغبتي أَن أَراه يحمل الشعلة من أُسرة بيتهوﭬـن. يتجنَّب السير حدّي كان قليلَ التهذيب، كثيرَ الـمعاشرات السيئة، متواصلَ الاستدانة، دائمَ العُقوق تجاهي، رافضًا حتى السيرَ حدِّي متحجِّجًا بــ"مظهري الـمـجنون". لم أَرَ، بل لم أَشأْ أَن أَرى، كيف لا تستهويه الموسيقى. وحين باح لي يومًا أَنه يهوى الأَحصنة، ويحلم بأَن ينضمَّ إِلى سلاح الفرسان، انفجرْتُ ضاحكًا. ظننتُ أَنه يمزح. ذات صباح، بلا أَيِّ إِشارة مُسْبَقة، هرَب من بيتي، عابرًا شوارعَ ﭬـيينَّا إِلى قلعة رَاوْهِنْشْتَايْن (قلعةٌ مهجورة خَرِبَة يعود بناؤُها إِلى القرن الثاني عشر) في بادِن (مدينةٌ نـمساوية على 26 كلم جنوبـيَّ ﭬـيينا) حيث اعتدْنا أَن نتنزَّه. هناك، وسط الخراب، استلَّ مسدّسًا، وجَّهَهُ إِلى صدغه وضغَط على الزناد. لكنَّ الطلقة حادَت قليلًا، وأُعجوبيًّا لَـم يُصَب إِلَّا بِـجرحٍ فقط في جبينه. ولاحقًا صرَّح: "فَلْيَكُفَّ عمِّي عن إِزعاجي باتّهاماته وتَذَمُّراته. أَمسيتُ أَسوأَ، لكثرة ما يريدني أَن أكون أَرادني أَفضل". كارل بيتهوفن رجلًا: تحرَّر من ضغوط عمِّه المجنون كاد ينتحر بسببي محاولةُ الانتحار هدَّتْني: كدتُ أُسبِّب موتَ مَن كنتُ أَعتبرُه ولدي! أَخيرًا تراجعتُ نادمًا فتحرَّر كارل من قبضتي وراح يعيش مع أُمه، ملتحقًا بالخدمة العسكرية في إِيغلو) مدينةٌ تشيكية، على 122 كلم جنوبي شرقي العاصمة ﭘْـــراغ(. آخرُ ما وصلني منه: صورة له بالبزَّة العسكرية، وعلى جبينه خصلةُ شَعرٍ تُـخفي الجرح في جبينه. في تلك الصورة ما يختصر ابنَ أَخي: تَـخَـلِّـيه عن عالَـم الـموسيقى، وفي جبينه أَثَرٌ بالغٌ عن عملٍ بائسٍ قام به، سبَبُهُ إِصراري على أَن أَجعلَ منه مبدعًا لَـم يكُن يريد أَن يَـكونَه.


