logo
#

أحدث الأخبار مع #هرتيل

كليلة ودمنة
كليلة ودمنة

البيان

timeمنذ يوم واحد

  • ترفيه
  • البيان

كليلة ودمنة

حظي كتاب «كليلة ودمنة» العجيب من أمم الشرق والغرب من التقريب والتهذيب؛ بما لم يحظَ به كتاب غيره من كتب الأعاريب. فقد تكرر طبعه، وتوالى رصعه، وعمَّ نفعه، فتنافست الأمم في اقتنائه، وتسابقت الشعوب في ادخاره، فلا تكاد تجد عالماً، أو متعلماً، أو أديباً أو مثقفاً إلا وقرأه واطلع عليه واستفاد منه، واقتبس من نصوصه أو تأثر فيه. ولا غرو في ذلك، فقد احتوى على كنوز من الحكم، وضروب من الآداب والشيم، وألوان من السياسة، وأنواع من الكياسة، في قوالب جميلة من القصص والأمثال النبيلة؛ ما جعل منه طرفة غالية، ودرة ثمينة؛ يُمتّعُ بها القارئ الأريب عقله، ويصقل بها المطالع الأديب طبعه، ويهذب إحساسه، ويجدد شعوره، معاً. على أن نسخته العربية أصل لكل نسخه في اللغات الأخرى، فصارت أمّاً يَحتكمُ إليها ناشدُ التصحيح والترجمة والترجيح. وحسبك أن مُسْتَشْرِقَيْنِ كبيرين اعتنيا به أيّما عناية؛ أما أحدهما فهو المستشرق هرتيل؛ فحينما عثر على كتاب (بنج تنترا) الهندي، وهو يُعدّ أصلاً من أصول كتابنا «كليلة ودمنة» فما كان منه إلا أن دعا جماعة المستشرقين إلى تحري النص العربي الصحيح ليستعين به على الأصل الهندي. وأما المستشرق برستيد رئيس المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو؛ فقد منحه من وقته واهتمامه فعكف عليه مدة يدرس أصوله كي يتمكن من تصحيح النص العربي، وكان قبل ذلك قد حرص على الحصول على أكبر عدد ممكن من مخطوطاته الكثيرة التي توزعت في أرجاء الدنيا، وقد طلب العون من الأدباء في الشرق والغرب لمساعدته في إنهاء هذا العمل الجليل. فلا جرم أن كانت طبعته الأولى في باريس عام 1816م على يد المستشرق الكبير «سلفيتر دي ساسي». وكل الطبعات العربية التي طبعت في العالم العربي من بعدُ طبعت عن نشرة «دي ساسي»، لا سيما الطبعتان التي أخرجتهما بولاق سنة 1249 وسنة 1251هـ. وربما تكمن أهمية هذا الكتاب في تاريخ كتابته، فقد كُتب في منتصف القرن الثاني من الهجرة، وبذا يكون من أقدم الكتب الموجودة لدينا بالنثر العربي، كما يعدُّ أسلوبه أقدم مثال على أساليب الإنشاء في لغتنا العالية! ونظراً لأهمية الكتاب فإن شاعرين كبيرين نظماه شعراً، هما: أبان بن عبدالحميد، والرودكي شاعر الفرس الأول. قال الجاحظ: «رأيت الصبيان يرددون حكايات (كليلة ودمنة) من كثرة انتشارها». وقال الرافعي لتلميذه أبي رية حينما سأله كيف يصبح أديباً يمتلك ناصية الأدب، قال: «واصرف همك من كتب الأدب العربي إلى كليلة ودمنة». على أن الرافعي نفسه قد استوحى من لغة الكتاب في أدبه؛ في سياق نقد أدبي، أو في مقاطع فكاهية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store