أحدث الأخبار مع #نظريةهرمماسلو


العرب القطرية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- العرب القطرية
كيف أصنع بيئة عمل محفزة؟ (2)
-A A A+ كيف أصنع بيئة عمل محفزة؟ (2) تحدثنا في مقالنا السابق عن أساسيات ومفاهيم حول التحفيز، واليوم حديثنا يمتد إلى النظريات السلوكية في التحفيز 2. النظريات السلوكية Behavioral Theories (1920s–1940s) • الإشراط الكلاسيكي (Classical Conditioning) تُعَتَّبَر نظرية الإشراط الكلاسيكي من أهم النظريات السلوكية التي ظهرت في أوائل القرن العشرين، والتي تركز على كيفية تعلم الكائنات الحية من خلال ربط المنبهات ببعضها البعض. طُورت هذه النظرية على يد إيفان بافلوف (Ivan Pavlov)، عالم النفس الروسي، الذي اكتشف أن الكائنات الحية تستطيع تعلم الاستجابات عبر تكرار الربط بين المنبهات. تقوم نظرية الإشراط الكلاسيكي على فكرة أن الكائنات الحية يمكن أن تتعلم ربط استجابة معينة بمنبه جديد عبر تكرار تجربة التعرّض له. بشكل محدد، يحدث الإشراط عندما يتم ربط منبه محايد (مثل جرس) بمنبه غير مشروط (مثل الطعام) يؤدي إلى استجابة غير مشروطة (مثل إفراز اللعاب). بعد عدة تجارب، يصبح المنبه المحايد قادرًا على إثارة نفس الاستجابة من دون الحاجة إلى المنبه غير المشروط، مما يجعله منبهًا مشروطًا. وفي هذا السياق استطاع إيفان بافلوف (Ivan Pavlov)،) أن يحدث لدى الكلاب استجابة غير مشروطة وهي إفراز اللعاب مع منبه الجرس بدون وجود طعام. تُعَتَّبَر نظريات الإشراط الكلاسيكي من أبرز نظريات السلوك التي ظهرت في العشرينيات والثلاثينيات، ويُستفاد منها في تحفيز الموظفين من خلال ربط استجابات معينة بمحفزات محددة. إذ يتم ذلك عن طريق خلق ارتباط بين سلوك الموظف واستجابة مرغوبة. على سبيل المثال، يمكن للمؤسسة استخدام إشارات معينة، مثل الصوت أو كلمة تحفيزية، لربطها مع مكافآت معينة (كالمال أو التقدير)، مما يدفع الموظف إلى تكرار السلوك الجيد لتحقيق هذه المكافآت. كما يمكن استخدام هذه النظرية لتقليل السلوكيات السلبية عبر ربطها بعواقب غير مرغوبة، مما يحفز الموظفين على تحسين سلوكهم. تُعَتَّبَر نظرية الإشراط الكلاسيكي حجر الزاوية لفهم عملية التعلم في السلوك البشري والحيواني. حيث يُعتّبر بافلوف من الرواد الذين أسهموا في تطوير الفهم العلمي للظواهر السلوكية. رغم الانتقادات التي وُجّهت إلى التركيز على السلوك الظاهر فقط، إلا أن النظرية أحدثت تطورًا في تطبيقات العلاج النفسي والتربية. 