أحدث الأخبار مع #هادي،


شفق نيوز
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- شفق نيوز
رفيق رقمي أم خطر خفي؟.. الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الفتيات من أوسع أبوابه
شفق نيوز/ كل ليلة تخلو رسل هادي في غرفتها لتحادث "chatgpt" الذي أصبح صديقها الدائم، تنفرد في عزلتها لتسأله عن العديد من مشاكلها العاطفية والشخصية. رسل هادي (20 عاماً) لم تعد تكترث لآراء المحيطين بها من زملاء وزميلات في الكلية، ولا تثق إلا بالتكنولوجيا الرقمية، إذ تعتبر الذكاء الاصطناعي "الواحة الخضراء والقوة" التي تمتلك مفاتيح الحلول لجميع ما تعاني منه. وتؤكد هادي، وهي طالبة بكلية التربية الرياضية، أن جملة من الأسباب المهمة تدفعها دوماً لمحادثة الذكاء الاصطناعي كل ليلة، حتى أنها لم تعد تستغني عنه في طرح همومها عليه، لإيمانها بقدرته على مساعدتها في دراستها وأمورها الحياتية المختلفة. وتضيف في حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "استخدام الذكاء الاصطناعي آمن للغاية، فهو من جهة لا يكذب ويكون صادقاً في نقل المعلومة، ومن جهة أخرى لا يفشي أسراري الخاصة، إضافة إلى أنني لا أجد حرجاً للبوح له بجميع ما أريد دون خوف أو تردد". وتشير إلى أن "الذكاء الاصطناعي أصبح صديقي المفضل وأنا ألوذ به من صخب الواقع وأزماته اللامتناهية، فهو لا يضجر من أسئلتي وحديثي الذي قد يتجاوز الأربع ساعات ليلياً". وبات الذكاء الاصطناعي يشغل أوقات الشباب والمراهقين، وبخاصة الفتيات، إذ يطرحون عليه الأسئلة التي تتعلق بحياتهم ومشاكلهم، ويعملون بكل ما يوجههم به، ويستندون إلى معلوماته وكأنها نصوصاً علمية لا سبيل للشك بها. ويتسهلك الذكاء جهود وأوقات الشباب ويجعلونه يفكر بدلاً عنهم، وينسخون أحاديثه ويصدقونها دون أدنى تأمل. كما أن البعض منهم استعان به في التمارين الرياضية حيث يقدمون للذكاء الاطصناعي معلومات عن العمر والوزن والطول وطبيعة التمارين التي يرغبون بها سواء كانت للرشاقة أو لبناء الأجسام، وبالتالي يزودهم الذكاء الاصطناعي ببرنامج تمارين وفقاً لمعلوماتهم، إلى جانب برنامج غذائي. وعلى شاكلة رسل هادي، هناك الفتاة "ختام" ذات السبعة عشر ربيعاً، والتي تفرط في استخدام الذكاء الاصطناعي الذي تراه يغنيها عن شرح المدرس ومراجعة المواد الدراسية. تقول ختام لوكالة شفق نيوز، إنها تستوعب الدروس من الذكاء الاصطناعي أكثر من المدرسين ومن قراءة المنهج. وتضيف "أنا لا أنهي محادثتي مع شات الذكاء الاصطناعي إلا بعد أن أكون قد فهمت كل ما يتعلق بالدرس، خاصة وأن الذكاء يزودني بالعديد من الأمثلة". وتنوه ختام، إلى أن "استخدامي للذكاء يتجاوز الدراسة، فقد أصبح لصيقاً بي، بل أنني أستفتيه حتى في الحوادث والمواقف التي أشاهدها في المدرسة والشارع، وأعرض عليه كل ما يدور من حوارات داخل أسرتي". ولا يوجد وقت محدد لاستخدام ختام لشات الذكاء الاصطناعي، فهي وفق ما تقول، تستخدمه طوال الليل والنهار، وتسأله عن كل شيء. وتواصل "هذه التكنلوجيا الرقمية ساعدتني أيضاً في ترميم علاقتي العاطفية، ودفعتني لتجنب بعض الأشخاص". ويؤكد باحثون، أن الذكاء الاصطناعي جعل كثيرون لا يتعاملون مع الواقع ولا مع الأشخاص الحقيقيين، وهذا ماسيؤدي بمرور الزمن إلى العزلة