#أحدث الأخبار مع #نيكوسكازنتزاكيسالنهار١٩-٠٤-٢٠٢٥ترفيهالنهارسبت النور ما بين الإبادة والمجازر في غزة والإجراءات الإسرائيلية المشدّدةقبل 99 عاماً إلتقطت عينا الصحافي والكاتب الروائي اليوناني نيكوس كازنتزاكيس احتفالات "سبت النور" في كنيسة القيامة في القدس. في عام 1926، جاء على ظهر سفينة وسط قافلة من اليونانيين للمشاركة في احتفالات عيد الفصح في فلسطين، كان كازنتزاكيس موفداً من صحيفة "اليغيثروس لوغوس" اليونانية لتغطية احتفالات الأسبوع المقدس. وفي عام 1927 نشرت هذه اليوميات في كتاب اطلق عليه اسم "ترحال"، واصفاً المشهد بدقة بالغة. "في صباح يوم السبت المقدس داخل كنيسة القيامة، التي كانت تطن كخلية نحل عظيمة، حيث الحشود البشرية من المسيحيين العرب بعيونهم الغائمة، يطلقون صيحاتهم، يرتدون الطرابيش والجلاليب الملونة، يتسلّقون الأسطح القرميدية للكنيسة، رجال ونساء قضوا ليلتهم هناك... ممدّدين على حصر من القش وسجاجيد وخرق، تحت أعمدة الكنيسة منتظرين تلك اللحظة الرهيبة، التي يبزغ فيها النور الرباني من مظلة هذا القبر المقدس. بعد برهة، نزل الأرمن إلى الساحة، ثم جاء دور الأقباط والسريان والأحباش، والرعاة البدو والموارنة، كان هناك خمسة من الروس ذوي الشعر الكتاني، وبعض الأميركيين المتجمدين من البرد، كان منظرهم مثيراً للسخرية وسط هذا الأتون الآسيوي المتوهج، بعد ذلك تقدمت نسوة بيت لحم، ورمين بأنفسهن داخل هذه الأمواج المختلطة الألوان. بدأت الاحتفالات وقرعت الأجراس وارتفعت الأيدي، ورقصت الأقدام ووثبت القلوب وتعالت الصيحات للرب المخلص، حتى لو لم يحضر الرهبان والمثقفون الى الكنيسة، فإن الفلاحيين كانوا قادرين وحدهم على بعث الرب، كانوا قادرين على إجباره على التكون في السماء، ومن ثم النزول الى الأرض بأقصى سرعة، فكرة أو خيالاً، لكنه هذه المرة سينزل بهيئته وصوته ليقدموا إليه السمك والعسل وسيكون قادراً على الأكل". درب الآم سنوية بعد قرن من الزمان يبدو المشهد أكثر سريالية، وبعيداً جداً من الصورة النمطية التي تعبق بالخشوع والكثير من الإيمان والاحترام لقدسية المكان. لسنوات مضت، احتفل الفلسطينيون المسيحيون - في الواقع - والمسلمون أيضاً في القدس بسبت النور، وكانت الحشود البشرية تأتي من سائر بقاع الارض لرؤية فيضان النور الألهي ينبثق من القبر المقدس، من دون أي حادثة تذكر، وكانت الكنيسة وساحتها ومحيطها تعج بالحجاج من كل حدب وصوب وتتسع لأعداد كبيرة من المؤمنين. ليبدو اليوم الفارق بين عالمين مختلفين وتظهر تلك الهوة الكبيرة بينهما، ما كان قبل الاحتلال الإسرائيلي لا يشبه إطلاقاً مابعده، خلال قرابة 60 عاماً على احتلال القدس، ولجم الحريات والإكراه الديني والقيود والإجراءات التي تتخذ شكلاً أشد تعقيداً عاماً بعد أخر، تطغى المظاهر العسكرية والأمنية المشددة على بوابات البلدة القديمة وسط احتفالات العيد السنوية. خلال أسبوع الآلام، تتحوّل البلدة القديمة ثكنة عسكرية، ويتحول طريق الحجاج والمؤمنين الى القبر المقدس في كنيسة قيامة السيد المسيح الى درب آلآم سنوية، حيث تنزل النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء مرتبطة بعضها ببعض داخل القبر- لتكوّن شعلة مضيئة بقوة القيامة وبأن المسيح قد هزم الموت وقام من بين الأموات. معجزة تتكرر كل عام في أهم كنائس العالم وأقدمها، بينما هي غارقة في مئات الحواجز ومحاطة بعناصر من الشرطة والجيش الإسرائيليين، كل قرابة 20 متراً، تحول دون وصولهم الى القبر المقدس، لا تفرّق الحواجز بين الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين، تعرقل وصولهم تحصرهم بزوايا البلدة القديمة وأزقتها تحت أشعة الشمس الحارقة، فمن جهة تحدد السلطات الإسرائيلية أعمار المصلين 50 عاماً وما فوق لمنع وصول الإصغر سناً الى الحرم القدسي الشريف، ومن جهة أخرى تحد من أعداد المصلين الى 1800 ولا تسمح لهم بالوصول أو الدخول إلى كنيسة القيامة وساحتها، ويتعرّض كل من يعترض على هذه الإجراءات للضرب والسحل والتنكيل من الشرطة الإسرائيلية.
