logo
#

أحدث الأخبار مع #نيازيمصطفى

لبلبة: أمي صاحبة فضل عليا وتعبت معايا في مشواري الفني..شاهد
لبلبة: أمي صاحبة فضل عليا وتعبت معايا في مشواري الفني..شاهد

البوابة

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البوابة

لبلبة: أمي صاحبة فضل عليا وتعبت معايا في مشواري الفني..شاهد

قالت الفنانة لبلبة خلال كلمتها بمهرجان اسوان: إن والدتها كانت مرافقة لها دوما في كل تحركاتها وكانت بمثابة مدير أعمالها وهي من كانت ترفض الدور غير المناسب، حتى لحن لي أعظم الملحنين وكتب لي أكبر المؤلفين وعملت مع كبار المخرجين. واضافت الفنانة لبلبة موهبتي بدأت من عمر 3 سنوات في العائلة، عرفوا أنني لست طفلة عادية، اشتركوا لي في مسابقة للهواة وكان موجوداً نيازي مصطفى أخذت الجائزة الاولى، وطلب نيازي أن يأخذني في فيلم والدي لم يرحب لكن والدتي رحبت ، ذهبت إلى شركة النحاس فيلم، سألوني عن اسمي قلت نونيا، استغربوا قلت لهم هل اخترت اسمك، وقام أبو السعود الإبياري باختيار اسم لبلبة. كرّم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة النجمة المصرية لبلبة، السبت، في أولى ندوات دورته التاسعة التي تقام في الفترة من 2 إلى 7 مايو الجاري.

في ذكرى وفاتها.. داليدا مصرية وصلت العالمية وأنهت حياتها بسبب عشاقها
في ذكرى وفاتها.. داليدا مصرية وصلت العالمية وأنهت حياتها بسبب عشاقها

جو 24

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • جو 24

في ذكرى وفاتها.. داليدا مصرية وصلت العالمية وأنهت حياتها بسبب عشاقها

جو 24 : تحل اليوم الذكرى الـ38 لرحيل الفنانة العالمية "داليدا"، التي أنهت حياتها في الثالث من شهر مايو عام 1987، بعدما أرهقتها الأحزان وتسببت في دخولها بحالة اكتئاب شديدة. ولدت داليدا في 17 من يناير من العام 1933، بأحد الأحياء الشعبية الشهيرة بالقاهرة وهو حي "شبرا"، حيث كان والداها من أصول إيطالية، فضّلا العيش بمصر منذ سنوات طويلة، لتنشأ في ذلك الحي العريق، وتتشبع بعادات وتقاليد أهله الأصيلة. كان لدى الفتاة الصغيرة طموح كبير أن تصبح فنانة مشهورة، لكنها لم تتوقع أن تصبح نجمة عالمية من أشهر نجمات الغناء. الغريب في الأمر أن داليدا لم تتمنَ يوماً من الأيام أن تصبح مطربة وتحترف مجال الغناء، حيث كانت تحلم دائماً أن تصبح ممثلة مشهورة، وسعت كثيراً نحو ذلك، حتى أن بدايتها الفنية كانت من خلال التمثيل وليس الغناء، لكن ما حدث بعد ذلك غير مسار حياتها الفنية بشكل كامل. كانت بداية داليدا مع الشهرة والنجومية عندما شاركت في مسابقة ملكة جمال مصر 1954 وفازت باللقب، لتلتفت إليها أنظار المخرجين بعد ذلك، ويرشحها المخرج نيازي مصطفى للمشاركة في بطولة فيلم "سيجارة وكأس". قررت داليدا بعد ذلك السفر إلى فرنسا لاستكمال مسيرتها الفنية، وبعد عام واحد وقعت عقدا مع شركة باركلي للتسجيلات وأصدرت أول أغنية لها بعنوان "بامبينو"، والتي حققت نجاحا كبيرا، وصعدت إلى الصدارة بسرعة فقد حققت أغانيها مبيعات قياسية في فرنسا بين عامي 1957 و1961. انتشرت أغاني داليدا في عدة دول في أوروبا وأميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وآسيا، كما غنت إلى جانب عدد من المطربين المشهورين آنذاك مثل خوليو إجلسياس، وشارل أزنافور، جوني ماتيس. ومن ينظر إلى حياة داليدا يعتقد أنها كانت تعيش حياة سعيدة ومترفة، لكن الواقع كان غير ذلك بكثير، فقد عانت من الأحزان التي أنهكت قواها وتسببت في إصابتها بالاكتئاب الحاد، وذلك بسبب قصص الحب التي عاشتها وانتهت كلها بمأساة مؤثرة. تزوجت دليدا مرة واحدة من المنتج الفرنسي الشهير لوسيان موريس، لكنه انتحر لاحقًا عام 1970، وهذا ما جعلها تدخل في حالة شديدة من الحزن، لكن بعد عدة سنوات قررت أن تنسى تلك الأحزان وتدخل في علاقة عاطفية جديدة. ارتبطت داليدا بعلاقة عاطفية مأساوية جديدة مع المغني الإيطالي لويجي تانكو الذي انتحر هو الآخر بعد فترة من ارتباطهما العاطفي، ما زاد من جراحها النفسية، لتدخل في حالة من الاكتئاب الشديد. في العام 1967 دخل العشق إلى قلب داليدا عندما التقت بالشاب الإيطالي "لوجي تانكو" وكان مغنيا لا يزال في بداية طريقه وقد دعمته داليدا ليصبح نجمًا لكن الفشل طرق بابه بعد مشاركته بمهرجان سان ريمو سنة 1967 فانتحر بمسدسه في أحد الفنادق. والمؤسف في الأمر أن داليدا كانت أول من رأى جثته ممددة ومغطاة بالدماء، عندما ذهبت لتواسيه بعدم نيله التقدير في المهرجان والذي شارك فيه وعندما تمكنت من نسيان الماضي أحبت رجلاً بفترة السبعينات، ولكنه هو الآخر توفي منتحرا. وفي 3 مايو عام 1987، أنهت داليدا حياتها عن عمر 54 سنة، بتناول جرعة زائدة من الحبوب المنومة، وتركت رسالة قالت فيها: "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل". أعمال داليدا لم تنسَ داليدا نشأتها المصرية، حيث قدمت عدة أغنيات بالعربية منها، "حلوة يا بلدي"، وهي الأغنية الأشهر والأقرب لقلوب المصريين، وأغنية "سلمى يا سلامة"، و"أنا عايزة أعيش"، و"إسكندرية". تابعو الأردن 24 على

