أحدث الأخبار مع #نيكتوركبراون،


الجريدة 24
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الجريدة 24
دراسة تكشف سر الطفولة الضائعة.. لماذا تختفي ذكرياتنا الأولى؟
لطالما أثار فقدان الذكريات المبكرة لدى الإنسان تساؤلات العلماء، إذ لا يتذكر معظم الأشخاص أحداث طفولتهم الأولى، خاصة تلك التي وقعت قبل سن الثالثة، حيث كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة Science أن الأمر لا يتعلق بعدم امتلاك هذه الذكريات، بل بعدم القدرة على الوصول إليها لاحقًا. وقام الباحثون في جامعة ييل بفحص 26 رضيعًا تتراوح أعمارهم بين 4.2 و24.9 شهرًا، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى تضم أطفالًا تقل أعمارهم عن 12 شهرًا، والثانية تشمل من تتراوح أعمارهم بين 12 و24 شهرًا. وخضع الأطفال لتجربة داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، حيث تم عرض سلسلة من الصور الفريدة عليهم لمدة ثانيتين لكل صورة، بهدف رصد النشاط في الحُصين، وهو الجزء من الدماغ المرتبط بالذاكرة والعواطف. وأوضح الدكتور نيك تورك-براون، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم النفس بجامعة ييل، أن دراسة الذاكرة لدى الرضع تعد تحديًا علميًا، نظرًا لحركتهم المستمرة وعدم قدرتهم على اتباع التعليمات. وأشار إلى أن الحُصين، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في معالجة الذكريات، يصعب رصده بالوسائل التقليدية، مما دفع الفريق لتطوير منهجية جديدة لدراسة كيفية عمل الذاكرة لدى الأطفال الصغار. وبعد فترة قصيرة من التجربة، تم عرض صورتين جنبًا إلى جنب على الأطفال: إحداهما مألوفة سبق أن شاهدوها، والأخرى جديدة تمامًا. قام الباحثون بتتبع حركات أعين الرضع لمعرفة الصورة التي ركزوا عليها لفترة أطول. وأظهرت النتائج أن الرضع الأكبر سنًا كانوا أكثر قدرة على التعرف على الصور المألوفة، مما يشير إلى أنهم تمكنوا من استرجاع الذكريات المخزنة. في المقابل، لم يظهر الرضع الأصغر من 12 شهرًا نفس القدرة على التمييز، ما يوضح أن ذاكرتهم ما زالت في مراحلها الأولى. وعند تحليل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، لاحظ الباحثون أن الحُصين كان أكثر نشاطًا لدى الأطفال الأكبر سنًا أثناء تشفير الذكريات، بالإضافة إلى ذلك، رُصد نشاط ملحوظ في القشرة الجبهية الحجاجية، وهي منطقة في الدماغ تلعب دورًا رئيسيًا في اتخاذ القرارات المتعلقة بالذاكرة والتعرف على المعلومات. ووفقًا للدكتورة سيمونا جيتي، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا، فإن هذه الدراسة تقدم دليلًا قويًا على العلاقة بين تنشيط الحُصين والقدرة على تشفير الذكريات لدى الرضع. وأضافت أن الأبحاث السابقة أكدت قدرة الرضع على تكوين الذكريات، لكن هذه الدراسة تعد الأولى التي توضح كيفية تشفير الدماغ للمعلومات في المراحل العمرية الأولى. وعلى الرغم من أن الرضع يكوّنون الذكريات، إلا أنهم لا يتمكنون من استرجاعها لاحقًا عندما يكبرون، ويفترض الدكتور تورك-براون أن السبب قد يعود إلى طريقة معالجة الدماغ لهذه المعلومات، فبينما يخزن الحُصين الذكريات، يبدو أن الدماغ لا يطور في