أحدث الأخبار مع #ميخائيلبولغاكوف


Independent عربية
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
ستالين يصفق لمسرحية بولغاكوف والرقابة السوفياتية تحاصره
يعرف الكاتب "السوفياتي" ميخائيل بولغاكوف بروايته الأساسية "المعلم ومرغريتا" التي عاشت مع الرقابة السوفياتية واحدة من أغرب حكايات تلك الرقابة وأطولها عمراً. والحقيقة أن تلك الرواية التي شرع بولغاكوف يكتبها منذ عام 1929 ولم ينجزها إلا في عام 1940 ولن تنشر إلا بعد ذلك بأكثر من ربع قرن، أي بعد وفاة ستالين، تستحق أن تعتبر كما حالها تماماً، أشهر روايات بولغاكوف وأقواها، لكنها بالتأكيد لم تكن روايته الوحيدة ولا أول أعماله الكبيرة. وذلك لأنه كان سبق للكاتب الطبيب المولود في كييف بأوكرانيا - كما معظم مبدعي ما سيعرف منذ بداية عشرينيات القرن العشرين، بالاتحاد السوفياتي- عام 1891، ابناً أول لعائلة متعددة الأبناء والبنات، سبق له أن نشر العديد من النصوص ومن أشهرها قبل "المعلم ومرغريتا" رواية "الحرس الأبيض" 1925 التي يجدر بكييف نفسها أن تحتفل هذا العام، بالتحديد، بالمئوية الأولى لولادتها ولكن ليس فقط على شكل رواية ولا حتى على شكل مسرحية هي التي حوّلها الكاتب بنفسه إلى مسرحية حين عجز عن نشرها كرواية مكتملة. والحقيقة أن حكاية هذا "العجز" هي التي تهمنا هنا وربما تحديداً لأن الحكاية تعتبر أول تصادم لبولغاكوف مع الرقابة وبل حتى مع السلطات الستالينية في بلاد السوفيات، التصادم الذي سيصل إلى ذروته مع "المعلم ومرغريتا" كما نعرف وتخبرنا وثائق الحياة الأدبية في الزمن السوفياتي. ولادة رواية "عائلية" قبل الوصول إلى "حكاية الحكاية" لا بد أولاً من أن نقول عمّ تتحدث "الحرس الأبيض" التي كتبها بولغاكوف وكان بعد يمضي آخر سنواته متنقلاً بين مسقط رأسه كييف وموسكو التي كانت قد أضحت عاصمة للبلاد البولشفية بديلة لبطرسبرغ. ومن هنا لم يكن غريباً للكاتب الطبيب الشاب، أن يحاول في تلك الرواية أن يتناول حياته وحياة عائلته ومدينته كييف، حتى وإن كان قد وضع أقنعة على وجوه وشخصيات معظم أبطالها. فالحال أن العائلة التي يصف بولغاكوف حياة أفرادها تحمل اسم "أيام آل توربين" وهو على أية حال الاسم الأصلي لجدة عائلة بولغاكوف، تماماً كما أن البيت الذي تقطنه عائلة توربين في الرواية وتدور فيه أحداثها، هو بيت عائلة أسرة بولغاكوف بطلعة سانت أندريه في كييف- وقد تحول بعد سقوط الحكم السوفياتي إلى متحف باسم ميخائيل بولغاكوف نفسه-، علماً بأن وصف الكاتب الدقيق للبيت يجعل زائري المتحف المطلعين على أدب بولغاكوف ولا سيما "الحرس الأبيض" يتعرفون بدقة إلى الغرف والزوايا والممرات داخل بيت كان يتسع لنحو عشرين نفراً بينهم نحو عشرة أبناء وبنات، وجعل بولغاكوف للمكان في الرواية دوراً كبيراً حتى وإن كان معروفاً، وباعترافه دائماً أنه ما كتب تلك الرواية إلا في محاولة منه للسير على خطى وصف تولستوي لـ"العائلة السعيدة" في روايته "الحرب والسلام". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومهما يكن من أمر هنا، لا بد من القول إن بولغاكوف على رغم استلهامه تولستوي، كان مراده في "الحرس الأبيض" أن يكتب تاريخاً لعائلة روسية الجذور تعيش في كييف هي عائلته، واصفاً بالتحديد حياته وصباه هو الطبيب الذي انطلق في حياته مولعاً بالكتابة تماماً كما هي حال بطل روايته. والحقيقة أن مراد بولغاكوف، كان أن تكون "الحرس الأبيض" جزءاً أول من ثلاثية نعرف أنها لم تكتمل أبداً، وبسبب الرقابة التي وجدت منذ الجزء الأول أن عليها أن تتحرك، ما يعيدنا هنا إلى ما أسميناه أول هذا الكلام، "حكاية الحكاية". من الرواية إلى الخشبة باختصار إذاً أن "حكاية الحكاية" إنما هي بالنسبة إلى ميخائيل بولغاكوف تلك الحكاية التي عاشها بدءاً من عام 1925 العام الذي بدأ فيه الكاتب بإرسال الفصول الأولى من روايته الطويلة الأولى "الحرس الأبيض" إلى مجلة "روسيا"، التي كانت ذات شأن أدبي في ذلك