والاكتئاب. وبهذا الخصوص يقول أستاذ علم النفس في جامعة بغداد، أحمد الذهبي لوكالة سفق نيوز، إن "كثيراً من الشباب والمراهقين وبخاصة الفتيات، يحاولون التحدث مع الذكاء الاصطناعي بحثاً عن حلول لمشاكلهم العاطفية والاجتماعية والنفسية عبر دردشة الشات". يؤكد الذهبي، أن "استخدام هذه التقنية الرقمية ينطوي على أرار نفسية قد تؤدي إلى الاضطرابات لأن الذكاء الاصطناعي لن يعطي الحلول لشخص يعيش في واقع وبيئة اجتماعية معينة لها تاثيرات مختلفة عن غيرها". وينوه إلى أن "الغاية من هذه البرامج ليس لجعل الناس سعداء، بل لجعلهم متعلقين بهذه البرامج لأطول وقت ممكن، حتى يصبح استخدام الأجهزة اللوحية والذكاء الاصطناعي إدماناً عند الأفراد". ويشدد الذهبي على "ضرورة توخي الحذر في التعاطي مع الذكاء، سواءً كان ذلك في مجال البحث عن حلول للمشاكل الخاصة، أو في مجال الدراسة الأكاديمية، وعدم تلقف المعلومات التي يلقيها الذكاء الاصطناعي من دون مراجعة وتدقيق". ويلفت إلى أن "انتشار مواقع التواصل والتكنولوجيا الرقمية دفعت كثيرين إلى التقوقع وعدم التواصل الحقيقيين مع الواقع والأشخاص الحقيقيين واستبدلوا ذلك بحياة وعلاقات افتراضية، وأصبح تفاعلهم ينحصر بالشاشة الصغيرة وحسب". وعلى الرغم من ذلك فلا يخفى الدور الإيجابي الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في إضاءة العديد من المفاصل الدرسية وتزويد الأفراد بالمعلومات، وهو بذلك يعد عاملاً مساعداً في البحوث خلال وقت قصير للغاية. ويرى الخبير التقني حسنين المزروع، أن "شات ال جي بي تي، هو عبارة عن محرك البحث غوغل لكنه متطور ومعبأ بكم كبير جداً من المعلومات في شتى العلوم والمعارف". ويضيف في حديث لوكالة شفق نيوز، أنه "حين يتم البحث عن أية مدينة أو أي معلم من المعالم أو أي حقل معرفي، نجد هناك علماء وباحثون يدلون بمعلوماتهم حول الموضوع محل البحث". ويشير "إذا كان البحث مثلاً يتعلق عن مدينة أو معلم حضاري، فهناك أشخاص كثيرون يعرضون تجاربهم وزياراتهم لهذه المدينة أو ذلك المعلم ويسجلون ملاحظاتهم، وبدوره يقوم الذكاء الاصطناعي بجمع كل ما كتب عن هذه المدينة أو ذاك المعلم ويستخرج المعلومات الأكثر تشابهاً ويقدمها للباحث". ويلفت المزروعي إلى أن "الذكاء الاصطناعي مفيد للغاية كونه يقدم المعلومة ويختصر الزمن الذي يستغرقه البحث، بينما يقوم هذا الذكاء بتزويدنا بالمعلومة خلال لحظات، وخاصة في مواضيع البحوث والدراسات الأكاديمية". إلا أنه ينبه إلى أن برامج الذكاء الاصطناعي كغيرها من برامج الشبكة العنكوتية يمكن استخدامها سلباً وإيجاباً على وفق رغبة ووعي المتصفح. ويسعى الذكاء الاصطناعي بطبيعته إلى معرفة سلوكيات البشر وأنماط تفاعلهم، بغية زيادة مستويات الارتباط والتفاعل مع المستخدمين عبر تلبية بعض رغباتهم النفسية الكامنة في الاستماع إلى الثناء والإطراء. ويأتي هذا البرنامج ضمن فلسفة نفسية وتجارية تهدف إلى إبقاء المستخدم مرتبطاً ومتصلاً بالتقنية لأطول فترة ممكنة لتحقيق أهداف تجارية. ويحذر باحثون وأكاديميون من التداعيات السلبية للإفراط في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي الذي يركز بشكل مبالغ فيه على التملق والمجاملة الزائدة للمستخدم ويدفعه لاتخاذ قرارات مصيرية غير صائبة.


