#أحدث الأخبار مع #ناصرسيف،الدستور١٦-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالدستورأسطورة أرض الفراولة.. إبداع «ذوى الهمم» على مسرح الشمسعندما نتحدث عن دمج ذوى الإعاقة فى الفنون والثقافة، يعتقد البعض أننا نمنحهم امتيازًا خاصًا، ولكن الحقيقة هى أننا من حرمنا أنفسنا لسنوات من الفوائد الكبيرة التى يمكن أن نجنيها من تفاعلهم وإبداعهم، حيث إن دمجهم فى المجتمع والتعليم والثقافة والعمل لا يضيف فقط قيمة إبداعية، بل أيضًا قيمة اقتصادية كبيرة. ومن بين الجهود الرائدة فى هذا المجال، تأتى فرقة «مسرح الشمس» لذوى الاحتياجات الخاصة، وهى إحدى الفرق التابعة للبيت الفنى للمسرح، والتى تم إنشاؤها بقرار فى عام ٢٠١٨. ويقع مقر الفرقة فى مسرح الحديقة الدولية بمدينة نصر، وتعد واحدة من أهم الاستراتيجيات التى تبنتها وزارة الثقافة لتحقيق الدمج الفنى والثقافى، تماشيًا مع سياسة الدولة الرامية إلى تحقيق العدالة الثقافية وتكافؤ الفرص. وافتتح الفنان القدير محمد متولى، مدير مسرح الشمس، مؤخرًا العرض المسرحى الدامج لذوى الاحتياجات الخاصة بعنوان «أسطورة أرض الفراولة»، الموجه للأسرة والطفل، ويتناول قصة الحفاظ على الأرض الطيبة فى مواجهة الأعداء. والعمل تأليف الكاتب المتميز سامح عثمان، ويشارك فى بطولته نخبة من الممثلين مثل ناصر سيف، وأحمد مختار، وشيماء عبدالناصر، وماهر محمود، وسمير بدير، وفهد سعيد، ونهى أشرف، بالإضافة إلى مجموعة من أبناء فرقة مسرح الشمس. كما يضم الفريق الفنى، ديكور حمدى عطية، وملابس هبة عبدالحميد، وموسيقى زياد هجرس، وماكياج أدهم عفيفى، وإضاءة محمد المأمونى، إخراج على عثمان. «الدستور» تستعرض أبرز نشاطات «مسرح الشمس»، ورؤيته الخاصة، فضلًا عن تفاصيل العرض المسرحى الجديد الذى يقدمه حاليًا فى مقره بالحديقة الدولية.. محمد متولى:ندرس النصوص بعناية لتقديم «فن صادق».. واكتشاف مواهب جديدة فى جميع المجالات تحدث الفنان القدير محمد متولى، مدير فرقة «مسرح الشمس»، عن منهجية المسرح فى اختيار العروض، قائلًا: «تلقينا أكثر من ثلاثين نصًا مسرحيًا، وتوجهنا إلى بعض المؤلفين والمخرجين الذين قدموا لنا نصوصًا أخرى». وأضاف: «ندرس هذه النصوص بعناية فائقة، ونحلل ما يتم تقديمه حاليًا فى الساحة الفنية. ووقع اختيارنا على نص (أسطورة أرض الفراولة)، لأنه يعالج قضية إقليمية راهنة، ويسلط الضوء على مدى استعدادنا للدفاع عن الوطن والأرض». وواصل: «هذا ما دفعنا لاختيار هذه المسرحية، بالإضافة إلى رغبتنا فى تقديم مخرج جديد لأول مرة فى البيت الفنى للمسرح، وهو الفنان على عثمان، وبفضل الله، كسبنا الرهان، حيث لاقى العرض ردود أفعال قوية من الجمهور». وأكمل: «نسعى فى مسرح الشمس إلى اكتشاف وتقديم مواهب جديدة فى مختلف المجالات الفنية، لقد قدمنا ممثلين ومخرجين جددًا، ونحرص على إثراء الحركة المسرحية بدماء جديدة، نمنحها الخبرة والدعم الكامل من خلال إمكانات البيت الفنى للمسرح». وعن أبرز التحديات التى تواجه الفرقة للوصول إلى الفئة المستهدفة، قال: «هناك العديد