#أحدث الأخبار مع #نادىفيوتشر،مصرس١٣-٠٥-٢٠٢٥صحةمصرسيسبب 14% من الوفيات أغلبهم شباب.. أسرار توقف القلب المفاجئفي السنوات الأخيرة، شهدت مصر تزايد حالات توقف القلب المفاجئ، مما أثار قلقاً واسعاً فى المجتمع وبين الأوساط الطبية، وفى ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من العادى أن تفتح صفحتك لتفاجيء بخبر وفاة شاب فى مقتبل العمر بسبب توقف القلب فجأة. كما تصدرت أخبار وفاة كثير من شباب الفنانين منصات التواصل فترات طويلة وبشكل متكرر، مما زاد من حالة القلق العام. تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن توقف القلب المفاجئ يتسبب فى نحو 14% من أعداد الوفيات التى تحدث سنوياً داخل مصر، بينما تمثل أمراض القلب بشكل عام نسبة مرتفعة تصل إلى 46-48% من الوفيات، وهى نسبة تفوق المعدل العالمى البالغ 30%، وفى ظل هذه الأرقام المقلقة، تسعى «الأخبار» فى هذا التحقيق إلى تسليط الضوء على أسباب هذه الظاهرة، وعلاقتها بنمط الحياة العصرية والتكنولوجيا وفيروس كورونا ولقاحاته، من خلال الاستناد إلى آراء الخبراء والمتخصصين والدراسات العلمية.ووفقاً لتصريحات الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان المصرية، فإن توقف القلب المفاجئ يتسبب فى نحو 14% من أعداد الوفيات التى تحدث سنوياً داخل مصر، وأوضح عبدالغفار أن فرص إنقاذ حياة المصاب بالتوقف القلبى المفاجئ تزداد بنسبة 90% إذا تم استخدام جهاز الإنعاش القلبى فى الدقيقة الأولى، وينخفض المعدل بنسبة 10% لكل دقيقة بدون التدخل،وتشير الإحصائيات إلى أن أعداد الوفيات السنوية فى مصر تتراوح ما بين 500 إلى 600 ألف حالة سنوياً، منها 46% بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، و16% بسبب جلطات القلب تحديداً، وهذه النسب تعتبر مرتفعة مقارنة بالمعدلات العالمية التى لا تتجاوز ال30%، مما يستدعى دراسة الأسباب والعوامل المؤدية إلى ذلك.◄ حالات واقعيةوقد شهدت مصر فى السنوات الأخيرة عدة حالات لتوقف القلب المفاجئ بين الكبار والصغار، مما أثارت قلقاً واسعاً فى المجتمع، ومنها على سبيل المثال حالة الطبيبة الشابة ريم سليمان، التى توفيت بسبب توقف مفاجئ لعضلة القلب بعد استلامها عملها مباشرة. وقد أثارت وفاتها حالة من الحزن بين أهل محافظة المنوفية الذين بكوها. وكذلك أصدقاؤها خاصة أنها لم تكد تتسلم عملها وتفرح به حتى وافتها المنية.أيضا حالة اللاعب أحمد رفعت لاعب نادى فيوتشر، الذى تعرض لتوقف عضلة قلبه نتيجة اضطرابات فى ضربات القلب أثناء مباراة كرة قدم، ومثله اللاعب محمد عبدالوهاب لاعب الأهلي، وقد أكد الدكتور أحمد المنشاوي، الطبيب المعالج لأحمد رفعت، أن قلبه توقف نتيجة اضطرابات فى ضربات القلب، وتم عمل إنعاش للقلب لمدة ساعة ونصف الساعة حتى حصل استرداد للدورية الدموية، وعاد للعناية المركزة ، وأخيرا وفاة الفنان سليمان عيد بأزمة قلبية مفاجئة، فهذه الحالات وغيرها تسلط الضوء على خطورة ظاهرة توقف القلب المفاجئ، وتؤكد أهمية الوعى بأعراض وعلامات الخطر، والفحص الدورى للقلب، خاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلى لأمراض القلب.