تلك المرحلة "مصطلحات البحث" المناسبة التي تمكّنه من استرجاعها لاحقًا. وبالإضافة إلى ذلك، يمر دماغ الطفل الرضيع بتغيرات كبيرة، تشمل النمو السريع للحُصين وتطور الإدراك واللغة والقدرات الحركية، ما يؤثر على طريقة تخزين الذكريات ومعالجتها، هذه التغيرات تجعل استرجاع الذكريات المبكرة أمرًا صعبًا، حيث يتم استبدال طرق تخزين المعلومات القديمة بأساليب جديدة تتناسب مع التطور المعرفي للطفل. وأشارت الدكتورة جيتي إلى أن هذه الدراسة تؤكد أهمية السنوات الأولى من عمر الطفل في تشكيل شخصيته وقدراته الإدراكية، حتى لو لم يتمكن لاحقًا من تذكر تفاصيلها، فالرضع يكتسبون مهارات هائلة في هذه المرحلة، مثل تعلم اللغات وربط الأصوات بالمعاني، بالإضافة إلى تكوين توقعات حول البيئة والأشخاص المحيطين بهم. وأكد الباحثون أن توفير بيئة غنية بالمحفزات البصرية والسمعية والتفاعلية يساعد في تعزيز تطور الطفل المعرفي. كما أن التكرار في الأنشطة اليومية، مثل قراءة نفس القصة أو غناء نفس الأغنية، يسهم في بناء روابط عصبية قوية تدعم التعلم المستقبلي.


الأيام
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الأيام
دراسة حديثة تميط اللثام عن أسباب عدم تذكر بعض الأشخاص لذكريات طفولتهم
طرحت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة 'ساينس'، تفسيرا جديدا لعدم تذكر بعض الأشخاص لذكريات طفولتهم، حيث أرجعت هذا إلى صعوبة الوصول إليها في ذكريات المخ. ووفقا لشبكة 'سي إن إن' الأميركية، اعتمدت الدراسة على تجربة من أجل التوصل لهذا التفسير حيث فحصت 26 رضيعا تتراوح أعمارهم بين 4.2 و24.9 شهرا، مُقسَمين إلى فئتين عمريتين: أقل من 12 شهرا، ومن 12 إلى 24 شهرا. وخلال التجربة، وُضع الأطفال في جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي، وعُرضت عليهم سلسلة من الصور لمدة ثانيتين لكل صورة، حيث سعى الباحثون إلى تسجيل نشاط الحُصين وهو جزء من الدماغ مرتبط بالعواطف والذاكرة والجهاز العصبي اللاإرادي. وبعد فترة عُرضت على الأطفال صورتان جنبا إلى جنب: إحداهما لصور مألوفة شاهدوها من قبل والأخرى جديدة. وتتبع الباحثون حركات عيون الأطفال، ولاحظوا أي صورة ركزوا عليها لفترة أطول. وإذا أمضى الرضيع وقتا أطول في النظر إلى الصورة المألوفة، فهذا يدل على تعرّفه عليها، مما يدل على استرجاعه للذاكرة أما إذا لم يُبدِ أي تفضيل، فمن المرجح أن ذاكرته كانت أقل تطوراً، وفقا للدراسة. وقال الدكتور نيك تورك براون، الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ في قسم علم النفس بجامعة ييل الأميركية، عبر البريد الإلكتروني، إن 'الحُصين منطقة عميقة في الدماغ لا يمكن رؤيتها بالطرق التقليدية، لذلك اضطررنا إلى تطوير نهج جديد لإجراء تجارب الذاكرة على الأطفال داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي'. وأضاف: 'أُجري هذا النوع من الأبحاث سابقاً في الغالب أثناء نوم الأطفال، نظراً لكثرة اهتزازهم، وعدم قدرتهم على اتباع التعليمات، وقصر فترة انتباههم'. وذكرت الدكتورة سيمونا غيتي، الأستاذة في قسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا، التي تركز أبحاثها على