أحدث الأخبار مع #نافعالياسي،


الإمارات اليوم
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- الإمارات اليوم
الياسي: دموع ابنتي على أطفال غزة دفعتني إلى الانضمام لـ «الفارس الشهم 3»
أكّد الطبيب الإماراتي، نافع الياسي، أن دموع ابنته الصغيرة عند رؤيتها مشاهد استهداف أطفال غزة، دفعته للانضمام إلى حملة «الفارس الشهم 3»، التي أطلقتها دولة الإمارات في نوفمبر 2023، لدعم ضحايا الحرب في غزة، وتقديم الرعاية الصحية العاجلة لهم. وقال الياسي، المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال، لـ«الإمارات اليوم»: «كانت ابنتي الصغيرة تخبر معلميها بكل فخر أن والدها يعالج الجرحى في غزة، وذات يوم أثناء اصطحابي لها من المدرسة، اقتربت مني معلمة فلسطينية والدموع في عينيها، وقالت: (شكراً لأنك ساعدت أهلي في غزة)، تلك اللحظة حملت مشاعر مضاعفة من الفخر والمسؤولية، وجعلتني أدرك عمق الأثر الذي تتركه هذه المهمة، ليس فقط في نفوس المصابين، بل في وعي أبنائنا أيضاً». وقدّم الياسي خدماته الطبية لمدة شهر في المستشفى الميداني الإماراتي بمدينة رفح، وأسهم في علاج المصابين والجرحى وسط ظروف صعبة وأوضاع طبية حرجة، وأوضح أن رحلته إلى غزة لم تكن عابرة، بل كانت شاهداً على مآسٍ إنسانية. وأشار إلى أنه تطوع ضمن الفريق الطبي الإماراتي، الذي دخل غزة في أكتوبر 2023، ضمن المرحلة الثانية من الحملة الإنسانية التي أطلقتها الدولة «الفارس الشهم 3»، وشملت بناء مستشفى ميداني داخل غزة لعلاج المصابين والجرحى، وأضاف: «عملت لمدة شهر وسط تحديات كبيرة، لكن حجم التأثير الإيجابي في حياة الناس، هوّن كل مشقة وجدتها هناك». وشرح تفاصيل رحلة الوصول إلى غزة قائلاً: «الطريق إلى غزة لم يكن سهلاً، إذ بدأت الرحلة من الإمارات إلى مدينة العريش المصرية، ثم استقل وفد الأطباء مركبات برية حتى معبر رفح، وصولاً إلى المستشفى الميداني المُقام داخل أحد الملاعب في مدينة رفح الفلسطينية، حيث توافدت عشرات الحالات الحرجة، وأُجريت العمليات الجراحية في ظروف استثنائية وصعبة». وروى الياسي تفاصيل معايشته لمشاهد إنسانية صعبة، قائلاً: «أن تكون سبباً في وصول دواء إلى مريض هناك، يعني أنك تعطي معنى لكل ما تعلمته في الطب»، وأوضح الياسي أنه تعامل خلال وجوده في المستشفى الميداني الإماراتي بمدينة رفح مع حالات طبية معقدة وسط ظروف شديدة القسوة، أبرزها حالة طفلة كانت تعاني حموضة دم مزمنة بسبب خلل في الكلى، إلى جانب إصابتها بالجفاف وسوء تغذية حاد، وأشار إلى أنه أشرف على علاجها وكان يتواصل مع زملائه الأطباء في الإمارات، لضمان تقديم أفضل خدمة طبية ممكنة لها بشكل يومي، حتى استعادت عافيتها. ولفت إلى أنه بعد عام كامل من عودته إلى الإمارات، صادف والدتها بأحد المراكز الطبية في الدولة، لتخبره أن الطفلة تعافت تماماً، وأشار إلى أنه لم يعرف الطفلة بعدما تغيّرت كلياً لتعافيها من الجفاف، ووصف تلك اللحظة بـ«الفرح الإنساني النقي الذي لا يُقارن». وذكر أن الأطفال هناك يعلمون الكبار دروساً في الصبر والثبات، وسط ظروف لا تحتملها القلوب، وسرد قصة أخرى تركت في قلبه أثراً كبيراً، وهي قصة الطفل (محمد)، قائلاً: «خلال استراحتي مع عدد من الأطباء في الخيمة، جاء إلينا مدير المستشفى ليبلغنا بوجود حالة عاجلة لطفل يُدعى (محمد)، يبلغ من العمر 10 أعوام، أصيب بشظايا أدت إلى تهتك في أمعائه، وكسر في ساقه، وخروج عينه اليمنى من مكانها، وبدا الوضع شبه ميؤوس منه». وأضاف: «طالب المدير الأطباء بنقله فقط ليحظى بمسكنات الألم، وإن كان لابد أن يموت، فليكن ذلك بكرامة، لكننا أصررنا على إجراء التدخل الجراحي، واستطعنا معالجة الجروح الداخلية، وعند فحص العين وجدنا أنها خرجت بالكامل، وأبلغنا والدته بأن العين فُقدت، لكنها أجابت بثبات (الحمدلله.. مش عينين)، وكانت تلك اللحظة من أكثر اللحظات التي صدمتني، وجعلتني أتساءل (كيف تحتمل أم هذا الكم من الألم، وتقول الحمد لله؟)». وأوضح أن الطفل تحسّنت حالته تدريجياً، لكنه كان يعاني آثار التخدير، ويخاف منه كلما رآه، ويقول: «راح تقتلني»، ويرفض الحليب الذي كان يقدمه له، كونه المسؤول عن تغذية الأطفال. وتابع: «في ما بعد نُقل الطفل خارج القطاع للعلاج، وتم تركيب عين زجاجية له». وفي مشهد إنساني آخر، يروي الياسي أن طبيب جراحة عظام، أبلغه عن حالة طفلة تُدعى (زهراء - سبع سنوات)، كانت ضحية انفجار، وفقدت أسرتها بالكامل، ولم يتبقَّ لها سوى خالتها. وقال: «(زهراء) كانت تعاني فوبيا القصف، شاحبة وخائفة وتبكي باستمرار، تشتكي من الحرارة المرتفعة وتسارع نبضات قلبها، فضلاً عن حاجتها إلى نقل دم عاجل، لكن فصيلة دمها (B-)، وهي نادرة، ويصعب توفيرها هناك». وأشار إلى أن خالتها تواصلت مع أحد الأقارب، واستطعنا توفير كمية الدم اللازمة لها خلال أربع ساعات فقط، وتحسّنت حالتها بشكل تدريجي، وبعد عودتي بأسبوع، علمت أنها نُقلت إلى الإمارات للعلاج، وتوجهت لرؤيتها وكانت الابتسامة تعلو وجهها، بعدما أصبحت بصحة جيدة. وقال الياسي إن تلك الشهادات الصادقة كانت أحد الأسباب التي دفعته إلى توثيق تجربته في كتابه الصادر حديثاً بعنوان «تحت الأنقاض.. يوميات طبيب إماراتي في غزة»، ويضم 15 قصة حقيقية تنقل جانباً إنسانياً مؤثراً من واقع الحرب، بعيداً عن التهويل والمبالغة، حيث يعكس لحظات صادقة تعبر عن معاناة المدنيين والجرحى، ويهدف إلى حفظ ذاكرة الميدان، وتعريف الأجيال القادمة بالحقيقة التي عاشها خلال عمله في المستشفى الميداني برفح. أما عن سبب تسمية الكتاب بـ«تحت الأنقاض»، فيوضح الياسي أن العنوان مستوحى من عبارات خطها ذوو المفقودين على جدران البيوت المهدمة، مثل «حسام تحت الأنقاض»، التي كانت تعبّر عن الأمل في العثور على أحبتهم أحياء، ذاكراً أن تلك الكلمات ومشاهد الدمار التي رافقته يومياً، كانت تختصر حجم الألم والرجاء الذي يعيشه سكان غزة تحت القصف، فكان العنوان انعكاساً صادقاً لتفاصيل عاشها بنفسه.


الإمارات اليوم
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- الإمارات اليوم
52 نواة تمر في معدة طفلة.. وحدس أمّ ينقذ طفلاً من الاختناق بـ «سيارة لعبة»
روى استشاري الجهاز الهضمي للأطفال، الدكتور الإماراتي نافع الياسي، قصصاً طبية واقعية لا تُنسى واجهها خلال مسيرته المهنية، أبرزها استخراج 52 نواة تمر من معدة طفلة صغيرة، وإنقاذ طفل مصاب بمتلازمة داون من اختناق كاد يودي بحياته، بسبب قطعة بلاستيكية كانت عالقة في المريء، مؤكداً أن حدس الأم قد يكون أحياناً أبلغ من كل الفحوص، وبالفعل كان سبباً في إنقاذ صغيرها. وقال الياسي لـ«الإمارات اليوم»: «كل طبيب يمر بقصص تبقى في ذاكرته، حتى إنني أخصص صندوقاً أجمع فيه ما أستخرجه من أمعاء الأطفال في قسم الطوارئ، مثل العملات المعدنية، والبطاريات، والقطع البلاستيكية، ومشابك الشعر وغيرها». وأضاف: «من الحالات التي لا أنساها أني تلقيت ذات ليلة اتصالاً من المستشفى، يفيد بوجود حالة طارئة لطفل يعاني أعراض اختناق من دون أن