يكشف د. رشوان شعبان استشارى القلب أن أسباب توقف القلب المفاجئ متعددة ومتداخلة، وتشمل الاضطرابات الكهربائية فى القلب وهى من الأسباب الرئيسية لتوقف القلب بين الشباب، حيث تؤدى إلى اضطراب فى إيقاع القلب يسمى الرجفان البطيني، مما يمنع القلب من ضخ الدم بفعالية إلى الجسم والدماغ، أيضًا اعتلال عضلة القلب سواء فى البطين الأيمن أو الأيسر، وهو ما يؤثر على قدرة القلب فى الحفاظ على إيقاع طبيعى.◄ اقرأ أيضًا | اضطراب في نبضات القلب.. مشكلات صحية يسببها نقص المغنيسيوم في الجسم◄ رسم القلبويلتقط منه طرف الحديث د. أحمد كامل مدير رعاية الباطنة والقلب إلى أن إجراء رسم القلب العادى والموجات الصوتية على القلب قد يساهم فى اكتشاف هذه المشاكل مبكراً، مما يساعد فى الوقاية من التوقف المفاجئ للقلب، وأضاف كامل :أما عن رتم الحياة العصرية وتأثيرها على صحة القلب فقد أظهرت العديد من حالات موت الفجأة مثل وفاة الفنان سليمان عيد قبل أيام، كما انتشرت بين الشباب نتيجة زيادة الجلطات القلبية والأمراض المناعية، مرجعاً ذلك إلى عدة عوامل منها الضغوط النفسية ومشاكل الحياة العصرية والتى تؤثر سلباً على صحة القلب، وتزيد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية، وأشار كامل إلى أن النظام الغذائى غير الصحى مثل انتشار الوجبات السريعة (الفاست فود) والزيوت المهدرجة والأطعمة عالية الدهون والسكريات، تزيد بحدة من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ناهيك عن قلة النشاط البدنى وعدم ممارسة الرياضة بانتظام مما يؤثر سلباً على صحة القلب والأوعية الدموية.◄ نمط حياة صحىأما د.أشرف عقبة رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس الأسبق فأكد أهمية اتباع نمط حياة صحى لتعزيز المناعة وللوقاية من توقف القلب المفاجئ، من خلال اكتشاف الضغط وضبطه، وفحص السكر والكوليسترول وضبطهما، واجتناب التدخين والمخدرات والمكملات والهرمونات والمسكنات، وأدوية التخسيس مجهولة المصدر والحفاظ على الوزن والهدوء النفسي وممارسة المشى يومياً.. أما عن التكنولوجيا وتأثيرها على صحة القلب يشير الدكتور عقبة إلى أن من أسباب ظاهرة توقف القلب المفاجئ انتشار ما أسماه «الغابة الكهرومغناطيسية» من موبايلات وشاشات وأجهزة إلكترونية.◄ دراسة خطيرةوتدعم هذا الرأى دراسة حديثة أجرتها كلية الطب الجنوبية الصينية، والتى كشفت أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتشير الدراسة إلى أن الموجات الراديوية الصادرة عن الهواتف تؤثر على المحور الوطائى النخامى الكظرى فى الجسم، مما يؤدى إلى زيادة الحمل الأوكسجينى وارتفاع معدلات الالتهابات، وهو ما قد يلحق الضرر بالقلب، كما ارتبط الاستخدام المكثف للهواتف باضطرابات النوم وزيادة التوتر، وهما من العوامل التى تزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب، وفى دراسة أخرى نُشرت فى صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية، أُجرى استطلاع رأى ل444 ألف شخص بالغ فى منتصف العمر حول متوسط عدد الساعات التى يستخدمون فيها هواتفهم بشكل يومي.