انتشرت أغاني داليدا في عدة دول في أوروبا وأميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وآسيا، كما غنت إلى جانب عدد من المطربين المشهورين آنذاك مثل خوليو إجلسياس، وشارل أزنافور، جوني ماتيس
انتشرت أغاني داليدا في عدة دول في أوروبا وأميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وآسيا، كما غنت إلى جانب عدد من المطربين المشهورين آنذاك مثل خوليو إجلسياس، وشارل أزنافور، جوني ماتيس

العربية

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • العربية

انتشرت أغاني داليدا في عدة دول في أوروبا وأميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وآسيا، كما غنت إلى جانب عدد من المطربين المشهورين آنذاك مثل خوليو إجلسياس، وشارل أزنافور، جوني ماتيس

تحل اليوم الذكرى الـ38 لرحيل الفنانة العالمية "داليدا"، التي أنهت حياتها في الثالث من شهر مايو عام 1987، بعدما أرهقتها الأحزان وتسببت في دخولها بحالة اكتئاب شديدة. ولدت داليدا في 17 من يناير من العام 1933، بأحد الأحياء الشعبية الشهيرة بالقاهرة وهو حي "شبرا"، حيث كان والداها من أصول إيطالية، فضّلا العيش بمصر منذ سنوات طويلة، لتنشأ في ذلك الحي العريق، وتتشبع بعادات وتقاليد أهله الأصيلة. كان لدى الفتاة الصغيرة طموح كبير أن تصبح فنانة مشهورة، لكنها لم تتوقع أن تصبح نجمة عالمية من أشهر نجمات الغناء. الغريب في الأمر أن داليدا لم تتمنَ يوماً من الأيام أن تصبح مطربة وتحترف مجال الغناء، حيث كانت تحلم دائماً أن تصبح ممثلة مشهورة، وسعت كثيراً نحو ذلك، حتى أن بدايتها الفنية كانت من خلال التمثيل وليس الغناء، لكن ما حدث بعد ذلك غير مسار حياتها الفنية بشكل كامل. كانت بداية داليدا مع الشهرة والنجومية عندما شاركت في مسابقة ملكة جمال مصر 1954 وفازت باللقب، لتلتفت إليها أنظار المخرجين بعد ذلك، ويرشحها المخرج نيازي مصطفى للمشاركة في بطولة فيلم "سيجارة وكأس". قررت داليدا بعد ذلك السفر إلى فرنسا لاستكمال مسيرتها الفنية، وبعد عام واحد وقعت عقدا مع شركة باركلي للتسجيلات وأصدرت أول أغنية لها بعنوان "بامبينو"، والتي حققت نجاحا كبيرا، وصعدت إلى الصدارة بسرعة فقد حققت أغانيها مبيعات قياسية في فرنسا بين عامي 1957 و1961. انتشرت أغاني داليدا في عدة دول في أوروبا وأميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وآسيا، كما غنت إلى جانب عدد من المطربين المشهورين آنذاك مثل خوليو إجلسياس، وشارل أزنافور، جوني ماتيس. ومن ينظر إلى حياة داليدا يعتقد أنها كانت تعيش حياة سعيدة ومترفة، لكن الواقع كان غير ذلك بكثير، فقد عانت من الأحزان التي أنهكت قواها وتسببت في إصابتها بالاكتئاب الحاد، وذلك بسبب قصص الحب التي عاشتها وانتهت كلها بمأساة مؤثرة. تزوجت دليدا مرة واحدة من المنتج الفرنسي الشهير لوسيان موريس، لكنه انتحر لاحقًا عام 1970، وهذا ما جعلها تدخل في حالة شديدة من الحزن، لكن بعد عدة سنوات قررت أن تنسى تلك الأحزان وتدخل في علاقة عاطفية جديدة. ارتبطت داليدا بعلاقة عاطفية مأساوية جديدة مع المغني الإيطالي لويجي تانكو الذي انتحر هو الآخر بعد فترة من ارتباطهما العاطفي، ما زاد من جراحها النفسية، لتدخل في حالة من الاكتئاب الشديد. في العام 1967 دخل العشق إلى قلب داليدا عندما التقت بالشاب الإيطالي "لوجي تانكو" وكان مغنيا لا يزال في بداية طريقه وقد دعمته داليدا ليصبح نجمًا لكن الفشل طرق بابه بعد مشاركته بمهرجان سان ريمو سنة 1967 فانتحر بمسدسه في أحد الفنادق. والمؤسف في الأمر أن داليدا كانت أول من رأى جثته ممددة ومغطاة بالدماء، عندما ذهبت لتواسيه بعدم نيله التقدير في المهرجان والذي شارك فيه وعندما تمكنت من نسيان الماضي أحبت رجلاً بفترة السبعينات، ولكنه هو الآخر توفي منتحرا. وفي 3 مايو عام 1987، أنهت داليدا حياتها عن عمر 54 سنة، بتناول جرعة زائدة من الحبوب المنومة، وتركت رسالة قالت فيها: "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل". أعمال داليدا لم تنسَ داليدا نشأتها المصرية، حيث قدمت عدة أغنيات بالعربية منها، "حلوة يا بلدي"، وهي الأغنية الأشهر والأقرب لقلوب المصريين، وأغنية "سلمى يا سلامة"، و"أنا عايزة أعيش"، و"إسكندرية".

لبلبة نجمة الجمال الدائم التي تلهمنا بالفن والطاقة اللامحدودة
لبلبة نجمة الجمال الدائم التي تلهمنا بالفن والطاقة اللامحدودة