تطور الذاكرة في مرحلة الطفولة، أنه في حين أثبتت العديد من الدراسات قدرة الأطفال على ترميز الذكريات، فإن هذا البحث الأخير فريد من نوعه لأنه يربط ترميز الذاكرة بتنشيط الحُصين. وأضافت غيتي: 'استخدمت حركات العين في مئات الدراسات حول ذاكرة الرضع وتصنيفهم'، مردفة: 'ينظر الرضع إلى ما يجدونه مثيرا للاهتمام، وقد استفاد الباحثون منذ فترة طويلة من هذا السلوك العفوي لاستخلاص معلومات حول وظائف الذاكرة'. وبمجرد جمع البيانات الأولية، حلل الفريق فحوصات الرنين المغناطيسي للأطفال الذين نظروا إلى الصورة المألوفة لفترة أطول، وقارنوها بمن لم يكن لديهم أي تفضيل. واستبعدت التجارب التي لم يكن فيها الطفل مُركّزاً على الشاشة أو كان يتحرك أو يرمش بشكل مفرط. وكشفت النتائج أن الحُصين كان أكثر نشاطاً لدى الرضع الأكبر سناً عند تشفير الذكريات، وبالإضافة إلى ذلك، أظهر الرضع الأكبر سنا فقط نشاطا في القشرة الجبهية الحجاجية، التي تلعب دوراً رئيسياً في اتخاذ القرارات والتعرّف على الأشياء المتعلقة بالذاكرة. وقالت الدكتورة ليلى دافاشي، الأستاذة في قسم علم النفس بجامعة كولومبيا، إن 'من الأمور التي تعلمناها عن الذاكرة لدى البالغين أن المعلومات التي نميل إلى التقاطها وترميزها في الذاكرة هي أمور وثيقة الصلة بتجربتنا'. وأضافت أن 'الأمر المذهل في هذه الدراسة هو إظهارها بشكل مقنع عمليات ترميز الحُصين لدى الأطفال لمحفزات غير مهمة لهم إلى حد ما'. ورغم أنه لا يزال من غير الواضح سبب قوة ترميز الذاكرة لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 شهرا، فإنه من المرجح أن يكون ذلك نتيجة لتغيرات كبيرة تحدث في الجسم. وقال براون، إن 'دماغ الرضيع يخضع للعديد من التغيرات الإدراكية واللغوية والحركية والبيولوجية وغيرها في هذه المرحلة، بما في ذلك النمو التشريحي السريع للحُصين'. ووفقاً للشبكة، يعمل براون وفريقه بنشاط لمعرفة سبب عدم قدرة الدماغ على استرجاع هذه الذكريات المبكرة في الحياة، لكنه يتكهن بأن معالجة الدماغ لدى الرضع قد تشير إلى أن الحُصين لا يستقبل 'مصطلحات البحث' الدقيقة للعثور على الذاكرة كما خُزنت بناءً على تجارب الطفل في ذلك الوقت. وبناء على نتائج هذه الدراسة، تشجع غيتي الآباء على التفكير في تأثير الطفولة المبكرة على أطفالهم، حتى لو لم يتمكنوا من استرجاع الذكريات التي عاشوها في هذه السن المبكرة. وأوضحت غيتي أن الرضع يتعلمون قدرا هائلاً في هذا العمر، وهكذا يبدأون في استيعاب لغة كاملة من خلال ربط الأصوات بالمعاني. وأضافت أن الرضع يُكوّنون أيضا توقعات حول أفراد أسرهم ويدرسون خصائص الأشياء والعالم من حولهم. وغالبا ما يلاحظ الآباء هذا السلوك المكتسب عندما يغنون نفس الأغنية أو يقرأون نفس الكتاب، وهو ما أشارت دافاتشي إلى أنه يُنتج استجابة مألوفة لدى الأطفال الأكبر سناً، وقالت إن 'استخدام التكرار مع الأطفال سيُعزز التواصل بين الوالد والطفل'. وخلصت غيتي، إلى أن هذه التجارب قد تُعزز الشعور بالانتماء، مبينة أن 'هذا يُذكر الآباء بأن الطفولة ليست وقتا فارغا، وأن الأطفال يتعلمون الكثير وقد يكون توفير فرص للاستكشاف البصري أمرا مهما لتنمية مهارات التعلُّم'.


