#أحدث الأخبار مع #هلكيوبترالعربي الجديدمنذ 2 أيامترفيهالعربي الجديد"حصانة ديبلوماسية": تشويق سينمائي عادي في كشف وقائع مُكرّرةترغب الألمانية سارة وولف (جاين غورسو) في سفر إلى الولايات المتحدّة الأميركية، لعمل جديد في شركة أمنية، رفقة ابنها الوحيد جوشوا (ريكسون غاي دي سيلفا). مُتعبةٌ من مدينتها، ومن ماضٍ لها يُثقل عليها إلى الآن، فمع سماعها صوت طائرة هلكيوبتر مدنية، تنتابها صُور من لحظة دموية، تدفعها إلى تصرّف عنيفٍ مع آخرين وأخريات. جندية سابقة في وحدة "فيرنشبير" في الجيش الألماني (وحدة استطلاع)، متدرّبة بامتياز في مجالات التخفي والتسلّل والاستطلاع، ستكون الناجية الوحيدة من فرقة ألمانية أميركية تتعرّض لكمينٍ في أفغانستان عام 2017، فيُقتل أفرادها الثمانية الآخرون، وتُصاب بشظية في كتفها، وبعطبٍ نفسيّ (اضطراب يتلو التعرّض لصدمة نفسية)، فزوجها جنديّ أميركي في الفرقة نفسها. هذا اختزال لشخصية سارة وولف في "حصانة ديبلوماسية" (2025)، للألماني كريستيان زوبرت (الترجمة العربية للعنوان الإنكليزي، Exterritorial، مُعتَمدة في "نتفليكس" )، تنكشف تفاصيلها (الشخصية) تدريجياً، إذْ "تُحاصَر" المرأة في مبنى القنصلية الأميركية في فرانكفورت (أكثر من مرّة، هناك لقطات علوية للمبنى، لتبيان ضخامته المعمارية ومساحته الجغرافية الكبيرة، بما يتناسب مع إظهار القوة والنفوذ الأميركيين)، بعد "اختفاء" جوشوا. كلّ شيءٍ سيحصل في المبنى، فالجندية أمٌّ لن ترضخ أمام أي ضغطٍ، ولن تستسلم إلى أي سلطة ونفوذ و"منطق" و"واقع"، قبل استعادته. هذا يعني أنّ هناك تشويقاً بصرياً يمزج بهلوانيات إيثان هانت (توم كروز)، في سلسلة "مهمّة: مستحيلة"، ببطولات جيمس بوند مثلاً. كلّ التقنيات الأميركية المتطوّرة، المستخدمة عادة في المؤسّسات الرسمية، لن تُعيق سارة في بحثها عن وحيدها (ثمانية أعوام). كلّ الغطرسة الأميركية "تنهار" أمام الوحش الغاضب في ذات سارة. كلّ الديبلوماسية الأميركية ، التي يغلبها خبثٌ واحتيال وخداع كأي ديبلوماسية أخرى وإنْ بمستويات مختلفة وقدرات متنوّعة، تفشل في إقناع أمٍّ، تريد ابنها فقط. موقف التحديثات الحية أميركا تنتقد أميركا: سينما كاشفة وفاضحة في الحبكة (كتابة زوبرت نفسه)، تنكشف خفايا تعتاد السينما الأميركية الاشتغال عليها: هناك فسادٌ كثير في المؤسّسات الرسمية، الأمنية والعسكرية والسياسية والديبلوماسية. هناك "أبطال"، في الميدان والمواجهة المباشرة مع العدوّ، يُتخلّى عنهم/عنهنّ بعد تعرّضهم لإصابات جسدية وأعطابٍ نفسية، ما يدفع بعض هؤلاء إلى ارتكاب المعصية: التعامل مع العدوّ من أجل المال، فالرواتب قليلة اصلاً، والضمانات غير متوفّرة، وبعض "الأبطال" يريد تأمين مستقبل متين لأولاده. هذه الحجّة مُستخدمة في آلاف الساعات السينمائية والتلفزيونية الأميركية، لتعرية وقائع، إنْ يكن شيءٌ منها، على الأقل، صحيحاً، فهذا يعني أنّ المستور مخيفٌ. نقد أميركا، سينمائياً، متنوّع المستويات، وبعضه مباشر وواضح في أفلامٍ أميركية تمتلك شرطها السينمائي الممتع والمؤثّر، والدافع إلى تفكير ونقاش. "حصانة ديبلوماسية" غير معنيّ بهذا، وإنجازه مُتقن الصُنعة من دون إبهار، وأسئلته مُكرّرة وتكرارها مملّ، والتمثيل فيه عاديّ، ولقطات المطاردات والتسلّل والعراك بالأيدي (في مبنى القنصلية) يشوبها خللٌ. ربط الماضي القريب بالراهن معتاد ومتداول سينمائياً: في توجّهها مع جوشوا إلى القطار، يُرسل إليها الصحافي إيرال غوني رسالة صوتية، مع