وتم تتبّع المشاركين لمدة 12 عاماً تقريباً، حيث قام الباحثون بفحص سجلاتهم الصحية بحثاً عن حالات السكتة الدماغية، وأمراض القلب التاجية، والرجفان الأُذَينى وقصور القلب، وفى نهاية الدراسة، أُصيب أكثر من 56 ألف مشارك بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد واجه مستخدمو الهواتف المنتظمون، وخصوصاً المدخنين ومرضى السكر، خطراً «أعلى بكثير» فى هذا الشأن، وأرجع الباحثون نحو 11.5% من الحالات إلى الإجهاد النفسي، و5.1% إلى قلة النوم، و2.25% إلى العصبية، وهى عوامل مرتبطة باستخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية.◄ اختلال الإيقاعفيما أوضحت الدكتورة شيرين أحمد عبد السلام إستشارى القلب بمستشفى الناس بأن العديد من حالات توقف القلب تنشأ من اعتلال فى الكهرباء القلبية، مثل متلازمة QT الطويل وانسداد القلب الكامل، وغالبًا ما يفتقر المريض لأعراض مبكرة تنذره بخطر وشيك، وأشارت إلى أن أفضل حل لتجنب هذه المفاجأة هو الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام مع إجراء تخطيط كهربائى للقلب عند طبيب متخصص، حيث يمكن اكتشاف 60% من الاضطرابات المهددة للحياة بهذه الطريقة.وأشارت إلى أن النشاط البدنى المنتظم يعزز قدرة البطين على مقاومة الإجهاد ويحسن تدفق الدم، مما يقلل من احتمال حدوث اختلالات كهربائية مهددة للحياة، كما حذّرت من أن التدخين يرفع خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية بنسبة تتجاوز 20% من الوفيات القلبية، وأن السجائر الإلكترونية تسبب تغيّرات فورية فى ضربات القلب وضغط الدم، مما يؤدى إلى اختلال فى إعادة الاستقطاب القلبي، ولفتت إلى ارتباط استهلاك مشروبات الطاقة بحوادث توقف القلب المفاجئ، نتيجة احتوائها على منبهات غير منظمة قد تُحدث اضطرابات فى التوصيل الكهربائى القلبي.ونبهت استشارى القلب بمستشفى الناس أن معدل زواج الأقارب فى مصر يتجاوز 35%، ما يزيد احتمالية انتقال جينات عيوب الشرايين الخلقية والاضطرابات الكهربائية عبر الأجيال، كما توصى الدكتورة شيرين بضرورة حمل الإسعافات الأولية فى الفعاليات الرياضية وتدريب فرق العمل على استخدام أجهزة الصدمات الكهربائية الخارجية (AED)، إلى جانب تعزيز التوعية المجتمعية بعوامل الخطر وفوائد الفحص المبكر .◄ لقاحات كوروناأثارت لقاحات كورونا جدلاً واسعاً حول علاقتها المحتملة بتوقف القلب المفاجئ، وفى هذا السياق، قالت مجموعة من الوكالات الصحية الأوروبية إن التهاب القلب، عرض جانبى «نادر جدا» للقاحات فيروس كورونا التى تصنعها شركتا فايزر ومودرنا، وقالت وكالة الأدوية الأوروبية إن الآثار الجانبية كانت أكثر شيوعا لدى الرجال الأصغر سنا. أما هيئة سلامة الأدوية فقالت إن فوائد لقاحات كوفيد لا تزال تفوق بكثير أى مخاطر.ورُبطت باللقاحات نوعين من الحالات المرضية: التهاب عضلة القلب، المعروف باسم مايوكاردياتس، والتهاب السوائل التى تملأ الكيس المحيط بالقلب، والمعروف باسم التهاب التامور (بيريكاردايتس)،وخلصت التحاليل التى أجرتها وكالة الأدوية الأوروبية على من حصلوا على اللقاحات إلى الآتي: لقاح فايزر: 145 حالة التهاب عضلة القلب و138 حالة التهاب التامور من بين 177 مليون جرعة لقاح فايزر تم إعطاؤها.