١٦-٠٤-٢٠٢٥
الجينات تفسّر نصف الفروق في تذوّق الموسيقى بين الأفراد
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications أن ما يقارب 54% من التفاوت في استمتاع الأشخاص بالموسيقى يعود إلى الجينات، فيما يُعزى الباقي لعوامل بيئية، مثل البيئة الأسرية والتجارب الموسيقية السابقة.
ووفقًا للباحثين من معهد ماكس بلانك للسايكولغويات في هولندا، فإن النتائج تشير إلى أن بعض الأشخاص يمتلكون استعدادًا فطريًا للاستجابة العاطفية العميقة للموسيقى، بدءًا من التأثر بالمشاعر وانتهاءً بالاستمتاع بالحركة على وقع الإيقاع أو مشاركة اللحظات الموسيقية مع الآخرين.
الدراسة استندت إلى بيانات أكثر من 9,000 توأم تتراوح أعمارهم بين 37 و64 عامًا، من السجل السويدي للتوائم، بما في ذلك 3,400 توأم متماثل (يتشاركون 100% من الجينات) و5,600 توأم غير متماثل (يشتركون بنحو 50% فقط). وبمقارنة إجاباتهم على استبيان 'مكافأة الموسيقى في برشلونة' المؤلف من 20 بندًا، وجد الباحثون أن التوائم المتماثلة أظهرت تشابهًا في مستوى الاستمتاع بالموسيقى ضعف ما أظهره التوائم غير المتماثلين.
وأوضح ميتشل هاتشينغز، أستاذ الصوت في جامعة فلوريدا أتلانتيك، أن هذه النتائج 'تؤكد ما كان يُفترض منذ زمن طويل في الوسط الموسيقي: بعض الأشخاص مبرمجون وراثيًا للتفاعل العميق مع الموسيقى.'
وأظهرت النماذج الإحصائية أن جوانب مختلفة من التفاعل الموسيقي – كالتأثير على المزاج أو المتعة الناتجة عن الرقص أو المشاركة الموسيقية – تتأثر بمسارات وراثية مختلفة، ما يعكس التنوع في دوافع المشتغلين بالموسيقى وتفضيلاتهم.
ولم تغفل الدراسة بعض القيود، منها افتراض أن التوائم عاشوا تجارب موسيقية متقاربة في طفولتهم، رغم إمكانية اختلاف هذه التجارب بالفعل. كما أن الدراسة اقتصرت على عينة سويدية، ما يُثير التساؤلات حول قابلية تعميم النتائج على ثقافات مختلفة.
كما فحص الباحثون ارتباط استمتاع الأفراد بالموسيقى بقدراتهم على تمييز الإيقاع والنغمة، إضافة إلى حساسيتهم العامة تجاه المكافآت، ووجدوا أن التأثير الجيني على استمتاع الموسيقى لا يرتبط بشكل كبير بهذه المهارات أو بالحوافز الخارجية، بل ينبع من عوامل أعمق وأكثر تعقيدًا.
وتعليقًا على النتائج، قالت ميشيل لوتشيانو، أستاذة علم النفس بجامعة إدنبرة: 'ينبغي أن تُشجّع هذه النتائج الأبحاث المستقبلية حول الأصول التطورية للتمتع بالموسيقى والمسارات الدماغية المرتبطة بالعواطف الإيجابية التي تثيرها.'