#أحدث الأخبار مع #هايديالجميزيالدستور٠٢-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالدستورمينيكه شيبر: الأرامل ضحايا التقاليد التراثية في الشرق والغرب سواء (خاص)من قصص الأرامل، إلى رماد المصور الحربي، إلى الروح التي تؤكل بالسحر، تُشيد الكاتبة الباحثة والأكاديمية "مينيكه شيبر، عالمًا رمزيًا تتقاطع فيه الأسطورة مع الحقيقة، والذات مع الآخر، والجسد مع السلطة، وبعين الأنثروبولوجية التي لا تكتفي بالملاحظة، وبقلب الروائية، تدوّن سرديات غيبها التاريخ الرسمي، وتحاور الأسئلة الصامتة في ضمير الشعوب. في هذا الحوار، تفتح الكاتبة والباحثة الأكاديمية الهولندية دفاترها، وتتأمل مع قارئها العلاقة بين المعرفة والخيال، وبين الواقع والرمز، وبين المرأة والذاكرة. في الحوار التالي الذي بترجمة الباحثة والأكاديمية هايدي الجميزي تكشف مينيكه شيبر واقع حياة الأرامل عبر التاريخ: كيف ترين هذا التداخل بين البحثي والإبداعي في مسيرتك؟ هل لعب اشتغالك بالبحث الأكاديمي دور في أن ترتبط أعمالك الروائية بعالم الأساطير والخرافة؟ عملي الأكاديمي له بالطبع تأثير على كتاباتي الإبداعية، ففي تلك الفترة التي أقمت فيها في "الكونغو" لتدريس الأدب الإفريقي والفرانكفوني باللغة الفرنسية، كتبت أول أعمالي الروائية "نهر كونراد"، وكتبت كذلك الدكتوراة الخاصة بي في هذه الفترة في "الأدب الإفريقي"، وهناك روايات كُتبت من قِبل أفريقيين، يمكنك أن ترى من خلالها كيف لاحظوا تصرفات وتعاملات الغرب والأوروبيون عند تواجدهم في إفريقيا، وكنت أول من كتب عن ذلك، كان هناك الكثير من الصور النمطية عن الأفريقيين في أوروبا، ولكن الأوروبيون لم يفكروا إطلاقًا في كيف يتم رؤية تصرفاتهم من منظور الشخص الإفريقي، وهذا ما كنت أعمل عليه هناك. هل الأرامل ضحايا التقاليد التراثية والممارسات في أجزاء كثيرة من العالم، وهن الغرث غير الموجود في الحسبان من أوروبا إلى افغانستان؟ إن الزوجات حين يصبحن أرامل يعتقدن أنه لم يعد لهن قيمة بعد الآن، وأنه من الأفضل لهن أن يتبعن أزواجهن إلى الموت، وما وجدته كان مدهش إلى حد كبير، أكم من الزوجات اخترن ان يتبعن ازواجهن، وفي بعض الأحيان كان ذلك بالمعنى الحرفي؛ بأن يدفن أحياء معه. كتب المؤرخ اليوناني هيرودوت عن قبيلة في إحدى الأماكن في أوروبا وقال: "يمكنك أن ترى رجلًا مهمًا يُدفن، ولكن زوجة واحدة فقط من زوجاته العديدات هي التي يسمح لها ان تذهب معه. وباختيار تلك الزوجة، فإن باقي الزوجات يشعرن بالإهانة لأنه لم يتم اختيارهن، يشعرن انه تم التقليل منهن ومن قيمتهن ويكن بالفعل غير سعداء لأنهن غير قادرات أن يكن معه". وهناك أشكال أخرى عديدة مرتبطة بممارسات الأرامل. بعض الأرامل يقمن بشنق أنفسهن لان في الحياة الأخرى (بعد الموت) يكون جسدهن غير جيد، جسد مشوه وعليه ستذهب معه. لك أن تعرف أن هناك الكثير من الشنق في أوقيانوسيا. وفي الهند على سبيل المثال كانت الزوجات تحرقن أحياء مع أزواجهن وكان يتم تشجيعهن على ذلك في الماضي. وفي عام 1892 تم سن قانون يحظر تلك الممارسات. وحتى بعد ذلك القانون، مازال يحدث ذلك من حينٍ إلى آخر. كان هناك نص ديني قديم يقول إنه في حال أن الزوج كان مجرمًا، فإذا أُحرقت الزوجة معه، فانه سيتم تطهيره من كل خطاياه وذلك من خلال تضحيتها وأن مكافأتها هي أنها لن ترجع ثانية في صورة امرأة. في دورة الحياة أنت ترجع مرة أخرى للحياة، ولكن في هيئة شخص آخر. وفي الحياة التالية لتلك الزوجة، ستكون مكافئتها أن ترجع في صورة رجل نتاج تضحيتها بنفسها. الأرامل هل يتمتعن الأرامل في الغرب بحياة أقل قسوة من أرامل الشرق ؟ أما بخصوص إن كانت الأرامل في الغرب يتمتعن بالحياة أكثر من الشرق، فالإجابة هي لا. عندما جاء أول مبشر إلى دولتي وإلى ألمانيا كان مبشر مشهور يُدعى بونيسيف قال: الزوجات يحببن أزواجهن كثيرًا لدرجة أنه حين يموت الزوج ويدفن، فان الزوجة تقوم بشنق نفسها ويتم دفن حبل المشنقة هذا معها في القبر كجزء من الطقوس. كان هذا المبشر من أيرلندا أو إنجلترا. وقيل أيضًا أن الزوجات يحببن أزواجهن كثيرًا لدرجة انهن لا يتحملن فكرة ان يستمررن في حياتهن دونهم. وجدت ذلك في أماكن مختلفة كثيرة. وهذا يعني أنك كزوجة بداخلك فكرة أنه لن تستطيعي البقاء على قيد الحياة وأن يتم قبولك لانه تم رفضك من قِبل المجتمع كشخص طبيعي، وهذا مثير للاهتمام. يذكر أن مينيكيه شيبر روائية وفنانة بدأت نشاطها في المسرح. درست اللغة الفرنسية والفلسفة في جامعة أمستردام الحرة، ودرست النظرية الأدبية والأدب المقارن في جامعة أولتريخت. بدأت حياتها العملية بتدريس اللغة الفرنسية والأدب الأفريقي، وكانت أطروحتها التي تقدمت بها للحصول على درجة الدكتوراه عام 1973 أول رسالة دكتوراه في هولندا عن الآداب الأفريقية. وهي لا تزال تحتفظ بمنصبها كباحثة في مركز جامعة لايدن للآداب والفنون، لكنها متفرغة حاليا للكتابة.
الدستور٠٢-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالدستورمينيكه شيبر: الأرامل ضحايا التقاليد التراثية في الشرق والغرب سواء (خاص)من قصص الأرامل، إلى رماد المصور الحربي، إلى الروح التي تؤكل بالسحر، تُشيد الكاتبة الباحثة والأكاديمية "مينيكه شيبر، عالمًا رمزيًا تتقاطع فيه الأسطورة مع الحقيقة، والذات مع الآخر، والجسد مع السلطة، وبعين الأنثروبولوجية التي لا تكتفي بالملاحظة، وبقلب الروائية، تدوّن سرديات غيبها التاريخ الرسمي، وتحاور الأسئلة الصامتة في ضمير الشعوب. في هذا الحوار، تفتح الكاتبة والباحثة الأكاديمية الهولندية دفاترها، وتتأمل مع قارئها العلاقة بين المعرفة والخيال، وبين الواقع والرمز، وبين المرأة والذاكرة. في الحوار التالي الذي بترجمة الباحثة والأكاديمية هايدي الجميزي تكشف مينيكه شيبر واقع حياة الأرامل عبر التاريخ: كيف ترين هذا التداخل بين البحثي والإبداعي في مسيرتك؟ هل لعب اشتغالك بالبحث الأكاديمي دور في أن ترتبط أعمالك الروائية بعالم الأساطير والخرافة؟ عملي الأكاديمي له بالطبع تأثير على كتاباتي الإبداعية، ففي تلك الفترة التي أقمت فيها في "الكونغو" لتدريس الأدب الإفريقي والفرانكفوني باللغة الفرنسية، كتبت أول أعمالي الروائية "نهر كونراد"، وكتبت كذلك الدكتوراة الخاصة بي في هذه الفترة في "الأدب الإفريقي"، وهناك روايات كُتبت من قِبل أفريقيين، يمكنك أن ترى من خلالها كيف لاحظوا تصرفات وتعاملات الغرب والأوروبيون عند تواجدهم في إفريقيا، وكنت أول من كتب عن ذلك، كان هناك الكثير من الصور النمطية عن الأفريقيين في أوروبا، ولكن الأوروبيون لم يفكروا إطلاقًا في كيف يتم رؤية تصرفاتهم من منظور الشخص الإفريقي، وهذا ما كنت أعمل عليه هناك. هل الأرامل ضحايا التقاليد التراثية والممارسات في أجزاء كثيرة من العالم، وهن الغرث غير الموجود في الحسبان من أوروبا إلى افغانستان؟ إن الزوجات حين يصبحن أرامل يعتقدن أنه لم يعد لهن قيمة بعد الآن، وأنه من الأفضل لهن أن يتبعن أزواجهن إلى الموت، وما وجدته كان مدهش إلى حد كبير، أكم من الزوجات اخترن ان يتبعن ازواجهن، وفي بعض الأحيان كان ذلك بالمعنى الحرفي؛ بأن يدفن أحياء معه. كتب المؤرخ اليوناني هيرودوت عن قبيلة في إحدى الأماكن في أوروبا وقال: "يمكنك أن ترى رجلًا مهمًا يُدفن، ولكن زوجة واحدة فقط من زوجاته العديدات هي التي يسمح لها ان تذهب معه. وباختيار تلك الزوجة، فإن باقي الزوجات يشعرن بالإهانة لأنه لم يتم اختيارهن، يشعرن انه تم التقليل منهن ومن قيمتهن ويكن بالفعل غير سعداء لأنهن غير قادرات أن يكن معه". وهناك أشكال أخرى عديدة مرتبطة بممارسات الأرامل. بعض الأرامل يقمن بشنق أنفسهن لان في الحياة الأخرى (بعد الموت) يكون جسدهن غير جيد، جسد مشوه وعليه ستذهب معه. لك أن تعرف أن هناك الكثير من الشنق في أوقيانوسيا. وفي الهند على سبيل المثال كانت الزوجات تحرقن أحياء مع أزواجهن وكان يتم تشجيعهن على ذلك في الماضي. وفي عام 1892 تم سن قانون يحظر تلك الممارسات. وحتى بعد ذلك القانون، مازال يحدث ذلك من حينٍ إلى آخر. كان هناك نص ديني قديم يقول إنه في حال أن الزوج كان مجرمًا، فإذا أُحرقت الزوجة معه، فانه سيتم تطهيره من كل خطاياه وذلك من خلال تضحيتها وأن مكافأتها هي أنها لن ترجع ثانية في صورة امرأة. في دورة الحياة أنت ترجع مرة أخرى للحياة، ولكن في هيئة شخص آخر. وفي الحياة التالية لتلك الزوجة، ستكون مكافئتها أن ترجع في صورة رجل نتاج تضحيتها بنفسها. الأرامل هل يتمتعن الأرامل في الغرب بحياة أقل قسوة من أرامل الشرق ؟ أما بخصوص إن كانت الأرامل في الغرب يتمتعن بالحياة أكثر من الشرق، فالإجابة هي لا. عندما جاء أول مبشر إلى دولتي وإلى ألمانيا كان مبشر مشهور يُدعى بونيسيف قال: الزوجات يحببن أزواجهن كثيرًا لدرجة أنه حين يموت الزوج ويدفن، فان الزوجة تقوم بشنق نفسها ويتم دفن حبل المشنقة هذا معها في القبر كجزء من الطقوس. كان هذا المبشر من أيرلندا أو إنجلترا. وقيل أيضًا أن الزوجات يحببن أزواجهن كثيرًا لدرجة انهن لا يتحملن فكرة ان يستمررن في حياتهن دونهم. وجدت ذلك في أماكن مختلفة كثيرة. وهذا يعني أنك كزوجة بداخلك فكرة أنه لن تستطيعي البقاء على قيد الحياة وأن يتم قبولك لانه تم رفضك من قِبل المجتمع كشخص طبيعي، وهذا مثير للاهتمام. يذكر أن مينيكيه شيبر روائية وفنانة بدأت نشاطها في المسرح. درست اللغة الفرنسية والفلسفة في جامعة أمستردام الحرة، ودرست النظرية الأدبية والأدب المقارن في جامعة أولتريخت. بدأت حياتها العملية بتدريس اللغة الفرنسية والأدب الأفريقي، وكانت أطروحتها التي تقدمت بها للحصول على درجة الدكتوراه عام 1973 أول رسالة دكتوراه في هولندا عن الآداب الأفريقية. وهي لا تزال تحتفظ بمنصبها كباحثة في مركز جامعة لايدن للآداب والفنون، لكنها متفرغة حاليا للكتابة.