#أحدث الأخبار مع #هوهإيهالدستورمنذ 2 أيامترفيهالدستورطب أروح لمين..؟فكرة وجود الأستاذ.. السند.. الأب.. هى فكرة إنسانية بامتياز.. ما حدش فينا مش قلقان.. أو انتابته لحظات حيرة ودوشة وتوهان واحتاج إلى مَن يستريح إلى جواره ويطلب منه الدليل. فكرة الذين يذهبون إلى الأولياء ليست بعيدة عن هذا السياق.. هى حالات وجع وخوف وبحث عن ملاذ.. وما أكثر هؤلاء الباحثين عن الملاذ فى هذه الأيام الغريبة! حالة الشتات التى يعيشها العالم بتقلبات درامية مزعجة لم تمر من قبل على عين وذهن أبناء جيلى.. أصابتنا جميعًا بخلل عصبى مستمر.. هكذا نحن من أعوام ليست قليلة.. ربما نلهو قليلًا بمشاهدة مباراة كرة.. أو فيلم كوميدى.. لكن سرعان ما نعود أدراجنا إلى نفس حالة القلق التى لم تعد تُجدى معها المسكنات ولا زيارات الأولياء.. ربما يقول أحدهم: وإحنا مالنا باللى بيحصل ف العالم؟.. يا سيدى للأسف لم يعد بإمكاننا أن نعيش بمعزل عما يحدث فى أى بقعة فى هذه اليابسة.. خُد عندك.. صديق ابنه كان يعمل فى العراق.. ثمانية أشهر فقط.. وعاد لأنه لم يكن يحمل أوراق إقامة تمكنه من البقاء.. ظل لأربعة أشهر فى القاهرة بلا عمل.. عاد للصعيد وصرف ما تبقى معه من أموال رحلة بغداد فذهب إلى ليبيا.. وبينما هو يتابع فتوحات محمود كهربا فى نادٍ ليبى.. اضطربت الأحوال.. وانقلبت حياة أسرته إلى رعب.. ولأن الاتصالات شبه مقطوعة لم يعرف الأهل أين ذهب ليومين قبل أن يخبرهم أقرباء له هناك بأنه بخير لكنه لن يتمكن من العودة الآن.. فكيف تستقيم الروح؟.. والده الطيب يسأل فى براءة: هوه إيه اللى جرى فى الدنيا؟.. لقد سافر الأب منذ سنوات بعيدة مطلع سبعينيات القرن الماضى إلى ليبيا ذاتها.. وكان يعود فى أوقات محددة بطريقة محددة.. وهكذا فى العراق.. وقد عاش فى موصلها لسنوات.. وفى الخليج.. ماذا حدث فى وطننا العربى؟.. أو بالأحرى ماذا جرى له؟.. لن يفيد الرجل الطيب وهو على أعتاب الرحيل وقد تكسرت أسنانه وشاب الرأس.. واعتل القلب أن أحكى له عن شرق أوسط جديد أو قديم.. ولن يعى أن بعضنا يدعم داعش فى سوريا.. ويدعم من يُقاتله فى نفس الوقت.. لن يستوعب الرجل أن ترامب يطلب من الجولانى- الذى كان يلاحقه منذ شهور بسيطة- ويُكلفه من قِبله الآن بمحاربة داعش.. لن يستوعب الرجل سوى أن مصر لوحدها الآن من يحارب قولًا وفعلًا من أجل أن تبقى قضية فلسطين حاضرة.. فيما تذهب أموالنا إلى أمريكا للفسحة والاستثمار.. تريليونات العرب تنقذ الجوعى فى شيكاغو وفلوريدا وتدفع ثمن الأسلحة التى يقتل بها الصهاينة أهلنا فى غزة.. العبث تجاوز الحدود.. فهل تنجح رسائلنا إلى الحسين فى إنقاذ ما تبقى من خلايا فى عقل لم يعد يحتمل؟ حكى الرواة كثيرًا.. عن قصة سيدة التعليم التى احتفظت بملايين الدولارات فى منزلها.. ولما اختلف الأحفاد اختفت الأموال وأصبحت قضية سرقة تتداولها مواقع السوشيال ميديا.. لا يشغل الناس الذين ينتظرون إعادة مباراة الأهلى والزمالك رغم انتهاء البطولة فعلًا.. ما قيل إنه سرق من أرقام مالية كبيرة.. لم تعد الأرقام تثير اهتمام أحد.. ما يشغلهم حقًا.. هو السؤال.. ألا يعتبر اقتناء الدولار بعيدًا عن البنك جريمة يحاسب عليها من يقترفها.. أم أنها لم تعد كذلك.. هناك من يلعب من شياطين الخارج والداخل ويلعب فيما يعتقد أنه قد يثير فتنة فى الشارع.. أغنياء وفقراء.. يبدو أنها الطلعة الجديدة التى ستشغلنا الأيام المقبلة.. ربما سيتحدثون عن الأعيان الجدد.. وعن أعيان ما قبل يوليو.. وربما عن أفلام ما بعد الحرب العالمية الثانية.. هى أيام لخبطة غريبة والناس مش مستحملة وتنتظر مرور أيام العيد بأى شكل لتغرق وربما لشهر كامل فى متابعة حواديت الثانوية العامة مثل كل عام.. فيما يتعشم بعضهم أن تأتى زيادة المرتبات مبكرًا قبل موسم صيفى ساخن يتنافس على ناره تامر حسنى وعمرو دياب.. من يقرأ ما أكتب الآن سيشعر أن الأمور اختلطت علىّ.. أو عليه.. لا فرق.. إحنا فى الخلاط يا سيدى.. أهلى على سوريا.. زمالك فى العراق.. كنافة فى السودان.. دولارات فى ليبيا.. امتحانات الثانوية فى ترامب.. إحنا فى الخلاط حرفيًا.. فهل تنجح شفاعة السيدة نفيسة فى شد فيشة هذا الخلاط اللعين.. وإن لم يحدث.. طب أروح لمين؟ فى مثل هذه الأحوال.. كنت أتصل بالعم سيد حجاب وأخبره بأننى ذاهب إليه.. أو الأبنودى فيخبرنى أنه فى انتظارى.. رحل كلاهما الخال والعم.. ولم يعد هناك من أذهب إليه.. يا له من عالم سخيف ضيق ضحل.. دون أب.. العالم أيها السادة لم يفقد عقله.. وقد ترك قلبه على الطريق ينزف.. العالم بلا أب.. بلا خال وعم نذهب إليه..
الدستورمنذ 2 أيامترفيهالدستورطب أروح لمين..؟فكرة وجود الأستاذ.. السند.. الأب.. هى فكرة إنسانية بامتياز.. ما حدش فينا مش قلقان.. أو انتابته لحظات حيرة ودوشة وتوهان واحتاج إلى مَن يستريح إلى جواره ويطلب منه الدليل. فكرة الذين يذهبون إلى الأولياء ليست بعيدة عن هذا السياق.. هى حالات وجع وخوف وبحث عن ملاذ.. وما أكثر هؤلاء الباحثين عن الملاذ فى هذه الأيام الغريبة! حالة الشتات التى يعيشها العالم بتقلبات درامية مزعجة لم تمر من قبل على عين وذهن أبناء جيلى.. أصابتنا جميعًا بخلل عصبى مستمر.. هكذا نحن من أعوام ليست قليلة.. ربما نلهو قليلًا بمشاهدة مباراة كرة.. أو فيلم كوميدى.. لكن سرعان ما نعود أدراجنا إلى نفس حالة القلق التى لم تعد تُجدى معها المسكنات ولا زيارات الأولياء.. ربما يقول أحدهم: وإحنا مالنا باللى بيحصل ف العالم؟.. يا سيدى للأسف لم يعد بإمكاننا أن نعيش بمعزل عما يحدث فى أى بقعة فى هذه اليابسة.. خُد عندك.. صديق ابنه كان يعمل فى العراق.. ثمانية أشهر فقط.. وعاد لأنه لم يكن يحمل أوراق إقامة تمكنه من البقاء.. ظل لأربعة أشهر فى القاهرة بلا عمل.. عاد للصعيد وصرف ما تبقى معه من أموال رحلة بغداد فذهب إلى ليبيا.. وبينما هو يتابع فتوحات محمود كهربا فى نادٍ ليبى.. اضطربت الأحوال.. وانقلبت حياة أسرته إلى رعب.. ولأن الاتصالات شبه مقطوعة لم يعرف الأهل أين ذهب ليومين قبل أن يخبرهم أقرباء له هناك بأنه بخير لكنه لن يتمكن من العودة الآن.. فكيف