logo
#

أحدث الأخبار مع #هوشيت

مسرح هوشيت الصغير
مسرح هوشيت الصغير

البيان

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البيان

مسرح هوشيت الصغير

مسرح هوشيت الصغير، الواقع في الدائرة الخامسة بشارع هوشيت بباريس، قاوم الإغلاق طويلاً بعد موت صاحبه، بعرض الممثلين مسرحية بعنوان (السبرانو الأصلع) سبعة عقود دون توقف، الأمر لا يصدق لدى البعض، فكيف لمسرحية تعرض كل هذا الزمن والزمن متغير، وفي الحقيقة كان لي حظ الحضور مع أصدقاء، بعد تقديمهم لي فكرتها، فما لدي من اللغة الفرنسية لا تتجاوز بعض المفردات والجُمَل، أما بحضوري، فلم أغفل فتنة الحضور لمسرحيين كبروا فوق هذه الخشبة، وهم يعرضون عقوداً من الدهشة... لا سيّما عند باب المسرح، وبالمرور أمام المدخل، بصورهم المعروضة وهم شباب، بعضهم رحل، وبعضهم يحاول ببصيرته التجديد ولو قليلاً في سيناريو المسرحية كل بضعة أشهر من خلال إنصاته إلى تغييرات الشارع للوقوف على حافة النقد. تجربة حضور مسرحية السبرانو الأصلع، يُعد استثماراً ذكياً في السياحة الثقافية العالمية، لمسرحية تعرض فكرة الشخصيات الإنسانية الفارغة من ذاتها، مجرد وجوه وأجساد خالية من الروح، وهنا تكمن السمة الأساسية لفكرة المسرحية وهي اللغة، والدخول في المجهول بسبب لغتهم الفرنسية التي بدأت تتدهور أمام اللغة الإنجليزية، فإن غابت اللغة تذهب الشخصية الحقيقية بهويتها، وتدخل في غموض، وفي المسرحية نجد المسرحيين يمثلون الطبقة البرجوازية المتوسطة، لكن بلا هوية خاصة، فبطبيعة الحال الهوية البرجوازية مشتركة مع الدنيا بأكملها، وهذا ما يفسر غياب الأصالة أمام غياب اللغة. بلا شك أن هذه المسرحية استشراف عميق للثقافة التي بدأت تختصر نفسها، وإلا لماذا فتنة الحضور مستمرة، وبالتالي العرض منذ أكثر من نصف قرن، فالرقم أمام الإحصاء، وصل إلى أكثر من عشرين ألف عرض، محطمين الرقم القياسي لطول عمر مسرحية فكرية تراجيدية وكوميدية معاً، من خلال فكرة قائمة كما هي، دون انقطاع وفي المسرح نفسه، وبنجاحٍ فوري منذ عام 1957م.. وها هي تقترب من السبعين سنة عرض، والنتيجة أن السوبرانو الأصلع لم يتزعزع.. وحتى حينما تَعَرّضَ مالك المسرح لأزمة قلبية وتوفي عام 1975م، كافح الممثلون لمنع إغلاق المسرح بتشكيلهم شركة صغيرة خاصة لمواصلة العرض.. واليوم بات مسرح هوشيت البسيط من بين جدول زيارة كل سائح يهبط فرنسا، ضمن جدوله السياحي المتعدد، لحضور المسرحية الأكثر عرضاً في باريس والعالم، وإن لم يتقن الحضور اللغة الفرنسية، فغياب اللغة معاناة الثقافات الأخرى أيضاً أمام الإنجليزية بلغتها المنتشرة تجارياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store