أحدث الأخبار مع #نشيدالفرح


الوئام
منذ يوم واحد
- ترفيه
- الوئام
عازف بيانو بولندي ينقل روح الموسيقى الأوروبية إلى العاصمة السعودية
في أمسية موسيقية جمعت بين الألحان الأوروبية وروح الانفتاح الثقافي، نظمت بعثة الاتحاد الأوروبي في المملكة حفلًا موسيقيًا بعنوان 'الكونشيرتو الأوروبي للبيانو'، وذلك في مقر 'ميوزك هاب السعودية' بالرياض، في إطار الحوار الثقافي المتنامي بين الاتحاد الأوروبي والسعودية. وخلال الأمسية، عبّر سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة عن أهمية الموسيقى في بناء الجسور بين الشعوب، قائلًا: 'المملكة شريك وثيق لنا، ونأمل أن تسهم الموسيقى في توثيق علاقاتنا وتقرّب بين فنّانينا وشعوبنا.' وقاد العازف البولندي الشهير فويتشيخ فاليتشيك الحضور في رحلة موسيقية عبر الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مقدّمًا مقطوعات كلاسيكية تعبّر عن التنوع الثقافي العميق في أوروبا. حوار ثقافي يتجاوز الحدود أوضح فاليتشيك أن الأعمال التي قدّمها تم تأليفها خصيصًا لهذه المناسبة من قِبل مؤلفين يمثلون كل دولة أوروبية. وأضاف: 'أؤمن بأهمية هذا الحدث الثقافي؛ فهو يتيح تبادلًا حقيقيًا للثقافات. كما نستمع في أوروبا لموسيقى من قارات أخرى، يسعدني أن أشارك الثقافة الأوروبية، وخاصة البولندية، مع الجمهور السعودي'. ويُعد فاليتشيك من أبرز عازفي البيانو الكلاسيكيين في العالم، وهو أستاذ في جامعة سيليزيا في كاتوفيتسه، ونائب رئيس جمعية 'سيغنوم' التي تروّج للموسيقى الكلاسيكية في بولندا وخارجها. 'نشيد الفرح' يختتم الأمسية اختُتمت الأمسية بعزف مؤثّر لمقطوعة 'نشيد الفرح' المأخوذة من قصيدة الشاعر الألماني شيلر، والتي جسّدها بيتهوفن في سيمفونيته التاسعة. وقد اعتمد مجلس أوروبا هذا النشيد عام 1972 كنشيد رسمي، وتبنّاه قادة الاتحاد الأوروبي لاحقًا في 1985 كنشيد للاتحاد. وعن اختياره لهذه المقطوعة، قال فاليتشيك: 'نشيد الفرح يحمل رسالة إنسانية خالدة عن الأخوّة والسلام. في عالم اليوم، علينا ألا ننسى أننا مسؤولون عن صون السلام وتعزيزه'. مسيرة عالمية وتميّز فني يمتلك فاليتشيك مسيرة فنية تمتد إلى أكثر من 40 دولة، قدّم خلالها حفلات منفردة ومشاركات مع فرق أوركسترا مرموقة، شملت أوروبا، والشرق الأوسط، والأمريكتين، وآسيا. ويُعرف بتميزه في عزف أعمال المؤلف فرانتس ليست، وتشمل تسجيلاته أبرز المؤلفات مثل 'دراسات باجانيتي الكبرى' (2017)، 'تناغمات شعرية ودينية' (2019)، و*'شجرة عيد الميلاد'* (2024). كما سجّل مقطوعات نادرة للمؤلف فرانز شوبيرت في ألبومه 'روائع وأعمال قصيرة للبيانو' (2021). دعم للرؤية الثقافية السعودية تندرج هذه الأمسية ضمن جهود تعزيز الروابط الثقافية بين أوروبا والسعودية، وتواكب التحول الفني والثقافي الذي تشهده المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، التي تضع الثقافة والفنون في قلب استراتيجيتها التنموية. الموسيقى في هذه الليلة لم تكن مجرد أداء فني، بل رسالة سلام وتلاقي ثقافي بين قارتين، تتقاطع فيهما النوتة الموسيقية مع الرؤية الطموحة لمستقبل مشترك أكثر انفتاحًا وتعاونًا.