الحين، وذلك بالتوازي مع كتابات أخرى راحت تصنع له مكانة ولكن في الوقت نفسه ملفاً لدى الرقابة، التي رأت فيها "نوعاً من حنين إلى روسيا القديمة قد يحمل رفضاً ما للواقع السوفياتي الجديد". وما إن أطل العام التالي وأنجز الكاتب فصولاً إضافية من الرواية، حتى قررت تلك الرقابة أنها لا يمكنها أن تصبر عليه أكثر من ذلك، فتفجرت علاقته بها في الوقت نفسه الذي كان هو قد قرر الالتفاف على الأمر، بتحويل الرواية إلى مسرحية تحمل هذه المرة عنوان "أيام آل توربين" لتقدم على خشبة مسرح الفن الشهير في خمسة فصول و13 لوحة، وهو عمل انكب عليه منذ نهاية صيف عام 1925 على أية حال. ومنذ البداية كانت الرقابة بالمرصاد ولكن ليس وحدها بل شراكة مع مجمل المطبوعات الرسمية، التي اهتمت بالرواية اهتماماً استثنائياً جعل معظم المقالات التي تتناول عمل بولغاكوف منددة بالعمل. وكذلك لاحقاً حين تحولت إلى مسرحية حرص الكاتب على التخفيف من غلواء بعض شخصياتها على أية حال. والحقيقة أن المسرحية عرضت بقدر لا بأس به من النجاح الذي فاقم منه إمعان "النقاد" في مهاجمة العمل ورجعيته حتى وإن كانوا قد عجزوا عن جعله يمنع مسرحياً. ففي ذلك الحين، ومقابل التشدد في الرقابة على الأعمال المطبوعة، كان ثمة نوع من التهاون مع الأعمال المسرحية باعتبارها نخبوية "ولا يمكنها أن تفسد أخلاق الطبقة العاملة". ومن هنا على رغم ما سيقوله بولغاكوف في نص لاحق له من أنه رصد 298 مقالة تهاجم المسرحية مقابل 3 مقالات تمتدحها، واصل "مسرح الفن" عرض المسرحية شهوراً طويلة (وربما لسبب سنذكره بعد سطور). كانت من أكثر الشهور في مسيرة بولغاكوف المهنية إيلاماً له. رسالة إلى ستالين من هنا نجده وقد أضنته الحكاية كلها، يقرر أنه لم يعد في إمكانه أن يحتمل أكثر مما فعل فيكتب إلى "الرفيق ستالين" رسالة يحاول فيها الحصول من هذا الأخير على إذن خاص بمبارحة الاتحاد السوفياتي برفقة زوجته ولو مطروداً!... ولكن يبدو أن سيد الكرملين لم يجب على الرسالة أو لم يقرأها. وبالتالي ها هو بولغاكوف وفي مستهل ربيع العام التالي يكتب هذه المرة رسالة موجهة إلى "حكومة الاتحاد السوفياتي" يقول فيها– وعلى الأرجح كرد على نصيحة ما، كانت قد وجهت إليه– أنه وعلى رغم النصائح الكريمة "غير قادر على أن يكتب مسرحية شيوعية"، مذكراً بمجموع الشتائم التي وجهت إليه على صفحات الصحافة الرسمية ومنها ما كانت "البرافدا" قد نشرته قبل حين من أن "هذا الكاتب يبدو أعجز من أن يسمم بأفكاره الطبقة العاملة ماسخاً مثلها العليا البولشفية"، واصفة مسْرَحَته لـ"الحرس الأبيض" بأنه "عمل تفوح منه رائحة القذارة". ولئن كان يبدو أن ثمة في الأمر تناقضاً غريباً، إذ كيف يعقل أن يستمر عرض المسرحية طول كل تلك الشهور فيما يتواصل الهجوم الصحافي عليها؟ هنا يأتي الجواب المدهش: لقد أحب ستالين تلك المسرحية إلى درجة يقول جورج نيفا مؤرخ الأدب الروسي في فرنسا إن سيد الكرملين قد شاهد "أيام آل توربين" خمسة عشر مرة وكان في كل مرة يضحك كما لو أنه يشاهدها للمرة الأولى. ومن هنا بقيت تعرض وبقيت تهاجم. أما بالنسبة إلى بولغاكوف فإنه لم يهاجر بل بقي ولو أنه لم يخلد إلى الصمت هو الذي قال ذات مرة وقد أدرك أنه قادر على الاستفادة من تناقضات موقف ستالين: "إن النضال ضد الرقابة، وكل أنواع الرقابة وفي ظل أية سلطة من السلطات، هو الواجب الذي نذرت له نفسي ككاتب كما آليت على هذه النفس أن تدافع عن حرية الصحافة...". وفي النهاية إذ أدرك بولغاكوف أنه بدوره سوف يعيش ذلك التناقض، راح يسعى للحصول على عمل يمكنه من البقاء والعيش، كمساعد مخرج مسرحي أو ممثل ثانوي أو حتى عامل ديكور وأكسسوار. وواصل الكتابة فيما واصلت الرقابة المنع وواصل ستالين الاستمتاع وربما مشبهاً نفسه بالقيصر نيقولاي الأول، الذي كان قبله من كبار المصفقين لمسرحية غوغول "المفتش العام" على رغم ما تحمله من انتقاد حاد لحكومته وإدارته... بل وربما لما تحمله من ذلك الانتقاد!