من التحديات التى نواجهها، لكننا نتغلب عليها تدريجيًا. كان من المقرر تجديد المسرح، وقد تم ذلك بالفعل بعد مرور عشر سنوات». وأضاف: «الآن، يتم تجهيز المسرح ليكون مكانًا يليق بالجمهور المصرى والفنان المصرى، من بين التحديات الأخرى أن المسرح لم يكن يضم نجومًا بارزين فى السابق، لكن اليوم لدينا مجموعة متميزة من المواهب، مثل ناصر سيف، وشيماء عبدالناصر، وأحمد مختار، وماهر محمود، وسمير بدير، والدكتور حمدى عطية، والمهندسة هبة عبدالحميد، والملحن الشاب زياد هجرس الذى حصل على جوائز فى المهرجان القومى، ونحن نعمل جاهدين لتقديم عروض تليق بالجمهور وتليق باسم وزارة الثقافة». وأشار إلى أن «مسرح الشمس» يبلغ من العمر ثمانى سنوات، وهو المسرح الوحيد من نوعه فى الوطن العربى المخصص لذوى الاحتياجات الخاصة، وسبق له أن قدم أعمالًا ناجحة مثل «كاندى كراش»، الذى لاقى إشادة كبيرة كعرض مصرى بمستوى عالمى، و«مغامرات جيمو»، الذى حقق نجاحًا كبيرًا، وصولًا إلى العرض الحالى «أسطورة أرض الفراولة». كما أكد «متولى» أن المسرح يقدم ورش عمل ضمن مبادرة رئيس الجمهورية «بناء الإنسان»، مثل ورشة «اختر دورك» التى قدمها المدرب محمد متولى والدكتور محمد جمعة، المتخصص فى السيكودراما، وفاطمة الزهراء توفيق. وواصل: «هذه الورشة استمرت أربعة أشهر وهدفت إلى العلاج بالفن. بالإضافة إلى ذلك، قدم المسرح ورشًا أخرى مثل (الرقص فوق السحاب) للمدرب أشرف فؤاد، وورشة بانتومايم للفنان مصطفى حزين، وورشة (استديو الشمس) للفنان أحمد مختار». كما أعلن عن عروض قادمة، منها نص «الصندوق» للمؤلف أيمن فتيحة، الذى سيتم إنتاجه فى السنة المالية الجديدة، ونص «متلازمة حياة» المأخوذ عن رواية «بشار وبندقة» تأليف إسلام أحمد وسهيلة، ومسرحة الكاتب المتميز هانى قدرى. واختتم حديثه برفع شعار «مسرح الشمس هينور مصر»، مؤكدًا أن المسرح يقدم فنًا صادقًا ينير خشبة المسرح ويسهم فى إثراء الحركة الفنية فى مصر. سامح عثمان: دمج بين أصحاب القدرات الخاصة والممثلين الآخرين كشف الكاتب المسرحى سامح عثمان، مؤلف عرض «أسطورة أرض الفراولة»، عن ملابسات كتابة النص، قائلًا: «فى البداية عقد المخرج على عثمان جلسة مع الفنان محمد متولى، مدير مسرح الشمس، وتعرف على طبيعة الفرقة وما تقدمه من أعمال خاصة بذوى الاحتياجات الخاصة». وأضاف: «بعد ذلك اتصل بى على عثمان وعبّر عن رغبته فى تقديم مشروعه مع الفرقة، فأخبره مديرها أن الفرصة متاحة، لكنها تخضع لجودة المشروع والنص ورؤية المخرج. وعندها، تواصل معى (على) وجلسنا نناقش الفكرة». وتابع: «كنت أخشى الكتابة للطفل، لذا رشحت له أسماء زملاء متخصصين فى هذا المجال، لكنه أكد لى أنه لا يريد نصًا لعرض أطفال تقليدى، بل نصًا يحتوى على مستوى تلقٍ مناسب للطفل، وللأسرة بأكملها، وهنا، حددنا الفلسفة العامة للنص وانطلقنا فى الكتابة، وانتهى النص ليلاقى قبولًا جيدًا من مدير الفرقة، الفنان الراقى محمد متولى». وأكمل: «عقدنا جلسة فى مكتب الفنان محمد متولى، حيث أعرب عن حماسه الشديد للنص والمشروع، بحضور