النهار
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
اعترافات بيتهوفن (5 من 8)
إِنه نصٌّ فرنسيٌّ للكاتب اللبناني الفرنكوفوني المحامي اسكندر نجَّار، كان صدر كتابًا في بيروت لدى منشورات L'Orient des livres. تمَّ إِطلاقُهُ ضمن "مهرجان البستان 2020" في الاحتفاليةٍ الخاصة: "أُمسيات باريس"، على "مسرح إِميل البستاني" مساءَ الأَربعاء 26 شباط/فبراير 2020 بأَداء الممثِّل الفرنسي جان فرنسوا بالمير Balmer قراءةً النص، وعبدالرحمن الباشا عزفًا على الـﭙـيانو. ومساء التاسع من آب/أغسطس 2022، تَمَّ إطلاقُ النص بالعربية على مسرح "مونو" – الأَشرفية، بأَداء الممثل بديع أَبو شقرا قراءةً النص، والفرنسي نيكولا شوڤرو Chevereau عزفًا على البيانو. وصدرَ النص العربي كتابًا لدى "منشورات سائر المشرق". سأَقتطف من تلك "الاعترافات" مقاطعَ موجزةً على 8 حلقات مختَصَرة. هنا الحلقة الخامسة. فشلي مع نساء (الجزء 2 من 2) بعد تريز برونشفيك وشقيقتها جوزفين، غازلتُ جولـيــيــتَّــا جوكياردي (نمساوية (1782-1856) درسَت الـﭙـيانو على بيتهوﭬـن سنة 1801. أَحبَّها ووضَع لها "سوناتا الـﭙـيانو رقم 14" التي اشتهرَت لاحقًا بـ"سوناتا ضوء القمر"). لم تتجاوب معه، وتزوَّجَت سنة 1803 من البارون روبرت ﭬـون غالِنْبُرغ). وهي كونتيسة صبية، ملَكية الـمِشية، زرقاويةُ العينَين، كنتُ أُلقِّنُها العزف على الـﭙـيانو. صدَّقتُ تلك العلاقة لإِعجاب جولييتّا بـي. كانت ترسُمني، وأَهدتْني يومًا رسمًا لها ما زلتُ أَحتفظ به. سحرَتْني أُنوثتُها فأَهديتُها سوناتا "الفانتازيا". لكنَّ فارق الطبقة الاجتماعية بيننا، واختبارَها مزاجيَ الغَضوبَ الذي كان يدفعني إِلى تمزيق أَو دَوْس مخطوطاتي حين لا تُـحْسِنُ عزفَها، جعلاها تُشيح عني، وتتزوَّج من الكونت غالِـنْـبُرغ، بعدما تجرَّأَتْ أَن تستدين مني خمسمئة فلورينة كي تعطيها ذاك التعِسَ التافهَ لـحاجته إِليها. الكونتيسة إِردودي وعرفتُ أَيضًا الكونتيسَّة آنَّا ماريَّا إِردُودي (نبيلةٌ هنغارية (1779-1837). تزوَّجَت سنة 1796 من الكونت ﭘـيتر ﭬـون إِردودي. أَنجبت له ثلاثة أَولاد. انفصلَت عنه سنة 1805. عاشرَت من دون زواجٍ مدرِّس أَولادها فرانز كزافير بروخْل. اِستضافَت بيتهوﭬـن في قصرها سنتَي 1808 و1809 في ﭬـيينا. أَهداها ثُلاثيَّتَين للـﭙـيانو، ومقطوعَتَين للتْشِلُّو). وهي عازفةً ممتازة ، تركَها زوجها باكرًا، وأَصابتْها إِعاقةٌ دائمة استقرَّت بعدها في كْرُوَاتيا حيث تعلَّقَت مدرِّبَها على ركوب الخيل، وكان غريب الشخصية أَوقعها في إِدمان الأَفيون. بعدها كانت إِليونور ﭬـون بْرونِنْغْ، ولقبُها "لورْشِنْ" (قد تكون أَول امراة أَحبَّها بيتهوﭬـن. وهي (1771-1841) من أُسرة ٍكانت تحنو عليه وتساعده. أَهداها سُوناتا للـﭙـيانو رقم 51. غادرَت بُونّ سنة 1792. تزوَّجَت سنة 1802 من صديق طفولته فرانز غيرهارد