Independent عربية
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
بولغاكوف يؤرخ لمدينته وعائلته فيتحول إلى ضحية للرقابة بينما ستالين يتفرج ويصفق!
يعرف الكاتب "السوفياتي" ميخائيل بولغاكوف بروايته الأساسية "المعلم ومرغريتا" التي عاشت مع الرقابة السوفياتية واحدة من أغرب حكايات تلك الرقابة وأطولها عمراً. والحقيقة أن تلك الرواية التي شرع بولغاكوف يكتبها منذ عام 1929 ولم ينجزها إلا في عام 1940 ولن تنشر إلا بعد ذلك بأكثر من ربع قرن، أي بعد وفاة ستالين، تستحق أن تعتبر كما حالها تماماً، أشهر روايات بولغاكوف وأقواها، لكنها بالتأكيد لم تكن روايته الوحيدة ولا أول أعماله الكبيرة. وذلك لأنه كان سبق للكاتب الطبيب المولود في كييف بأوكرانيا - كما معظم مبدعي ما سيعرف منذ بداية عشرينيات القرن العشرين، بالاتحاد السوفياتي- عام 1891، ابناً أول لعائلة متعددة الأبناء والبنات، سبق له أن نشر العديد من النصوص ومن أشهرها قبل "المعلم ومرغريتا" رواية "الحرس الأبيض" 1925 التي يجدر بكييف نفسها أن تحتفل هذا العام، بالتحديد، بالمئوية الأولى لولادتها ولكن ليس فقط على شكل رواية ولا حتى على شكل مسرحية هي التي حوّلها الكاتب بنفسه إلى مسرحية حين عجز عن نشرها كرواية مكتملة. والحقيقة أن حكاية هذا "العجز" هي التي تهمنا هنا وربما تحديداً لأن الحكاية تعتبر أول تصادم لبولغاكوف مع الرقابة وبل حتى مع السلطات الستالينية في بلاد السوفيات، التصادم الذي سيصل إلى ذروته مع "المعلم ومرغريتا" كما نعرف وتخبرنا وثائق الحياة الأدبية في الزمن السوفياتي. ولادة رواية "عائلية" قبل الوصول إلى "حكاية الحكاية" لا بد أولاً من أن نقول عمّ تتحدث "الحرس الأبيض" التي كتبها بولغاكوف وكان بعد يمضي آخر سنواته متنقلاً بين مسقط رأسه كييف وموسكو التي كانت قد أضحت عاصمة للبلاد البولشفية بديلة لبطرسبرغ. ومن هنا لم يكن غريباً للكاتب الطبيب الشاب، أن يحاول في تلك الرواية أن يتناول حياته وحياة عائلته ومدينته كييف، حتى وإن كان قد وضع أقنعة على وجوه وشخصيات معظم أبطالها. فالحال أن العائلة التي يصف بولغاكوف حياة أفرادها تحمل اسم "أيام آل توربين" وهو على أية حال الاسم الأصلي لجدة عائلة بولغاكوف، تماماً كما أن البيت الذي تقطنه عائلة توربين في الرواية وتدور فيه أحداثها، هو بيت عائلة أسرة بولغاكوف بطلعة سانت أندريه في كييف- وقد تحول بعد سقوط الحكم السوفياتي إلى متحف باسم ميخائيل بولغاكوف نفسه-، علماً بأن وصف الكاتب الدقيق للبيت يجعل زائري المتحف المطلعين على أدب بولغاكوف ولا سيما "الحرس الأبيض" يتعرفون بدقة إلى الغرف والزوايا والممرات داخل بيت كان يتسع لنحو عشرين نفراً بينهم نحو عشرة أبناء وبنات، وجعل بولغاكوف للمكان في الرواية دوراً كبيراً حتى وإن كان معروفاً، وباعترافه دائماً أنه ما كتب تلك الرواية إلا في محاولة منه للسير على خطى وصف تولستوي لـ"العائلة السعيدة" في روايته "الحرب والسلام". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومهما يكن من أمر هنا، لا بد من القول إن بولغاكوف على رغم استلهامه تولستوي، كان مراده في "الحرس الأبيض" أن يكتب تاريخاً لعائلة روسية الجذور تعيش في كييف هي عائلته، واصفاً بالتحديد حياته وصباه هو الطبيب الذي انطلق في حياته مولعاً بالكتابة تماماً كما هي حال بطل روايته. والحقيقة أن مراد بولغاكوف، كان أن تكون "الحرس الأبيض" جزءاً أول من ثلاثية نعرف أنها لم تكتمل أبداً، وبسبب الرقابة التي وجدت منذ الجزء الأول أن عليها أن تتحرك، ما يعيدنا هنا إلى ما أسميناه أول هذا الكلام، "حكاية الحكاية". من الرواية إلى الخشبة باختصار إذاً أن "حكاية الحكاية" إنما هي بالنسبة إلى ميخائيل بولغاكوف تلك الحكاية التي عاشها بدءاً من عام 1925 العام الذي بدأ فيه الكاتب بإرسال الفصول الأولى من روايته الطويلة الأولى "الحرس الأبيض" إلى مجلة "روسيا"، التي كانت ذات شأن أدبي في ذلك