الفنان القدير خالد محمود، الذى أبدى أيضًا إعجابه الكبير بالنص، ولاحظت أن الأستاذ محمد متولى لا يتعامل مع فكرة الدمج كوظيفة روتينية، بل كقضية يؤمن بها ويقدرها». وأضاف: «قبل أن نبدأ فى الكتابة، فكرنا كثيرًا فى اللجوء إلى التراث أو قصص مثل (ألف ليلة وليلة) وإعادة صياغتها بما يناسب العرض. لكننا فى النهاية قررنا أن نصنع أسطورة خاصة بنا، قصة تخصنا وتنبع من واقعنا». وعن الصعوبات التى واجهت العمل، قال «عثمان»: «كان التحدى الأكبر هو ضرورة إشراك جميع أفراد الفرقة، خاصة أنها فرقة تعتمد على الدمج بين ذوى الاحتياجات الخاصة والممثلين الآخرين، لكن الحمد لله، تمكنا من تحقيق هذا التوازن على الورق، ثم نجح المخرج فى تنفيذه بشكل يليق بالفكرة ويحترم جميع المشاركين». على عثمان: النص يشبه قصص «ديزنى» لكنه مرتبط بأرضنا أعرب المخرج على عثمان عن سعادته بالتعاون مع ذوى الاحتياجات الخاصة فى مسرحية «أرض الفراولة»، مؤكدًا أن لديهم طاقة كبيرة ويستطيعون تنفيذ التوجيهات بدقة، وحفظ النص المسرحى والحركة «الميزانسين». وأوضح «عثمان» أنه حرص على قراءة كتب عن كيفية التعامل مع ذوى الهمم، واستفاد كثيرًا من طاقاتهم الإبداعية واندمج معهم، مضيفًا «التحضير للتجربة استغرق وقتًا طويلًا بسبب مشاركة عدد كبير من ذوى الهمم فى المشروع، فهم مشاركون بنسبة ٧٠٪ من عناصر العرض». ولفت إلى أنه قبل التوصل لفكرة عرض «أرض الفراولة»، عقد جلسات مع الكاتب المسرحى سامح عثمان، وفكرا معًا فى صناعة نص مسرحى أسطورى، يشبه قصص «ديزنى»، لكنه مرتبط بأرضنا. وأضاف: «اتفقنا على أن تكون فكرة العرض عن أهمية المحافظة على الأرض، والتضحية من أجل ذلك»، مشيرًا إلى أن «أرض الفراولة» يحكى عن أرض يطرح شجرها القلوب، وتمنح الحب والطمأنينة والحنان لأهلها طوال الوقت. وتابع: «الأرض فى المسرحية محاطة بالأعداء من كل الجهات، وهناك حروب عادية وتكنولوجية ضد أهلها، تستهدف السيطرة على الأرض، وبعدما تقع الأرض رهينة للأعداء يخرج البطل». ولفت إلى أن البطل يدعى «عم طرح»، وهو حاكم الأرض، ويتميز بالفكر الراقى، ويستعين بالشباب ويتوصل لحل يستطيعون من خلاله الحصول على الترياق، الذى سيعيد للأرض وللثمار لونها الأحمر، بعدما أصبحت سوداء. ونوه بأن النص غنائى، وهو أول عمل له فى البيت الفنى للمسرح، ودراما العرض كتبت لتكون مناسبة للأسرة كاملة وليس الطفل فقط. شيماء عبدالناصر: ألعب دور «مودة» المصرية الأصيلة قالت الفنانة شيماء عبدالناصر إنها تجسد شخصية «مودة» من «أرض الفراولة»، وتربطها قصة حب مع «حب» منذ أن كانا صغيرين، وبمرور الأيام يكتشفان وجود مشكلة فى أرض الفراولة، التى يزرع بها الضغينة والفتن والكُره، وبمساعدة «عم طرح» يحصلان على الترياق الذى سينقذ الأرض. وأضافت «عبدالناصر»: «مودة فتاة رقيقة وجميلة ومرحة، تشبه البنت المصرية، وهى شجاعة ومِقدامة ومساندة لحبيبها فى حماية وطنها وأهلها، ولديها واجب وطنى ومسئولية. هى شخصية من لحم ودم وأقدمها بشكل بسيط وتلقائى، وأنا سعيدة بتقديمى عرضًا بمسرح الشمس، بقيادة