لقاح مودرنا: 19 حالة التهاب عضلة القلب و19 حالة التهاب التامور من بين 20 مليون جرعة لقاح مودرنا معطاة.ومات 5 اشخاص، قالت التحقيقات إنهم كانوا جميعا إما من كبار السن أو يعانون من ظروف صحية أخرى.ويُعتقد أن معظم الحالات تحدث فى غضون 14 يوما من التطعيم، وعلى الرغم من أن خطر الإصابة بأى من هذين المرضين، نادر جدا، إلا أنه من المرجح أن يتطور ويحدث لدى الشباب، وقد عُثر على ارتباط بين التهاب القلب فقط فى اللقاحات التى تعتمد على تقنية إم آر إن أى mRNA كفايزر ومودرنا، ولم يُعثر على الارتباط بين اللقاحات التى تستخدم فيروسا معدلا وراثيا، مثل أوكسفورد-أسترا زينيكا وجانسين (جونسون أند جونسون).وترى الدكتورة نشوى الهجرسي»رئيسة جمعية قلوب مصر» إن التوقف القلبى المفاجئ جرس إنذار ..فنحن فى الجمعية نرى يوميًّا حالات شباب فى ريعان العمر تفاجئهم الموتة الصاعقة دون سابق إنذار، ليس لأن المرض غير موجود، بل لأن العين غير المدربة - أو غير الملتفتة - لم تبحث عنه، جهاز 'جولدر' الذى نستخدمه لرصد ضربات القلب لمدة تصل إلى أسبوعين هو خيط النجاة لهؤلاء، كثير من الشباب يعيشون مع اضطرابات خطيرة فى نظم القلب، لا تظهر إلا بمراقبة طويلة الأمد، لكنهم يكتشفونها بعد فوات الأوان .ويؤكد د.مجدى مرشد رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب الأسبق على اهمية اتباع نمط حياة صحى بشكل عام، مشيرا إلى أهمية تغيير الثقافة الغذائية أو الصحية بشكل عام للمواطن المصري، وذلك باتباع نمط غذائى صحى ومفيد، مطالبا وسائل الإعلام بتجديد الوعى لدى المصريين وعمل حملات ومبادرات صحية مستمرة عن أسباب توقف القلب المفاجئ ،وكيف نغير نمط حياتنا الخاطئ للحماية من الأمراض.◄ العودة للوسطيةويلتقط منه طرف الحديث د.مجدى نزيه استشارى التثقيف والإعلام الغذائى والذى أكد أنه بالعودة لنمط غذائى متوازن قد يحدث ذلك فرقًا كبيرًا فى الصحة العامة، ليس فقط للقلب ولكن للصحة النفسية أيضًا.«الناس فاكرة إن الأكل رفاهية، لكن الحقيقة إن الغذاء له دور محورى فى دعم كيمياء المخ وحماية القلب، الذرة مثلًا، غنية بحمض التربتوفان، الذى يدخل فى تصنيع هرمون السعادة المعروف بالسيروتونين، والذى يساعد فى تقليل القلق والاكتئاب وهذا مرتبط بشكل مباشر بالحفاظ على انتظام ضربات القلب ووظائف الجسم الحيوية.«احنا بنتكلم عن توقف قلب مفاجئ، فى سن المفروض يكون فيه الجسم بأعلى كفاءة، وده بيرجع بنسبة كبيرة لنمط الحياة السريع والمجهد، وخاصة نمط الأكل، أكلنا بقى مليان سكريات ودهون ضارة ومشروبات طاقة ومنبهات، ودى عوامل بتضغط على القلب والأعصاب بشكل يومي.«الناس زمان كانوا بيعيشوا أعمارا طويلة وبصحة أفضل من غير شوكولاتة ولا فيبز ولا وجبات سريعة، السر كان فى البساطة والتوازن، كانوا بياكلوا من الأرض، خضار وفاكهة وحبوب كاملة، وكان عندهم وعى غير مباشر بفكرة الاعتدال اللى احنا مفتقدينها دلوقتي».
