#أحدث الأخبار مع #هارتيسيلياساحة التحرير٠٧-٠٥-٢٠٢٥سياسةساحة التحريرأمة واحدة في مواجهة حلف الأقليات!سعادة مصطفى أرشيدأمة واحدة في مواجهة حلف الأقليات! سعادة مصطفى أرشيد* انطلق مشروع التجزئة في بلادنا وفي جسد أمتنا بإرادة أجنبية، لكن كثيراً من أبناء أمتنا انخرطوا في خدمة هذا المشروع بعضهم بوعي وإدراك لمصالحهم الضيّقة فهم في هذه الحالة قادرون على الحصول على امتيازات ومواقع قيادية في الحياة الصغيرة، وذلك أفضل لمصالحهم وأنانيتهم من وجودهم مواطنين في الأمة الواحدة الموحّدة، فيما انخرط بذلك آخرون بجهالة وسطحية عندما صنع لهم الاستعمار هويات فرعية على حساب الهوية القومية الجامعة فأصبحوا يعتبرونها أوطاناً نهائيّة وأضفوا عليها القداسة والفرادة بحدودها وشخصيتها وفنونها وأزيائها وموائد طعامها، وهي وإن تصارعت مع المشروع المعادي في مرحلة من المراحل إلا أنها ستتصارع في ما بعد بين بعضها البعض في حين تتميّز علاقاتها بالمشروع المعادي بالجيدة إذ تضع نفسها في خدمته وأمام أعيننا شواهد عديدة على ذلك. هذا المشروع المعادي الغربي الصهيو – يهودي جعل من مهمة أول مندوب سامي انجليزي في فلسطين فصلها عن محيطها القوميّ وخلق هوية خاصة بها، ثم صناعة شرعيّة سياسيّة تتساوق مع التجزئة وإنْ ادّعت العكس، كذلك فعل الجنرال غورو حين صنع لبنان الكبير. فالمشروع المعادي جميعه يرفض التعامل معنا أمة واحدة ولا يريد أن يرانا إلا عشائر وقبائل وطوائف ومذاهب ومناطق واثنيات تجعل من اليهود في فلسطين الأقليّة الأكبر والقاطرة التي ستقود مقطورات حلف الأقليات. حلف الأقليات هذا مسألة ثابتة في العقل السياسي المعادي منذ قرن وربع وهي تخضع على الدوام للتحديث والتطوير. وتعكف على عملية التطوير هذه بشكل دائم مراكز الأبحاث والجامعات والمؤتمرات، فمراكز الأبحاث والجامعات قاد عملية التحديث فيها المفكر الغربي الصهيوني برنارد لويس الذي اعتبر بلادنا وأمتنا منحطتي الثقافة بسبب الدين وأن من الواجب على الغرب تفتيتها وإشعال الحروب بين مكوّناتها العرقية والمذهبية. وهو بذلك أعاد صياغة حلف الأقليات من جديد، الأمر الذي تلتزم به الإدارات الأميركية في العقدين الأخيرين. ومن الجدير أن يُذكر وأن يختزن بالذاكرة أن لويس هذا من رعاة التحالف التركي (الإسرائيلي) الذي يراه ضرورياً لتنفيذ رؤاه ومشاريعه. أما على صعيد المؤتمرات فنرى أنّ قضية الإمعان في تفتيت مجتمعاتنا مطروحة دائماً في كل المؤتمرات الغربية والإسرائيلية والتي أصبح أشهرها وأهمّها مؤتمر هارتيسيليا السنوي الذي يهدف الى تعزيز مناعة (إسرائيل) وإطالة عمرها وحجر زاوية في هذا التفكير هو تمزيقنا والتعامل معنا على أننا لسنا أمة وإنما فتات متناثر لا تجمعه أمة وإنما مذهب أو عرق. تنشط هذه الأفكار الشيطانية عندما تتوفر لها الأجواء المناسبة، كما حصل في لبنان أثناء الحرب الأهلية والمشروع الذي أعلن عن نفسه بصفاقة مع الاجتياح (الإسرائيلي) عام 1982. وهذا ما نراه اليوم في أرض الشام بعد سقوط النظام، الذي حافظ في سورية على فكرة المواطن، بغض النظر عن بعض الملاحظات، وذلك ما لم يكن يجرؤ على الإطلال برأسه في السابق. يمثل المشروع المعادي موفق طريف، ولكن هل كان من الممكن أن يجد من يشترى بضاعته الفاسدة من قبل، ولولا ميليشيات الإدارة الجديدة المنفلتة المتوحّشة، وما رآه العالم من أفاعيلهم في الساحل، وما يخططون لفعله على كل الأرض السورية، لا بد أن الأزمة التي تعرّض لها أهل جرمانا وصحنايا كانت صعبة لا على طائفة بعينها وإنما على كل من يعيش هناك، ولا أستبعد أن مَن وراء موفق طريف سعيدٌ بما حصل، وغير آسف على الضحايا، فالمخطّط (الإسرائيلي) يريد تهجيرهم إلى سفوح جبل الشيخ وإلى جنوب السويداء في سعيه لإقامة حزام طائفي. في فهمنا لا نرى دروزاً أو شيعة أو سنة أو أرثوذكس وموارنة، ولا نرى إلا المواطن بغضّ النظر عن طائفته، وإن كان بعض منا قد عضته أنياب التطرف ورأى في العدو مَن يحميه، فهو ليس إلا الإبن الضال الذي سنعمل على عودته إلى أحضان الأمة فهي ملاذه الوحيد. *سياسي فلسطيني مقيم في الكفير ـ جنين – فلسطين المحتلة 2025-05-07 The post أمة واحدة في مواجهة حلف الأقليات!سعادة مصطفى أرشيد first appeared on ساحة التحرير.
