منذ 10 ساعات
احتياطات لمحاصرة إشعاعات فوردو
الاستهداف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية قد يكون نجح عسكريًا في تدمير أهداف تحت الأرض، لكنه فتح الباب أمام كارثة بيئية صامتة، لا تظهر فورًا، بل تُرصد آثارها لاحقًا.
وعلى الرغم من تأكيد السعودية والدول الخليجية عدم وجود إشعاعات حتى الآن، فإن الاستعداد الإقليمي يجب أن يشمل تنسيقًا بيئيًا عالي المستوى، وتقييمًا مستمرًا للمخاطر.
ما الذي جرى فعلًا؟
استهدفت القوات الجوية الأمريكية، ليلة السبت، بقنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، تزن 15 طناً، منشأة فوردو الواقعة بعمق عشرات الأمتار داخل جبل صخري، مصممة لتحمّل الهجمات التقليدية. إلا أن هذا النوع من القنابل قد يؤدي عند تفجير منشآت نووية إلى تسرب إشعاعي غير منضبط، إذ لا تحتوي المنشآت المحصّنة دائمًا على نظم احتواء كافية في حال تدمير البنية الأساسية من الخارج.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية انهيارًا في التربة الصخرية يغطي محيط المفاعل، وهو ما عزز المخاوف من تعرض أنظمة التخزين، أو نفايات اليورانيوم المخصّب، أو حتى خزانات الماء الثقيل، للانكشاف.
تهديد صامت لا يُرى
تشير تقديرات خبراء الطاقة الذرية إلى أن انفجارًا من هذا النوع لا يشبه تفجيرًا نوويًا، لكنه يُخشى أن يُطلق مواد مشعة عبر:
• الهواء: حيث تنتقل الجسيمات المشعة مع الرياح، وقد تصل إلى دول الجوار خلال 24 - 72 ساعة حسب اتجاه الرياح.
• المياه الجوفية: في حال تدمير أنظمة التخزين، قد تتسرّب النفايات إلى طبقات المياه العميقة، ما يؤثر على الزراعة ومياه الشرب.
• السلسلة الغذائية: امتصاص التربة الملوثة للإشعاع يؤدي إلى انتقاله عبر النباتات والحيوانات، وصولًا إلى البشر.
وعلى الرغم من هذه المخاوف، أعلنت الرقابة النووية في السعودية رسميًا أنه لم يتم رصد أي آثار إشعاعية على بيئة المملكة أو على دول الخليج العربية نتيجة الاستهدافات العسكرية الأمريكية مرافق إيران النووية، ما يعزز الاطمئنان المؤقت، مع تأكيد استمرار المراقبة الإشعاعية على مدى الساعة.
كيف تستعد دول الخليج؟
الكويت بادرت إلى حزمة إجراءات سريعة، تشمل التعليم عن بُعد، وتفعيل الملاجئ، ورفع درجة التأهب في الجهات الصحية والبيئية. كما أعلنت الإمارات أنها فعّلت بروتوكولات الرصد البيئي بالتعاون مع هيئة الطوارئ والأزمات. في المقابل، حافظت سلطنة عمان والبحرين على جاهزية الموانئ والمستشفيات، مع رفع مستوى التأهب البحري.
وفي السعودية، كثّفت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية من قياساتها الجوية والميدانية، مع التوجيه بتحديث خطط الاستجابة الفورية، بينما دعت وزارة الصحة إلى مراجعة الإجراءات الوقائية.
هل تتأثر الولايات المتحدة نفسها؟
على الرغم من بُعدها الجغرافي، فإن واشنطن قد تواجه تداعيات غير مباشرة:
• دبلوماسية متدهورة: أي دليل على تسبب واشنطن بتسرب إشعاعي خارج حدود المعركة سيُستخدم ضدها في المحافل الدولية، ما يقوّض شرعيتها القانونية.
• سلاسل التوريد: ارتفاع أسعار الطاقة والتأثير على مضيق هرمز سيضربان الاقتصاد الأمريكي مباشرة، سواء عبر التضخم أو تأثر الشركات.
• المطالبات بالتعويضات: في حال ثبوت تسرب مادي أثّر على دول أخرى، قد تواجه الولايات المتحدة دعاوى قانونية دولية تتعلق بالتعويض البيئي والصحي.
كيف تستعد دول الخليج؟
1. السعودية
• تكثيف القياسات الجوية والميدانية عبر هيئة الرقابة النووية والإشعاعية.
• توجيه بتحديث خطط الاستجابة الفورية في حال ظهور أي مؤشرات إشعاعية.
• وزارة الصحة تتابع مراجعة الإجراءات الوقائية .
• بيان رسمي يؤكد: لا آثار إشعاعية مرصودة على بيئة المملكة أو الخليج حتى الآن.
2. الكويت
• تفعيل نظام التعليم عن بُعد لجميع المراحل.
• تجهيز الملاجئ ورفع جاهزيتها.
• رفع درجة التأهب في الجهات الصحية والبيئية.
• تفعيل خطط الطوارئ المدنية.
3. الإمارات العربية المتحدة
• تفعيل بروتوكولات الرصد البيئي.
• تنسيق مباشر مع هيئة الطوارئ والأزمات، لمتابعة الوضع الإشعاعي.
• مراجعة جاهزية المستشفيات والموانئ الاستراتيجية.
4. سلطنة عمان
• الحفاظ على الجاهزية الكاملة للموانئ والمرافق الصحية.
• رفع مستوى التأهب البحري دون إعلان طوارئ عامة.
• متابعة دقيقة لحركة الرياح والاتجاهات الجوية.
5. البحرين
• رفع التأهب البحري والميداني في الموانئ والمناطق الساحلية.
• تعزيز فرق الرصد البيئي والمراقبة المستمرة للجسيمات المشعة.
Page 2
الجمعة 13 يونيو 2025 04:53 صباحاً
Page 3