النهار١٩-٠٤-٢٠٢٥ترفيهالنهارسبت النور ما بين الإبادة والمجازر في غزة والإجراءات الإسرائيلية المشدّدةقبل 99 عاماً إلتقطت عينا الصحافي والكاتب الروائي اليوناني نيكوس كازنتزاكيس احتفالات "سبت النور" في كنيسة القيامة في القدس. في عام 1926، جاء على ظهر سفينة وسط قافلة من اليونانيين للمشاركة في احتفالات عيد الفصح في فلسطين، كان كازنتزاكيس موفداً من صحيفة "اليغيثروس لوغوس" اليونانية لتغطية احتفالات الأسبوع المقدس. وفي عام 1927 نشرت هذه اليوميات في كتاب اطلق عليه اسم "ترحال"، واصفاً المشهد بدقة بالغة. "في صباح يوم السبت المقدس داخل كنيسة القيامة، التي كانت تطن كخلية نحل عظيمة، حيث الحشود البشرية من المسيحيين العرب بعيونهم الغائمة، يطلقون صيحاتهم، يرتدون الطرابيش والجلاليب الملونة، يتسلّقون الأسطح القرميدية للكنيسة، رجال ونساء قضوا ليلتهم هناك... ممدّدين على حصر من القش وسجاجيد وخرق، تحت أعمدة الكنيسة منتظرين تلك اللحظة الرهيبة، التي يبزغ فيها النور الرباني من مظلة هذا القبر المقدس. بعد برهة، نزل الأرمن إلى الساحة، ثم جاء دور الأقباط والسريان والأحباش، والرعاة البدو والموارنة، كان هناك خمسة من الروس ذوي الشعر الكتاني، وبعض الأميركيين المتجمدين من البرد، كان منظرهم مثيراً للسخرية وسط هذا الأتون الآسيوي المتوهج، بعد ذلك تقدمت نسوة بيت لحم، ورمين بأنفسهن داخل هذه الأمواج المختلطة الألوان. بدأت الاحتفالات وقرعت الأجراس وارتفعت الأيدي، ورقصت الأقدام ووثبت القلوب وتعالت الصيحات للرب المخلص، حتى لو لم يحضر الرهبان والمثقفون الى الكنيسة، فإن الفلاحيين كانوا قادرين وحدهم على بعث الرب، كانوا قادرين على إجباره على التكون في السماء، ومن ثم النزول الى الأرض بأقصى سرعة، فكرة أو خيالاً، لكنه هذه المرة سينزل بهيئته وصوته ليقدموا إليه السمك والعسل وسيكون قادراً على الأكل". درب الآم سنوية بعد قرن من الزمان يبدو المشهد أكثر سريالية، وبعيداً جداً من الصورة النمطية التي تعبق بالخشوع والكثير من الإيمان والاحترام لقدسية المكان. لسنوات مضت، احتفل الفلسطينيون المسيحيون - في الواقع - والمسلمون أيضاً في القدس بسبت النور، وكانت الحشود البشرية تأتي من سائر بقاع الارض لرؤية فيضان النور الألهي ينبثق من القبر المقدس، من دون أي حادثة تذكر، وكانت الكنيسة وساحتها ومحيطها تعج بالحجاج من كل حدب وصوب وتتسع لأعداد كبيرة من المؤمنين. ليبدو اليوم الفارق بين عالمين مختلفين وتظهر تلك الهوة الكبيرة بينهما، ما كان قبل الاحتلال الإسرائيلي لا يشبه إطلاقاً مابعده، خلال قرابة 60 عاماً على احتلال القدس، ولجم الحريات والإكراه الديني والقيود والإجراءات التي تتخذ شكلاً أشد تعقيداً عاماً بعد أخر، تطغى المظاهر العسكرية والأمنية المشددة على بوابات البلدة القديمة وسط احتفالات العيد السنوية. خلال أسبوع الآلام، تتحوّل البلدة القديمة ثكنة عسكرية، ويتحول طريق الحجاج والمؤمنين الى القبر المقدس في كنيسة قيامة السيد المسيح الى درب آلآم سنوية، حيث تنزل النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء مرتبطة بعضها ببعض داخل القبر- لتكوّن شعلة مضيئة بقوة القيامة وبأن المسيح قد هزم الموت وقام من بين الأموات. معجزة تتكرر كل عام في أهم كنائس العالم وأقدمها، بينما هي غارقة في مئات الحواجز ومحاطة بعناصر من الشرطة والجيش الإسرائيليين، كل قرابة 20 متراً، تحول دون وصولهم الى القبر المقدس، لا تفرّق الحواجز بين الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين، تعرقل وصولهم تحصرهم بزوايا البلدة القديمة وأزقتها تحت أشعة الشمس الحارقة، فمن جهة تحدد السلطات الإسرائيلية أعمار المصلين 50 عاماً وما فوق لمنع وصول الإصغر سناً الى الحرم القدسي الشريف، ومن جهة أخرى تحد من أعداد المصلين الى 1800 ولا تسمح لهم بالوصول أو الدخول إلى كنيسة القيامة وساحتها، ويتعرّض كل من يعترض على هذه الإجراءات للضرب والسحل والتنكيل من الشرطة الإسرائيلية.