logo
#

أحدث الأخبار مع #نيزكالصنقير

اتهام "الدعم السريع" بسرقة معرض الظواهر الطبيعية السوداني
اتهام "الدعم السريع" بسرقة معرض الظواهر الطبيعية السوداني

Independent عربية

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • Independent عربية

اتهام "الدعم السريع" بسرقة معرض الظواهر الطبيعية السوداني

لم تنج مواقع التراث الطبيعي المادي والبحث العلمي السودانية من تهديدات الحرب، التي لم تتوقف عند اجتياح وتدمير المقار داخل العاصمة الخرطوم، بل امتدت للنهب والسلب والتهريب خارج البلاد دون وعي بأهميتها العلمية البالغة التي لا تقدر بأي ثمن مهما كان. وفي واحدة من أغرب حوادث السرقة التي شهدها السودان خلال الحرب، اختفاء نيازك نادرة وأشجار متحجرة من معرض الظواهر الطبيعية في الخرطوم، إضافة إلى أجسام فضائية تحمل أسراراً عن نشأة الكون وتكوينه. واستهدفت قوات "الدعم السريع" التي كانت تسيطر على الجزء الأكبر من ولاية الخرطوم متاحف القصر الجمهوري وبيت الخليفة والإثنوغرافيا، وكذلك متحفا القوات المسلحة والتاريخ الطبيعي داخل جامعة الخرطوم، إلى جانب متحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر". تدمير متعمد إلى ذلك، اتهمت وزارة المعادن السودانية قوات "الدعم السريع" بنهب النيازك النادرة والأشجار المتحجرة من معرض الظواهر الطبيعية داخل العاصمة الخرطوم. وأشار بيان للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية (الذراع الفنية لوزارة المعادن) إلى أن "الدعم السريع" قامت بسرقة معرض الظواهر الطبيعية في السودان، الذي يحوي مجموعة من النيازك النادرة إلى جانب الأشجار المتحجرة". وأوضح البيان أن "النيازك التي سرقت شملت نيزك 'أم الحرائر' الذي سقط في ولاية شمال دارفور عام 2012، ويزن 75 كيلوغراماً، ونيزك قرية 'الحريق' بمنطقة الخوي في ولاية غرب كردفان الذي سقط عام 2011، ويزن 2.9 كيلوغرام، وكذلك نيزك "الصنقير" الذي سقط غرب مدينة أبو حمد في صحراء بيوضة ويزن 1010 كيلوغرامات ويتكون من الحديد والنيكل، وشملت المسروقات نيزكي 'العباسية' بجنوب كردفان و'التبون' بولاية النيل الأبيض". الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية ذكرت أن "عملية سرقة النيازك تمت بطريقة مرتبة ومدروسة، نظراً إلى أن نقلها يتطلب آليات ثقيلة، مؤكدة أن قيمتها تكمن في فوائدها العلمية وليس المادية". وعدت في بيانها أن التخريب الذي طال مقر الهيئة يعد عملاً إجرامياً وسلوكاً انتقامياً ممنهجاً ضد منشآت الدولة الحيوية، مشيرة إلى أنها "ظلت منذ عام 1905 ترصد وتدرس وتسجل تأثيرات الظواهر الطبيعية، كسقوط النيازك والزلازل والبراكين من خلال تسيير البعثات الجيولوجية، فضلاً عن إنشاء متحف متخصص للنيازك أتاحته للزوار والمهتمين بعلوم الأرض والفضاء وطلاب العلم". مراجع علمية في السياق، قال أستاذ الجيولوجيا وعلوم الأرض محمد حمودة إن "معرض الظواهر الطبيعية يعد أهم المتاحف ذات القيمة العلمية والكونية نظراً إلى وجود المجموعة الكاملة من النيازك، وتمثل محتوياته حصيلة جهد وثمرة عمل مضن لمساعدة الباحثين والمهتمين، بوصفها أجساماً وافدة من الفضاء الكوني إلى سطح الأرض تحمل أسراراً عن نشأة الكون وتكوينه". وأضاف أن "نيزك الصنقير" يعد الأكبر من نوعه في السودان، إذ يتمتع بتركيبة معدنية فريدة تضم نحو 95 في المئة من الحديد، ونحو ثلاثة في المئة من النيكل، إلى جانب عناصر نادرة مثل التيتانيوم". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأوضح حمودة أن أهمية "نيزك الصنقير" تتجاوز قيمته المادية أو الجيولوجية، لأنه "يمثل مرجعاً علمياً نادراً يسهم في تعميق الفهم حول التركيب الداخلي لكوكب الأرض، بالتالي فقد هذه النيازك يمثل مأساة لا تدانيها مأساة، ومن الضروري أن تعود هذه الكنوز إلى وطنها ومهد جذورها". وتابع "إلى جانب الكارثة الإنسانية الأكبر وأزمة النزوح الأسوأ في العالم التي تسببت فيها الحرب، أدت كذلك إلى تدمير عدد من الدور الثقافية والمكتبات، وتعرضت معظم المواقع الأثرية السودانية للتخريب والتدمير والسرقة والتهريب". مؤسسات حيوية على الصعيد نفسه، أوضحت مديرة متحف التاريخ الطبيعي سارة عبدالله خضر سعيد أن "النيازك تعد من التراث الطبيعي المادي، ولها أهمية كبيرة وقيمة بحثية وعلمية تسهم بصورة مباشرة في تطور المفاهيم العلمية عن طبيعة الأجسام الفضائية وطريقة تكونها". وأضافت أن "العينات الجيولوجية تمثل إحدى أدوات المعرفة العلمية وموضوع بحث المجتمعي العلمي، إذ تسهم في إنجاز عدد من الأبحاث للمهتمين بعلوم الأرض والفضاء وطلاب العلم". وأشارت سعيد إلى أن "المتاحف ليست مجرد مستودعات للحفظ فحسب، بل هي مؤسسات حيوية هدفها حماية المعرفة والتجارب الإنسانية عبر العصور، مما يجعل تدميرها ونهبها تهديداً واعتداء على الذاكرة الثقافية والإنسانية ويعزز في الوقت نفسه الحاجة الملحة لحمايتها". إرث ثمين وبحسب الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، فإن الحكومة السودانية رفضت خلال وقت سابق عروضاً مغرية لشراء أو استبدال نيزك "الصنقير"، متمسكة باعتباره إرثاً جيولوجياً لا يقدر بثمن. وكان يعرض ضمن مجموعة من النيازك الأخرى التي عثر عليها في مناطق متفرقة من البلاد، منها "أم الحرائر" شمال دارفور وقرية "الحريق" غرب كردفان، وكذلك "العباسية" جنوب كردفان و"التبون" داخل ولاية النيل الأبيض. ونيزك "الصنقير" الذي يعد من أكبر الأجسام الفضائية التي عثر عليها في السودان لا يُعرف بدقة زمن سقوطه، لكن روايات الأهالي تشير إلى وجوده منذ عقود في منطقة أبو حمد شمال السودان، بينما يرجح علماء الجيولوجيا أن النيزك سقط قبل مئات أو ربما آلاف الأعوام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store