الفنان محمد متولى، ومن إخراج على عثمان ومن تأليف سامح عثمان». ناصر سيف:تجربة متميزة.. وأحداث العرض مليئة بالبهجة والتشويق عبر الفنان القدير ناصر سيف عن سعادته بالتعاون مع فرقة «مسرح الشمس»، التى جرى تدشينها خصيصًا لذوى الإعاقة، وقال: «هذه الفرقة هى الوحيدة التى تدمج بين ذوى الهمم ونجوم مسرح الدولة، ونستطيع بذلك مساعدتهم فى التعامل مع المجتمع بشكل طبيعى، وبنهاية العرض يصبح بإمكانهم التعامل كممثلين محترفين». وأضاف: «سعدت بالتعاون مع المخرج على عثمان، فهو مخرج لديه وعى كبير، ويقدم مع الكاتب سامح عثمان تجربة متميزة وبها تنوع فى الأفكار التى يجرى تناولها، وأحداث العرض تتميز بالبهجة والتشويق». ولفت إلى أن التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة ليس صعبًا، ونحن كفنانين لدينا القدرة على التعامل معهم؛ فعلى سبيل المثال نشاركهم فى حفظ النص المسرحى، ونستطيع أن نتعامل معهم بصبر كبير وتوجيههم للوصول إلى المستوى المطلوب، منوهًا بأنه سبق وقدم تجربة مع ذوى الهمم فى جامعة أسيوط، وحينها أيضًا لم يكن التعامل معهم صعبًا. وعن الشخصية التى يجسدها، قال: «فى كل نص أتعامل معه، أبحث عن عمق الشخصية، أى تاريخها بعيدًا عن النص، فكل شخصية تتحدث عن نفسها، وتصنع شكلها بناء على تاريخها». وأوضح: «أتخيل كيف عاشت الشخصية منذ ولادتها، وكيف تتعامل مع الناس»، لافتًا إلى أنه يجسد شخصية «عم طرح»، وهو يبلغ من العمر مثلًا ٦٠ عامًا.. هذا هو العمر الذى أبدأ به العرض، لكننى أتخيل ماذا حدث قبل ذلك، لفهم أبعاد الشخصية. ماهر محمود:اكتسبت خبرة كبيرة.. والأحداث واقعية ذكر الفنان ماهر محمود، أنه يجسد شخصية «حب»، وقد شارك فى هذا العرض لأنه يحب العمل مع فرقة «مسرح الشمس»، منذ تعاونه معها فى أولى تجاربها «الحكاية روح»، وحينها جسد شخصية «سيد مكاوى». وقال «محمود» إن أهم ما يميز مسرح الشمس هو الدمج مع ذوى الهمم، ومن هنا تعلقت بهم. وأضاف: «التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة جميل للغاية، وأنا كممثل اكتسبت خبرة كبيرة حينما جسّدت شخصية (حب)»، موضحًا: «هو شخص يحب الخير لبلده، ويسعى للحفاظ على أرضه. وأكد: «أرى أن العرض يحكى أحداثًا واقعية، نعيشها حاليًا، وتبعث برسالة للعالم، وهى أن أرض مصر وأمن مصر خط أحمر». أحمد مختار:أنا زعيم الأشرار فى القصة.. وأسيطر على الغراب أشاد الفنان أحمد مختار بعرض «أرض الفراولة»، ووصفه بأنه عرض متميز، موضحًا: «تدور أحداث المسرحية حول أرض الفراولة التى يطمع فيها الأعداء». وأضاف «مختار»: «أجسد شخصية زعيم الأشرار، الذى يتحكم فى كائن خرافى يدعى (الغراب)، ورغم أن المسرحية تقدم للأطفال أو الأسرة، ولكن نستطيع ترجمتها للعديد من الأفكار والمعانى المهمة، وترتكز على فكرة أنه من الصعب أن يتخلى الإنسان عن أرضه». وتابع: «بما أنى زعيم أرض السواد، فأتمنى أن يعم السواد فى كل مكان، وأكون فى قمة سعادتى أن أقضى على أرض الفراولة وأجعلها تمتلئ بالسواد.. وفى النهاية ينتصر أهل أرض الفراولة على زعيم أرض السواد من خلال الترياق».
