logo
#

أحدث الأخبار مع #هاونروسي

بيئة خصبة لفيروس "هانتا"
بيئة خصبة لفيروس "هانتا"

العربي الجديد

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • العربي الجديد

بيئة خصبة لفيروس "هانتا"

حين صرحت بعض الجهات بظهور فيروس "هانتا" في العاصمة السودانية الخرطوم ، ظن البعض أن في الأمر تضخيماً للآثار البيئية للحرب . غير أن الحقيقة الدامغة ظهرت مع تكدُّس الجثث المتحلّلة في الشوارع، والمدفونة من دون اتباع البروتوكولات المتعارف عليها للتخلص من الجثث، لتصبح غذاء للكلاب والقطط والقوارض التي تتكاثر في مثل هذه البيئة الخصبة. ومع تكاثر القوارض تتراكم مخلفاتها متسببة في نشر المرض الفيروسي الذي ينتقل من القوارض إلى البشر، مسبباً الكثير من الأضرار للرئتين والكلى، وقد يصل تأثيره إلى حد الإصابة بالسرطان. ما يربط انتشار الفيروس بالحروب هو فوضى الإصحاح البيئي، وانتشار الأشلاء البشرية والحيوانية والنفايات، وانشغال الجهات الرسمية عن كل ما عدا التسليح والقتل والتدمير. ربما يرى بعض المتحاربين انتصارات عسكرية في تدمير البنية التحتية، وإحراق المحاصيل، وتلويث آبار المياه، وتسميم التربة. لكنها مزايا قصيرة الأجل، وتترتب عليها عواقب مدمرة قد تستمر لعقود طويلة. لا يعدّ فيروس "هانتا" جديداً، وتقول الطبيبة المتخصصة في الأعصاب سمية الشيخ إنه ظهر في عام 1950 خلال الحرب الكورية، وهناك من يؤكد ظهوره قبل ذلك إبان حرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى. وتتحدث التقارير عن انتشار كبير للقوارض في خنادق الجنود الروس والأوكرانيين، وأظهرت مقاطع فيديو شاركها جنود على وسائل التواصل الاجتماعي مدى تفشي المرض على الخطوط الأمامية، حيث شوهدت الفئران والجرذان وهي تتجوّل تحت الأسرّة، وفي حقائب الظهر، وجيوب المعاطف، وأغطية الوسائد، وظهرت فئران وهي تتدفق من برج هاون روسي مثل الرصاص. وبدأت عمليات مراقبة مرض فيروس "هانتا" في الولايات المتحدة في عام 1993، بعد تفشي مرض تنفسي حاد في منطقة "فور كورنرز". صحة التحديثات الحية حرب السودان... تزايد الإجهاض ووفيات الحوامل والرضع وتبدأ أعراض الإصابة بالفيروس بالحُمَّى المفاجئة والصداع وأوجاع العضلات، والتي تظهر عادةً بعد أسبوعين من التَّعرُّض لبراز أو بول القوارض، أو استنشاق الغبار المشبّع بهذه المخلفات، كما قد يعاني الأشخاص من آلامٍ في البطن، أو الإسهال أو القيء. ورغم التركيز الكبير على الآثار الوخيمة للحرب على بيئة الخرطوم ومدن السودان الكبرى، إلا أن هناك رصداً لعمليات عودة مكثفة للسكان، من دون وعي كاف بما حل ببيئتهم على مدار عامين من حرب المدن. ويجهد البعض في إيصال رسائل تحذيرية وإرشادية حول أفضل طرق التعامل مع فيروس "هانتا"، وهي منعه من الانتشار عن طريق تقليل التعرض للقوارض، وذلك باتباع إجراءات ممكنة، من قبيل التعامل الصحي مع بقايا الجثث، وعدم إزالة المخلفات عن طريق الكنس درءاً لإثارة الغبار، والتهوية، وسد شقوق الجدران، ودفن القوارض الميتة. (متخصص في شؤون البيئة)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store