logo
#

أحدث الأخبار مع #هاياو_ميازاكي

لماذا احتضنت صناعة الأنمي في اليابان الذكاء الاصطناعي؟
لماذا احتضنت صناعة الأنمي في اليابان الذكاء الاصطناعي؟

الغد

timeمنذ 15 ساعات

  • ترفيه
  • الغد

لماذا احتضنت صناعة الأنمي في اليابان الذكاء الاصطناعي؟

تسمح قوانين اليابان باستخدام المحتوى المحمي بحقوق النشر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من قلق الفنانين على مستقبلهم، فإن بعض الجوانب الثقافية والاجتماعية في البلاد قد تسهّل قبول الذكاء الاصطناعي. اضافة اعلان عندما تم إصدار فلتر الذكاء الاصطناعي المستوحى من أسلوب ستوديو غيبلي الذي يحوّل الصور والفيديوهات إلى رسومات تشبه أنمي هاياو ميازاكي، اشتعل جدل واسع حول حقوق الفنانين. وعلى الرغم من أن ستوديو غيبلي لم يرد مباشرة على هذا الترند، فقد أعيد تداول مقابلة تعود لعام 2016 مع الشريك المؤسس للاستوديو، قال فيها ميازاكي إنه شعر بـ"اشمئزاز تام" من المحتوى المُنتج بالذكاء الاصطناعي، واصفًا إياه بأنه "إهانة للحياة نفسها". لكن ذلك لم يمنع اليابان من دفع عجلة تطوير الذكاء الاصطناعي. فقد تم تعديل قانون حقوق النشر الياباني عام 2019، وهو يُفسَّر على نطاق واسع بأنه يتيح استخدام المواد المحمية بحقوق النشر لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى إذن صاحب الحق. هذا القانون أكثر تساهلًا مقارنة بنظيره في الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، ويهدف إلى جذب المستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي. أبدى الفنانون اليابانيون قلقًا واضحًا من هذه التطورات. فبحسب استبيان أجرته مؤسسة "عمّال الفنون في اليابان" عام 2023 وشمل قرابة 27 ألف شخص يعملون في المجالات الإبداعية، أعرب 94% منهم عن مخاوفهم من انتهاك الذكاء الاصطناعي لحقوقهم. في محاولة لتوضيح الموقف، أشارت وكالة الشؤون الثقافية اليابانية العام الماضي إلى أن هذه القوانين المتساهلة لا تنطبق إذا كان استغلال الأعمال المحمية يضر "بشكل غير مبرر" بمصالح صاحب الحق. لكن أي محاولة للدفاع عن حقوق النشر الآن ستكون صعبة. فحتى لو تم الاتفاق قانونيًا على أن استخدام المحتوى المحمي لتدريب النماذج أمر غير مشروع، فإن الجميع تأثر بهذا التوجه، بحسب تشارلي فينك، أستاذ الذكاء الاصطناعي السينمائي في جامعة تشابمان، كاليفورنيا. ويقول: "السؤال هو: إذا كانت الجريمة بهذا الحجم، فكيف يمكن التعامل مع الضرر؟" صناعة الأنمي تواجه نقصًا في اليد العاملة ضمن استراتيجية "كول جابان" للترويج للثقافة اليابانية عالميًا، تُعد صناعة الأنمي واحدة من أبرز صادرات القوة الناعمة في البلاد. فقد شهدت هذه الصناعة طفرة عالمية دفعت السوق الياباني لتحقيق رقم قياسي في عام 2023، مع إنتاج ما يصل إلى 300 مسلسل تلفزيوني، بحسب تقرير سنوي صادر عن جمعية الأنمي اليابانية. وقد بدأ الذكاء الاصطناعي يشكّل جزءًا من هذه الصناعة. ففي مارس 2025، تم إطلاق أول فيلم أنمي مدعوم بالذكاء الاصطناعي بعنوان "توينز هيناهيما". كما استخدمت نتفليكس اليابان الذكاء الاصطناعي في فيلم قصير بعنوان "الكلب والولد" لتوليد خلفيات المشاهد. ويعاني القطاع من أزمة في العمالة نتيجة ظروف العمل غير الجذابة. تقرير صادر عام 2024 عن جمعية ثقافة الأنمي والسينما في اليابان أظهر أن العاملين يتعرضون لضغوط كبيرة ويتقاضون أجورًا متدنية، وغالبًا ما تقل أجورهم عن الحد الأدنى الرسمي للأجور في البلاد. لهذا، يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كحل لسد هذا النقص، وفقًا