يظهر شيء في الأشعة، ورغم ذلك كانت والدته مصرة على أنه ابتلع شيئاً غريباً». ولفت إلى أنه عند حضوره وُجد الطفل (من ذوي متلازمة داون) عاجزاً عن البلع، ويخرج لعاباً بكثافة، حينها علم أن هناك جسماً عالقاً في أعلى المريء، وبالفعل بعد فحص دقيق بمساعدة فريق الأنف والأذن والحنجرة، تبين وجود إطار سيارة لعبة بلاستيكية وتم استخراجه على الفور، وأكد أن هذه التجربة علمته ألا يتجاهل شعور الأم، فإحساسها بطفلها قد ينقذه من خطر محقق. وعن أغرب الحالات التي تعامل معها، أشار الياسي إلى حالة طفلة نقلت إلى المستشفى وهي تعاني قيئاً متكرراً، وكانت نواة تمر تظهر في محتوى القيء، وسط قلق شديد من ذويها، بسبب استمرار الأعراض من دون أي تحسن، ولفت إلى أن الطبيب المعالج أبلغه بأن الطفلة اعتادت ابتلاع التمر كاملاً دون مضغ، ما دفع الفريق الطبي إلى إجراء فحص بالأشعة الصبغية لتقصي ما إذا كانت هناك نواة لاتزال عالقة داخل المعدة. وقال: «أظهرت نتائج الفحص وجود كمية كبيرة من نوى التمر مستقرة في المعدة، ما شكل صدمة للفريق الطبي، إذ بلغ العدد الإجمالي 52 نواة، وبدأنا على الفور إجراء عمليات منظار متتالية لاستخراج النوى، واستغرقنا ما يزيد على ساعتين ونصف في غرفة العمليات، وهي مدة طويلة مقارنة بالحالات الاعتيادية، حيث لا تتجاوز مدة المنظار عادة 10 دقائق». وأضاف أن الحالة كانت مرهقة لكنها محفورة في ذاكرتي، ليس فقط بسبب العدد الكبير للنوى، بل لأن تأخر التدخل كان من الممكن أن يؤدي إلى انسدادات أو مضاعفات خطرة على الجهاز الهضمي، كما أنني مازلت أحتفظ بنوى التمر كتذكار طبي. واستعاد الياسي حالة ثالثة حدثت خلال جائحة «كورونا»، عندما تم نقل طفلة إلى الطوارئ بعد ابتلاعها خاتماً ذهبياً، أدى إلى اختناقها نتيجة انحشاره في المريء، حيث تم التدخل فوراً بالمنظار وإنقاذها. وحذر من أن الأطفال بين عمر ستة أشهر وثلاث سنوات يعيشون في مرحلة فضول دائمة، وغالباً ما يبتلعون أشياء من دون إدراك، ما يجعلهم عرضة لخطر شديد، خصوصاً في حالات ابتلاع بطاريات الليثيوم أو كرات المغناطيس، حيث تتسبب الأخيرة في التصاق الأمعاء ببعضها وقد تؤدي إلى انسداد معوي حاد، قائلاً: «هناك أطفال ابتلعوا أكثر من 20 كرة مغناطيسية بسبب صغر حجمها وسهولة بلعها»، لذا يجب الانتباه إلى تصرفاتهم وعدم الانشغال عنهم وقتاً طويلاً. وأوضح الياسي أن الكبار أيضاً قد يبتلعون أجساماً غريبة، مثل الدبابيس، أو مفاتيح، أو أدوات تنظيف الأسنان، وأشار إلى أن هذا السلوك غالباً ما يكون ناتجاً عن اضطرابات نفسية أو عصبية. وأكد أن التعامل مع حالات الاختناق يتطلب التوجه الفوري إلى المستشفى وليس المركز الصحي، لضرورة وجود اختصاصيي الأنف والأذن والحنجرة وأطباء الجهاز الهضمي، وحذر من إدخال الأصابع في فم الطفل لتحفيز القيء، لما يشكله ذلك من خطر إضافي. وبين أن 80% من الأجسام التي يبتلعها الأطفال تمر بسلام عبر الجهاز الهضمي وتخرج مع البراز، لكن هناك أجسام خطرة لابد من استخراجها فوراً، مثل الأجسام الحادة، والمغناطيس، والبطاريات، لما تسببه من حروق أو انسدادات معوية، وعلى الأطباء مسؤولية كبيرة في توعية الأسر بهذا النوع من المخاطر، إذ لا يجب إلقاء اللوم على الأهل، بل التركيز على التوعية الوقائية. . التعامل مع حالات الاختناق يتطلب التوجه الفوري إلى المستشفى وليس المركز الصحي، لضرورة وجود اختصاصيي أنف وأذن وحنجرة وجهاز هضمي.. وإدخال الأصابع في فم الطفل لتحفيز القيء يشكل خطراً إضافياً.