مصرس١٣-٠٥-٢٠٢٥صحةمصرسيسبب 14% من الوفيات أغلبهم شباب.. أسرار توقف القلب المفاجئفي السنوات الأخيرة، شهدت مصر تزايد حالات توقف القلب المفاجئ، مما أثار قلقاً واسعاً فى المجتمع وبين الأوساط الطبية، وفى ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من العادى أن تفتح صفحتك لتفاجيء بخبر وفاة شاب فى مقتبل العمر بسبب توقف القلب فجأة. كما تصدرت أخبار وفاة كثير من شباب الفنانين منصات التواصل فترات طويلة وبشكل متكرر، مما زاد من حالة القلق العام. تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن توقف القلب المفاجئ يتسبب فى نحو 14% من أعداد الوفيات التى تحدث سنوياً داخل مصر، بينما تمثل أمراض القلب بشكل عام نسبة مرتفعة تصل إلى 46-48% من الوفيات، وهى نسبة تفوق المعدل العالمى البالغ 30%، وفى ظل هذه الأرقام المقلقة، تسعى «الأخبار» فى هذا التحقيق إلى تسليط الضوء على أسباب هذه الظاهرة، وعلاقتها بنمط الحياة العصرية والتكنولوجيا وفيروس كورونا ولقاحاته، من خلال الاستناد إلى آراء الخبراء والمتخصصين والدراسات العلمية.ووفقاً لتصريحات الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان المصرية، فإن توقف القلب المفاجئ يتسبب فى نحو 14% من أعداد الوفيات التى تحدث سنوياً داخل مصر، وأوضح عبدالغفار أن فرص إنقاذ حياة المصاب بالتوقف القلبى المفاجئ تزداد بنسبة 90% إذا تم استخدام جهاز الإنعاش القلبى فى الدقيقة الأولى، وينخفض المعدل بنسبة 10% لكل دقيقة بدون التدخل،وتشير الإحصائيات إلى أن أعداد الوفيات السنوية فى مصر تتراوح ما بين 500 إلى 600 ألف حالة سنوياً، منها 46% بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، و16% بسبب جلطات القلب تحديداً، وهذه النسب تعتبر مرتفعة مقارنة بالمعدلات العالمية التى لا تتجاوز ال30%، مما يستدعى دراسة الأسباب والعوامل المؤدية إلى ذلك.◄ حالات واقعيةوقد شهدت مصر فى السنوات الأخيرة عدة حالات لتوقف القلب المفاجئ بين الكبار والصغار، مما أثارت قلقاً واسعاً فى المجتمع، ومنها على سبيل المثال حالة الطبيبة الشابة ريم سليمان، التى توفيت بسبب توقف مفاجئ لعضلة القلب بعد استلامها عملها مباشرة. وقد أثارت وفاتها حالة من الحزن بين أهل محافظة المنوفية الذين بكوها. وكذلك أصدقاؤها خاصة أنها لم تكد تتسلم عملها وتفرح به حتى وافتها المنية.أيضا حالة اللاعب أحمد رفعت لاعب نادى فيوتشر، الذى تعرض لتوقف عضلة قلبه نتيجة اضطرابات فى ضربات القلب أثناء مباراة كرة قدم، ومثله اللاعب محمد عبدالوهاب لاعب الأهلي، وقد أكد الدكتور أحمد المنشاوي، الطبيب المعالج لأحمد رفعت، أن قلبه توقف نتيجة اضطرابات فى ضربات القلب، وتم عمل إنعاش للقلب لمدة ساعة ونصف الساعة حتى حصل استرداد للدورية الدموية، وعاد للعناية المركزة ، وأخيرا وفاة الفنان سليمان عيد بأزمة قلبية مفاجئة، فهذه الحالات وغيرها تسلط الضوء على خطورة ظاهرة توقف القلب المفاجئ، وتؤكد أهمية الوعى بأعراض وعلامات الخطر، والفحص الدورى للقلب، خاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلى لأمراض القلب.