مجلة هي

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مجلة هي

لبلبة نجمة الجمال الدائم التي تلهمنا بالفن والطاقة اللامحدودة

كيف يمكن أن نضع عنوانا لشخصية الفنانة المصرية الأيقونية لبلبة.. الاستمرارية، البهجة الدائمة، القوة، الصدق التام، الموهبة التي تشتعل وتتوهج كلما مرت أمام الكاميرا؟ فعلى الرغم من أنها قدمت 93 فيلما سينمائيا و5 مسلسلات و268 أغنية ومئات الاستعراضات، لا تزال تعود إلى شغف البدايات مع كل عمل جديد. مسيرة باهرة وتاريخ متنوع ما بين السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، ونحن إذ نحتفل في هذا العدد بالجمال الدائم الذي لا عمر له Beauty beyond age، لا نجد نموذجا مثاليا أكثر من هذه الفنانة التي منحت الفن كل طاقتها وحياتها، وقدمت مسيرة شديدة التنوع، وحظيت بثقة كبار مخرجي السينما على مدى طويل من نيازي مصطفى إلى حسين كمال، وحسن الإمام، ويوسف شاهين، وعاطف الطيب، وعاطف سالم، ومحمد عبد العزيز وغيرهم. إنها لبلبة التي كانت قد بدأت مشوارها استثنائيا منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، واستمرت بالإخلاص نفسه، والحماس الذي يتجدد بالخبرات التي لم تتح لغيرها، معتزة بكل خطوة اتخذتها، ومحتفظة بملامحها شديدة البراءة والجمال، بثقة كبيرة في النفس وذكاء طاغٍ في التعامل مع موهبتها الفنية كممثلة تعبر بملامحها عن أدوار تراجيدية وكوميدية، ومع مظهرها بصفتها امرأة تعرف كيف تختار ما يليق بها. أكدت في حوارها مع "هي" أنها تحب تجاعيدها الدقيقة حول العينين، لأنها تمنحها عذوبة ورقة، ناصحة كل النساء بألا يقلدن أحدا، وأن يفتخرن بملامحهن الطبيعية، وقبل كل ذلك بالثقة بالنفس. تحب لبلبة دوما أن تؤكد أنها ملك للجمهور، وأن الفنان حتى لو كان لديه ملامح وجه غير مثالية بالنسبة للبعض، فإن الجمهور يعتاد عليه طالما أن الموهبة حاضرة، ولذلك فإنها لن تخذل أبدا الأجيال في العالم العربي التي رافقتها منذ الصغر، ولن تغير شيئا في وجهها انجرافا وراء أي تريند جديد في معايير الجمال المتغيرة. من مرحلة لأخرى تعبر لبلبة بكامل توهجها وصفائها الداخلي، وبكامل شغفها ودأبها وأحلامها المستقبلية المليئة بالمفاجآت والثقة واليقين. الاستعراض جزء أساسي من مسيرتك الفنية،إلى أي مدى أسهمت دراستك للباليه الكلاسيكي في اهتمامك بأسلوب الحياة الصحي الذي ينعكس بدوره على صحتك النفسية ولياقتك البدنية؟ بالفعل لا أزال أحافظ على سلوكيات صحية في حياتي بسبب حرصي منذ أن كنت طفلة على أسلوب حياة معين، فقد بدأت تعلم الباليه الكلاسيكي بمعهد الباليه منذ أن كنت في السابعة من عمري، ولكن بالطبع موهبتي وتجاربي الفنية سبقت هذا العمر، حيث لاحظت والدتي موهبتي منذ أن كنت في سن الثالثة، والحقيقة أن قواعد رقص الباليه كانت صارمة جدا، وهناك مقاييس معينة للطول والوزن ومحيط القوام، وأصول للحركة واللف والسير، جعلت عضلات جسمي أكثر مرونة، كما أنني مارست تقريبا جميع أنواع الرياضة وبينها ركوب الخيل، فقد استفدت كثيرا من الدراسة، ولا أزال مدينة لمعلماتي في المعهد، وحتى الآن أحافظ على رياضة المشي بشكل منتظم إضافة إلى النوم مبكرا، فقد قطعت مشوارا طويلا في العمل الفني، وحرصت خلاله على تنظيم حياتي والاهتمام باللياقة، لأنني كنت أدرس وأحضر دروس الرقص، وأصور أعمالي السينمائية، وكذلك مساء أذهب إلى المسرح لأقدم فقرتي، فقد تحملت مسؤولية كبيرة منذ أن كنت طفلة صغيرة. كاب من "علاء سركيس" Alaa Sarkis من "ديزاينرز أند أس" Designers & Us مجوهرات من "سوارفسكي" Swarovski الانتقال من مرحلة عمرية بكل هذا التوهج النفسي والعقلي والبدني يتطلب أيضا نظاما غذائيا وروتينا يوميا ربما يبدو قاسيا بالنسبة للبعض؟ الحقيقة أنني لا أتبنى روتينا محددا أو قاسيا بالنسبة لبشرتي، بل على العكس لا أضع كريمات قوية على وجهي، ولكن فيما يتعلق بنظام الأكل، فقد خلقت لا أحب اللحوم والدجاج، وفي بعض الأوقات آكل الأسماك. ويمكنني أن أخبرك ببعض المواقف الطريفة التي حدثت لي بسبب عدم رغبتي في تناول اللحوم، حيث كانت والدتي تصر عليّ لأتناول اللحوم، ولكنني كنت أكتفي بطبق الخضراوات، وأمنح اللحوم لقطتي، وكانت والدتي تستغرب كيف تنمو القطة، وتصبح سمينة بينما أنا وزني ثابت، والحقيقة أنني استمريت على هذا الأمر طويلا، ثم اعترفت لها في السادسة عشرة بأنني نباتية. فستان من "ديما عياد" Dima Ayad هل تتغير معايير الجمال ومعناه بالنسبة لك مع تعاقب السنوات والمراحل؟ ما أعلمه منذ صغري أن كل إنسان تقريبا لديه عيوب، سواء في شخصيته أو ملامحه، فلا يوجد أحد كامل، لكن ما تعلمته أيضا بالخبرة الفنية والحياتية أن الجمهور حينما يحب فنانا لا يرى عيوبه الجمالية، أو بمعنى آخر يتعود عليها فتصبح مصدرا للتميز، ووجه الفنان حساس للغاية، لأنه يعبر بملامحه عن معانٍ ومشاعر قوية، وحينما تقترب الكاميرا من الوجه الذي تم شده بطريقة مبالغ فيها، أو لجأت صاحبته إلى نفخ الشفاه أو الخدين، سيركز المشاهد في هذه التفاصيل ويترك الموهبة. والحقيقة أنني حينما كنت أصغر سنّا فكرت في أن أجري تجميلا لأنفي، وقلت لأمي إن السبب هو أن أنفي يظهر طويلا حينما أضحك، ولكنها نصحتني نصيحة ثمينة بألا أعدل أبدا في وجهي، ثم بعدما أصبحت أكبر في العمر جربت البوتوكس بسبب خطوط التجاعيد، ولكنني اكتشفت أنه يوقف حركة عضلات الوجه الطبيعية، فتوقفت عنه، ولكنني قد ألجأ إليه لرفع الحاجب في بعض الأوقات حينما أقدم دور امرأة شرسة أو مغرورة، فتأثيره مؤقت، وينتهي بعد شهور قليلة، وفيما عدا ذلك أتجنبه تماما، لأنه يشل عضلات الوجه، ولأنني ممثلة أنا بحاجة إلى كل حركة في ملامحي، لتصل مشاعر الشخصية بشكل صحيح للجمهور، وبمشاهدة أدواري التي قدمتها في سن صغيرة للغاية حتى قبل السابعة، سيتيقن المشاهد من أن ملامحي تماما كما هي دون أي تغيير. فستان من "ديما عياد" Dima Ayad هذا المشوار الطويل الذي ذكرته وهذه الفلسفة الإيجابية في التعامل مع الحياة ومراحل الزمن تقودنا إلى سؤال يتعلق بمعنى مرور العمر والسنوات بالنسبة إليك؟ أؤمن تماما بأن لكل سن جماله الخاص، وفي داخلي لا أفكر أبدا في العمر، وطالما أعطانا الله الصحة والرشاقة والأمل والقدرة على الحلم، فهذا عطاء ما بعده عطاء. ودوما أقول إنني "أحسن واحدة تحلم"، فلدي آمال وأفكار وطموحات كثيرة أسعى لتحقيقها، وكما قلت فإنني لن أخذل الجمهور، لأنني ملك له، كي أحارب المظهر الطبيعي، فالمصداقية هي رأسمال الفنان الذي يتنقل بين التراجيديا والكوميديا وجميع ألوان الأدوار، فكيف أقدم مثلا شخصية امرأة بسيطة الحال بشفاه منتفخة وملامح مشدودة عند الطبيب، فحتى الخطوط الدقيقة حول عيني أحبها للغاية، فهي تعطي عذوبة ورقة ومظهرا جميلا. إذن أنت مثل كثير من النساء الذين مهما مرت السنوات فإنهن يشعرن أنهن أصغر بكثير ، أي تعتقدين أن العمر هو ما نشعر به وليس حقيقة السنوات؟ بالطبع، فشعوري الداخلي هو حقيقتي وليست الحسابات والأرقام، فالسن مقترن بما نحس به، ولايزال لدي نفس الروح التي رافقتني منذ أن كنت طفلة، وأعتقد أن صفاء النفس له عامل كبير في هذا الإحساس، وهي طبيعة يولد بها الإنسان وقد لا تكون مهارة خاصة يمكن أن يتعلمها.وحقيقة بدون أدنى مبالغة أنا في داخلي وداخل عقلي وقلبي لا أشعر أبدا أبدا بمرور العمر، ولكنني أقول للزمن أن يهدأ علي قليلا، لأن داخلي طاقة كبيرة ورغبة في تحقيق أحلام وأمنيات متعددة. فستان "فراسكارا" Frascara من "إسبوزا" Esposa وما رأيك في هوس التجميل الذي بات يسيطر أيضا على الفتيات الصغيرات؟ أنا لست ضد هذه الأمور في المطلق، لكن هناك مبالغة تحدث خاصة بين الفتيات الصغيرات اللاتي يسرن وراء موضة الملامح الضخمة، والأسنان البيضاء بشكل غير طبيعي، لأنهن يذهبن للأطباء بدافع الرغبة في الشعور بالرضى، والحقيقة أن النتيجة قد تكون أسوأ إذا لم يكن الطبيب أمينا. ولذلك أنصحهن بالتروي، وبأن يتذكرن أن الرضى لن يأتي من عيادات التجميل، بل ينبع من الداخل أولا، ويجب أن نعمل على تعزيز الرضى بطرق كثيرة، فجمال الشخصية ليس في المظهر فقط، ولكن هناك جمال الصفات والعقل والروح والسلوك، وهي أمور لا تقدر بثمن، وأعتقد أن كثيرا من الفتيات يلجأن إلى تلك الأشياء تحت ضغط السوشيال ميديا التي وضعت لهن شروطا مضرة وتعريفات غير واقعية للجمال، فمواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا خطيرا، وجعلت الجميع نسخا متشابهة وغير طبيعية، وجاءت الفلاتر التي تستخدم في الصور لتسهم في هذا التوجه، وبالنسبة لي أنا لا أحبها أيضا، لأنها تجعل البشر أشبه بالتماثيل في متحف الشمع. كاب من "علاء سركيس" Alaa Sarkis من "ديزاينرز أند أس" Designers & Us مجوهرات من "سوارفسكي" Swarovski ما نــصيـحـتـــك للنــســــاء بوجــــه عام فيــمــــا يتعــلـــــق بمفهوم الجمال؟ في البداية يجب أن تعرف كل امرأة أن كل إنسان مختلف عن الآخر مثل بصمة اليد تماما، ولذلك ما يليق بفتاة ما أو سيدة ليس بالضرورة أن يليق بأخرى، فنحن للأسف افتقدنا هذا النمط من التفكير. وأنصح النساء باتباع أسلوب الماكياج الخفيف، وخاصة في النهار، فضوء الشمس يُظهر التجاعيد، ويجعلها أكثر عمقا، أما ليلا فأهلا بالرموش والماكياج الواضح. نريد أن نتخلص من فكرة التقليد، لأن النتيجة أنه بحضور أي حدث كبير، سواء كان حفلا أو غيره، نجد أغلبية النساء يشبـــــــهن بعضهن البعض، سواء في نوع الماكياج أو أسلوب تصفيف الشعر، حيث عاد الشعر المستعار ليكون موضة رائجة بشدة وبلا داعٍ. فأنا مثلا لا ألجأ للشعر المستعار إلا بحرص شديد، وإذا ما تطلب الدور ذلك، لأنه يصيبني بدوار كما أنني أفضل مظهر شعري القصير. بمناسبة الشعر، في بدايتك ظهرتِ بشعر طويل ثم أصبحتِ من أوائل النجمات اللاتي اعتمدن صيحة الشعر القصير منذ عقود فما السرّ؟ هذا القرار أيضا وراءه قصة ظريفة، فكنت أحتفظ بشعر طـــويــــل منــتـــصــف فتــــرة التسعيــنــيــــات، ثم قصـــصــتـــه خـــــلال مشاركتـــي في فيـــلــــم "ليـــــلة ساخنـــــة" مع النجم نور الشــــريف وإخراج عاطف الطيب، وهو فيلم أعتز به كثيرا، وحصلت عن دوري فيه على 13 جائزة، حيث ظهرت فيه بشعر قصير بعض الشيء وبالشعر المستعار الأشقر الشهير، وقد شارك الفيلم في مهرجان السينما بمعهد العالم العربي في باريس أواخر التسعينيات تقريبا، وحرصت على السفر بصحبة النجم نور الشريف، لأنني اعتبرت الفيلم يتيما بسبب وفاة مخرجه، وفي يوم الحفل نفسه سألت في الفندق عن مصفف شعر جيد أذهب إليه، فنصحني البعض بالذهاب إلى "ألكسندر دي باري". فاقترح عليّ أن يختار لي قصة شعر معينة، ووعدني بأنها سوف تجعلني أصغر 15 عاما على الأقل. فسعدت على الفور، ثم بدأ العمل في شعري، وقصّ أغلبيته، وبعدها شعرت بصدمة كبيرة، وكدت أصرخ! ولكنه قال لي إن أفضل قرار للسيدات بعد أن يتجاوزن الخامسة والأربعين هو أن يعتمدن صيحة الشعر القصير، لأنها تقلل من مظهر التجاعيد وتجعل مظهر الوجه أصغر سنا. وبالفعل عملت بنصيحته، وفي حفل الختام أعجب الكثيرون بشعري الجديد، وقد حصلت على جائزة أحسن ممثلة، وصعدت على المسرح للمرة الأولى بهذا الستايل، كما أن مظهري أعجب والدتي كثيرا وقالت إنه يليق بي، وحتى اليوم لا أزال أصفف شعري بنفس الطريقة، لأنه أسهل في الاهتمام كما أن رأسي صغير وهذا الشكل يلائمه. قبعة من "فانشن لندن – ديزاينرز أند أس" Fanchon London - Designers & Us وهل كنت تشاركين في رؤيتك للماكياج الذي يعبر عن جوهر الشخصية التي تقدمينها في أي عمل؟ قد تحدث مناقشات بسيطة، ولكن في النهاية أنا ملتزمة برؤية المخرج والماكيير، وأترك وجهي وشعري تماما قبل التصوير لفنان الماكياج ليعتمد المظهر الذي يتفق عليه مع قائد العمل. على سيرة المخرج المهم الراحل عاطف الطيب.. يبدو أنك لا تزالين تحملين ذكريات طيبة كثيرة معه، فهل تفتقدين لمسته الإبداعية في فن السينما؟ هذا الحديث يثير لدي شجونا وذكريات عن موهبة كبيرة مثل عاطف الطيب رحمه الله، وأتذكر أنني تأثرت جدا حينما أخذت جائزة أحسن مخرج التي حصل عليها عن الفيلم مع قيمتها المادية، وذهبت إلى عائلته بعد أن تسلمتها بالمهرجان، ومن يومها وأنا لا أنسى هذا الموقف، ولا أنسى معه قيمة فنان مثله. ودوما أقول إنني أتمنى أن يكون هناك عاطف الطيب جديد يعيد اكتشافي مرة أخرى مثلما فعل هو، فقد غير لي حياتي الفنية، وأطال عمري الفني بنظرة ثاقبة لمخرج لا يضاهى. فستان من "إيزابيل سانشيز" Isabel Sanchis لدى "إسبوزا" Esposa مجوهرات من "سوارفسكي" Swarovski تتحدثين أيضا كثيرا عن تأثير السيدة والدتك رحمها الله في مسارك المهني، وحتى في طريقة تفكيرك في الحياة، وأيضا في رؤيتك لمعنى الجمال. فكيف كانت العلاقة بينكما حيث كان ارتباطك الوثيق بها معروفا للجميع؟ أنا ممتنة لوالدتي بكل ما أنا فيه، لأنها هي من أسست شخصيتي، وأهّلتني لأكون فنانة ومسؤولة، ومنحتني كل شيء. فقد كنت أصغر طفلة في أشقائي، وبالطبع لم أكن أتحرك من دون استشارتها، كما أنها كانت معي دوما في كل خطواتي، وقد تأثرت كثيرا برحيلها قبل نحو 15 عاما حتى إنني تركت المنزل كما هو، ولم أبدل في ديكوراته شيئا، وتركت صوري التي تحبها وتعلقها على الجدران كما اختارتها هي. علمتني والدتي ألا أنشغل بغيري، فالانشغال بالغير هو مفتاح التعاسة، وهذا الأمر ينطبق على طريقة فهمي للجمال، فيجب أن أكون مختلفة، ولا أشبه إلا نفسي وألا أقارن نفسي بأحد، والشيء نفسه في المسار المهني أيضا. فأنا لدي أسلوبي الفني المتفرد أيضا، والحقيقة كما أقول دائما، لم أعرف حياة بعيدا عن الفن، ولم أجرب أن أتركه أبدا، ولا أعتبر نفسي خسرت، بل على العكس أنا أحب مهنتي، والحب تضحية عن طيب خاطر وليس خسارة. فقد فتحت عيني منذ الطفولة على المسرح وبين بلاتوهات التصوير، وجمهوري كبر معي، وكذلك أبناؤهم وأحفادهم، ولم أكن لأستمر من دون دعم والدتي وعائلتي أبدا. فستان من "علاء سركيس" Alaa Sarkis من "ديزاينرز أند أس" Designers & Us استمراركِ بنفس التألق على مدار عقود يتطلب عملا جادا ومتواصلا وقدرة على التحمل. فكيف تأهلتِ نفسيا لهذا العالم ونجحتِ في تجاوز الصعاب؟ الحقيقة هي أنه حتى أهلي في البداية لم يتوقعوا أن أستمر في المجال بمستوى النجاح نفسه منذ الطفولة، ولذلك حاولوا تأهيلي في مرحلة المراهقة، حتى لا أحزن إذا تعثرت مسيرتي الفنية، لأن الأطفال عادة وفق تجارب كثيرة لا يستمرون بنفس التألق حينما يتقدمون في العمر. ولكن الحقيقة أن موهبتي التي ظهرت في تقليد الأقارب والعمات والخالات، وكذلك الاستعراض منذ الثالثة لم تخذلني يوما، بل نضجت بالخبرة والتمرين والاجتهاد والجدية، وأهم شيء هو الإخلاص للجمهور. فوالدتي حذرتني من الغرور تقديرا للمشاهدين الذين منحوني الحب والثقة. فبعد أن اكتشفتني عائلتي، اكتشفني المخرج الكبير نيازي مصطفى، وأنا في الخامسة من عمري، وبدأت الشهرة في السينما وأيضا في حفلات أضواء المدينة التي كانت تقام في أنحاء مصر. ولكن للأسف كثير من هذه الحفلات لا يوجد تسجيلات لها، حيث لم يكن التلفزيون قد دخل البلاد بعد، وبدأت هذه الحفلات تُسجل لتُعرض تلفزيونيا حينما تجاوزت العاشرة من عمري بقليل. وهل جمــيــــع أعمـــالكِ التي قدمتــهــــا في الطفــــولـــــة لا تـــــــزال موجودة في الأرشيف؟ أعتقد أن أول فـــيــلـــم قدمتــــه مفـــقـــود، بسبــــب حريق حــــــدث في ستوديو نحاس بمكان حفظ الأفلام. لكن أيضا هناك مجمـــوعــــة كبــيـــرة جــــدّا من الأعـــمــــال التي أعتز بها من فـتــــرة الطفولة، والتي عُرضت في فترة الخمسيــنــيــــات متاحة، بينها "أربع بنات وضابط" مع الفنان أنور وجدي، فأنا أحب كل أعمالي في مختلف المراحل. فستان من "تشاتس باي سي دام" CHATS by مجوهرات من "سوارفسكي" Swarovski اكسسوار الرأس من "ديزاينرز أند أس" Designers & Us على ذكر التنوع والتاريخ الطويل، لقد فاجأتِ الجمهور في عام 1999 من خلال دور أم لفتاة شابة للمرة الأولى في مشواركِ تقريبا، وذلك في فيلم "الآخر" مع المخرج يوسف شاهين. هل ترددتِ وقتها؟ أنا لم أتردد، ولكن حاول بعض زملائي وأصدقائي أن يثنوني عن هذا القرار، واعتبروا أنني تعجلت في تقديم شخصية أم لفتاة في سن الفنانة حنان ترك وقتها. ولكنني فنانة وأتقمص الشخــصـــيــــات المختــــلـــفــــة مهـــمــــا كان عــمـــرهــــا. كما أن فيلم "الآخر" من الأعمال المهمة جدّا في مشواري الفني. وكذلك أفلامي مع أحمد زكي ونور الشريف، وحسين فهمي، وسمير غانم، وعادل إمام. فالزعيم عادل إمام على سبيل المثال هو من أقنعني بأن أقدم مسلسلا تلفزيونيا للمرة الأولى في حياتي، وذلك عام 2014 من خلال مسلسل "صاحب السعادة"، وكنت مترددة للغاية نظرا لأن تكنيك التصوير في التلفزيون مختلف، فهناك أربع كاميرات، بعكس السينما، حيث تكون فيها كاميرا واحدة. ولكن في الحقيقة كانت النتيجة رائعة للغاية، والمسلسل حقق نجاحا جماهيريا ضخما، ولا يزال في ذاكرة الجمهور، وبالطبع كررت التجربة بضع مرات، بينها مع عادل إمام أيضا في "مأمون وشركاه". فعادل إمام شريك نجاح أقدره كما يقدره الوطن العربي، حيث قدمت معه الكثير من الأعمال المهمة لكلينا. هذا الحماس الذي تتحدثين به عن أعمالك، هل لا يزال يرافقك عند كل جديد تقدمينه؟ بالطبع! فمثلا صورت قبل فترة فيلم "الجواهرجي" مع منى زكي ومحمد هنيدي، وهو لم يُعرض بعد، ولكن حدث موقف في الكواليس جعلني أتأثر كثيرا، حيث كنت آخذ رأي زملائي في مشهد قدمته، ففوجئت بالفنانة منى زكي تسألني: كيف بعد كل هذه السنوات والأعمال والخبرات لا يزال لديكِ هذا القدر من الاهتمام والشغف والحب لمهنتك؟ فقلت لها: إنني سوف أظل هكذا دائما مليئة بالإخلاص والمحبة والحماس والأحلام والأمل. فستان من "ديما عياد" Dima Ayad مجوهرات من "سوارفسكي" Swarovski هذا النشاط والرغبة في خوض تجارب مختلفة والاطلاع على الجديد جعلاكِ أيضا صاحبة حضور لا يمكن تجاهله في الفعاليات الفنية بالمملكة العربية السعودية. فما أهمية المشاركة في هذه التظاهرات الثقافية بالنسبة لكِ؟ بلا شك من الضروري أن يشارك الفنان في هذه الفعاليات. كما أنني لم أكن قد زرت المملكة العربية السعودية من قبـــل، وخــــلال حـــضـــوري المـــهــرجـــانـــــات في السنـــوات الأخــيـــــــــرة لمست بنفسي نهضة حقيقية، وأنا منبهرة للغاية بالمستوى الذي تظهر به هذه الأنشطة المهمة للصناعة. هناك أمور عظيمة تحدث وقرارات مدروسة وإنجازات رائعة.

