أحدث الأخبار مع #نعيمةبويغرومني


إيطاليا تلغراف
منذ 5 أيام
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
"صفقة القرن"... عندما تصبح الكرامة العربية سلعة!
إيطاليا تلغراف دة. نعيمة بويغرومني منذ أن أعلن دونالد ترامب عن ما سماه 'صفقة القرن'، والعالم العربي يعيش حالة من الخنوع المذهل، وكأننا أمام مقاولة ضخمة تُوزّع فيها الأرباح، لا أمام مأساة سياسية وأخلاقية تمزق وجدان أمة، وتهدم ما تبقى من رمزية قضية كانت، ولا تزال، عنوان الشرف العربي. كاسب / كاسب؟ لكن من الخاسر؟ صاغ ترامب 'الصفقة' بلغة الربح والخسارة، لا بلغة التاريخ والحق. وحبرها بلغة التسليم لا التفاهم، التطبيع لا التحرير، وكأن فلسطين أصل تجاري يُباع ويُشترى، لا وطنًا سُرق، وشعبًا شُرّد، ودماءً سالت على مدى سبعين عامًا. أما الأنظمة العربية، أو من يُفترض أنهم قادة، فقد باركوا الصفقة بصمتهم أولاً، ثم بشروا بها تحت ذرائع براجماتية: 'نحمي مصالحنا'، 'نواكب التغيرات'، 'نفتح الأبواب على المستقبل'. وها هي النتائج أمامنا: إسرائيل: ضمنت شرعنة ما كان يُعتبر غير شرعي… القدس عاصمة، الجولان تحت السيادة، والاستيطان بلا مساءلة. الولايات المتحدة: كرّست دورها كراعية للاحتلال، لا كوسيط سلام. الأنظمة العربية: كسبت رضى البيت الأبيض وصفقات اقتصادية وهمية، ودفعت ثمنها تبعيةً وإهانةً…ويا ليتها قايضت من أجل حقن الدم الفلسطيني! لكن من الخاسر؟ الخاسر هو الشعب الفلسطيني، الخاسر هي الكرامة العربية، الخاسر هو ضمير الأمة وعدالتها. وهنا، لا يسعني وغصة في حلقي إلا أن أستحضر كلمات التاريخ التي ما زالت تقاوم النسيان: > ياسر عرفات (1974): 'أتيتكم بغصن الزيتون في يد، وببندقية في اليد الأخرى. فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.' واليوم، سقط الغصن وسُحقت البندقية… وساد الصمت. > جمال عبد الناصر: 'ما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة.' فأين نحن من هذا المبدأ؟ وكيف نرضى بما يُسمى 'سلامًا اقتصاديًا' ونحن نكافئ المحتل بتحالفات مذلة؟! > نيلسون مانديلا: 'أن تُفوّت فرصة السلام من أجل مكاسب آنية هو هزيمة للحرية ذاتها.' لا تعليق، فلا مكاسب ولا سلام ولا حرية حقيقية.. > مارتن لوثر كينغ: 'الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان.. وها نحن، نمارس التجاهل، وكأن القضية لا تخصنا، وكأن النار لا تحرقنا جميعًا. وحتى لا ننسى ،،،،، نحن لا نعيش نهاية مرحلة، بل امتحانًا وجوديًا: هل نُطبع قبل أن نتحرر؟ هل نساوم قبل أن نقاوم؟ هل نرضى بالهوان لأنه مريح، ونخشى الصدع لأنه مكلف؟ ففلسطين لم تكن يومًا مجرد أرض، بل نبضٌ في صدر كل حر، واختبار دائم لضمير الأمة. و'صفقة القرن' ليست إلا مرآةً عاكسة لزيف السياسة وزيف العدالة في عالم لا يعترف إلا بمنطق القوة والمصالح. فالسؤال اليوم، وهو لك أيها القارئ، ولكل من لا يزال يحمل ذرة من كرامة: > هل ما زال فينا من يؤمن أن الكرامة لا تُشترى؟ وأن القدس لا تُعرض في المزاد؟ هل ما زال فينا من يقف ليقول: لا… ولو وحده؟ هذا هو السؤال… لنا جميعا… ولنا جميعا فرصة تحرير جوابه… فهل سنجيب أم نترك الورقة فارغة؟!