الحين، وذلك بالتوازي مع كتابات أخرى راحت تصنع له مكانة ولكن في الوقت نفسه ملفاً لدى الرقابة، التي رأت فيها "نوعاً من حنين إلى روسيا القديمة قد يحمل رفضاً ما للواقع السوفياتي الجديد". وما إن أطل العام التالي وأنجز الكاتب فصولاً إضافية من الرواية، حتى قررت تلك الرقابة أنها لا يمكنها أن تصبر عليه أكثر من ذلك، فتفجرت علاقته بها في الوقت نفسه الذي كان هو قد قرر الالتفاف على الأمر، بتحويل الرواية إلى مسرحية تحمل هذه المرة عنوان "أيام آل توربين" لتقدم على خشبة مسرح الفن الشهير في خمسة فصول و13 لوحة، وهو عمل انكب عليه منذ نهاية صيف عام 1925 على أية حال. ومنذ البداية كانت الرقابة بالمرصاد ولكن ليس وحدها بل شراكة مع مجمل المطبوعات الرسمية، التي اهتمت بالرواية اهتماماً استثنائياً جعل معظم المقالات التي تتناول عمل بولغاكوف منددة بالعمل. وكذلك لاحقاً حين تحولت إلى مسرحية حرص الكاتب على التخفيف من غلواء بعض شخصياتها على أية حال. والحقيقة أن المسرحية عرضت بقدر لا بأس به من النجاح الذي فاقم منه إمعان "النقاد" في مهاجمة العمل ورجعيته حتى وإن كانوا قد عجزوا عن جعله يمنع مسرحياً. ففي ذلك الحين، ومقابل التشدد في الرقابة على الأعمال المطبوعة، كان ثمة نوع من التهاون مع الأعمال المسرحية باعتبارها نخبوية "ولا يمكنها أن تفسد أخلاق الطبقة العاملة". ومن هنا على رغم ما سيقوله بولغاكوف في نص لاحق له من أنه رصد 298 مقالة تهاجم المسرحية مقابل 3 مقالات تمتدحها، واصل "مسرح الفن" عرض المسرحية شهوراً طويلة (وربما لسبب سنذكره بعد سطور). كانت من أكثر الشهور في مسيرة بولغاكوف المهنية إيلاماً له. رسالة إلى ستالين من هنا نجده وقد أضنته الحكاية كلها، يقرر أنه لم يعد في إمكانه أن يحتمل أكثر مما فعل فيكتب إلى "الرفيق ستالين" رسالة يحاول فيها الحصول من هذا الأخير على إذن خاص بمبارحة الاتحاد السوفياتي برفقة زوجته ولو مطروداً!... ولكن يبدو أن سيد الكرملين لم يجب على الرسالة أو لم يقرأها. وبالتالي ها هو بولغاكوف وفي مستهل ربيع العام التالي يكتب هذه المرة رسالة موجهة إلى "حكومة الاتحاد السوفياتي" يقول فيها– وعلى الأرجح كرد على نصيحة ما، كانت قد وجهت إليه– أنه وعلى رغم النصائح الكريمة "غير قادر على أن يكتب مسرحية شيوعية"، مذكراً بمجموع الشتائم التي وجهت إليه على صفحات الصحافة الرسمية ومنها ما كانت "البرافدا" قد نشرته قبل حين من أن "هذا الكاتب يبدو أعجز من أن يسمم بأفكاره الطبقة العاملة ماسخاً مثلها العليا البولشفية"، واصفة مسْرَحَته لـ"الحرس الأبيض" بأنه "عمل تفوح منه رائحة القذارة". ولئن كان يبدو أن ثمة في الأمر تناقضاً غريباً، إذ كيف يعقل أن يستمر عرض المسرحية طول كل تلك الشهور فيما يتواصل الهجوم الصحافي عليها؟ هنا يأتي الجواب المدهش: لقد أحب ستالين تلك المسرحية إلى درجة يقول جورج نيفا مؤرخ الأدب الروسي في فرنسا إن سيد الكرملين قد شاهد "أيام آل توربين" خمسة عشر مرة وكان في كل مرة يضحك كما لو أنه يشاهدها للمرة الأولى. ومن هنا بقيت تعرض وبقيت تهاجم. أما بالنسبة إلى بولغاكوف فإنه لم يهاجر بل بقي ولو أنه لم يخلد إلى الصمت هو الذي قال ذات مرة وقد أدرك أنه قادر على الاستفادة من تناقضات موقف ستالين: "إن النضال ضد الرقابة، وكل أنواع الرقابة وفي ظل أية سلطة من السلطات، هو الواجب الذي نذرت له نفسي ككاتب كما آليت على هذه النفس أن تدافع عن حرية الصحافة...". وفي النهاية إذ أدرك بولغاكوف أنه بدوره سوف يعيش ذلك التناقض، راح يسعى للحصول على عمل يمكنه من البقاء والعيش، كمساعد مخرج مسرحي أو ممثل ثانوي أو حتى عامل ديكور وأكسسوار. وواصل الكتابة فيما واصلت الرقابة المنع وواصل ستالين الاستمتاع وربما مشبهاً نفسه بالقيصر نيقولاي الأول، الذي كان قبله من كبار المصفقين لمسرحية غوغول "المفتش العام" على رغم ما تحمله من انتقاد حاد لحكومته وإدارته... بل وربما لما تحمله من ذلك الانتقاد!