ساحة التحرير٠٧-٠٥-٢٠٢٥سياسةساحة التحريرأمة واحدة في مواجهة حلف الأقليات!سعادة مصطفى أرشيدأمة واحدة في مواجهة حلف الأقليات! سعادة مصطفى أرشيد* انطلق مشروع التجزئة في بلادنا وفي جسد أمتنا بإرادة أجنبية، لكن كثيراً من أبناء أمتنا انخرطوا في خدمة هذا المشروع بعضهم بوعي وإدراك لمصالحهم الضيّقة فهم في هذه الحالة قادرون على الحصول على امتيازات ومواقع قيادية في الحياة الصغيرة، وذلك أفضل لمصالحهم وأنانيتهم من وجودهم مواطنين في الأمة الواحدة الموحّدة، فيما انخرط بذلك آخرون بجهالة وسطحية عندما صنع لهم الاستعمار هويات فرعية على حساب الهوية القومية الجامعة فأصبحوا يعتبرونها أوطاناً نهائيّة وأضفوا عليها القداسة والفرادة بحدودها وشخصيتها وفنونها وأزيائها وموائد طعامها، وهي وإن تصارعت مع المشروع المعادي في مرحلة من المراحل إلا أنها ستتصارع في ما بعد بين بعضها البعض في حين تتميّز علاقاتها بالمشروع المعادي بالجيدة إذ تضع نفسها في خدمته وأمام أعيننا شواهد عديدة على ذلك. هذا المشروع المعادي الغربي الصهيو – يهودي جعل من مهمة أول مندوب سامي انجليزي في فلسطين فصلها عن محيطها القوميّ وخلق هوية خاصة بها، ثم صناعة شرعيّة سياسيّة تتساوق مع التجزئة وإنْ ادّعت العكس، كذلك فعل الجنرال غورو حين صنع لبنان الكبير. فالمشروع المعادي جميعه يرفض التعامل معنا أمة واحدة ولا يريد أن يرانا إلا عشائر وقبائل وطوائف ومذاهب ومناطق واثنيات تجعل من اليهود في فلسطين الأقليّة الأكبر والقاطرة التي ستقود مقطورات حلف الأقليات. حلف الأقليات هذا مسألة ثابتة في العقل السياسي المعادي منذ قرن وربع وهي تخضع على الدوام للتحديث والتطوير. وتعكف على عملية التطوير هذه بشكل دائم مراكز الأبحاث والجامعات والمؤتمرات، فمراكز الأبحاث والجامعات قاد عملية التحديث فيها المفكر الغربي الصهيوني برنارد لويس الذي اعتبر بلادنا وأمتنا منحطتي الثقافة بسبب الدين وأن من الواجب على الغرب تفتيتها وإشعال الحروب بين مكوّناتها العرقية والمذهبية. وهو بذلك أعاد صياغة حلف الأقليات من جديد، الأمر الذي تلتزم به الإدارات الأميركية في العقدين الأخيرين. ومن الجدير أن يُذكر وأن يختزن بالذاكرة أن لويس هذا من رعاة التحالف التركي (الإسرائيلي) الذي يراه ضرورياً لتنفيذ رؤاه ومشاريعه. أما على صعيد المؤتمرات فنرى أنّ قضية الإمعان في تفتيت مجتمعاتنا مطروحة دائماً في كل المؤتمرات الغربية والإسرائيلية والتي أصبح أشهرها وأهمّها مؤتمر هارتيسيليا السنوي الذي يهدف الى تعزيز مناعة (إسرائيل) وإطالة عمرها وحجر زاوية في هذا التفكير هو تمزيقنا والتعامل معنا على أننا لسنا أمة وإنما فتات متناثر لا تجمعه أمة وإنما مذهب أو عرق. تنشط هذه الأفكار الشيطانية عندما تتوفر لها الأجواء المناسبة، كما حصل في لبنان أثناء الحرب الأهلية والمشروع الذي أعلن عن نفسه بصفاقة مع الاجتياح (الإسرائيلي) عام 1982. وهذا ما نراه اليوم في أرض الشام بعد سقوط النظام، الذي حافظ في سورية على فكرة المواطن، بغض النظر عن بعض الملاحظات، وذلك ما لم يكن يجرؤ على الإطلال برأسه في السابق. يمثل المشروع المعادي موفق طريف، ولكن هل كان من الممكن أن يجد من يشترى بضاعته الفاسدة من قبل، ولولا ميليشيات الإدارة الجديدة المنفلتة المتوحّشة، وما رآه العالم من أفاعيلهم في الساحل، وما يخططون لفعله على كل الأرض السورية، لا بد أن الأزمة التي تعرّض لها أهل جرمانا وصحنايا كانت صعبة لا على طائفة بعينها وإنما على كل من يعيش هناك، ولا أستبعد أن مَن وراء موفق طريف سعيدٌ بما حصل، وغير آسف على الضحايا، فالمخطّط (الإسرائيلي) يريد تهجيرهم إلى سفوح جبل الشيخ وإلى جنوب السويداء في سعيه لإقامة حزام طائفي. في فهمنا لا نرى دروزاً أو شيعة أو سنة أو أرثوذكس وموارنة، ولا نرى إلا المواطن بغضّ النظر عن طائفته، وإن كان بعض منا قد عضته أنياب التطرف ورأى في العدو مَن يحميه، فهو ليس إلا الإبن الضال الذي سنعمل على عودته إلى أحضان الأمة فهي ملاذه الوحيد. *سياسي فلسطيني مقيم في الكفير ـ جنين – فلسطين المحتلة 2025-05-07 The post أمة واحدة في مواجهة حلف الأقليات!سعادة مصطفى أرشيد first appeared on ساحة التحرير.