الدستور١٦-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالدستورأسطورة أرض الفراولة.. إبداع «ذوى الهمم» على مسرح الشمسعندما نتحدث عن دمج ذوى الإعاقة فى الفنون والثقافة، يعتقد البعض أننا نمنحهم امتيازًا خاصًا، ولكن الحقيقة هى أننا من حرمنا أنفسنا لسنوات من الفوائد الكبيرة التى يمكن أن نجنيها من تفاعلهم وإبداعهم، حيث إن دمجهم فى المجتمع والتعليم والثقافة والعمل لا يضيف فقط قيمة إبداعية، بل أيضًا قيمة اقتصادية كبيرة. ومن بين الجهود الرائدة فى هذا المجال، تأتى فرقة «مسرح الشمس» لذوى الاحتياجات الخاصة، وهى إحدى الفرق التابعة للبيت الفنى للمسرح، والتى تم إنشاؤها بقرار فى عام ٢٠١٨. ويقع مقر الفرقة فى مسرح الحديقة الدولية بمدينة نصر، وتعد واحدة من أهم الاستراتيجيات التى تبنتها وزارة الثقافة لتحقيق الدمج الفنى والثقافى، تماشيًا مع سياسة الدولة الرامية إلى تحقيق العدالة الثقافية وتكافؤ الفرص. وافتتح الفنان القدير محمد متولى، مدير مسرح الشمس، مؤخرًا العرض المسرحى الدامج لذوى الاحتياجات الخاصة بعنوان «أسطورة أرض الفراولة»، الموجه للأسرة والطفل، ويتناول قصة الحفاظ على الأرض الطيبة فى مواجهة الأعداء. والعمل تأليف الكاتب المتميز سامح عثمان، ويشارك فى بطولته نخبة من الممثلين مثل ناصر سيف، وأحمد مختار، وشيماء عبدالناصر، وماهر محمود، وسمير بدير، وفهد سعيد، ونهى أشرف، بالإضافة إلى مجموعة من أبناء فرقة مسرح الشمس. كما يضم الفريق الفنى، ديكور حمدى عطية، وملابس هبة عبدالحميد، وموسيقى زياد هجرس، وماكياج أدهم عفيفى، وإضاءة محمد المأمونى، إخراج على عثمان. «الدستور» تستعرض أبرز نشاطات «مسرح الشمس»، ورؤيته الخاصة، فضلًا عن تفاصيل العرض المسرحى الجديد الذى يقدمه حاليًا فى مقره بالحديقة الدولية.. محمد متولى:ندرس النصوص بعناية لتقديم «فن صادق».. واكتشاف مواهب جديدة فى جميع المجالات تحدث الفنان القدير محمد متولى، مدير فرقة «مسرح الشمس»، عن منهجية المسرح فى اختيار العروض، قائلًا: «تلقينا أكثر من ثلاثين نصًا مسرحيًا، وتوجهنا إلى بعض المؤلفين والمخرجين الذين قدموا لنا نصوصًا أخرى». وأضاف: «ندرس هذه النصوص بعناية فائقة، ونحلل ما يتم تقديمه حاليًا فى الساحة الفنية. ووقع اختيارنا على نص (أسطورة أرض الفراولة)، لأنه يعالج قضية إقليمية راهنة، ويسلط الضوء على مدى استعدادنا للدفاع عن الوطن والأرض». وواصل: «هذا ما دفعنا لاختيار هذه المسرحية، بالإضافة إلى رغبتنا فى تقديم مخرج جديد لأول مرة فى البيت الفنى للمسرح، وهو الفنان على عثمان، وبفضل الله، كسبنا الرهان، حيث لاقى العرض ردود أفعال قوية من الجمهور». وأكمل: «نسعى فى مسرح الشمس إلى اكتشاف وتقديم مواهب جديدة فى مختلف المجالات الفنية، لقد قدمنا ممثلين ومخرجين جددًا، ونحرص على إثراء الحركة المسرحية بدماء جديدة، نمنحها الخبرة والدعم الكامل من خلال إمكانات البيت الفنى للمسرح». وعن أبرز التحديات التى تواجه الفرقة للوصول إلى الفئة المستهدفة، قال: «هناك العديد من التحديات