٠١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
شقة "مشؤومة" في موسكو .. ماذا تعرف عن أسرارها وخفاياها
شقة 'مشؤومة' في موسكو .. ماذا تعرف عن أسرارها وخفاياها 57 57 3 ساعات مضت أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يوجد في موسكو العديد من الأماكن الغامضة، بما فيه تلك المرتبطة بالكاتب الروسي الشهير ميخائيل بولغاكوف (1891 – 1940) وشخصيات روايته العالمية الشهيرة 'المعلم ومارغاريتا'. ومع ذلك، فإن أكثر الأماكن شهرة هو المنزل رقم 10 في شارع بولشايا سادوفايا بالقرب من ساحة 'ماياكوفسكي' في قلب موسكو، وكانت الشقة رقم 50 في هذا المبنى تثير منذ القرن الماضي خيال عشاق الأدب وإبداع الكاتب. ووفرت ثلاث سنوات من الحياة الكاتب في هذه الشقة مع زوجته مادة أدبية كافية للروائي العبقري الشهير لسنوات عديدة قادمة. وفي الوقت الحاضر تحولت هذه الشقة إلى متحف. ومن أجل عبور الجسر الرفيع الذي يربط بين الدنيا والآخرة وهو الممر الحقيقي الذي سيقودك إلى عالم الكاتب، يمكنك أيضا الانضمام إلى جولة سياحية منظمة في 'الشقة المشؤومة ' لميخائيل بولغاكوف والمنطقة المحيطة بها المليئة بالرموز والتلميحات والتوازيات. وفي العهد السوفيتي، كان عشاق الرواية المحظورة يتوافدون إلى هنا من جميع أنحاء موسكو ليتأملوا الجو الغامض لهذا المكان. وكانت جدران المبنى، من الطابق الأول إلى الرابع، مغطاة باقتباسات من رواية 'المعلم ومارغريتا'، وصور لـ فولاند (الشيطان) وخادمته جيلا، والقط بيغيموت، بالإضافة إلى تأملات عميقة حول معنى الحياة، والرب، والوجود. وعاش ميخائيل بولغاكوف في هذا المنزل، في الشقة رقم 50 في الطابق الرابع. وفي عام 1921 تم تخصيص له ولزوجته الأولى تاتيانا غرفة في الشقة المشتركة. كان الكاتب يكره الحياة المشتركة في الشقق، وقد صور مسكنه في الرواية على أنه 'شقة مشؤومة'، ومكان ملعون حيث تجول الأرواح الشريرة. ووفقا لرواية 'المعلم ومارغريتا'، أقام الشيطان فولاند حفلا مهيبا في شقة مكونة من خمس غرف، الأمر الذي يلقي الضوء على قدرته السحرية على توسيع المساحة، بحيث يمكن أن تتحول حتى غرفة واحدة في شقة مشتركة إلى قصر. واستمرت تقاليد زيارة 'الشقة المشؤومة ' حتى يومنا هذا. ولمنع الزوار من إتلاف الجدران، تم وضع صندوق خاص يسمى 'بريد الحب' في المركز الثقافي التابع لـ'منزل بولغاكوف'، حيث يمكنك توجيه رسالة مع أمنيات. ويُعتقد أن هذه الأمنيات ستتحقق بالتأكيد. ومع ذلك، يجب أن تكون على علم بأن الشقة هي 'سيئة'، لذا يجب أن تكون حذرا في طلب أمنيتك. على مقربة من 'الشقة المشؤومة'، يقع مكان آخر غامض من رواية بولغاكوف، وهي برك البطريرك، حيث يظهر الساحر الأسود فولاند لأول مرة. ويتحدث هنا، في أمسية دافئة تحت ظلال الأشجار الخضراء، مع الشاعر الشاب إيفان بزدومني والمحرر الأدبي ميخائيل بيرليوز، وبعد ذلك يفقد أحدهما عقله، بينما يحقق الآخر نبوءة فولاند المرعبة حيث يقع تحت عربة الترام ويُفقد رأسه. وبرك البطريرك هي واحدة من أشهر الأماكن في موسكو المرتبطة برواية ميخائيل بولغاكوف 'المعلم ومارغريتا'. وأصبحت هذه المنطقة مكانا مقدسا لعشاق أدب الكاتب، وتجذب السياح والسكان المحليين المهتمين بالأجواء الغامضة للرواية. وتعتبر برك البطريرك منطقة تاريخية في موسكو، حصلت على اسمها من البرك التي كانت موجودة هنا منذ القرن السابع عشر. وفي ذلك الوقت، كانت هنا مقر إقامة البطريرك، وكانت البرك تُستخدم لتربية الأسماك. ومع ذلك، بحلول القرن التاسع عشر، تم تجفيف البرك، ولم يبق سوى بركة واحدة موجودة حتى اليوم. وفي رواية بولغاكوف، تصبح