CNN عربية
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- CNN عربية
دراسة جديدة تكشف عن سبب عدم قدرتك على استرجاع ذكريات الطفولة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تساءلت يومًا كيف كان شعورك عندما كنت طفلًا، لكنك لا تتذكر أيًا من التفاصيل؟ كشف بحث جديد أن الأمر لا يتعلق بعدم امتلاكك لذكريات من فترة الطفولة المبكرة، بل عدم قدرتك على الوصول إليها لاحقًا في الحياة. قامت الدراسة، التي نُشرت في دورية "Science"، بفحص 26 رضيعًا تتراوح أعمارهم بين 4.2 و24.9 شهرًا، وقسمتهم إلى مجموعتين: الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا، وأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و24 شهرًا. خلال التجربة، وُضع الأطفال داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) وعُرضت عليهم سلسلة من الصور الفريدة لمدة ثانيتين لكل صورة. وكان هدف الباحثين هو تسجيل النشاط في الحُصين، وهو جزء من الدماغ مرتبط بالعواطف، والذاكرة، والجهاز العصبي اللاإرادي. أوضح الدكتور نيك تورك-براون، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم النفس في جامعة ييل، عبر البريد الإلكتروني:"الحُصين هو بنية عميقة في الدماغ لا يمكن رؤيتها بالطرق القياسية، لذلك كان علينا تطوير نهج جديد لإجراء تجارب الذاكرة على الأطفال داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي". وأضاف:"هذا النوع من الأبحاث كان يُجرى سابقًا أثناء نوم الرضع، لأنهم يتحركون كثيرًا، ولا يمكنهم اتباع التعليمات، ولديهم فترات انتباه قصيرة". من جهتها، أقرّت الدكتورة سيمونا جيتي، وهي أستاذة في قسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا، والتي تركز أبحاثها على تطوّر الذاكرة في مرحلة الطفولة، أنه رغم أن العديد من الدراسات قد أثبتت بالفعل قدرة الرضّع على تشفير الذكريات، إلا أن هذا البحث الأخير يُعد فريدا من نوعه خاصة أنه يربط بين تشفير الذاكرة وتنشيط الحُصين. ولم تُشارك جيتي في هذه الدراسة. بعد مهلة قصيرة، عُرض على الرضّع صورتين جنبًا إلى جنب، إحداهما لصورة مألوفة سبق أن شاهدوها، والأخرى جديدة. وتتبع الباحثون حركات عيون الرضّع، لملاحظة أي صورة ركّزوا عليها لفترة أطول. لأول مرة.. علماء يتمكنون من رؤية كيفية تسجيل الدماغ لذكرياتنا أثناء النوم إذا قضى الرضيع وقتًا أطول في النظر إلى الصورة المألوفة، فإن ذلك يشير إلى أنه تعرّف إليها، ما يدل على استرجاع الذاكرة. أما إذا لم يبدِ أي تفضيل، فمن المحتمل أن ذاكرته كانت أقل تطورًا، وفقًا للدراسة. وقالت جيتي عبر البريد الإلكتروني: "استُخدمت حركات العين في مئات الدراسات حول ذاكرة الرضّع وتصنيفهم. ويحدق الرضّع في ما يجدونه مثيرًا للاهتمام، وقد استغل الباحثون منذ فترة طويلة هذا السلوك التلقائي لاستنتاج معلومات حول أداء الذاكرة". بمجرد جمع البيانات الأولية، قام الفريق بتحليل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي للرضّع الذين نظروا إلى