التى نواجهها، لكننا نتغلب عليها تدريجيًا. كان من المقرر تجديد المسرح، وقد تم ذلك بالفعل بعد مرور عشر سنوات». وأضاف: «الآن، يتم تجهيز المسرح ليكون مكانًا يليق بالجمهور المصرى والفنان المصرى، من بين التحديات الأخرى أن المسرح لم يكن يضم نجومًا بارزين فى السابق، لكن اليوم لدينا مجموعة متميزة من المواهب، مثل ناصر سيف، وشيماء عبدالناصر، وأحمد مختار، وماهر محمود، وسمير بدير، والدكتور حمدى عطية، والمهندسة هبة عبدالحميد، والملحن الشاب زياد هجرس الذى حصل على جوائز فى المهرجان القومى، ونحن نعمل جاهدين لتقديم عروض تليق بالجمهور وتليق باسم وزارة الثقافة». وأشار إلى أن «مسرح الشمس» يبلغ من العمر ثمانى سنوات، وهو المسرح الوحيد من نوعه فى الوطن العربى المخصص لذوى الاحتياجات الخاصة، وسبق له أن قدم أعمالًا ناجحة مثل «كاندى كراش»، الذى لاقى إشادة كبيرة كعرض مصرى بمستوى عالمى، و«مغامرات جيمو»، الذى حقق نجاحًا كبيرًا، وصولًا إلى العرض الحالى «أسطورة أرض الفراولة». كما أكد «متولى» أن المسرح يقدم ورش عمل ضمن مبادرة رئيس الجمهورية «بناء الإنسان»، مثل ورشة «اختر دورك» التى قدمها المدرب محمد متولى والدكتور محمد جمعة، المتخصص فى السيكودراما، وفاطمة الزهراء توفيق. وواصل: «هذه الورشة استمرت أربعة أشهر وهدفت إلى العلاج بالفن. بالإضافة إلى ذلك، قدم المسرح ورشًا أخرى مثل (الرقص فوق السحاب) للمدرب أشرف فؤاد، وورشة بانتومايم للفنان مصطفى حزين، وورشة (استديو الشمس) للفنان أحمد مختار». كما أعلن عن عروض قادمة، منها نص «الصندوق» للمؤلف أيمن فتيحة، الذى سيتم إنتاجه فى السنة المالية الجديدة، ونص «متلازمة حياة» المأخوذ عن رواية «بشار وبندقة» تأليف إسلام أحمد وسهيلة، ومسرحة الكاتب المتميز هانى قدرى. واختتم حديثه برفع شعار «مسرح الشمس هينور مصر»، مؤكدًا أن المسرح يقدم فنًا صادقًا ينير خشبة المسرح ويسهم فى إثراء الحركة الفنية فى مصر. سامح عثمان: دمج بين أصحاب القدرات الخاصة والممثلين الآخرين كشف الكاتب المسرحى سامح عثمان، مؤلف عرض «أسطورة أرض الفراولة»، عن ملابسات كتابة النص، قائلًا: «فى البداية عقد المخرج على عثمان جلسة مع الفنان محمد متولى، مدير مسرح الشمس، وتعرف على طبيعة الفرقة وما تقدمه من أعمال خاصة بذوى الاحتياجات الخاصة». وأضاف: «بعد ذلك اتصل بى على عثمان وعبّر عن رغبته فى تقديم مشروعه مع الفرقة، فأخبره مديرها أن الفرصة متاحة، لكنها تخضع لجودة المشروع والنص ورؤية المخرج. وعندها، تواصل معى (على) وجلسنا نناقش الفكرة». وتابع: «كنت أخشى الكتابة للطفل، لذا رشحت له أسماء زملاء متخصصين فى هذا المجال، لكنه أكد لى أنه لا يريد نصًا لعرض أطفال تقليدى، بل نصًا يحتوى على مستوى تلقٍ مناسب للطفل، وللأسرة بأكملها، وهنا، حددنا الفلسفة العامة للنص وانطلقنا فى الكتابة، وانتهى النص ليلاقى قبولًا جيدًا من مدير الفرقة، الفنان الراقى محمد متولى». وأكمل: «عقدنا جلسة فى مكتب الفنان محمد متولى، حيث أعرب عن حماسه الشديد للنص والمشروع، بحضور الفنان القدير