#أحدث الأخبار مع #ناديالقطبيةالدوليةالاتحاد١١-٠٥-٢٠٢٥سياسةالاتحادالولايات المتحدة وبابا الفاتيكان الجديدالولايات المتحدة وبابا الفاتيكان الجديد مع ارتفاع الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا في الفاتيكان، رُفع الستار عن اسم بابا المسيحيين الكاثوليك الجديد، ليو الرابع عشر (روبرت بريفوست)، ليسطر تاريخاً جديداً كأول أميركي يصل لهذا المنصب. وبالرغم من عدم وجود أي صلة خارجية بالعملية الانتخابية السرية والصارمة المحصورة بيد مجمع الكرادلة طبقاً لقواعد الكرسي الرسولي، فإن رمزية جنسية البابا قد تكون لها دلالات وانعكاسات في الفترة المقبلة.إن البابا ليو الرابع عشر حظي بتاريخٍ ومهاراتٍ وذكاءٍ نوعيٍ، جعله يتقلد المنصب بشكل سريع، فقد وصل لمنصب البابا بعد سنة واحدة فقط من وصوله لدرجة الكاردينال، ما يُدلل على مقبوليته وسط الكرادلة الآخرين. ومع أخذ هذه الحقيقة في الحسبان، وربط إجادته لعدد من لغات العالم المهمة، كالإنجليزيّة والإيطالية والإسبانية، وغيرها، فإن مسألة وصوله لقلوب الجماهير المسيحية، لاسيما الكاثوليك، ستكون سلسلة وسريعة، خصوصاً أنه يحمل أفكاراً مشابهة لما كان لدى قداسة البابا الراحل، فرنسيس، المحبوب عالمياً. أما اختياره لاسم ليو الرابع عشر، فإنه يأتي تيمناً بالبابا ليو الثالث عشر، الذي عُرف برسالة Rerum Novarum التي تناولت أهم القضايا المجتمعية وحثت على أهمية العدالة الاجتماعية للفقراء، وهذا دليل واضح على رغبته باستمرار الإرث البابوي الذي يحث على السلام ونصرة الضعفاء. وعلى مرّ التاريخ الأميركي الذي بدأ بالاستقلال عام 1776، قام 12 رئيساً أميركياً من أصل 46 بزيارة الفاتيكان. وجدير بالذكر أن جميع الرؤساء الأميركيين (ما عدا جون كنيدي، وجو بايدن، وتوماس جيفرسون، وأبراهام لينكون) ينحدرون من الطائفة البروتستانتية الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة. أما بالنسبة لكنيدي وبايدن، فقد كانا الرئيسين الكاثوليكيين الوحيدين، أما جيفرسون ولينكون فلم يعبرا عن انتمائهما لأي طائفة. إن زيارات الرؤساء الأميركيين إلى الفاتكان التي بدأت بودرو ولسون عام 1919 بعد الحرب العالمية الأولى، جاءت في سياق دخول الولايات المتحدة إلى نادي القطبية الدولية الذي تَسيدتُه فيما بعد. ومن المهم - طبقاً لمدركات صانع القرار الأميركي - أن يكون هناك تأييد من أتباع أكبر طائفة مسيحية عالمياً، وهم الكاثوليك، لواشنطن، وذلك للحفاظ على المصالح الأميركية، ودرء أي انشقاق علني ملموس بين المسيحيين، وما يُعزز هذا الطرح هو الحرص الأميركي على دعم المسيحيين في شتى بقاع الأرض عبر المنظمات الأميركية المعنية بمتابعة شؤونهم. والنظرة الأميركية للبابا الحالي تُعد تفاؤلية، فبالرغم من الانتقادات السابقة التي وجهها عبر حسابه على منصة «إكس» إلى الرئيس دونالد ترامب ونائبه، فإن ما جاء في الإعلام الأميركي بشقيه «الديمقراطي» و«الجمهوري» كان يعبّر عن فرحة التيارين به. وترامب الذي زار الفاتيكان خلال ولايتيه الأولى والحالية عبّر عن سروره وقال إن انتخاب البابا ليو الرابع عشر شرف عظيم لبلاده. ويبدو أن السلوك الغربي مؤخراً يرمي لإيجاد مقاربات في مختلف المجالات للتعامل مع إدارة ترامب، ففي الوقت الذي فاز فيه رئيس الوزراء الكندي مارك كارني - ذو الخلفية المالية والاقتصادية - في الانتخابات الأخيرة ليعبر عن رؤية الشارع الكندي فيمن يستطيع التعامل مع البيت الأبيض، انتخب الفاتيكان لأول مرة في تاريخه بابا أميركياً قادراً على التعامل مع العقلية الأميركية. ومن هنا فإن جميع المعطيات تُدلل على أن علاقة واشنطن بالفاتيكان ستكون أقوى خلال الفترة المقبلة، وستتمثل انعكاسات ذلك في تأثير البابا الإيجابي في الداخل الأميركي، خصوصاً مع الفرح الواضح بالبابا الجديد الذي عبّر عنه جيل الشباب الأميركي (غير المتدين) على شبكات التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن ما حصل يُعدُّ تطوراً تاريخياً غير مسبوق. *باحث في الشؤون الأميركية والإسرائيلية - مركز تريندز للبحوث والاستشارات.