الصورة المألوفة لفترة أطول، وقارنوها بالرضّع الذين لم يُظهروا أي تفضيل. بينما قاموا باستبعاد التجارب حيث لم يكن الطفل مركزًا على الشاشة، أو يتحرك، أو يرمش بشكل مفرط. كشفت النتائج أن الحُصين كان أكثر نشاطًا لدى الرضّع الأكبر سنًا عند تشفير الذكريات. إضافة إلى ذلك، أظهر الرضّع الأكبر سنًا فقط نشاطًا في القشرة الجبهية الحجاجية، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في اتخاذ القرارات المتعلّقة بالذاكرة والتعرّف. من جانبها، قالت الدكتورة ليلى دافاتشي، وهي أستاذة في قسم علم النفس بجامعة كولومبيا، والتي لم تكن مشاركة في الدراسة إن "إحدى الأمور التي تعلمناها عن الذاكرة لدى البالغين هي أن المعلومات التي نميل إلى التقاطها وتشفيرها في الذاكرة ترتبط بالأشياء ذات الصلة الكبيرة بتجربتنا". وأضافت: "الأمر المذهل في هذه الدراسة أنها تُظهر بشكل مقنع عمليات تشفير الحُصين لدى الرضّع لمحفزات قد تكون، من بعض النواحي، غير ذات أهمية لهم". رغم أنه لا يزال من غير الواضح سبب كون تشفير الذاكرة يبدو أقوى لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 شهرًا، فمن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة للتغيرات الكبيرة التي تحدث في أجسامهم. وقال تورك-براون: "يمر دماغ الرضيع بالعديد من التغيرات الإدراكية، واللغوية، والحركية، والبيولوجية، وغيرها في هذا الوقت، بما في ذلك النمو السريع للحُصين من الناحية التشريحية". يعمل تورك-براون وفريقه بنشاط لاختبار سبب عدم قدرة الدماغ على استرجاع هذه الذكريات المبكرة في الحياة، لكنه يفترض أن معالجة الدماغ لدى الرضّع قد تشير إلى أن الحُصين لا يتلقّى "مصطلحات البحث" الدقيقة للعثور على الذكرى كما تم تخزينها بناءً على التجارب التي كان الطفل يمر بها في ذلك الوقت. تشجع جيتي الآباء والأمهات على التفكير في تأثير مرحلة الطفولة المبكرة على أطفالهم، حتى لو لم يتمكن الأطفال من استرجاع الذكريات التي مروا بها في هذه السن المبكرة. وذكرت جيتي أن الأطفال الرضّع يتعلمون قدرًا هائلًا في هذه المرحلة، ما يساعدهم على استيعاب لغة كاملة من خلال ربط الأصوات بالمعاني. وأضافت أن الرضّع أيضًا يشكلون توقعات حول أفراد عائلتهم ويدرسون خصائص الأشياء والعالم من حولهم. غالبًا ما يلاحظ الآباء والأمهات هذا السلوك المكتسب عندما يقومون بتأدية الأغنية ذاتها أو قراءة الكتاب ذاته، وهو ما أشارت إليه دافاشي بأنه يولّد استجابة مألوفة لدى الأطفال الأكبر سنًا. وقالت عبر البريد الإلكتروني: "استخدام التكرار مع الأطفال الرضع سيفتح بابًا لاتصال أقوى بين الوالدين والطفل". رغم أنك لا تستطيع تذكّر تلك الذكريات المبكرة كشخص بالغ، إلا أنه يمكن القول إنك تتعلم من تلك التجارب، وهو ما يمكن أن يكون صحيحًا لكل من المعلومات العاطفية. وأكدّت جيتي: "يمكن أن يُذكّر هذا الوالدين بأن الطفولة ليست فترة خمول، وأن الرضّع يتعلمون الكثير. وقد يكون توفير فرص للاستكشاف البصري أمرًا مهمًا لتنمية مهارات التعلّم".