شريط فيديو ملتقط في مقهى في إسلام أباد ، بتاريخ 10 مارس/آذار 2017، سائلاً إياها عن شخصٍ ربما تعرفه. في القنصلية، تلتقي مسؤول الأمن إيريك كينش (دوغْري سكوت) الذي يحاول مساعدتها، وتفهّم وضعها لاحقاً. في خضمّ الأحداث الدرامية، ستتذكّر الشريط المُرسل إليها، وستتمكّن من مشاهدته مجدّداً، لتكتشف أنّ كينش نفسه يلتقي في المقهى مسؤولاً طالبانياً (صامويل تهْراني)، وأنّه (كينش) سبب "المجزرة" تلك. هناك أيضاً حكاية كيرا فولكوفا (لِرا أبوفا)، "المُعتَقلة" في قسم الضيوف. لقاء غير متوقّع بها، يؤدّي إلى ربط أحداثٍ بعضها ببعض. ابنة ثريّ في بيلاروسيا، وثراؤه ناتج من تبييض أموال ككثيرين في سلطة البلد قديماً، تهرب من قاتلي والدها بعد انتقاله إلى المعارضة، حاملة معها وثائق تُدين هؤلاء الكثيرين، الباحثين عنها لقتلها. عبر "وكالة الاستخبارات المركزية"، تصل إلى فرانكفورت، لكنْ، لا شيء يحدث في شهرين لها في القنصلية. لا داعي لتكملة ما سيحصل، فالحاصل لاحقاً معروفٌ: تتمكّن سارة من تهريب كيرا إلى خارج القنصلية، ومن فضح إيريك كينش أمام ديبورا آلن (أنابيل ماندينغ)، القنصل العام. تستعيد ابنها. تُعالَج من كمّ العنف الذي تتعرّض له. تنتصر للأمومة والحقّ. تودّع والدتها آنيا (سوزان ميتشل) قبيل سفرها إلى أميركا ، وتتحرّر من اضطراباتها النفسية. كينش يُعتقل، فأميركا تُتقن إحلال العدالة، وإنْ "كما يحلو لها"، وتنظيف البيت الداخلي/القنصلية الأميركية (هناك مخدّرات وموظّفون/موظّفات متورطون بالتجارة بها) ضروري من أجل "ديمقراطية" أميركية يُراد لها أنْ تعمّ العالم. أمّا السينما، فمجرّد وسيلة لإظهار فسادٍ متغلغل في جسد أميركا، ولإبراز براعة أميركا في محاسبة نفسها، سينمائياً على الأقلّ.
العربي الجديدمنذ 2 أيامترفيهالعربي الجديد"حصانة ديبلوماسية": تشويق سينمائي عادي في كشف وقائع مُكرّرةترغب الألمانية سارة وولف (جاين غورسو) في سفر إلى الولايات المتحدّة الأميركية، لعمل جديد في شركة أمنية، رفقة ابنها الوحيد جوشوا (ريكسون غاي دي سيلفا). مُتعبةٌ من مدينتها، ومن ماضٍ لها يُثقل عليها إلى الآن، فمع سماعها صوت طائرة هلكيوبتر مدنية، تنتابها صُور من لحظة دموية، تدفعها إلى تصرّف عنيفٍ مع آخرين وأخريات. جندية سابقة في وحدة "فيرنشبير" في الجيش الألماني (وحدة استطلاع)، متدرّبة بامتياز في مجالات التخفي والتسلّل والاستطلاع، ستكون الناجية الوحيدة من فرقة ألمانية أميركية تتعرّض لكمينٍ في أفغانستان عام 2017، فيُقتل أفرادها الثمانية الآخرون، وتُصاب بشظية في كتفها، وبعطبٍ نفسيّ (اضطراب يتلو التعرّض لصدمة نفسية)، فزوجها جنديّ أميركي في الفرقة نفسها. هذا اختزال لشخصية سارة وولف في "حصانة ديبلوماسية" (2025)، للألماني كريستيان زوبرت (الترجمة العربية للعنوان الإنكليزي، Exterritorial، مُعتَمدة في "نتفليكس" )، تنكشف تفاصيلها (الشخصية) تدريجياً، إذْ "تُحاصَر" المرأة في مبنى القنصلية الأميركية في فرانكفورت (أكثر من مرّة، هناك لقطات علوية للمبنى، لتبيان ضخامته المعمارية ومساحته الجغرافية الكبيرة، بما يتناسب مع إظهار القوة والنفوذ الأميركيين)، بعد "اختفاء" جوشوا. كلّ شيءٍ سيحصل في المبنى، فالجندية أمٌّ لن ترضخ أمام أي ضغطٍ، ولن تستسلم إلى أي سلطة ونفوذ و"منطق" و"واقع"، قبل استعادته. هذا يعني أنّ هناك تشويقاً بصرياً يمزج بهلوانيات إيثان هانت (توم كروز)، في سلسلة "مهمّة: مستحيلة"، ببطولات جيمس بوند مثلاً. كلّ التقنيات الأميركية