ويغلر). غافلتني، كما في مسرحيةٍ هزلية، وارتمَت في حضن صديقيَ الأَقرب وِغْلِر (طبيبٌ أَلـمانـيٌّ شهير، صديق بيتهوﭬـن منذ الطفولة). الشقيقتان بْرنْتانو ثم كانت الشقيقتان أَنطونيا وبيتّينا برنْتانُو. (أنطونيا مُـحسنةٌ أَلـمانية وداعمةُ فنون (1780-1869). في التداوُل أَن رسالة بيتهوﭬـن "إِلى الحبيبة الـخالدة" كتبَها لها. وهو أَهداها متتاليات "تنويعات للـﭙـيانو" وضَعها بين 1819 و1823). وبيتّينا (روائية أَلـمانية (1785-1859). كانت صديقةً لبيتهوﭬـن. تزوَّجَت سنة 1811 من الشاعر الرومنطيقي آكيم ﭬـون آرنيم وأَنجبَت له سبعة أَولاد. توفي سنة 1831، وأَبقَت على علاقتها بالشاعر غوته ونشرَت سنة 1835 كتاب "رسائل بين غوته وصبيَّة" هي التي تبادلاهُـما طيلة سنوات). كثيرات... ولا واحدة عرفتُ غيرهنَّ، وكُنَّ جميلاتٍ ساحراتٍ لا تُـحصيهِنَّ ذاكرتي. طالـما توغّلْتُ بعيدًا في اعترافاتي، وأُقِرُّ بأَنني، في 6 تـموز/يوليو 1812، كتبتُ رسالةً لاهبةً صريحةً، أُوردُ منها هنا مقطعًا مع اعتذاري على غنائيّتي الزائدة فيها: "حبيبتي الخالدة، منذ أَفتحُ عينيَّ في سريري تتهافتُ أَفكاري إِليكِ. تبدأُ مزقزِقةً فرَحًا ثم تنحسرُ حزنًا. أَرجو القَدَر أَن يكون رحيمًا بنا. لم أَعُد يمكنني أَن أَعيشَ إِلَّا معكِ باستمرارٍ أَو أنني لا أَعيش. حبُّكِ جعلَني أَسعدَ إِنسان وأَتعس إِنسان". هذه الرسالة، كأَنما يكتبُها مراهقٌ متردِّدٌ راجفٌ، لم أَجرؤْ على إِرسالـها إِلى "حبيبتي الخالدة". ولا بدَّ أَنها ستُثير استغراب مَن سيجدُها بين أَوراقي بعد موتي. سيتساءَل حتمًا لِـمَن كتبْتُها، وسوف يَغرق في التخمينات، وسيُجْري استقصاءات بلا جدوى، أَسخَر منها منذ الآن، لأَنه لن يعرف أَنني كتبتُها لِـمُوحِياتٍ كثيراتٍ أَلْـهَمْنَني ونساءٍ فشلتُ في حبِّهِنَّ. حياة فاسقة اليوم، بعد إِخفاقي وخيباتي في علاقاتٍ فاشلة، أُعلنُ أَنني شُفيتُ من آخر أَوهامي. فكما استقلْتُ من صحَّتي، كذلك استقَلْتُ من الحبّ. رحتُ أَتردَّد على الحانات، وأُعاشر بناتِ الهوى، تلك "العَمارات الـخَرِبة" اللواتي أَعرفُ أَنهنَّ لن يُعلِّلْنَني بآمالٍ كاذبة، ولن أَقع في حبِّهنّ. فأَنا موقنٌ أَنْ "من دون اتـّحاد الأَرواح، تبقى حيوانيةً نشوةُ الـحواسّ، ولا تترك لنا أَيَّ شعورٍ بالطبيعة السامية. بل لا تتركُ فينا سوى الندم". أَشْـمئزُّ مني على انزلاقي بلا رادعٍ إِلى تلك "الأَماكن الـمُوحِلة"، لكنَّ لِـجسدي حاجاتٍ لا يعرفها قلبي. وحدها باقية لي: الموسيقى أَعرف أَنْ سأَموتُ وحيدًا بلا حُبّ، كما غاليليو قبلي: هو الأَعمى وأَنا الأَصَمّ. لا عزاءَ وحيدًا لي إِلَّا الموسيقى. هي هَدْهَدَتْني، وهي أَنقَذَتْني من الانتحار. وحدَه الفنُّ خلاصي. ولن أُغادرَ هذا العالَـم قبل أَن أُطْلع مني كلَّ ما أُحسُّه يَنبُض بي. لذا تبقى الـموسيقى أَصدَقَ رفيقاتي، وأَسـماهُنَّ على الإِطلاق!