كمال الشناوي.. دونجوان السينما المصرية الذي مات واقفا
كمال الشناوي.. دونجوان السينما المصرية الذي مات واقفا

الجزيرة

time١٥-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الجزيرة

كمال الشناوي.. دونجوان السينما المصرية الذي مات واقفا

بعد عودته مدرسا للرسم في مدرسة الإبراهيمية الثانوية بالقاهرة من محافظة أسيوط عبر وساطة من الأميرة شويكار الزوجة الأولى للملك فؤاد، عاد كمال الشناوي إلى سهراته اليومية مع أصدقائه في مقاهي القاهرة العامرة، وسأله صديقه القاضي 'جلال مصطفى' في إحدى السهرات عن حلم التمثيل، فكان رده ببساطة أنه صرف النظر عنه، وقرر التركيز في عمله وفي لوحاته، لكن جلال قال له: أنت ممثل جيد جدا، سوف أقدمك إلى أخي، وهو سيمنحك فرصة. قال الشناوي وقد علت وجهه ابتسامة ساخرة: من هو أخوك هذا؟ فرد جلال إنه المخرج نيازي مصطفى. التقى كمال الشناوي بالمخرج الشهير حينها، لكن الأيام مرت دون أن يطلبه نيازي مصطفى حتى أنه عاد إلى قراره المؤجل بالتفرغ لحلم الرسم والغناء، ولكن كمال الشناوي الذي راوده حلم التمثيل منذ خطواته الأولى حاول لمرة أخيرة عبر اتصال تلفوني، وجاء صوت نيازي مصطفى من الجهة الأخرى صارخا حين عرف أنه كمال الشناوي: أين أنت؟ أنا أبحث عنك منذ أسابيع وقد فقدت رقم تليفونك وعنوانك.. لدي دور لك، والتصوير غدا! خلال أقل من ستين دقيقة كان الممثل الشاب قد استوعب المفاجأة وبدأ في الاستعداد للغد، ذلك الغد الذي بدأ بفيلم 'غني حرب' مع إلهام حسين وليلى فوزي وفريد شوقي، وظل بعدها لأكثر من ستين عاما ممثلا، حجز كمال الشناوي خلالها مكانه على أفيشات السينما المصرية بفضل موهبة كبيرة وذكاء حاد وشراسة وقوة وحكمة في مواجهة الحياة. قدم كمال الشناوي أكثر من 283 عملا دراميا بين فيلم ومسلسل تلفزيوني أو إذاعي، وأربع مسرحيات خلال رحلته في عالم الفن، وتنوعت أدواره كما أراد لها، ورغم تقديمه لأدوار 'الدونجوان' في عدد هائل من الأفلام إلا أنه توقف في لحظة محددة ليغير جلده، وتوقف في لحظة أخرى ليكون للكوميديا نصيب في أعماله، وللشر أيضا. 89 عاما قضاها كمال الشناوي على هذه الأرض، شهد خلالها المملكة المصرية التي ضمت السودان، ومصر ما بعد يوليو 52، ثم ثورة 2011، ورحل أخيرا بعد أن حقق كل آماله، ورسم خطط ما بعد رحيله، إذ كتب قصة حياته وانتهى من كتابة السيناريو الخاص بها، حتى لا يعبث العابثون بذكريات حياته، ويقدمونها في أعمال فنية تعيسة، ثم سلمها لابنه محمد. العائد من الموت ولد كمال الشناوي في جنوب السودان، بمدينة ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل في مارس/آذار عام 1918، وكانت كل من مصر والسودان تمثلان دولة واحدة، لكن أسرته انتقلت في طفولته إلى الشمال حيث استقرت في مدينة المنصور، في محافظة الدقهلية بمصر. ولد حلم التمثيل في مرحلة مبكرة من حياته، ولم يكن التمثيل ضمن أنشطة مدرسته الثانوية، فكان يمارس الخطابة في كل مناسبة عوضا عن هوايته المحبطة، وكانت أغلب تلك الخطب تأتي ضمن مناسبات سياسية، إذ ما إن يعلن أي خبر يخص الحياة السياسية حتى يحمل الطلاب زميلهم 'كمال' على الأكتاف، ليبدأ في خطبة عصماء تثير حماس الجميع، وكان رد فعل مدير المدرسة هو استدعاء ولي أمره، والمطالبة بالتعهد بعدم تكرار الفعل، لكن الشناوي كان مسحورا بذلك الأداء. وخلال المباحثات التي أفرزت معاهدة 1936 مع الاحتلال البريطاني، قاد كمال مظاهرة وألقى خطبة حماسية انطلقت من ميدان لاظوغلى (وسط القاهرة)، وحمله زملائه على الأعناق وهو يهتف ويخطب فيهم، فإذا به يرى والده أمامه، فهرب منه، وبعد انتهاء المظاهرة، عاد للبيت ولم يكن والده موجودا، وتلقى اللوم والعتاب من والدته، ولم تسمح له بالدخول إلى البيت امتثالا لأوامر أبيه. ذهب الثائر المراهق ليقضي ليلته في منزل أحد أصدقائه على أن يعود في اليوم التالي لمنزله، بينما بدأ والده رحلة بحث طويلة عن ابنه دون جدوى. انهارت الأم، وانتظر الأب حتى انتصف الليل، ثم ذهب إلى قسم الشرطة. وأخبر الضابط المناوب والد كمال الشناوي أنه تم العثور على جثة شاب بنفس عمر ابنه ومواصفاته أسفل عجلات الترام، ودعاه أن يذهب للمشرحة ليتعرف على الجثة، وذهب للمشرحة وهو يبكي، ونظر إلى جثة الشاب الذي شوهت ملامحه بفعل الحادث وصرخ: 'هو كمال ابني'. عاد الأب الحزين وأخبر زوجته، فعم الصراخ البيت واجتمع الأهل والجيران لمواساة الأسرة، ومع الساعات الأولى للصباح، ذهب بعض الأقارب لإنهاء إجراءات الدفن، وعرف زملاء كمال في المدرسة بخبر وفاته، وفى غمرة حالة الحزن التي عمت المدرسة والشارع والعائلة، دخل كمال الشناوي ومعه زميله الذى بات ليلته عنده إلى مدرسته، فأصيب الجمع بالذهول، وحمله زملائه على أعناقهم، وذهبوا به إلى منزله لتتكرر الصدمة، ويرى الأهل ابنهم الميت، وقد عاد للحياة، وانتهت الحياة السياسية للزعيم كمال الشناوي في ذلك اليوم، فقد قرر ألا يستعيض عن التمثيل بالخطابة أبدا. البداية من القمة درس كمال الشناوي في المعهد العالي للمعلمين، وبعد التخرج تم تعيينه مدرسا للتربية الفنية، واشتهر عنه أنه كان يصطحب 'ماعز' إلى المدرسة ويأمر الطلاب برسمها، لكنه ما لبث أن نقل إلى أسيوط، عقابا، بعد أن اختلف مع مدير المدرسة ثم عاد بعد وساطة الأميرة شويكار الزوجة الأولى لملك مصر فؤاد الأول (26 مارس/آذار 1868 – 28 أبريل/نيسان 