الميادين
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الميادين
دور نشر لبنانية: عائدون رغم الدمار!
تتوالى رسائل التحدّي والإصرار على مواصلة الكفاح واستعادة الحياة الطبيعية، التي يبثّها يومياً اللبنانيون في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية ممن أصابهم العدوان الإسرائيلي الأخير بشكل مباشر ومكثف. وإذ لم يسلم قطاعٌ في هذه المناطق من همجية الاحتلال، فإن بين المؤسسات التي تعرضت لخسائر فادحة، دورُ نشرٍ تعرضت للتدمير الكامل، فماذا يقول أصحابها لـ "الميادين الثقافية"؟ ** لا يمكن التعامل مع خبر استهداف مكتبة أو دار نشرٍ أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزّة ولبنان، بوصفه مفاجئاً أو مستغرباً أو من خارج السياق، فالعدوان الهمجي لم يستثنِ المستشفيات والطواقم الطبية، وأصاب كل عناصر الحياة ومقوماتها ومظاهرها، والكتاب ليس استثناءً. في لبنان، ربما لم يجرِ بعد إحصاء المكتبات التي تعرّضت للتدمير الكامل أو الجزئي من جراء الغارات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، ولكن ما لا شكّ فيه أنّ أقسى الضربات أصابت "دار الولاء لصناعة النشر" و"دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع"، حيث تعرّض المقر الأساسي لدار الرافدين ومستودعات دار الولاء في الضاحية الجنوبية للتدمير الكامل. في حديث لـ"الميادين الثقافية" مع مدير "دار الرافدين"، محمد هادي، ومدير "دار الولاء"، حسين خليفة، تبرز إرادة الصمود والتحدي لديهما، بصورة لا تختلف أبداً عما أظهرته عودة أهل القرى الأمامية في الجنوب إلى منازلهم رغم أنف الاحتلال، مطيحةً بأوهام الاحتلال بشأن كسر عزيمة أهل الأرض. محمد هادي، مدير "دار الرافدين"، وهي دار نشر لبنانية – عراقية تأسست عام 2004، والمسجَّلة رسمياً في البلدَين، والحاضرة في لبنان من خلال فرعَين، الأول في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية ويضمّ المكتبة الأساسية والمكاتب الإدارية والأرشيف، والثاني عبارة عن مكتبة في شارع الحمراء في بيروت، حدثنا عن خسارة الدار لفرعها الأساسي قبل تمكنه من إفراغ محتوياته من إصدارات الدار. وأشار هادي، اللبناني من أصول عراقية، إلى فقدان جزء كبير من الأرشيف الخاص بالتصاميم والمحاسبة وسواها، لافتاً إلى حسن الحظّ الذي تجلى في إخراج الكتب المخصّصة لمشاركة الدار في 3 معارض عربية رئيسة (الجزائر والشارقة والكويت) قبل ساعاتٍ قليلة من دخول الضاحية الجنوبية بشكل واسع إلى دائرة الاستهداف وتعذّر الدخول إليها من شركات الشحن أو سواها. ونوَّه هادي بالهمة العالية لدى جميع أفراد فريق الدار، الذين يمارسون مهامهم من منازلهم حاليّاً بسبب تأخر إيجاد مقرّ بديل ومؤقت حتى اليوم، متحدثاً عن العودة بشكل أقوى مع برنامج