إيطاليا تلغراف
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
المدن ليست ضيعةً للأحزاب، وصندوق الاقتراع لا يمنح صكوكَ مِلكيّة
إيطاليا تلغراف دة نعيمة بويغرومني حين تخرج نائبةُ رئيسِ جماعةٍ مُنتخبة، لتردّ على معارِض أو معارِضة لسياسات حزبها بعبارةٍ مستفزّة من قبيل: 'اللّي ما عجبو حال، نجمعو ليه ويمشي من المدينة'، فنحن لا نكون أمام زَلّةِ لسانٍ أو انفعالٍ عابِرٍ، مهما أحسَنّا النيّة، بل أمام تصوّرٍ مُقلقٍ لمفهوم المسؤوليّة، وانزلاقٍ خطيرٍ في فهم حدودِ السُّلطة ومكانةِ المواطن. إن المدينة ومن بعدها القرية أو الجهة… ليست ضَيْعةً يملكُها من انتصر في اقتراع، ولا إقطاعيةً حزبيّة تُدارُ بمنطقِ الولاء، بل فضاءٌ عامٌ، لكلّ من يقطُنُه، دون تمييزٍ في اللون أو الرأي أو الانتماء. فالله تعالى يقول: 'وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا' وفي هذا إشارة إلى أن الظلمَ في تدبير المدن والقرى كان سببَ هلاكها، لا افتخارَ من تولاها بها. لقد نسيت هذه المنتخبة أن الحُكمَ أمانةٌ، لا غنيمةٌ، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: 'إنها أمانة، وإنها يومَ القيامة خِزيٌ وندامةٌ، إلا من أخذها بحقّها وأدّى الذي عليه فيها' فهل من يأمرُ مواطنًا بمغادرة مدينته فقط لأنه مُعارض، يكون قد حمل الأمانة بحقّها؟! طبعًا لا، فـصندوقُ الاقتراعِ ليس صكّ مِلكيّة، إنه تفويضٌ مشروطٌ، محكومٌ بقانونٍ ومُقيّدٌ بزمنٍ… لا بيعةَ أبديّة. وما السياسة 'النظيفة' إلا خدمةُ العامة، وتدافعٌ نحو الخير، لا منصةً لتوزيع الإهانات، ولا 'غنيمةً' نستقوي بها على الناس… أما القول:'من لم يُعجبه الحال فليرحل أو يُهاجر…'، فهو شبيهٌ بمنطق فرعون: 'ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد' وشتّان بين منطق الطغيان، وروح التعدّد والتعايش التي يقومُ عليها المغربُ الضارب في عمق التاريخ، ولا فخر! وبالجُملة، لا تنفع البرامج ولا الإنجازات، إن ضاعت الأخلاق، وضاعت معها الحقوق، وأولها الحقّ في إبداء الرأي المخالف أو المنتقد… وتحوّلت السلطة إلى سيفٍ مسلّطٍ على رقاب المعارضين، وتحولت بالتبع إلى لسانٍ سليطٍ يخدش قواعد اللياقة والأدب وإن كان مغموسًا بـ'ابتسامة'. وبكلمة، الديمقراطية لا تعني التسلّط، ولا التعالي، ولا الاستهزاء… بل الاستماع. ولا تُقاس قوّة المسؤول بعدد المقاعد، بل بقدرته على احترام المختلف. قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: 'رحم الله امرؤا أهدى إليّ عيوبي'، فكيف بمن يعتبر الناقد خصمًا ويطالبه بـالمغادرة؟! لقد قالوا في المأثور الشعبي: 'الكرسي ما يدوم لحدّ'، وقالوا لنا مرارًا: 'لو دامت لغيرك، ما وصلتك'… أما اليوم ، و دون تعميم طبعًا، فقد صار البعض لا يُطيق حتى أن يُقال له: 'أنتم مخطئون'، أو 'خذوا مقترحاتنا بعين الاعتبار'… وعليه، إن ما قيل بحق ساكنة أكادير لا يُردّ عليه بالغضب فقط، أو بالتدوينات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو بالتهكم…وكلها ردود أفعال طبيعية لسلوك مستفز… بل بـالوعي: وعي المواطن بحقوقه، ووعي السياسيّ بحدوده. فمن لا يقبل النقد لا يستحق القيادة. ومن لا يميز بين التفويض والتفرّد، لا يليق به أن يمثّل الناس، لا في المدينة ولا في غيرها. ختاما، ولا ختام لرفع منسوب الوعي في النقاش… المُنتَخَبُ لا يُختارُ ليتسلّط، بل ليصغي… فمن لا يسمع الناس، لا يستحق أن يتكلم باسمهم. إيطاليا تلغراف


إيطاليا تلغراف
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- إيطاليا تلغراف
نموت من الشبع... وهم يموتون من الجوع!