1936). أتيحت الفرصة للمدرس الشاب أن يمارس هواياته الفنية، فكون فريقا للتمثيل، وتقرر أن تزور الأميرة شويكار مستشفيات مدينة أسيوط، فطلب منه الشاعر الراحل عزيز أباظة تنظيم حفل لاستقبال الأميرة وتقديم عرض مسرحي، وأخرج كمال الشناوي الحفل والعرض المسرحي بشكل أثار اعجاب الأميرة، التي قامت بنقله فورا إلى القاهرة بعد أن طلب منها ذلك. كانت العودة إلى القاهرة هي موعد الشناوي مع مشوار الفن، إذ قدمه نيازي مصطفى من خلال فيلم 'غني حرب'، باعتباره أحد أبطال العمل. كان تقديم ممثل جديد في عالم السينما يعدّ 'عيدا' في الوسط الفني، فما إن يتسرب الخير إلى الصحف، حتى يتسلل صناع الأفلام إلى الأستوديو الذي يشهد تصوير العمل الذي يشارك فيه، للتعرف على هذا الوجه الجديد، ومن ثم الحصول على توقيعه لأفلام أخرى، وهو ما حدث مع كمال الشناوي الذي قدم بالإضافة إلى 'غني حرب' في عام 1947، فيلم آخر هو 'حمامة السلام' من بطولته مع الفنانة والمطربة شادية. أثار الصعود السريع لكمال الشناوي قلق نجوم المرحلة في السينما، ومنهم أنور وجدي الذي حاول أن يلتقي به كثيرا ولم يستطع وأرسل له أكثر من سيناريو فلم يصله منه أي رد. وسط هذا القلق فوجئ وجدي بتصريح عدواني لكمال الشناوي في إحدى المجلات الفنية أشار فيه إلى أن وجدي قد أصبح طاعنا في السن ولا ينبغي أن يقدم دور 'الفتى الأول'، خاصة أن الكاميرا لا تستطيع أن تخفي 'بطنه' كرشه الكبير! سارع وجدي بالشكوى للأصدقاء المشتركين، وحين نجح هؤلاء في عقد جلسة للصلح، وقبل أي كلمة انفرد وجدي بكمال الشناوي قائلا: مهما حدث بيننا أرجوك ألا تتحدث عن كرشي لأنك لا تعرف ظروف الجوع التي عشتها في حياتي قبل أن أصل إلى ما وصلت إليه! والمعروف أن أنور وجدي بدأ من الصفر، واضطر لمواجهة الجوع والتشرد والفقر لسنوات حتى حقق النجاح كممثل ومنتج وصانع سينما. اقتحم كمال الشناوي الوجدان الشعبي كفتى أول في سنواته الأولى فاشتهر بالثنائي العاطفي مع شادية وزبيدة ثروت، وقدم في سن النضوج أعمالا لا تنسى منها، 'ظاظا' 2006 مع الفنان هاني رمزي وهو آخر أفلام كمال الشناوي، و'جحيم تحت الأرض' 2001 مع سمير صبري ورغدة، و'الإرهاب والكباب' 1993 مع عادل إمام، و'الواد محروس بتاع الوزير' 1999، وكان أشهر مسلسلاته التلفزيونية 'هند والدكتور نعمان'. واجه كمال الشناوي موقفا لا يقل قسوة عن سابقه حين داهمه قطار العمر، لكنه لم يخضع، وقد قصه بنفسه على السيناريست مصطفى محرم، الذي أورده بدوره في كتابه 'حياتي في السينما'. يقول محرم: 'كنت قد رشحت الفنان الكبير كمال الشناوي لبطولة فيلم 'حارة برجوان' 1989 الذي أخرجه محمد خان، وفي الأسبوع التالي التقيت به، وسألته عن رأيه في الدور، فقال الشناوي: لأول مرة أتعرض لمثل هذا الموقف في حياتي، تخيل أن نبيلة استبعدتني من الفيلم؟؟ أما السبب، فهو أن الممثلة التي اشتهرت حينها بلقب 'نجمة مصر الأولى' اشترطت أن تحمل اللوحة في تترات الفيلم اسمها بخط كبير، وبعد ذلك توضع أسماء باقي الممثلين بخطوط صغيرة وبينهم كمال الشناوي صاحب التاريخ الذي يمتد إلى عام 1947! ورشحت نبيلة عبيد حمدي غيث كبديل للشناوي، لكن الفيلم نفسه لم يحقق أي نجاح يذكر. خمس زوجات على عكس الشائعة التي أراد لها جيل كامل من محبي السينما أن تكون حقيقة وهي زواج كمال الشناوي وشادية، لم يحدث ذلك أبدا، ولكن الشائعة نفسها جاءت من خلال الثنائية الأشهر في السينما المصرية وذلك من خلال 32 فيلم، وقد اشتهر الشناوي بثنائية أخرى لم تزد عن خمسة أفلام مع سندريلا الشاشة سعاد حسني بخمسة أفلام. واكب الزواج الأول للنجم الصاعد عامه الأول في السينما، بعد مشاركته للراقصة والممثلة هاجر حمدي في فيلم 'حمامة السلام' انبهر الفنان كمال الشناوي بثقافتها، وربطت بينهما صداقة وود، وعندما دعته لزيارة منزلها وجد مكتبة رائعة تحتوى على أمهات الكتب، وفى هذا التوقيت بدأت في حضور الندوات الثقافية والفنية وكانت متحدثة بارعة عن ثقافة وفهم وقراءة وأطلق الوسط الفني عليها الراقصة المثقفة، وما لبثت الصداقة أن تحولت إلى علاقة حب ثم زواج، واعتزلت الرقص والتمثيل بعد إنجابها لابنها محمد الشناوي وهى لم تبلغ الثلاثين من عمرها. وغير بعيد عن شادية، كانت الزوجة الثانية لكمال الشناوي هي عفاف شاكر أخت شادية من جهة الأم، واستمرت الزيجة لثلاث سنوات فقط، وهي أيضا ممثلة مصرية، مثلت في عدد من الأفلام بين منتصف أربعينات القرن العشرين ومنتصف الستينات، منها 'هدى'، و'ليلة غرام'، و'خضرة والسندباد القبلي'، و'آمال'، كما عملت أيضا مع فرقة أضواء المسرح، ثم احتجبت بشكل تام عن العمل الفني، بعد زواجها من كمال الشناوي. أما الزوجة الثالثة فهي السيدة زيزي الدجوى جدة الممثل عمر الشناوي، الذي كان والده علاء هو ثمرة الزيجة الثالثة لكمال الشناوي، ولم يشأ الابن الثاني للنجم الراحل أن يعمل بالفن، وفضل الهندسة المعمارية عليه، ليعيد الابن الأسرة إلى عالم الفن ثانية. وكانت الزيجة الرابعة والأشهر من الممثلة الراحلة ناهد شريف التي تزوجته سرا لخمسة أعوام، وتطلقا، لكن العلاقة لم تنته، خاصة بعد إصابة ناهد شريف بالسرطان واستغاثتها به، ليقوم برعايتها حتى وفاتها. وكانت الزيجة الأخيرة من السيدة اللبنانية عفاف نصري التي ظلت معه حتى آخر لحظات عمره.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store