logo
#

أحدث الأخبار مع #نادى_أدب_مطوبس

مرثية بيت ثقافة مطوبس
مرثية بيت ثقافة مطوبس

اليوم السابع

timeمنذ 4 أيام

  • منوعات
  • اليوم السابع

مرثية بيت ثقافة مطوبس

منذ أن افتتح بيت ثقافة مطوبس فى شقتين بالمساكن الشعبية فى أوائل ثمانينيات القرن العشرين، وهناك حراك ثقافى وأدبى فى المدينة، وتشكل نادى أدب مطوبس الذى جمع أدباء وشبابا محبا للأدب بكافة أنواعه من مراكز مطوبس ورشيد وسيدى سالم، وقدم النادى أمسيات أدبية تصدرها شاعر كان الكل يجله ويحترمه هو إبراهيم دقينش الذى كان يبهر الجميع بأشعاره، وبمرور الوقت قدم النادى أدباء مثل الروائى سمير المنزلاوى والزجال ممدوح الأنصارى، والشاعر محمد خضر الذى صار لاحقا أستاذا فى كلية الآداب فى جامعة طنطا وغيرهم، كما أصدر مجلة صوت مطوبس التى قدمت الكثير للحركة الثقافية المحلية، ليصدر الأستاذ شريف قاقة كتابا عن تاريخ الحركة الأدبية والثقافية فى مطوبس، ولسوء الحظ ينقل القصر لمقر بالإيجار ويصبح فى مهب الريح تحت ضغط تجديد عقد الإيجار، وفى هذا السياق يقدم أحد أعيان مطوبس وهو الأستاذ صلاح نافع 800 متر هدية لبناء بيت ثقافة، وهذه أول مرة يتبرع مواطن مصرى لهذا الغرض، فى مدينة الأرض فيها عزيزة وغالية الثمن، إلا أن وزارة الثقافة إلى الآن تماطل عاما بعد عام، بالرغم من سقوط تخصيص الأرض مرتين وتجديد التخصيص من قبل محافظة كفر الشيخ، إلا أن بناء البيت لا يزال متعثرا، ولا أمل فى سعى وزارة الثقافة لبنائه، وكأنها تعاقب كل مثقفى وأدباء مطوبس والقرى المحيطة بها على حبهم للثقافة والأدب. على جانب آخر، فبيت ثقافة مطوبس لا يزود بالجديد من الكتب كغيره من بيوت وقصور الثقافة فى مصر، فالوزارة لا تخصص موازنات لشراء الكتب الجديدة، وبالتالى هناك عزوف من الشباب والأجيال الصاعدة فى الأقبال على هذه المكتبات، ولذا فقد أهديت مكتبة بيت ثقافة مطوبس مجموعة من الكتب على عدة مراحل، وفى حالة بناء بيت جديد للثقافة فى مطوبس فسوف أهديه ألف كتاب ورواية من أحدث الإصدارات، وسأقوم بتزويده أولا بأول بالإصدارات الجديدة، لكن هل تدرك وزارة الثقافة دور مكتبات بيوت الثقافة، فحين كنت فى المرحلة الثانوية قرأت روايات نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وأشعار أحمد شوقى وحافظ إبراهيم من مكتبة بيت ثقافة مطوبس. إن الوجه المشرق لبيوت الثقافة هو الأنشطة التى تقوم بها، وكان بيت ثقافة مطوبس نجح فى عرض أول مسرحية من إخراج الأستاذ علاء مرزوق، لكن الأنشطة فى كل بيوت الثقافة والقصور فى غرف الإنعاش نتيجة لضعف ويمكن أن نقول أحيانا انعدام موازنات الأنشطة. إن الحديث عن الثقافة فى مصر لا بد أن يكون صريحا، فالمفاجأة التى لا يدركها أحد فى مصر، أن مدينة نصر على حجمها ووفرة الأراضى بها إلى وقت قريب لا يوجد بها بيت أو قصر ثقافة، بل إن التجمع الخامس أو القاهرة الجديدة لا يوجد بها قصر أو بيت ثقافة، ثم يجرى الحديث عن تراجع الثقافة فى مصر، بل والحديث عن أزمة الهوية فى مصر. على جانب آخر، فإنه حتى التصميمات المعمارية لقصور الثقافة جاءت بلا روح، مبنى يشيد دون أن يحقق هوية بصرية مناسبة للبيئة التى يوجد بها، كقصر ثقافة أسيوط الذى شيد على مساحة كبيرة، وتدرك عندما تشاهده أن تصميمة دون روح، فلهذا لا تجذب الجمهور ولا يعتبرها رمزا للمدينة يشار إليه. كما أن استبعاد مثقفى المدن من إدارة بيوت وقصور الثقافة، يجعلها الآن فى عزله عن أهل المدينة، فعلى الرغم من أن بعض موظفى هذه القصور يبذلون جهودا مضنية فى ظل إمكانيات محدودة، فإن عزل المثقفين عن المشاركة فى إدارة الشأن الثقافى العام، هو عزل لبيوت الثقافة عن الناس. هل حان الوقت لتراجع وزارة الثقافة كل ما سبق ذكره وتفكر فيه بجدية وتطرح أفكارا جديدة للنقاش العام؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store