برك البطريرك المكان الذي تبدأ فيه القصة الغامضة. ويلتقي هنا الناقد الأدبي (بيرليوز) والشاعر (بزدومني) بفولاند، الذي يتنبأ بمصير بيرليوز المأساوي. هذا المكان يرمز إلى بداية سلسلة من الأحداث الغامضة والمصيرية التي تتكشف في الرواية. وبرك البطريرك اليوم هي ركن هادئ في وسط موسكو، ومكان شعبي للتنزه والاسترخاء. وهنا تم تركيب لافتات تذكارية مخصصة لرواية 'المعلم ومارغريتا'، بما في ذلك لافتة تحمل صور فولاند وحاشيته وهي تحذر: 'لا تتحدثوا مع الغرباء'. أصبحت هذه اللافتة نوعا من النكتة وإشارة إلى الرواية. بالإضافة إلى ذلك، تُقام في منطقة برك البطريرك جولات سياحية مخصصة لبولغاكوف وأعماله. ويمكن للسياح معرفة المزيد عن الأماكن التي ألهمت الكاتب والانغماس في أجواء موسكو في ثلاثينيات القرن العشرين. غالبا ما ترتبط برك البطريرك بالغموض والأحداث الغريبة. يلاحظ العديد من الزوار أن هناك أجواء خاصة هنا، كما لو أنها تنقلهم إلى عالم رواية بولغاكوف. وأصبحت برك البطريرك مكانا للحج بالنسبة إلى عشاق إبداع بولغاكوف. غالبا ما يمكن هنا مقابلة أشخاص يقرؤون الرواية أو يناقشون حبكتها. ويوجد في شارع بولشايا سادوفايا، مسرح مكرس لأعمال بولغاكوف الأدبية، كما يمكن العثور بالقرب من برك البطريرك على تمثال ميخائيل بولغاكوف والذي أصبح نقطة جذب أخرى لعشاق أدبه إلى جانب تمثال شخصيتي 'المعلم ومارغاريتا' القط بيغيموت وكوروفيف. هي واحدة من أعظم الأعمال الأدبية في القرن العشرين، أبدعها الكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوفوف. وبدأ بولغاكوف كتابة الرواية في عشرينيات القرن الماضي، واستمر في العمل عليها حتى وفاته في عام 1940. وكانت الرواية محظورة لغاية منتصف الستينيات بسبب الرقابة الأدبية الأخلاقية السوفيتية التي منعت نشرها، ونشرت لأول مرة بشكل كامل في عام 1966، وذلك بعد أكثر من 25 عاما من وفاة الكاتب. وتدور أحداث الرواية في إطارين زمنيين، وهما موسكو في ثلاثينيات القرن العشرين، والقدس في زمن يسوع المسيح. والرواية مليئة بالسحر والخيال والفلسفة، وتتناول مواضيع مثل الخير والشر، والحرية، والحب، والفن، والصراع بين الفرد والسلطة. وتبدأ القصة بظهور الشيطان (فولاند) في موسكو، برفقة حاشيته الغريبة، بما في ذلك القط الناطق بيغيموت. وأثار فولاند الفوضى في المدينة بسحره الأسود وتصرفاته الغريبة، وكشفه عن نقائص المجتمع السوفيتي وفساده. وهناك شخصية 'المعلم'، وهو كاتب يعاني من الاضطهاد بسبب روايته عن بيلاطس البنطي، ومارغاريتا، حبيبته التي تبيع روحها للشيطان من أجل إنقاذ المعلم. تحكي الرواية كذلك قصة بيلاطس البنطي وحكمه على يسوع الناصري (المعروف في الرواية باسم 'يشوعا هانوتسرى'). وأصبحت 'المعلم ومارغاريتا' واحدة من أكثر الروايات تأثيرا في الأدب الروسي والعالمي. تم تحويلها إلى مسرحيات، وأفلام، وأعمال فنية عديدة، وفي عام 2024 تم تصوير فيلم مستوحى من الرواية المشهورة. وقبل ذلك تم إخراج فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني، وأصبحت الشقة رقم 50 في موسكو، حيث سكن بولغاكوف الآن متحفا يُعرف باسم 'الشقة المشؤومة'، ويجذب الآلاف من المعجبين كل عام. وتبقى رواية بولغاكوف عملا أدبيا غامضا، يثير التساؤلات عن طبيعة الإنسان، السلطة، والإيمان. المصدر: RT


جو 24
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- جو 24
"شقة مشؤومة " في قلب موسكو!.. أسرارها وخفاياها (صور+فيديو)