يكشف د. رشوان شعبان استشارى القلب أن أسباب توقف القلب المفاجئ متعددة ومتداخلة، وتشمل الاضطرابات الكهربائية فى القلب وهى من الأسباب الرئيسية لتوقف القلب بين الشباب، حيث تؤدى إلى اضطراب فى إيقاع القلب يسمى الرجفان البطيني، مما يمنع القلب من ضخ الدم بفعالية إلى الجسم والدماغ، أيضًا اعتلال عضلة القلب سواء فى البطين الأيمن أو الأيسر، وهو ما يؤثر على قدرة القلب فى الحفاظ على إيقاع طبيعى.◄ اقرأ أيضًا | اضطراب في نبضات القلب.. مشكلات صحية يسببها نقص المغنيسيوم في الجسم◄ رسم القلبويلتقط منه طرف الحديث د. أحمد كامل مدير رعاية الباطنة والقلب إلى أن إجراء رسم القلب العادى والموجات الصوتية على القلب قد يساهم فى اكتشاف هذه المشاكل مبكراً، مما يساعد فى الوقاية من التوقف المفاجئ للقلب، وأضاف كامل :أما عن رتم الحياة العصرية وتأثيرها على صحة القلب فقد أظهرت العديد من حالات موت الفجأة مثل وفاة الفنان سليمان عيد قبل أيام، كما انتشرت بين الشباب نتيجة زيادة الجلطات القلبية والأمراض المناعية، مرجعاً ذلك إلى عدة عوامل منها الضغوط النفسية ومشاكل الحياة العصرية والتى تؤثر سلباً على صحة القلب، وتزيد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية، وأشار كامل إلى أن النظام الغذائى غير الصحى مثل انتشار الوجبات السريعة (الفاست فود) والزيوت المهدرجة والأطعمة عالية الدهون والسكريات، تزيد بحدة من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ناهيك عن قلة النشاط البدنى وعدم ممارسة الرياضة بانتظام مما يؤثر سلباً على صحة القلب والأوعية الدموية.◄ نمط حياة صحىأما د.أشرف عقبة رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس الأسبق فأكد أهمية اتباع نمط حياة صحى لتعزيز المناعة وللوقاية من توقف القلب المفاجئ، من خلال اكتشاف الضغط وضبطه، وفحص السكر والكوليسترول وضبطهما، واجتناب التدخين والمخدرات والمكملات والهرمونات والمسكنات، وأدوية التخسيس مجهولة المصدر والحفاظ على الوزن والهدوء النفسي وممارسة المشى يومياً.. أما عن التكنولوجيا وتأثيرها على صحة القلب يشير الدكتور عقبة إلى أن من أسباب ظاهرة توقف القلب المفاجئ انتشار ما أسماه «الغابة الكهرومغناطيسية» من موبايلات وشاشات وأجهزة إلكترونية.◄ دراسة خطيرةوتدعم هذا الرأى دراسة حديثة أجرتها كلية الطب الجنوبية الصينية، والتى كشفت أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتشير الدراسة إلى أن الموجات الراديوية الصادرة عن الهواتف تؤثر على المحور الوطائى النخامى الكظرى فى الجسم، مما يؤدى إلى زيادة الحمل الأوكسجينى وارتفاع معدلات الالتهابات، وهو ما قد يلحق الضرر بالقلب، كما ارتبط الاستخدام المكثف للهواتف باضطرابات النوم وزيادة التوتر، وهما من العوامل التى تزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب، وفى دراسة أخرى نُشرت فى صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية، أُجرى استطلاع رأى ل444 ألف شخص بالغ فى منتصف العمر حول متوسط عدد الساعات التى يستخدمون فيها هواتفهم بشكل يومي.