إيطاليا تلغراف دة نعيمة بويغرومني في زمانٍ نحسب فيه السعرات الحرارية، ونناقش فوائد 'الكيتو' و'الديتوكس'، وصار ولعنا بـميزان قياس الكتلة الجسمية يضاهي ولعنا بالهاتف النقال… هناك على الطرف الآخر من الأمة، من لا يجد لقمة يسدّ بها جوعه، ولا ماءً يبلّ به ريقه. ففي فلسطين، يصومون لا تعبّدًا ولا رغبة في الرشاقة، بل لأنهم لا يملكون شيئًا يأكلون… فقد أكلوا أوراق الشجر وجلد السلحفاة كرهًا… لله ذرك أيها الفاروق حين قلت وقولك حق: 'يشبع القوم وجارهم جائع، أمرٌ ما سمعت به في دين محمد!' أجل، قالها الفاروق، بصوت يجلجل عدلاً، فهل سمعناها نحن؟ لقد كانت العرب تقول: 'الجوع كافر'، واليوم الجوع أصبح قاتلاً، يحصد أرواح الأطفال ويغتال كرامة الكبار. وقال السلف: 'لئن أبيت طاوياً وأبيت مع إخواني، أحبّ إليّ من أن أشبع وحدي.' وقال حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم: 'من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.' قالوا وقالوا وقالوا… ولا عبرة لنا في ما قالوا… وكأن قلوبنا صارت غلفًا وآذاننا من الصمم تشكو… في غزة، تُدفن الطفولة بلا أكفان، وفي نابلس، الجوع يقرع الأبواب بلا رحمة، وفي القدس، تنام أمٌ على حجرٍ بعدما باعت آخر ما تملك لتُطعم صغارها. ونحن؟ نتذمّر من التخمة! ننتقل بين المطاعم، ونملّ من كثرة الاختيارات، ونكسر الدايت بـحلوى لم يعُد طعمها يُرضينا… وبـ*'كلاص' بمختلف النكهات* لكنه لا يوافق ذوقنا 'المتقلب'… يا أمة الإسلام! أما لهم بيننا قلبٌ يُعانق جرحهم؟ أما لنا دمعة؟ أما لنا نخوة؟ أفيقوا يا أمة محمد! ما عاد يكفي الدعاء… ما عاد يكفي الحزن الصامت. بل يحتاج الأمر إلى أيدٍ تعطي، وأصواتٍ تصرخ، ومواقف لا تهادن. سيُسأل كلٌّ منا يومًا: هل شبعت، وتركتهم جياعًا؟ هل لبست، وتركتهم عراة؟ فما جوابك؟ هل ستقول: 'كنت مشغولاً بأنواع الأكل وأنظمة التخسيس'؟ > يا أمة الإسلام، لا تسقطوا في امتحان الكرامة. ففلسطين لا تحتمل خذلانًا آخر. يا أمة محمد، لو أن لي بكم قوة… ما استجديتكم! يا أمة الإسلام، لم أجد بين الكلمات ما يواسي الجرح، ولا بين العبارات ما يوقف سيل الدم، لكن صوت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يعلو من بين ركام النسيان ليقول: > 'إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة.' فبأبي أنت وأمي يا رسول الله، إن أمتك اليوم قد ضيّعت الأمانة… فهل ننتظر الساعة؟ أم نفيق ونردّ الأمانة …. إيطاليا تلغراف