لما قاله رولاند كيلتس، خبير أنمي وأستاذ زائر في جامعة واسيدا بطوكيو. ويضيف: "عدد السكان في انخفاض، ولا يوجد الكثير من الفنانين الشباب، وهم يتقاضون أجورًا زهيدة مقابل عمل شاق." الروبوتات كدعم تقني لا بديل بشري استوديو الإنتاج K&K Design يستخدم الذكاء الاصطناعي ضمن عملياته، من خلال نسخة مخصصة من نموذج "ستابل ديفيوجن". ويساعد هذا النموذج في التلوين وتوليد الخلفيات وتحويل الصور والفيديوهات إلى أنمي، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد، بحسب هيروشي كاواكامي، نائب رئيس الشركة. ويقول كاواكامي إن مقطع أنمي مدته 5 ثوانٍ، كان يستغرق أسبوعًا من العمل اليدوي، يمكن الآن إنتاجه خلال يوم واحد فقط من خلال إدخال رسمتين إلى نموذج الذكاء الاصطناعي. مع ذلك، وبالرغم من أن 60% من الفنانين اليابانيين قلقون من فقدان وظائفهم لصالح الذكاء الاصطناعي، يؤكد كاواكامي أن الذكاء الاصطناعي يضطلع بدور داعم، ولن يتمكن من تعويض الحكم البشري أو الإبداع الفني. ثقافة تتقبل التكنولوجيا يقول كيلتس إن الاستوديوهات تنتج أعمال أنمي تُعرض في برامج تلفزيونية ليلية، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في هذا الإنتاج دون تهديد للجانب الإبداعي. ويشرح أن الثقافة اليابانية لا ترى في الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات تهديدًا وجوديًا كما هو الحال في بعض الثقافات الأخرى، مشيرًا إلى أن ديانة الشنتو في اليابان تؤمن بأن لكل شيء روح (كامي)، ولذلك فإن التكنولوجيا تُعتبر جزءًا من الطبيعة لا خارجًا عنها. ويضيف: "أول بطل في عالم الأنمي كان أسترو بوي – نصف إنسان، نصف روبوت." دروس من هوليوود في الوقت نفسه، يتأثر صانعو الأفلام حول العالم بهذا التوجه، وقد بدأ كثيرون في دمج الذكاء الاصطناعي في أعمالهم. المخرج الكندي المستقل تايلور نيكسون-سميث، الذي يكتب عن تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة السينما، يقول إنه يستخدم تشات جي بي تي لتوليد قوائم المهام قبل التصوير، وتوحيد الأبحاث، وصياغة العقود التشغيلية، لكنه يصر على أن معظم مهام صناعة الأفلام لا تزال تحتاج إلى تدخل بشري. ويضيف: "ما زلت بحاجة إلى مصمم أزياء لتخطيط الإطلالات، وإلى مشترين لشراء الملابس، وخياطين لتفصيلها بما يناسب الممثلين." أما تشارلي فينك، المنتج السابق في ديزني، فيقول إن استخدام هذه التقنية المتطورة سيقود إلى "عصر ذهبي جديد" لهوليوود، يكون أكثر ديمقراطية، حيث سيتمكن الفرد من إنتاج فيلم بميزانية بسيطة. ويعتقد فينك أن وجود مئات الأشخاص في إنتاج فيلم حيّ قد يصبح من الماضي، ويضيف أن الأداءات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي "ستتغير تمامًا في السنوات القادمة". وقد دفع هذا التهديد المتزايد ممثلي هوليوود إلى الإضراب العام الماضي، احتجاجًا على غياب الضمانات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في عقود العمل. وفي أبريل الماضي، أُعيد تقديم مشروع قانون "لا للمزيفين" (NO FAKES Act) في الكونغرس الأميركي، وهو قانون يستهدف منع النسخ غير المصرح بها الناتجة عن الذكاء الاصطناعي. وقد حصل على دعم من شركات كبرى مثل ديزني، ويوتيوب، ونقابة SAG-AFTRA، وحتى OpenAI. مع ذلك، يرى فينك أن هذا التشريع يمثل فقط "المرحلة الأولى من الحزن"، مؤكدًا أن صعود الذكاء الاصطناعي أمر حتمي. وينصح بالاستعداد له بدلاً من مقاومته: "الاضطراب يعني أيضًا الفرصة، وفقا لما نشره موقع دويتشيه فيليه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store