3. النظريات الإنسانية Humanistic Theories (1940s–1960s) • هرم ماسلو للاحتياجات (Maslow›s hierarchy of needs) (1943) تُعَتَّبَر نظرية هرم ماسلو للاحتياجات من أبرز النظريات الإنسانية التي ظهرت في منتصف القرن العشرين. قدم أبراهام ماسلو (Abraham Maslow)، عالم النفس الأمريكي، هذه النظرية في عام 1943، حيث اعتبر أن الدافع البشري يتبع تسلسلًا هرميًا من الاحتياجات التي يجب تلبيتها بشكل تدريجي لضمان نمو الإنسان وتحقيق ذاته. تقترح هذه النظرية أن الإنسان يسعى لتحقيق مجموعة من الاحتياجات الأساسية التي تبدأ بالاحتياجات الفسيولوجية، ثم تتصاعد لتشمل الاحتياجات النفسية والاجتماعية، وأخيرًا الاحتياجات المتعلقة بتحقيق الذات. يتم ترتيب هذه الاحتياجات في هرم مكون من خمسة مستويات، حيث يجب تلبية الاحتياجات في المستويات الأدنى قبل أن يتمكن الفرد من السعي نحو تلبية الاحتياجات في المستويات الأعلى. لتوظيف هرم ماسلو للاحتياجات بشكل عملي في بيئة العمل، يمكن للمؤسسات التركيز على تلبية احتياجات الموظفين بأسلوب تدريجي ومتسلسل. البداية تكون بالاحتياجات الفسيولوجية من خلال توفير رواتب عادلة وأماكن عمل مريحة واستراحات دورية تسهم في تلبية المتطلبات الجسدية الأساسية. يلي ذلك تلبية احتياجات الأمان عبر تعزيز شعور الموظفين بالاستقرار من خلال عقود عمل واضحة وتأمين صحي شامل وسياسات تحميهم من المخاطر المهنية. ومع بناء أساس قوي، تأتي مرحلة تعزيز الاحتياجات الاجتماعية بتهيئة بيئة عمل مشجعة للعلاقات الإيجابية، مثل تنظيم أنشطة جماعية وورش عمل تدعم التعاون والعمل الجماعي. بعد ذلك، يمكن التركيز على احتياجات التقدير من خلال تقديم مكافآت مستحقة، الشكر العلني، وإتاحة فرص للنمو المهني، مما يعزز شعور الموظفين بأهميتهم ومساهمتهم. وأخيرًا، لتحقيق الاحتياجات العليا في الهرم، يجب دعم الموظفين لاكتشاف إمكاناتهم الكاملة عبر تطوير مهاراتهم، تمكينهم من الإبداع، وتشجيعهم على المشاركة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية. بهذه الطريقة المتكاملة، تصبح بيئة العمل محفزة، مما يُسهم في تعزيز الولاء المؤسسي وتحقيق الأهداف التنظيمية بفاعلية. @hussainhalsayed


ساحة التحرير
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
كيف ننتفض؟!آدم سرطاوي
كيف ننتفض؟! آدم سرطاوي* كيف ننتفض؟!..الجواب بسيط جداً، فلننتفض ونتحرك، ما الذي يمنعنا؟! تقترح نظرية هرم ماسلو للحاجات الإنسانية أن الإنسان يتحرك من قاع الهرم إلى الأعلى بمقدار ما يستوفي من حاجات في كل مجموعة في الهرم. تحليل الوضع الراهن (إجابة على السؤال: ما الذي يمنعنا؟) فإذا ما نظرنا إلى واقعنا الفلسطيني فإن الاحتياجات الفيسيولوجية تواجهها الكثير من المعوقات حيث يلهث الإنسان راكضاً وراء لقمة العيش والقروض لتوفير هذه الاحتياجات من غذاء ومسكن وزواج. وذلك فإن احتياجات الأمان الجسدية تواجه الكثير من التحديات كالأمراض النفسية المنتشرة والأمراض العضوية وارتفاع في نسبة السرطان، بالإضافة إلى انعدام الأمن في التعبير والتواصل والدفع باتجاه خيار المقاومة مثلاً، وكل ذلك يؤثر في الاحتياجات الاجتماعية والروابط الأسرية من تهجير موضوعي وقسري، بل وقتل كما نشهد في الضفة وغزة والساحل السوري. وكل ذلك يحدث في موجة تحطّم الشعور