المدن
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- المدن
لماذا اعتمدت أوروبا سمفونية بيتهوفن نشيداً لها؟
قد تكون سمفونية لودفيغ فان بيتهوفن التاسعة وفي ذروتها "نشيد الفرح"، المقطوعة الموسيقية الأشهر في عالم الموسيقى الكلاسيكية، خصوصاً منذ أن اعتمدها القادة الأوروبيون نشيداً رسمياً العام 1985 قبل إعلان الاتحاد الأوروبي، كرمز للقيم المشتركة والوحدة الأوروبية. وفي التاسع من أيار يُردّد هذا النشيد ويُعزف في كافة الدول الأعضاء احتفالاً بـ"يوم أوروبا" المخصص لذكرى إعلان شومان العام 1950 الذي أرسى أسس الاتحاد وأطلق عصراً من الازدهار والسلام في القارة العجوز. في ذلك التاريخ أصدر وزير الخارجية الفرنسي آنذاك روبير شومان إعلاناً اقترح فيه تجميع إنتاج الفحم والصلب الفرنسي والألماني تحت سلطة عليا منفتحة أمام مشاركة دول أخرى، على أمل أن "يوفر ذلك الأسس المشتركة للتنمية الاقتصادية كخطوة أولى في اتحاد أوروبا" وأن يغير "مصائر تلك المناطق التي كرست نفسها منذ مدة لتصنيع الذخائر الحربية والتي كانت هي ضحاياها بشكل مستمر" كما ورد في نص الخطاب الذي نشرته مؤسسة شومان، ما مّهد لإنشاء المجموعة الأوروبية للفحم والصلب التي كانت نواة تأسيس الاتحاد الأوروبي. هكذا ولدت فكرة أوروبا الموحدة التي تحتفل بيومها في التاسع من أيار من كل سنة بفعاليات وأنشطة وبرامج يتخللها بالطبع عزف "نشيد الفرح" ، نشيد الاتحاد الأوروبي الرسمي الذي كان اعتمده قبل ذلك مجلس أوروبا بشكل منفصل في 1972. هذا النشيد وهو في الأصل قصيدة للشاعر الألماني فريديريش شيلر يحتفي بالوحدة والسلام والأخوة وهي قيم تشكل ركيزة الاتحاد الأوروبي الذي يقول موقعه الرسمي إن النشيد "لا يحتوي على كلمات انما هو موسيقى فقط. وبلغة الموسيقى العالمية يعبر هذا النشيد عن المثل الأوروبية، الحرية والسلام والتضامن" مشدداً على أنه لا يحلّ محل الأناشيد الوطنية للدول الأعضاء الـ27 بل "يحتفي بالقيم المشتركة بينها". وإذا كانت الموسيقى الشعبية والأناشيد الوطنية تساهم في بناء الهوية والحس الوطني، فكيف وصل "نشيد الفرح" إلى حوالى 447 مليون شخص هم سكان دول الاتحاد الأوروبي، يعمد الصغار إلى تعلمه ويردده الكبار في معظم المناسبات الرسمية؟ "الفرح، بريق الآلهة الجميل، سحرك يجمع مجدداً ما فرقته الأعراف بصرامة، يصبح كل الناس أخوة"، هذه العبارة من قصيدة شيلر تلخص كل شيء وتوصل الرسالة الأساسية: الفرح كقوة إلهية توّحد الإنسانية رغم انقساماتها (An die Freude). تحمل المقطوعة رسالة عالمية بُنيت على أساس قصيدة شيلر، الشاعر الذي خلف شغفاً وإعجاباً لدى بيتهوفن على مدى عشرين عاماً، كونها تحتفي بالسلام والأخوة والوحدة وهي قيم أساسية كانت ركيزة الاتحاد الأوروبي عند انشائه، كما أن لحنها المفعم بالأمل والتفاؤل يحرّك مشاعر العمل الجماعي متجاوزاً حدود اللغة أو الانتماء الوطني ويخلق طاقة حيوية تعكس الشعور بالفرح والاحتفال. واستخدام نشيد الفرح من السمفونية