خالد محمود، الذى أبدى أيضًا إعجابه الكبير بالنص، ولاحظت أن الأستاذ محمد متولى لا يتعامل مع فكرة الدمج كوظيفة روتينية، بل كقضية يؤمن بها ويقدرها». وأضاف: «قبل أن نبدأ فى الكتابة، فكرنا كثيرًا فى اللجوء إلى التراث أو قصص مثل (ألف ليلة وليلة) وإعادة صياغتها بما يناسب العرض. لكننا فى النهاية قررنا أن نصنع أسطورة خاصة بنا، قصة تخصنا وتنبع من واقعنا». وعن الصعوبات التى واجهت العمل، قال «عثمان»: «كان التحدى الأكبر هو ضرورة إشراك جميع أفراد الفرقة، خاصة أنها فرقة تعتمد على الدمج بين ذوى الاحتياجات الخاصة والممثلين الآخرين، لكن الحمد لله، تمكنا من تحقيق هذا التوازن على الورق، ثم نجح المخرج فى تنفيذه بشكل يليق بالفكرة ويحترم جميع المشاركين». على عثمان: النص يشبه قصص «ديزنى» لكنه مرتبط بأرضنا أعرب المخرج على عثمان عن سعادته بالتعاون مع ذوى الاحتياجات الخاصة فى مسرحية «أرض الفراولة»، مؤكدًا أن لديهم طاقة كبيرة ويستطيعون تنفيذ التوجيهات بدقة، وحفظ النص المسرحى والحركة «الميزانسين». وأوضح «عثمان» أنه حرص على قراءة كتب عن كيفية التعامل مع ذوى الهمم، واستفاد كثيرًا من طاقاتهم الإبداعية واندمج معهم، مضيفًا «التحضير للتجربة استغرق وقتًا طويلًا بسبب مشاركة عدد كبير من ذوى الهمم فى المشروع، فهم مشاركون بنسبة ٧٠٪ من عناصر العرض». ولفت إلى أنه قبل التوصل لفكرة عرض «أرض الفراولة»، عقد جلسات مع الكاتب المسرحى سامح عثمان، وفكرا معًا فى صناعة نص مسرحى أسطورى، يشبه قصص «ديزنى»، لكنه مرتبط بأرضنا. وأضاف: «اتفقنا على أن تكون فكرة العرض عن أهمية المحافظة على الأرض، والتضحية من أجل ذلك»، مشيرًا إلى أن «أرض الفراولة» يحكى عن أرض يطرح شجرها القلوب، وتمنح الحب والطمأنينة والحنان لأهلها طوال الوقت. وتابع: «الأرض فى المسرحية محاطة بالأعداء من كل الجهات، وهناك حروب عادية وتكنولوجية ضد أهلها، تستهدف السيطرة على الأرض، وبعدما تقع الأرض رهينة للأعداء يخرج البطل». ولفت إلى أن البطل يدعى «عم طرح»، وهو حاكم الأرض، ويتميز بالفكر الراقى، ويستعين بالشباب ويتوصل لحل يستطيعون من خلاله الحصول على الترياق، الذى سيعيد للأرض وللثمار لونها الأحمر، بعدما أصبحت سوداء. ونوه بأن النص غنائى، وهو أول عمل له فى البيت الفنى للمسرح، ودراما العرض كتبت لتكون مناسبة للأسرة كاملة وليس الطفل فقط. شيماء عبدالناصر: ألعب دور «مودة» المصرية الأصيلة قالت الفنانة شيماء عبدالناصر إنها تجسد شخصية «مودة» من «أرض الفراولة»، وتربطها قصة حب مع «حب» منذ أن كانا صغيرين، وبمرور الأيام يكتشفان وجود مشكلة فى أرض الفراولة، التى يزرع بها الضغينة والفتن والكُره، وبمساعدة «عم طرح» يحصلان على الترياق الذى سينقذ الأرض. وأضافت «عبدالناصر»: «مودة فتاة رقيقة وجميلة ومرحة، تشبه البنت المصرية، وهى شجاعة ومِقدامة ومساندة لحبيبها فى حماية وطنها وأهلها، ولديها واجب وطنى ومسئولية. هى شخصية من لحم ودم وأقدمها بشكل بسيط وتلقائى، وأنا سعيدة بتقديمى عرضًا بمسرح الشمس، بقيادة الفنان محمد