وتم تتبّع المشاركين لمدة 12 عاماً تقريباً، حيث قام الباحثون بفحص سجلاتهم الصحية بحثاً عن حالات السكتة الدماغية، وأمراض القلب التاجية، والرجفان الأُذَينى وقصور القلب، وفى نهاية الدراسة، أُصيب أكثر من 56 ألف مشارك بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد واجه مستخدمو الهواتف المنتظمون، وخصوصاً المدخنين ومرضى السكر، خطراً «أعلى بكثير» فى هذا الشأن، وأرجع الباحثون نحو 11.5% من الحالات إلى الإجهاد النفسي، و5.1% إلى قلة النوم، و2.25% إلى العصبية، وهى عوامل مرتبطة باستخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية.◄ اختلال الإيقاعفيما أوضحت الدكتورة شيرين أحمد عبد السلام إستشارى القلب بمستشفى الناس بأن العديد من حالات توقف القلب تنشأ من اعتلال فى الكهرباء القلبية، مثل متلازمة QT الطويل وانسداد القلب الكامل، وغالبًا ما يفتقر المريض لأعراض مبكرة تنذره بخطر وشيك، وأشارت إلى أن أفضل حل لتجنب هذه المفاجأة هو الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام مع إجراء تخطيط كهربائى للقلب عند طبيب متخصص، حيث يمكن اكتشاف 60% من الاضطرابات المهددة للحياة بهذه الطريقة.وأشارت إلى أن النشاط البدنى المنتظم يعزز قدرة البطين على مقاومة الإجهاد ويحسن تدفق الدم، مما يقلل من احتمال حدوث اختلالات كهربائية مهددة للحياة، كما حذّرت من أن التدخين يرفع خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية بنسبة تتجاوز 20% من الوفيات القلبية، وأن السجائر الإلكترونية تسبب تغيّرات فورية فى ضربات القلب وضغط الدم، مما يؤدى إلى اختلال فى إعادة الاستقطاب القلبي، ولفتت إلى ارتباط استهلاك مشروبات الطاقة بحوادث توقف القلب المفاجئ، نتيجة احتوائها على منبهات غير منظمة قد تُحدث اضطرابات فى التوصيل الكهربائى القلبي.ونبهت استشارى القلب بمستشفى الناس أن معدل زواج الأقارب فى مصر يتجاوز 35%، ما يزيد احتمالية انتقال جينات عيوب الشرايين الخلقية والاضطرابات الكهربائية عبر الأجيال، كما توصى الدكتورة شيرين بضرورة حمل الإسعافات الأولية فى الفعاليات الرياضية وتدريب فرق العمل على استخدام أجهزة الصدمات الكهربائية الخارجية (AED)، إلى جانب تعزيز التوعية المجتمعية بعوامل الخطر وفوائد الفحص المبكر .◄ لقاحات كوروناأثارت لقاحات كورونا جدلاً واسعاً حول علاقتها المحتملة بتوقف القلب المفاجئ، وفى هذا السياق، قالت مجموعة من الوكالات الصحية الأوروبية إن التهاب القلب، عرض جانبى «نادر جدا» للقاحات فيروس كورونا التى تصنعها شركتا فايزر ومودرنا، وقالت وكالة الأدوية الأوروبية إن الآثار الجانبية كانت أكثر شيوعا لدى الرجال الأصغر سنا. أما هيئة سلامة الأدوية فقالت إن فوائد لقاحات كوفيد لا تزال تفوق بكثير أى مخاطر.ورُبطت باللقاحات نوعين من الحالات المرضية: التهاب عضلة القلب، المعروف باسم مايوكاردياتس، والتهاب السوائل التى تملأ الكيس المحيط بالقلب، والمعروف باسم التهاب التامور (بيريكاردايتس)،وخلصت التحاليل التى أجرتها وكالة الأدوية الأوروبية على من حصلوا على اللقاحات إلى الآتي: لقاح فايزر: 145 حالة التهاب عضلة القلب و138 حالة التهاب التامور من بين 177 مليون جرعة لقاح فايزر تم إعطاؤها.