جو 24 : يوجد في موسكو العديد من الأماكن الغامضة، بما فيه تلك المرتبطة بالكاتب الروسي الشهير ميخائيل بولغاكوف (1891 – 1940) وشخصيات روايته العالمية الشهيرة "المعلم ومارغاريتا". ومع ذلك، فإن أكثر الأماكن شهرة هو المنزل رقم 10 في شارع بولشايا سادوفايا بالقرب من ساحة "ماياكوفسكي" في قلب موسكو، وكانت الشقة رقم 50 في هذا المبنى تثير منذ القرن الماضي خيال عشاق الأدب وإبداع الكاتب. ووفرت ثلاث سنوات من الحياة الكاتب في هذه الشقة مع زوجته مادة أدبية كافية للروائي العبقري الشهير لسنوات عديدة قادمة. وفي الوقت الحاضر تحولت هذه الشقة إلى متحف. صورة أرشيفية / ومن أجل عبور الجسر الرفيع الذي يربط بين الدنيا والآخرة وهو الممر الحقيقي الذي سيقودك إلى عالم الكاتب، يمكنك أيضا الانضمام إلى جولة سياحية منظمة في "الشقة المشؤومة " لميخائيل بولغاكوف والمنطقة المحيطة بها المليئة بالرموز والتلميحات والتوازيات. صورة أرشيفية / وفي العهد السوفيتي، كان عشاق الرواية المحظورة يتوافدون إلى هنا من جميع أنحاء موسكو ليتأملوا الجو الغامض لهذا المكان. وكانت جدران المبنى، من الطابق الأول إلى الرابع، مغطاة باقتباسات من رواية "المعلم ومارغريتا"، وصور لـ فولاند (الشيطان) وخادمته جيلا، والقط بيغيموت، بالإضافة إلى تأملات عميقة حول معنى الحياة، والرب، والوجود. وعاش ميخائيل بولغاكوف في هذا المنزل، في الشقة رقم 50 في الطابق الرابع. وفي عام 1921 تم تخصيص له ولزوجته الأولى تاتيانا غرفة في الشقة المشتركة. كان الكاتب يكره الحياة المشتركة في الشقق، وقد صور مسكنه في الرواية على أنه "شقة مشؤومة"، ومكان ملعون حيث تجول الأرواح الشريرة. ووفقا لرواية "المعلم ومارغريتا"، أقام الشيطان فولاند حفلا مهيبا في شقة مكونة من خمس غرف، الأمر الذي يلقي الضوء على قدرته السحرية على توسيع المساحة، بحيث يمكن أن تتحول حتى غرفة واحدة في شقة مشتركة إلى قصر. صورة أرشيفية / واستمرت تقاليد زيارة "الشقة المشؤومة " حتى يومنا هذا. ولمنع الزوار من إتلاف الجدران، تم وضع صندوق خاص يسمى "بريد الحب" في المركز الثقافي التابع لـ"منزل بولغاكوف"، حيث يمكنك توجيه رسالة مع أمنيات. ويُعتقد أن هذه الأمنيات ستتحقق بالتأكيد. ومع ذلك، يجب أن تكون على علم بأن الشقة هي "سيئة"، لذا يجب أن تكون حذرا في طلب أمنيتك. صورة أرشيفية / برك البطريرك على مقربة من "الشقة المشؤومة"، يقع مكان آخر غامض من رواية بولغاكوف، وهي برك البطريرك، حيث يظهر الساحر الأسود فولاند لأول مرة. ويتحدث هنا، في أمسية دافئة تحت ظلال الأشجار الخضراء، مع الشاعر الشاب إيفان بزدومني والمحرر الأدبي ميخائيل بيرليوز، وبعد ذلك يفقد أحدهما عقله، بينما يحقق الآخر نبوءة فولاند المرعبة حيث يقع تحت عربة الترام ويُفقد رأسه. وبرك البطريرك هي واحدة من أشهر الأماكن في موسكو المرتبطة برواية ميخائيل بولغاكوف "المعلم ومارغريتا". وأصبحت هذه المنطقة مكانا مقدسا لعشاق أدب الكاتب، وتجذب السياح والسكان المحليين المهتمين بالأجواء الغامضة للرواية. تمثال ميخائل بولغاكوف في موسكو / وتعتبر برك البطريرك منطقة تاريخية في موسكو، حصلت على اسمها من البرك التي كانت موجودة هنا منذ القرن السابع عشر. وفي ذلك الوقت، كانت هنا مقر إقامة البطريرك، وكانت البرك تُستخدم لتربية الأسماك. ومع ذلك، بحلول القرن التاسع عشر، تم تجفيف البرك، ولم يبق سوى بركة واحدة موجودة حتى اليوم. وفي رواية بولغاكوف، تصبح برك البطريرك المكان الذي تبدأ فيه القصة الغامضة. ويلتقي هنا الناقد الأدبي (بيرليوز) والشاعر (بزدومني) بفولاند، الذي يتنبأ بمصير بيرليوز المأساوي. هذا المكان يرمز إلى بداية سلسلة من الأحداث الغامضة والمصيرية التي تتكشف في