التاسعة من دون كلمات إنما عبر آلات موسيقية فقط يوجه رسالة وحدة تتخطى حدود الدول أو لغة أو ثقافة معينة، مركزة فقط على البعد الأوروبي الذي يجمع معظم أمم القارة. كما يأخذ طابعاً تاريخياً كونه يرمز لانتهاء الحرب لا سيما بعد عزفه في مناسبات عديدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، احتفاءً بالتغلب على الانقسامات في القارة وتكريس الوحدة والسلام. تعمّد الاتحاد الأوروبي اعتماد اللحن فقط لكي يكون العنصر الذي يوّحد الشعوب بحيث تكون قادرة على التعرف على النشيد بدون الغوص في تعقيدات الترجمة او اللكنات المختلفة. يُعزف النشيد في مختلف المناسبات أو احتفالات المدارس بالتوزيع نفسه من أجل تسهيل أدائه بشكل منسق. وتعكس هذه السمفونية الإرث الثقافي المشترك بين الشعوب الأوروبية حيث أن بيتهوفن هو من أعظم الملحنين الذين طبعوا الحياة الثقافية في القارة، وتعدّ السمفونية التاسعة التي استكملها العام 1824 من أهم ركائز الموسيقى الكلاسيكية الغربية، وعزفها في المناسبات العامة والمهمّة يربط بشكل تلقائي في الذاكرة بين الاتحاد الأوروبي والشعور بالانتماء الثقافي المشترك. في موقع خاص بمؤسسة "نشيد الفرح" يتم التعريف عن السمفونية التاسعة لبيتهوفن التي عزفت للمرة الأولى في فيينا في السابع من أيار 1824، والبالغة مدّتها ما بين 70 و75 دقيقة، على أنها "تحفة فنية خالدة تجسد قيم الأخوة العالمية والإنسانية والحرية والفرح وقوة الفن القادرة على التحوّل" بعد تفنيد وصفها بأنها "احتفاء بالحياة والروح الإنسانية" حيث "تُعبّر طاقة الموسيقى النابضة بالحياة والجوقة المبهجة عن شعور عميق بالفرح والاحتفال" لا سيما وأنها تعبر عن "تعاطف عميق مع صراعات وانتصارات التجربة الإنسانية". أدرجت منظمة اليونيسكو هذه السمفونية التاسعة المؤلفة من أربع حركات تختتم بـ"نشيد الفرح"، في سجل "ذاكرة العالم" الذي يحمي التراث الوثائقي، العام 2001، واعتبرت أن "تأثيرها في تاريخ الموسيقى كان مهما جداً وقوياً في القرنين التاسع عشر والعشرين، ولم يقتصر على نوع السمفونيات. ففي الحركة الأخيرة أدخل الصوت البشري للمرة الأولى في سمفونية. وأصبح "نشيد الفرح" هذا الذي لحن قصيدة ل فريديريش فون شيلر ، رمزاً للسلام بين جميع الأمم والشعوب في العالم". وشدّدت اليونيسكو على أهمية السمفونية في "ذاكرة الشعوب ووعيهم"، وقالت في موقعها الإلكتروني إنه "بعد سقوط جدار برلين العام 1989 حظيت هذه السمفونية بأهمية خاصة لدى شعوب الشرق والغرب، في ألمانيا وأوروبا الشرقية أيضاً"، ما يظهر بعدها العابر للحدود. "هذه القُبلة للعالم أجمع!" Diesen Kuß der ganzen Welt! هكذا أراد الشاعر الألماني شيلر في القصيدة التي كتبها العام 1785، أن يستخدم القبلة رمزاً الى فكرة اتحاد كل البشر بالفرح والحب والإنسانية المشتركة، موحياً بأن الفرح لا تحصره قيود إنما هو ملك للجميع متساويين، وهي الرسالة التي خلّدها بيتهوفن إيماناً منه بان الفن مكرس لخدمة الإنسانية جمعاء.