إصدارات واعد جداً في العام 2025، الذي سيكون "عام أدب الكتابة والقراءة"، جرياً على عادة الدار في اعتماد تيمة وشعار سنوي، حيث ستتمحور مواضيع معظم الإصدارات حول ما كُتِبَ عن القراءة والكتابة، وسيزيّن الغلاف الخلفي للكتب وسمٌ يحمل ذلك الشعار. ومن إصدارات الدار التي يجري العمل عليها وستصدر قريباً، بحسب هادي، "رسائل إلى شاعرة" للروائي الفرنسي غوستاف فلوبير (ترجمة سلمى الغزاوي)، و"سوانح القراءة" للكاتب العماني نعيم بن محمد الفارسي، و"غابر الأندلس وحاضرها" للمفكر السوري محمد كرد علي، و"الديانة السومرية" للدكتور خزعل الماجدي، و"المناطيد" للكاتبة البلجيكية إيميلي نوتومب (ترجمة إينانة الصالح)، و"الرجل في الرداء الأحمر" للروائي الإنجليزي جوليان بارنز (ترجمة فَيّ ناصر)، و"أفكار نيتشه حول الموسيقى" لبيار لاسير (ترجمة علي شمس الدين). وأكد هادي، أنه بالإضافة إلى الإصدارات الجديدة، ستقوم الدار باستعادة بعض العناوين الهامة من إصداراتها السابقة من خلال طبعات جديدة. في حديثه مع "الميادين الثقافية"، يصف حسين خليفة، المدير العام لدار الولاء التي تأسست عام 2000، مؤسسته بأنها منارة للعلم، ومنبر لنشر الفكر العقدي والفقهي والأخلاقي وتبليغ الرسالة إلى الأجيال الجديدة. ويتحدث خليفة عن نظرته إلى أهمية النشر بوصفه أداة مواجهة ثقافية تؤدي إلى تعزيز الهوية، وعنصراً حيوياً في الجبهة الثقافية يسهم في تشكيل الرأي العام، مؤكداً أن "دار الولاء"، ورغم التحديات الكبيرة التي واجهتها من دمار وحرق مخازنها جراء العدوان الاسرائيلي، تظل عزيمتها ثابتة على طريق استعادة مكانتها ودورها الهام. ويلفت خليفة إلى الخسارة الكبيرة التي تعرَّضت لها الدار، حيث سلم المبنى الذي يضمّ مكاتبها الإدارية من آثار العدوان، لكنها خسرت مخازنها التي تضمّ عدداً هائلاً من الكتب، ومن بينها عناوين هامة قد يتعذّر إعادة طباعتها، خصوصاً أنّ بعضها يتعلق بطبعات مشتركة مع جهات أخرى أُنجِزَت وفق عقود محدَّدة، وبينها موسوعات ضخمة ونادرة. في المقابل، يطمئننا خليفة إلى انتظام العمل مجدّداً في الدار، وإلى نيتها استعادة ما تيسّر من إصداراتها الأخيرة، التي لا تزال أصولها محفوظة في أرشيفها، تباعاً، بطبعاتٍ جديدة، رغم التحدّيات المادية الكبيرة وصعوبة تعويض الجزء الأكبر من الخسائر المادية. وإذ يوجّه خليفة من خلال "الميادين الثقافية" نداءً إلى المؤسسات التي تتشارك مع "دار الولاء" القيم ذاتها، للتضامن والمشاركة الفعّالة من أجل إعادة الدار إلى سابق عهدها، فإنه يرى في ختام حديثه معنا، أن عودة الدار هي إعادة بناء لرسالة ثقافية وفكرية سامية، لا لمبنىً مادي، واستعادة لدور ريادي في نشر الوعي والمفاهيم الأصيلة التي تساهم في بناء الأجيال القادمة وتعزيز قيم العدالة والرحمة والمحبّة.