أحدث الأخبار مع #هوسك


الأيام
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الأيام
عبق الورق
عبق الورق نشر في 17 مارس 2025 الساعة 15 و 24 دقيقة الكلمات المتقاطعة، كانت ملح الجريدة وغوايتها، خاصة إن كانت لأبي سلمى أو الشريف الإدريسي، وحتى إن لم تعجبك الجريدتان اللتان ينشران بها، أو كنت لا تملك ثمن اقتناء صحيفتين، سيضطرك هوسك بملء مربعات 'السودوكو' والكلمات المسهمة إلى شراء 'الشبكة' بدرهم من بائعي 'الديطاي' عبد الإله حمدوشي كان هناك زمن تُشترى فيه الجرائد كما يُشترى الخبز، تُطوى تحت الإبط أو تُحمل في اليد، لترافق قارئها نحو مقهى، أو مكتب، أو كرسي خشبي في ساحة عمومية.. كانت الصحيفة الورقية جزءا من طقوس الصباح، لا يكتمل يوم البعض إلا بقراءتها، ولا يبدأ حديثهم إلا بما جاء فيها.. كانت رائحتها تمتزج برائحة القهوة، وكانت الأخبار تُقرأ بشغف، لا كما تُستهلك اليوم على شاشات الهواتف ببرود.. الكلمات المتقاطعة، كانت ملح الجريدة وغوايتها، خاصة إن كانت لأبي سلمى أو الشريف الإدريسي، وحتى إن لم تعجبك الجريدتان اللتان ينشران بها، أو كنت لا تملك ثمن اقتناء صحيفتين، سيضطرك هوسك بملء مربعات 'السودوكو' والكلمات المسهمة إلى شراء 'الشبكة' بدرهم من بائعي 'الديطاي'، أو من الأكشاك والمكتبات التي تنسخ 'شبكة' اليوم من جريدتين على وجهَيْ ورقة واحدة (بطريقة غير قانوينة)، لتبيعها بدرهم بالتقسيط، ولبائعي 'الديطاي' بأقل من ذلك بكثير، إذا هم اقتنوا كمية كبيرة من النسخ قصد إعادة بيعها لرواد المقاهي وأصحاب محلات الحلاقة والملابس الجاهزة، وبائعي الذهب والفضة، ودكاكين العطارين. وغالبا ما يكون لهؤلاء الباعة المتجولين بقفص السجائر ونسخ الجرائد الورقية والكلمات المسهمة زبائن دائمون من مدمني 'الشبكة'، الذين يقتنون منهم الورقة بشكل يومي. كانت للصحيفة قدسية ورمزية خاصة.. إن هي جاءت بخبر حصري، فهو حتما عند القارئ البسيط خبر صحيح.. كنا نعتقد بأن الورق لا يكذب، وأن الصحافيين -الذين لم تكن تظهر صورهم على العدد إلا نادرا- رسل الحقيقة والحقائق المخفية عنا نحن البسطاء القابعون في القاع الاجتماعي، الذين لا نعرف من أخبار من يحركون لوح الشطرنج من المتحكمين في مصائرنا شيئا.. كنا نرسم حروف وجوههم في خيالنا، انطلاقا من حروف الكلمات التي يبنون بها مقالاتهم، وتزداد شهرتهم عندنا بازدياد الجرأة التي يكتبون ويحللون بها الواقع والوقائع. لم يكن هناك ذباب إلكتروني يزيف الحقائق، محاولا خلق رأي عام مغفل، بقدر ما كانت للجريدة سلطة التأثير وجرأة التوضيح والاعتذار، إن هي أخطأت في تناول خبر ما… اليوم، كل شيء تغير، اختفى بائعو الجرائد المتجولون، وبقي ماسحو الأحذية.. اختفت 'الشبكة' وبرزت ألعاب الهاتف الذكي.. نقص فعل القراءة، وطغى فعل المشاهدة.. مشاهدة الجاهز من المواد الإعلامية على قنوات اليوتوب والمواقع الالكترونية… ولم تعد هناك معارك فكرية تُخاض في المقالات، بل صارت المعارك تُدار على مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات مختصرة، وتعليقات مليئة بالسب والقذف والتخوين.. وانتقلت سلطة التأثير من الورق إلى العالم الإفتراضي وإلى صحافة العالم الافتراضي بمختلف أنماطها وأجناسها، التي حملت معها -إلا من رحم ربك- عدوى التشهير بالناس إلى جرائد ما كان لها ولا لأصحابها، أن ينزلوا بشرف صاحبة الجلالة إلى تلك السوق التي تباع فيها المصداقية بثمن بخس… لكن، رغم كل هذا، ما زال هناك من يحنّ إلى زمن الصحافة الحقيقية، ما زال هناك من يفتقد رائحة الورق، ومن يؤمن أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل مسؤولية.. ما زال هناك من يحلم بأن تعود الصحيفة الورقية، ليس فقط كشكل من أشكال الإعلام، بل كجزء من ثقافة القراءة، وكنافذة تُطل على الحقيقة، لا على الأكاذيب المعلبة.. ربما لن تعود الصحف الورقية إلى مجدها السابق، وربما لن يعود الناس إلى اقتنائها كما كانوا يفعلون، لكن ما يمكن إنقاذه هو جوهر الصحافة نفسها: أن تظل سلطة رابعة حقيقية، لا بوقا لمن لا بوق له.. أن تكون صوتا للحقيقة، لا سلاحا في يد من يريد تصفية الحسابات.. نحن الآن لا نبكي على الورق، بل نبكي على زمن كانت فيه الكلمة مسؤولية، وكان القلم مدادا لا يُشترى بثمن وحقيقة لا تُباع.. وإن كان الزمن الذهبي للورق قد ولّى، فلا ينبغي أن يزول معه زمن الشرف.