الجريدة 24
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الجريدة 24
علماء يكتشفون متى يبدأ الأطفال بتخزين الذكريات
تشكّل سنوات الحياة الأولى، فترة من التعلّم المكثف لكنّ البشر لا يتذكرونها عموما، وهذه حالة تُعرف بـ"فقدان الذاكرة الطفولي". فهل يكشف العلم سرها اليوم؟ وأظهرت دراسة جديدة نشرت هذا الأسبوع في مجلة "ساينس" أنّ الأطفال يكوّنون ذكريات بشكل جيد، لكن يبقى السؤال المطروح هو سبب صعوبة تذكّر هذه الذكريات في مرحلة لاحقة من الحياة. في حديث لوكالة فرانس برس، يقول نيك تورك براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمعدّ الرئيسي للدراسة "لطالما أثارت هذه الفجوة الغامضة في تاريخنا الشخصي اهتمامي". في عمر السنة تقريبا، يظهر الأطفال قدرات تعلّمية استثنائية، إذ يكتسبون اللغة، ويمشون، ويتعرفون على الأشياء، ويقيمون روابط اجتماعية"، ومع ذلك، لا نتذكّر أيا من هذه التجارب"، حسب براون. يعتبر سيغموند فرويد، مؤسس علم النفس التحليلي، أنّ الذكريات الأولى تصبح غير قابلة للعودة إلى الوعي بسبب آلية كبت. لكن بحسب النظريات الحديثة، يُعدّ "قرن آمون"، وهو جزء من الدماغ ضروري للذاكرة العرضية ولا يتطوّر بشكل كامل خلال مرحلة الطفولة المبكرة، المسؤول عن عدم تذّكر الذكريات الأولى. استند العلماء على دراسات سلوكية سابقة، أظهرت أن الأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن ذكرياتهم، يطيلون النظر لفترة إلى الأشياء المألوفة لهم والتي يتذكرونها. كان من المستحيل حتى اليوم مراقبة الأطفال الذين لا يحافظون على هدوئهم عند إخضاعهم لجهاز تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ (fMRI)، الذي يراقب تدفق الدم لرؤية نشاط الدماغ. الأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن ذكرياتهم، يطيلون النظر لفترة إلى الأشياء المألوفة لهم والتي يتذكرونها. للتغلب على هذه العقبة، استخدم فريق نيك تورك براون تقنيات حسّنها مختبره مع الوقت، وهي اللهايات المصاصة، ودمى محشوة على شكل حيوانات، وأنماط مرسومة في الخلفية لإبقاء انتباه الأطفال. وقد شارك 26 طفلا، نصفهم لا تتخطى أعمارهم سنة ونصف السنة، في التجربة التي تضمنت إجراء مسح ضوئي لأدمغتهم. في البداية، عُرضت عليهم صور لوجوه أو أغراض. وفي وقت لاحق، عُرضت أمامهم صورة سبق لهم رؤيتها مع صورة جديدة. يقول الباحث "لقد قمنا بقياس الوقت الذي أمضوه في التمعّن بالصور المعروفة لهم، وهذا هو مقياسنا لفهم ذكرياتهم للصورة المعنية". ومن خلال فحص نشاط الدماغ عند مواجهة إحدى الذكريات، يؤكد العلماء أن قرن آمون كان نشطا في تشفير الذاكرة منذ سن مبكرة جدا. وكانت هذه الحال بالنسبة إلى 11 من أصل 13 طفلا تزيد أعمارهم عن سنة واحدة ولكن ليس بالنسبة لمن تقل أعمارهم عن عام. ولاحظ الباحثون أنّ الأطفال الذين كانوا أفضل في الحفظ لديهم نشاط أكبر في قرن آمون. وقال نيك تورك براون: "ما يمكن استنتاجه من دراستنا هو أنّ الأطفال لديهم قدرة على تشفير الذكريات العرضية في قرن آمون بدءا من عمر 12 شهرا تقريبا". وكتب الباحثان آدم رامساران وبول فرانكلاند في مقال مصاحب للدراسة: "لا يمكن الاستهانة ببراعة