الرواية. وبرك البطريرك اليوم هي ركن هادئ في وسط موسكو، ومكان شعبي للتنزه والاسترخاء. وهنا تم تركيب لافتات تذكارية مخصصة لرواية "المعلم ومارغريتا"، بما في ذلك لافتة تحمل صور فولاند وحاشيته وهي تحذر: "لا تتحدثوا مع الغرباء". أصبحت هذه اللافتة نوعا من النكتة وإشارة إلى الرواية. بالإضافة إلى ذلك، تُقام في منطقة برك البطريرك جولات سياحية مخصصة لبولغاكوف وأعماله. ويمكن للسياح معرفة المزيد عن الأماكن التي ألهمت الكاتب والانغماس في أجواء موسكو في ثلاثينيات القرن العشرين. غالبا ما ترتبط برك البطريرك بالغموض والأحداث الغريبة. يلاحظ العديد من الزوار أن هناك أجواء خاصة هنا، كما لو أنها تنقلهم إلى عالم رواية بولغاكوف. وأصبحت برك البطريرك مكانا للحج بالنسبة إلى عشاق إبداع بولغاكوف. غالبا ما يمكن هنا مقابلة أشخاص يقرؤون الرواية أو يناقشون حبكتها. ويوجد في شارع بولشايا سادوفايا، مسرح مكرس لأعمال بولغاكوف الأدبية، كما يمكن العثور بالقرب من برك البطريرك على تمثال ميخائيل بولغاكوف والذي أصبح نقطة جذب أخرى لعشاق أدبه إلى جانب تمثال شخصيتي "المعلم ومارغاريتا" القط بيغيموت وكوروفيف. رواية "المعلم ومارغاريتا" هي واحدة من أعظم الأعمال الأدبية في القرن العشرين، أبدعها الكاتب الروسيميخائيل بولغاكوفوف. وبدأ بولغاكوف كتابة الرواية في عشرينيات القرن الماضي، واستمر في العمل عليها حتى وفاته في عام 1940. وكانت الرواية محظورة لغاية منتصف الستينيات بسبب الرقابة الأدبية الأخلاقية السوفيتية التي منعت نشرها، ونشرت لأول مرة بشكل كامل في عام 1966، وذلك بعد أكثر من 25 عاما من وفاة الكاتب. قصة الرواية: تدور أحداث الرواية في إطارين زمنيين، وهما موسكو في ثلاثينيات القرن العشرين، والقدس في زمن يسوع المسيح. والرواية مليئة بالسحر والخيال والفلسفة، وتتناول مواضيع مثل الخير والشر، والحرية، والحب، والفن، والصراع بين الفرد والسلطة. وتبدأ القصة بظهور الشيطان (فولاند) في موسكو، برفقة حاشيته الغريبة، بما في ذلك القط الناطق بيغيموت. وأثار فولاند الفوضى في المدينة بسحره الأسود وتصرفاته الغريبة، وكشفه عن نقائص المجتمع السوفيتي وفساده. تمثال ميخائل بولغاكوف في موسكو /VK وهناك شخصية "المعلم"، وهو كاتب يعاني من الاضطهاد بسبب روايته عن بيلاطس البنطي، ومارغاريتا، حبيبته التي تبيع روحها للشيطان من أجل إنقاذ المعلم. تحكي الرواية كذلك قصة بيلاطس البنطي وحكمه على يسوع الناصري (المعروف في الرواية باسم "يشوعا هانوتسرى"). أهم شخصيات رواية "المعلم ومارغاريتا": فولاند: تجسيد للشيطان، يظهر في موسكو ويخلق الفوضى. المعلم: هوكاتب موهوب يعاني من الاضطهاد بسبب إبداعه الأدبي. مارغاريتا: هي حبيبة المعلم التي تضحي بنفسها من أجله. بيلاطس البنطي: هو الحاكم الروماني الذي يحكم على يسوع المسيح بالإعدام. القط بيغبموت: هو أحد أفراد حاشية الشيطان معروف بحيله وذكائه. وأصبحت "المعلم ومارغاريتا" واحدة من أكثر الروايات تأثيرا في الأدب الروسي والعالمي. تم تحويلها إلى مسرحيات، وأفلام، وأعمال فنية عديدة، وفي عام 2024 تم تصوير فيلم مستوحى من الرواية المشهورة. وقبل ذلك تم إخراج فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني، وأصبحت الشقة رقم 50 في موسكو، حيث سكن بولغاكوف الآن متحفا يُعرف باسم "الشقة المشؤومة"، ويجذب الآلاف من المعجبين كل عام. وتبقى رواية بولغاكوف عملا أدبيا غامضا، يثير التساؤلات عن طبيعة الإنسان، السلطة، والإيمان. عنوان المتحف: محطة مترو الأنفاق "ماياكوفسكايا، الشارع بولشايا سادوفايا -50 تابعو الأردن 24 على