المتطوّرة، المستخدمة عادة في المؤسّسات الرسمية، لن تُعيق سارة في بحثها عن وحيدها (ثمانية أعوام). كلّ الغطرسة الأميركية "تنهار" أمام الوحش الغاضب في ذات سارة. كلّ الديبلوماسية الأميركية ، التي يغلبها خبثٌ واحتيال وخداع كأي ديبلوماسية أخرى وإنْ بمستويات مختلفة وقدرات متنوّعة، تفشل في إقناع أمٍّ، تريد ابنها فقط. موقف التحديثات الحية أميركا تنتقد أميركا: سينما كاشفة وفاضحة في الحبكة (كتابة زوبرت نفسه)، تنكشف خفايا تعتاد السينما الأميركية الاشتغال عليها: هناك فسادٌ كثير في المؤسّسات الرسمية، الأمنية والعسكرية والسياسية والديبلوماسية. هناك "أبطال"، في الميدان والمواجهة المباشرة مع العدوّ، يُتخلّى عنهم/عنهنّ بعد تعرّضهم لإصابات جسدية وأعطابٍ نفسية، ما يدفع بعض هؤلاء إلى ارتكاب المعصية: التعامل مع العدوّ من أجل المال، فالرواتب قليلة اصلاً، والضمانات غير متوفّرة، وبعض "الأبطال" يريد تأمين مستقبل متين لأولاده. هذه الحجّة مُستخدمة في آلاف الساعات السينمائية والتلفزيونية الأميركية، لتعرية وقائع، إنْ يكن شيءٌ منها، على الأقل، صحيحاً، فهذا يعني أنّ المستور مخيفٌ. نقد أميركا، سينمائياً، متنوّع المستويات، وبعضه مباشر وواضح في أفلامٍ أميركية تمتلك شرطها السينمائي الممتع والمؤثّر، والدافع إلى تفكير ونقاش. "حصانة ديبلوماسية" غير معنيّ بهذا، وإنجازه مُتقن الصُنعة من دون إبهار، وأسئلته مُكرّرة وتكرارها مملّ، والتمثيل فيه عاديّ، ولقطات المطاردات والتسلّل والعراك بالأيدي (في مبنى القنصلية) يشوبها خللٌ. ربط الماضي القريب بالراهن معتاد ومتداول سينمائياً: في توجّهها مع جوشوا إلى القطار، يُرسل إليها الصحافي إيرال غوني رسالة صوتية، مع شريط فيديو ملتقط في مقهى في إسلام أباد ، بتاريخ 10 مارس/آذار 2017، سائلاً إياها عن شخصٍ ربما تعرفه. في القنصلية، تلتقي مسؤول الأمن إيريك كينش (دوغْري سكوت) الذي يحاول مساعدتها، وتفهّم وضعها لاحقاً. في خضمّ الأحداث الدرامية، ستتذكّر الشريط المُرسل إليها، وستتمكّن من مشاهدته مجدّداً، لتكتشف أنّ كينش نفسه يلتقي في المقهى مسؤولاً طالبانياً (صامويل تهْراني)، وأنّه (كينش) سبب "المجزرة" تلك. هناك أيضاً حكاية كيرا فولكوفا (لِرا أبوفا)، "المُعتَقلة" في قسم الضيوف. لقاء غير متوقّع بها، يؤدّي إلى ربط أحداثٍ بعضها ببعض. ابنة ثريّ في بيلاروسيا، وثراؤه ناتج من تبييض أموال ككثيرين في سلطة البلد قديماً، تهرب من قاتلي والدها بعد انتقاله إلى المعارضة، حاملة معها وثائق تُدين هؤلاء الكثيرين، الباحثين عنها لقتلها. عبر "وكالة الاستخبارات المركزية"، تصل إلى فرانكفورت، لكنْ، لا شيء يحدث في شهرين لها في القنصلية. لا داعي لتكملة ما سيحصل، فالحاصل لاحقاً معروفٌ: تتمكّن سارة من تهريب كيرا إلى خارج القنصلية، ومن فضح إيريك كينش أمام ديبورا آلن (أنابيل ماندينغ)، القنصل العام. تستعيد ابنها. تُعالَج من كمّ العنف الذي تتعرّض له. تنتصر للأمومة والحقّ. تودّع والدتها آنيا (سوزان ميتشل) قبيل سفرها إلى أميركا ، وتتحرّر من اضطراباتها النفسية. كينش يُعتقل، فأميركا تُتقن إحلال العدالة، وإنْ "كما يحلو لها"، وتنظيف البيت الداخلي/القنصلية الأميركية (هناك مخدّرات وموظّفون/موظّفات متورطون بالتجارة بها) ضروري من أجل "ديمقراطية" أميركية يُراد لها أنْ تعمّ العالم. أمّا السينما، فمجرّد وسيلة لإظهار فسادٍ متغلغل في جسد أميركا، ولإبراز براعة أميركا في محاسبة نفسها، سينمائياً على الأقلّ.