نهجهم التجريبي". لكن الغموض لا يزال يحيط بمصير هذه الذكريات الأولى. فربما لم تُثَبّت بشكل كامل في التخزين طويل المدى أو ربما تكون موجودة لكن لا يمكن الوصول إليها. يميل نيك تورك براون إلى الفرضية الثانية ويقود دراسة جديدة لتحديد ما إذا كان الأطفال الرضع والصغار يتعرفون على الصور التي سبق لهم رؤيتها. وتشير النتائج الأولية إلى أن الذكريات تظل قائمة ربما حتى سن الثالثة قبل أن تتلاشى. ويبدي الباحث رغبته الكبيرة في معرفة ما إذا كان من الممكن إعادة تنشيط أقسام في وقت لاحق من الحياة. شارك المقال

الجمهورية
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الجمهورية
الاقتراب من كشف سر ذكريات الطفولة المفقودة
يناقض هذا الاكتشاف الافتراض السابق بأن الحصين، وهو الجزء المسؤول عن تخزين الذكريات، لا يكون متطورا بما يكفي في الطفولة المبكرة لترميز الذكريات طويلة المدى. وللتأكد من قدرة الرضع على التذكر، عرض الباحثون على أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر وسنتين صورا جديدة، ثم اختبروهم لاحقا لمعرفة ما إذا كانوا يتعرفون عليها. وأظهرت النتائج أن الرضع الذين أظهروا نشاطا أكبر في الحصين عند رؤية الصورة لأول مرة، كانوا أكثر قدرة على التعرف عليها والتحديق فيها مطولا لاحقا، ما يشير إلى أن الدماغ يخزن الذكريات منذ مرحلة مبكرة من الحياة. لماذا لا نتذكر ذكريات الطفولة؟ يعرف فقدان القدرة على استرجاع ذكريات الطفولة المبكرة باسم "فقدان الذاكرة الطفولي"، وهو أمر يصعب دراسته نظرا لأن الرضع لا يستطيعون التعبير عن تجاربهم بالكلام. واستخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لقياس نشاط الحصين أثناء مشاهدة الرضع للصور. وأظهرت النتائج أن الجزء الخلفي من الحصين، المسؤول عن الذاكرة العرضية لدى البالغين، كان الأكثر نشاطا عند تخزين الذكريات لدى الرضع، خاصة بعد عمر 12 شهرا. ووجدت دراسات سابقة أن الرضع في عمر 3 أشهر يعتمدون على "التعلم الإحصائي"، الذي يساعدهم على استنباط الأنماط المتكررة في البيئة المحيطة، وهو أمر أساسي لتطور اللغة والإدراك. لكن الدراسة الجديدة تكشف أن الذاكرة العرضية، المسؤولة عن تذكر أحداث محددة، تبدأ في التطور مبكرا أيضا، ما يفتح باب التساؤل حول سبب عدم قدرتنا على استرجاع تلك الذكريات لاحقا. ويفترض الباحثون احتمالين: الأول أن الذكريات لا تحفظ في الذاكرة طويلة المدى، والثاني أن الذكريات تظل في الدماغ لكنها تصبح غير قابلة للاسترجاع. ويرجح فريق البحث الاحتمال الثاني، حيث أظهرت التجارب أن بعض ال أطفال في سن ما قبل المدرسة يمكنهم تذكر مشاهد مصوّرة لهم عندما كانوا رضعا، لكن هذه الذكريات تتلاشى تدريجيا مع مرور الوقت. والآن، يعمل الفريق على تتبع مدى استمرار الذكريات الطفولي ة، مع استكشاف إمكانية أنها تظل مخزنة حتى البلوغ رغم صعوبة استرجاعها. ويقول نيك تورك-براون، المعد الرئيسي للدراسة: "نتائجنا تتماشى مع الأدلة الحديثة التي تشير إلى أن فقدان الذاكرة الطفولي قد يكون مشكلة استرجاع أكثر من كونه فقدان ا فعليا للمعلومات. وقد يكون من الممكن أن تظل هذه الذكريات مخزنة في الدماغ، رغم عدم قدرتنا على الوصول إليها".