الاتحاد١١-٠٥-٢٠٢٥سياسةالاتحادالولايات المتحدة وبابا الفاتيكان الجديدالولايات المتحدة وبابا الفاتيكان الجديد مع ارتفاع الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا في الفاتيكان، رُفع الستار عن اسم بابا المسيحيين الكاثوليك الجديد، ليو الرابع عشر (روبرت بريفوست)، ليسطر تاريخاً جديداً كأول أميركي يصل لهذا المنصب. وبالرغم من عدم وجود أي صلة خارجية بالعملية الانتخابية السرية والصارمة المحصورة بيد مجمع الكرادلة طبقاً لقواعد الكرسي الرسولي، فإن رمزية جنسية البابا قد تكون لها دلالات وانعكاسات في الفترة المقبلة.إن البابا ليو الرابع عشر حظي بتاريخٍ ومهاراتٍ وذكاءٍ نوعيٍ، جعله يتقلد المنصب بشكل سريع، فقد وصل لمنصب البابا بعد سنة واحدة فقط من وصوله لدرجة الكاردينال، ما يُدلل على مقبوليته وسط الكرادلة الآخرين. ومع أخذ هذه الحقيقة في الحسبان، وربط إجادته لعدد من لغات العالم المهمة، كالإنجليزيّة والإيطالية والإسبانية، وغيرها، فإن مسألة وصوله لقلوب الجماهير المسيحية، لاسيما الكاثوليك، ستكون سلسلة وسريعة، خصوصاً أنه يحمل أفكاراً مشابهة لما كان لدى قداسة البابا الراحل، فرنسيس، المحبوب عالمياً. أما اختياره لاسم ليو الرابع عشر، فإنه يأتي تيمناً بالبابا ليو الثالث عشر، الذي عُرف برسالة Rerum Novarum التي تناولت أهم القضايا المجتمعية وحثت على أهمية العدالة الاجتماعية للفقراء، وهذا دليل واضح على رغبته باستمرار الإرث البابوي الذي يحث على السلام ونصرة الضعفاء. وعلى مرّ التاريخ الأميركي الذي بدأ بالاستقلال عام 1776، قام 12 رئيساً أميركياً من أصل 46 بزيارة الفاتيكان. وجدير بالذكر أن جميع الرؤساء الأميركيين (ما عدا جون كنيدي، وجو بايدن، وتوماس جيفرسون، وأبراهام لينكون) ينحدرون من الطائفة البروتستانتية الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة. أما بالنسبة لكنيدي وبايدن، فقد كانا الرئيسين الكاثوليكيين الوحيدين، أما جيفرسون ولينكون فلم يعبرا عن انتمائهما لأي طائفة. إن زيارات الرؤساء الأميركيين إلى الفاتكان التي بدأت بودرو ولسون عام 1919 بعد الحرب العالمية الأولى، جاءت في سياق دخول الولايات المتحدة إلى نادي القطبية الدولية الذي تَسيدتُه فيما بعد. ومن المهم - طبقاً لمدركات صانع القرار الأميركي - أن يكون هناك تأييد من أتباع أكبر طائفة مسيحية عالمياً، وهم الكاثوليك، لواشنطن، وذلك للحفاظ على المصالح الأميركية، ودرء أي انشقاق علني ملموس بين المسيحيين، وما يُعزز هذا الطرح هو الحرص الأميركي على دعم المسيحيين في شتى بقاع الأرض عبر المنظمات الأميركية المعنية بمتابعة شؤونهم. والنظرة الأميركية للبابا الحالي تُعد تفاؤلية، فبالرغم من الانتقادات السابقة التي وجهها عبر حسابه على منصة «إكس» إلى الرئيس دونالد ترامب ونائبه، فإن ما جاء في الإعلام الأميركي بشقيه «الديمقراطي» و«الجمهوري» كان يعبّر عن فرحة التيارين به. وترامب الذي زار الفاتيكان خلال ولايتيه الأولى والحالية عبّر عن سروره وقال إن انتخاب البابا ليو الرابع عشر شرف عظيم لبلاده. ويبدو أن السلوك الغربي مؤخراً يرمي لإيجاد مقاربات في مختلف المجالات للتعامل مع إدارة ترامب، ففي الوقت الذي فاز فيه رئيس الوزراء الكندي مارك كارني - ذو الخلفية المالية والاقتصادية - في الانتخابات الأخيرة ليعبر عن رؤية الشارع الكندي فيمن يستطيع التعامل مع البيت الأبيض، انتخب الفاتيكان لأول مرة في تاريخه بابا أميركياً قادراً على التعامل مع العقلية الأميركية. ومن هنا فإن جميع المعطيات تُدلل على أن علاقة واشنطن بالفاتيكان ستكون أقوى خلال الفترة المقبلة، وستتمثل انعكاسات ذلك في تأثير البابا الإيجابي في الداخل الأميركي، خصوصاً مع الفرح الواضح بالبابا الجديد الذي عبّر عنه جيل الشباب الأميركي (غير المتدين) على شبكات التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن ما حصل يُعدُّ تطوراً تاريخياً غير مسبوق. *باحث في الشؤون الأميركية والإسرائيلية - مركز تريندز للبحوث والاستشارات.