Independent عربية
١٤-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- Independent عربية
"سليبماكسينغ"... رحلة خطيرة بحثا عن نوم هانئ
كتب أحدهم يوماً "أفتقد ذلك النوم الذي يأتي وحده ليلاً ليتسرب داخلي برفق ويهرب مع أولى اللحظات التي يغزو فيها ضوء الصباح الغرفة"، ويبدو أن هذا الفقد بات يعيشه كثيرون حول العالم اليوم، فراحوا يبحثون عن وسيلة لاستدعائه وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي "ترند" يسمى "سليبماكسينغ" sleepmaxxing. الاستعداد البسيط للذهاب إلى السرير، والذي يتلخص بارتداء "البيجامة" وتنظيف الأسنان ثم إطفاء النور لم يعد كافياً، فثمة طقوس اليوم لا بد من اتباعها قبل وعند المضي إلى الفراش كي تزيد من فرص حصولك على عدة ساعات من النوم، ومخترعو هذه الطقوس يروجون لها عبر التأكيد على أهمية النوم العميق في حياتنا. الإيقاع المتسارع للحياة وازدحامها بكثير من أسباب القلق والتوتر منذ سنوات، ناهيك عن التبدلات الهرمونية التي يمر بها الإنسان عادة، كلها عوامل تصعب الحصول على نوم عميق، ولكن هل الطقوس التي يعرضها "سليبماكسينغ" مضمونة النتائج، ولا تنطوي على أية مخاطر صحية تضر بنا بينما تحاول مساعدتنا على النوم؟ يدعو "سليبماكسينغ" إلى استخدام أدوات وتقنيات ومكملات غذائية متنوعة لتحفيز نوم أعمق وأطول. وبشكل عام يجمع كثيرون بين عدد من هذه التقنيات وينفقون مبالغ كبيرة على شراء أغطية للأسرة وملابس للنوم مصنوعة من أقمشة طبيعية مثل الحرير، لتحسين فرصهم في الحصول على نوم هانئ ليلاً لأطول وقت ممكن. من بين التقنيات المستخدمة خواتم ذكية لقياس جودة النوم، وأقنعة للعينين، وسدادات أذن، ومصابيح لاضطرابات عاطفية موسمية، وتطبيقات تُشغّل قصص قبل النوم، وأصوات تهدئ من روعك، وغطاء ذكي للمرتبة يُنظّم درجة حرارتك، وجهاز لتنقية الهواء يُزيل السموم، ومرطب للجسد غني بالمغنيسيوم وعناصر أخرى. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) هناك أيضاً تدريبات للتنفس، وحصائر تمد قرب السرير لتوفير مجال كهرومغناطيسي ملائم، ويمكنك أيضاً أن ترتدي سواراً يخطط لك ضربات القلب ويتتبع موجات الدماغ أثناء النوم، كما يمكنك ممارسة التأمل واليوغا وتمارين تدليك للوجه والرأس والأطراف كي يصبح كامل جسدك مطواعاً وجاهزاً للذهاب في عالم الأحلام. ما يحذر منه رافائيل بيلايو، الأستاذ في قسم طب النوم بجامعة ستانفورد، هو أن تتحول تلك الطقوس إلى موضوع أهم من النوم بحد ذاته، وبخاصة متابعة ومراقبة أداء النوم عبر الأجهزة الذكية حتى يصبح الأمر هاجساً وإدماناً يشغلك قبل النوم وبعده، ويزيد هوسك بتحسين الأرقام والمؤشرات بغض النظر عن سلامة الوسائل المتبعة. الطامة الأكبر برأي بيلانو وفق "سي أن أن"، هو حالة الشك التي تسكن المرء خشية نسيان تطبيق أحد الأدوات الكثيرة التي بات يلجأ إليها من أجل النوم، فيستيقظ مذعوراً وخائفاً من نسيانها أو أنه يصاب بريبة مرضية تدفعه إلى مراجعة خطوات ما قبل النوم حتى وهو نائم، فتستحيل الراحة إلى قلق يزيد الجسد أرقاً مهما طال المكوث في السرير. ونقلت الوسيلة ذاتها عن ستيفاني روميسزوسكي، الأخصائية في "سيكولوجيا النوم"، أن النوم عملية يمكن أن تُحسّن نفسها طبيعياً، وتمضية اليوم بنشاط ومتعة وسط البيئة التي تعيش فيها سيؤدي إلى نوم أفضل، أما إلغاء اللقاءات الاجتماعية مع الأصدقاء والتغيب عن التمارين الرياضية وتقليص وقت الخروج للترفيه فسيؤدي إلى نوم أسوأ. الدكتور جاغ سونديرام، أستاذ الطب في كلية "روتجرز"، يقول إن بعض "أداوت النوم" قد تجلب أمراضاً لمستخدميها، فأشرطة وقف التنفس عن طريق الفم مثلاً يمكن أن تسبب أمراض اللثة وعدم إطباق الأسنان، ناهيك عن الأضرار الجانبية الممكنة جراء التناول اليومي لمكملات غذائية لا يحتاج الجسم إليها فعلياً أو بنصيحة الأطباء. من السلبيات أيضاً، العبء الذي تضيفه لحياتك عند تخصيص وقت لإزالة مساحيق استخدمتها أثناء الليل أو تثبيط أدوات رافقتك في رحلة النوم، فيما تحذر الدكتورة أنيتا شيليكار، أستاذة علم الأعصاب في جامعة "ميشيغان"، من أن يقود الإفراط في الاهتمام بتحسين النوم للإصابة باضطراب "النوم الطبيعي" أي الهوس بالنوم المثالي.