تستقيم الروح؟.. والده الطيب يسأل فى براءة: هوه إيه اللى جرى فى الدنيا؟.. لقد سافر الأب منذ سنوات بعيدة مطلع سبعينيات القرن الماضى إلى ليبيا ذاتها.. وكان يعود فى أوقات محددة بطريقة محددة.. وهكذا فى العراق.. وقد عاش فى موصلها لسنوات.. وفى الخليج.. ماذا حدث فى وطننا العربى؟.. أو بالأحرى ماذا جرى له؟.. لن يفيد الرجل الطيب وهو على أعتاب الرحيل وقد تكسرت أسنانه وشاب الرأس.. واعتل القلب أن أحكى له عن شرق أوسط جديد أو قديم.. ولن يعى أن بعضنا يدعم داعش فى سوريا.. ويدعم من يُقاتله فى نفس الوقت.. لن يستوعب الرجل أن ترامب يطلب من الجولانى- الذى كان يلاحقه منذ شهور بسيطة- ويُكلفه من قِبله الآن بمحاربة داعش.. لن يستوعب الرجل سوى أن مصر لوحدها الآن من يحارب قولًا وفعلًا من أجل أن تبقى قضية فلسطين حاضرة.. فيما تذهب أموالنا إلى أمريكا للفسحة والاستثمار.. تريليونات العرب تنقذ الجوعى فى شيكاغو وفلوريدا وتدفع ثمن الأسلحة التى يقتل بها الصهاينة أهلنا فى غزة.. العبث تجاوز الحدود.. فهل تنجح رسائلنا إلى الحسين فى إنقاذ ما تبقى من خلايا فى عقل لم يعد يحتمل؟ حكى الرواة كثيرًا.. عن قصة سيدة التعليم التى احتفظت بملايين الدولارات فى منزلها.. ولما اختلف الأحفاد اختفت الأموال وأصبحت قضية سرقة تتداولها مواقع السوشيال ميديا.. لا يشغل الناس الذين ينتظرون إعادة مباراة الأهلى والزمالك رغم انتهاء البطولة فعلًا.. ما قيل إنه سرق من أرقام مالية كبيرة.. لم تعد الأرقام تثير اهتمام أحد.. ما يشغلهم حقًا.. هو السؤال.. ألا يعتبر اقتناء الدولار بعيدًا عن البنك جريمة يحاسب عليها من يقترفها.. أم أنها لم تعد كذلك.. هناك من يلعب من شياطين الخارج والداخل ويلعب فيما يعتقد أنه قد يثير فتنة فى الشارع.. أغنياء وفقراء.. يبدو أنها الطلعة الجديدة التى ستشغلنا الأيام المقبلة.. ربما سيتحدثون عن الأعيان الجدد.. وعن أعيان ما قبل يوليو.. وربما عن أفلام ما بعد الحرب العالمية الثانية.. هى أيام لخبطة غريبة والناس مش مستحملة وتنتظر مرور أيام العيد بأى شكل لتغرق وربما لشهر كامل فى متابعة حواديت الثانوية العامة مثل كل عام.. فيما يتعشم بعضهم أن تأتى زيادة المرتبات مبكرًا قبل موسم صيفى ساخن يتنافس على ناره تامر حسنى وعمرو دياب.. من يقرأ ما أكتب الآن سيشعر أن الأمور اختلطت علىّ.. أو عليه.. لا فرق.. إحنا فى الخلاط يا سيدى.. أهلى على سوريا.. زمالك فى العراق.. كنافة فى السودان.. دولارات فى ليبيا.. امتحانات الثانوية فى ترامب.. إحنا فى الخلاط حرفيًا.. فهل تنجح شفاعة السيدة نفيسة فى شد فيشة هذا الخلاط اللعين.. وإن لم يحدث.. طب أروح لمين؟ فى مثل هذه الأحوال.. كنت أتصل بالعم سيد حجاب وأخبره بأننى ذاهب إليه.. أو الأبنودى فيخبرنى أنه فى انتظارى.. رحل كلاهما الخال والعم.. ولم يعد هناك من أذهب إليه.. يا له من عالم سخيف ضيق ضحل.. دون أب.. العالم أيها السادة لم يفقد عقله.. وقد ترك قلبه على الطريق ينزف.. العالم بلا أب.. بلا خال وعم نذهب إليه..