متولى، ومن إخراج على عثمان ومن تأليف سامح عثمان». ناصر سيف:تجربة متميزة.. وأحداث العرض مليئة بالبهجة والتشويق عبر الفنان القدير ناصر سيف عن سعادته بالتعاون مع فرقة «مسرح الشمس»، التى جرى تدشينها خصيصًا لذوى الإعاقة، وقال: «هذه الفرقة هى الوحيدة التى تدمج بين ذوى الهمم ونجوم مسرح الدولة، ونستطيع بذلك مساعدتهم فى التعامل مع المجتمع بشكل طبيعى، وبنهاية العرض يصبح بإمكانهم التعامل كممثلين محترفين». وأضاف: «سعدت بالتعاون مع المخرج على عثمان، فهو مخرج لديه وعى كبير، ويقدم مع الكاتب سامح عثمان تجربة متميزة وبها تنوع فى الأفكار التى يجرى تناولها، وأحداث العرض تتميز بالبهجة والتشويق». ولفت إلى أن التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة ليس صعبًا، ونحن كفنانين لدينا القدرة على التعامل معهم؛ فعلى سبيل المثال نشاركهم فى حفظ النص المسرحى، ونستطيع أن نتعامل معهم بصبر كبير وتوجيههم للوصول إلى المستوى المطلوب، منوهًا بأنه سبق وقدم تجربة مع ذوى الهمم فى جامعة أسيوط، وحينها أيضًا لم يكن التعامل معهم صعبًا. وعن الشخصية التى يجسدها، قال: «فى كل نص أتعامل معه، أبحث عن عمق الشخصية، أى تاريخها بعيدًا عن النص، فكل شخصية تتحدث عن نفسها، وتصنع شكلها بناء على تاريخها». وأوضح: «أتخيل كيف عاشت الشخصية منذ ولادتها، وكيف تتعامل مع الناس»، لافتًا إلى أنه يجسد شخصية «عم طرح»، وهو يبلغ من العمر مثلًا ٦٠ عامًا.. هذا هو العمر الذى أبدأ به العرض، لكننى أتخيل ماذا حدث قبل ذلك، لفهم أبعاد الشخصية. ماهر محمود:اكتسبت خبرة كبيرة.. والأحداث واقعية ذكر الفنان ماهر محمود، أنه يجسد شخصية «حب»، وقد شارك فى هذا العرض لأنه يحب العمل مع فرقة «مسرح الشمس»، منذ تعاونه معها فى أولى تجاربها «الحكاية روح»، وحينها جسد شخصية «سيد مكاوى». وقال «محمود» إن أهم ما يميز مسرح الشمس هو الدمج مع ذوى الهمم، ومن هنا تعلقت بهم. وأضاف: «التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة جميل للغاية، وأنا كممثل اكتسبت خبرة كبيرة حينما جسّدت شخصية (حب)»، موضحًا: «هو شخص يحب الخير لبلده، ويسعى للحفاظ على أرضه. وأكد: «أرى أن العرض يحكى أحداثًا واقعية، نعيشها حاليًا، وتبعث برسالة للعالم، وهى أن أرض مصر وأمن مصر خط أحمر». أحمد مختار:أنا زعيم الأشرار فى القصة.. وأسيطر على الغراب أشاد الفنان أحمد مختار بعرض «أرض الفراولة»، ووصفه بأنه عرض متميز، موضحًا: «تدور أحداث المسرحية حول أرض الفراولة التى يطمع فيها الأعداء». وأضاف «مختار»: «أجسد شخصية زعيم الأشرار، الذى يتحكم فى كائن خرافى يدعى (الغراب)، ورغم أن المسرحية تقدم للأطفال أو الأسرة، ولكن نستطيع ترجمتها للعديد من الأفكار والمعانى المهمة، وترتكز على فكرة أنه من الصعب أن يتخلى الإنسان عن أرضه». وتابع: «بما أنى زعيم أرض السواد، فأتمنى أن يعم السواد فى كل مكان، وأكون فى قمة سعادتى أن أقضى على أرض الفراولة وأجعلها تمتلئ بالسواد.. وفى النهاية ينتصر أهل أرض الفراولة على زعيم أرض السواد من خلال الترياق».