لقاح مودرنا: 19 حالة التهاب عضلة القلب و19 حالة التهاب التامور من بين 20 مليون جرعة لقاح مودرنا معطاة.ومات 5 اشخاص، قالت التحقيقات إنهم كانوا جميعا إما من كبار السن أو يعانون من ظروف صحية أخرى.ويُعتقد أن معظم الحالات تحدث فى غضون 14 يوما من التطعيم، وعلى الرغم من أن خطر الإصابة بأى من هذين المرضين، نادر جدا، إلا أنه من المرجح أن يتطور ويحدث لدى الشباب، وقد عُثر على ارتباط بين التهاب القلب فقط فى اللقاحات التى تعتمد على تقنية إم آر إن أى mRNA كفايزر ومودرنا، ولم يُعثر على الارتباط بين اللقاحات التى تستخدم فيروسا معدلا وراثيا، مثل أوكسفورد-أسترا زينيكا وجانسين (جونسون أند جونسون).وترى الدكتورة نشوى الهجرسي»رئيسة جمعية قلوب مصر» إن التوقف القلبى المفاجئ جرس إنذار ..فنحن فى الجمعية نرى يوميًّا حالات شباب فى ريعان العمر تفاجئهم الموتة الصاعقة دون سابق إنذار، ليس لأن المرض غير موجود، بل لأن العين غير المدربة - أو غير الملتفتة - لم تبحث عنه، جهاز 'جولدر' الذى نستخدمه لرصد ضربات القلب لمدة تصل إلى أسبوعين هو خيط النجاة لهؤلاء، كثير من الشباب يعيشون مع اضطرابات خطيرة فى نظم القلب، لا تظهر إلا بمراقبة طويلة الأمد، لكنهم يكتشفونها بعد فوات الأوان .ويؤكد د.مجدى مرشد رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب الأسبق على اهمية اتباع نمط حياة صحى بشكل عام، مشيرا إلى أهمية تغيير الثقافة الغذائية أو الصحية بشكل عام للمواطن المصري، وذلك باتباع نمط غذائى صحى ومفيد، مطالبا وسائل الإعلام بتجديد الوعى لدى المصريين وعمل حملات ومبادرات صحية مستمرة عن أسباب توقف القلب المفاجئ ،وكيف نغير نمط حياتنا الخاطئ للحماية من الأمراض.◄ العودة للوسطيةويلتقط منه طرف الحديث د.مجدى نزيه استشارى التثقيف والإعلام الغذائى والذى أكد أنه بالعودة لنمط غذائى متوازن قد يحدث ذلك فرقًا كبيرًا فى الصحة العامة، ليس فقط للقلب ولكن للصحة النفسية أيضًا.«الناس فاكرة إن الأكل رفاهية، لكن الحقيقة إن الغذاء له دور محورى فى دعم كيمياء المخ وحماية القلب، الذرة مثلًا، غنية بحمض التربتوفان، الذى يدخل فى تصنيع هرمون السعادة المعروف بالسيروتونين، والذى يساعد فى تقليل القلق والاكتئاب وهذا مرتبط بشكل مباشر بالحفاظ على انتظام ضربات القلب ووظائف الجسم الحيوية.«احنا بنتكلم عن توقف قلب مفاجئ، فى سن المفروض يكون فيه الجسم بأعلى كفاءة، وده بيرجع بنسبة كبيرة لنمط الحياة السريع والمجهد، وخاصة نمط الأكل، أكلنا بقى مليان سكريات ودهون ضارة ومشروبات طاقة ومنبهات، ودى عوامل بتضغط على القلب والأعصاب بشكل يومي.«الناس زمان كانوا بيعيشوا أعمارا طويلة وبصحة أفضل من غير شوكولاتة ولا فيبز ولا وجبات سريعة، السر كان فى البساطة والتوازن، كانوا بياكلوا من الأرض، خضار وفاكهة وحبوب كاملة، وكان عندهم وعى غير مباشر بفكرة الاعتدال اللى احنا مفتقدينها دلوقتي».