بالتقدير من تآمر وتطبيع وتحقير لخيار الانتفاضة بنعته بتهريب للمخدرات، أو تشويه للطائفة التي ينتمي إليها الفرد، ومن مسميات تُقصي الفرد عن مجتمعه كنعته بالإرهاب وتوثيق ذلك بالقوانين الدولية، وكله مؤداه إلى أن يعيش الإنسان منذ الولادة حتى الممات لاهثاً بين احتياجاته الفيسيولوجية والاجتماعية دون أن يرى الأفق الذي ينال فيه التقدير والمكانة ليصل إلى تحقيق الذات. فهي سلسلة متصلة داخل النفس البشرية تصل بالإنسان إلى ألا يتخذ قراراً بالتحرك، وعند تراكم هذه الضغوط مع الزمن يتطبَّع الإنسان على البلادة والتيه لأنه لا يرى لتحقيق الذات سبيلاً ولا طريقاً. المعضلة: ولكن، ماذا عن إبراهيم النابلسي وأمثاله من الشباب والشيوخ الذين انتفضوا؟ ماذا عن أهل غزة الذين جنّدوا شباباً بالآلاف وهم تحت الحصار والموت ومحاولات الزعزعة المستمرة من العملاء والفضائح وعمليات الإسقاط؟! كيف وصل هؤلاء إلى تحقيق الذات ليتحركوا إلى قمة الهرم ويُبدعوا في المجال الإعلامي والتقني والعسكري والهندسي والأخلاقي؟! بعد التأمل في الفارق بين الذين لم يتحركوا وينتفضوا للأسباب التي ذكرناها، وبين المقاومة في غزة التي تحركت بالرغم من عيشها تحت ذات الأسباب فإن قضية الأسباب تنهار أمام نظرية الحاجات، حتى نفهم أنها قضية مرنة تابعة ولاحقة لطبيعة الوعي. وأن نظرية هرم الحاجات لم تنتقض، ولكنها تعمل على أبعاد متعددة. فالذين لم ينتفضوا هم الذين انساقوا وراء العالم المادي المباشر الذي أحاطهم به النظام من بنوك وقروض وقوانين وقبضة أمنية وتشويه إعلامي، هم الذين انجرُّوا وراء ذلك كلِّه فأثر فيهم وأقعدهم وأعمى عيونهم عن تحقيق الذات. أما الذين انتفضوا في غزة وغيرها، فهم في حالة وعي مختلفة تجعل من فكرة الأمان مرتبطة بالمواجهة، وتجعل تقدير الذات يكمن بالانتماء إلى مشروع أكبر، وأن تحقيق الذات يكمن بالقدرة على رؤية الإنجاز والرسالة التي يقدمها الفرد بمواجهته لأعتى قوة طاغية في العالم. وكل ذلك بفعل التعبئة القيادية التي توافرت في غزة وأحاطت هؤلاء المقاومين ببيئة تسمو بالمفاهيم وتجعل من الآلام والأعباء مجرد وقود يساعدهم على رؤية الصورة الأكبر. ويمكن ذلك جداً للأفراد حول العالم والذين هم خارج بيئاتِ تعبوية أن يقوموا بذات الشيء من خلال التعبئة الذاتية، حيث أن التعبئة من خلال قائد ومجموعة ومحيط غير متوافرة في الحالة الراهنة. فالحوادث أمامنا تضع الفرد أمام مسؤولية التعبئة لنفسه بنفسه، بالبعد عن العالم المادي الميكانيكي المجرد والذي تحكمه الحاجات الغرائزية، والمخاطرة بالبحث عن تحقيق الذات والمنجزات التي تساهم مباشرة بمعركتنا مع الصهيونية. وهي كما أشار المفكر مالك بن نبي، الفعل هو ذلك الفعل الذي يأخذ ويعطي ويساهم في تشكيل التاريخ، وهذا ممكنٌ جداً في خضم المعركة مع الصهيونية، ليكون الفعل الحضاري هو الفعل الذي يأخذ ويعطي ويساهم في سقوط الصهيونية. -كندا 2025-03-23