logo
#

أحدث الأخبار مع #هيئة_الفضاء_السعودية

معادلةفضاء السعودية
معادلةفضاء السعودية

الرياض

timeمنذ 2 أيام

  • أعمال
  • الرياض

معادلةفضاء السعودية

في رحاب الفضاء الشاسع، تجد المملكة اليوم ساحة جديدة لطموحها الذي لا يعرف سقفاً، فما كان يوماً مجرد حلم يداعب الخيال، أصبح الآن قطاعاً اقتصادياً واعداً، يتجاوز كونه مغامرة استكشافية، ليُشكل ركيزة أساسية في بناء مستقبل مزدهر ضمن رؤية 2030. شهد العالم مؤخراً إطلاق أولى مهمات رواد الفضاء السعوديين التاريخية في مايو 2023، حين حلقت رائدة الفضاء ريانة برناوي ورفيقها علي القرني نحو محطة الفضاء الدولية، لكن هذه الرحلة المُلهمة ليست سوى قمة جبل الجليد؛ فخلف هذا الإنجاز تتجلى رؤية أعمق، رؤية أمة تبني، وتُصنّع، وتُبتكر، لتُعيد تعريف مفهوم القيمة الاقتصادية بعيداً عن الثروات التقليدية، فالمملكة لا تكتفي بمد يدها نحو النجوم، بل تسعى لغرس بذور صناعة فضائية متكاملة، تدر العوائد، وتُثري سوق العمل، وتُطلق العنان لعقول شابة مبدعة. إن هذا التوجه السعودي نحو الفضاء قرار استراتيجي عميق الجذور في فلسفة رؤية 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد معرفي مستدام. فهيئة الفضاء السعودية الذراع التنفيذية التي ترسم خارطة الطريق لبناء قدرات محلية في التصنيع الفضائي، وتطوير خدمات فضائية متقدمة، وتوطين التقنيات، لأن الطموح يتجاوز استخدام التقنيات؛ لأنه يتعلق بـ صناعة الفضاء نفسها، لتصبح المملكة لاعباً فاعلاً في هذا السوق العالمي المتنامي. لعل السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: كيف يمكن للفضاء أن يُشكل مصدراً للثروة؟ الإجابة تكمن في تحويل مفهوم "الفراغ" إلى "فضاء مليء بالفرص"، إنه اقتصاد الفضاء الذي يتجاوز بكثير مجرد إطلاق الصواريخ، حيث يتعلق بـصناعة الأقمار الصناعية ومكوناتها محلياً، مع التركيز على الأقمار الصناعية الصغيرة التي تُعد بوابة مثالية لدخول هذا السوق الكبير. لكن القيمة الاقتصادية الأضخم تتجلى في خدمات البيانات الفضائية، وهذه البيانات، التي تُجمع من مدارات الأرض، هي "نفط" العصر الجديد، تخيل القدرة على مراقبة الموارد المائية والزراعية بدقة غير مسبوقة، أو التخطيط العمراني الذكي، أو إدارة الكوارث بفعالية أكبر، أو حتى التنبؤات الجوية الدقيقة، هذه البيانات كنز معلوماتي حيوي لاتخاذ قرارات اقتصادية أفضل، وتحسين الكفاءة، وفتح أسواق جديدة. ولا يمكننا أن نغفل الدور المحوري للاتصالات الفضائية في ربط العالم، خاصة توفير خدمات الإنترنت للمناطق النائية، كل هذه الفرص مجتمعة تُترجم إلى آلاف الوظائف النوعية في مجالات الهندسة، علوم البيانات، الذكاء الاصطناعي، مما يُسهم في صقل وتنمية رأس المال البشري السعودي، ويُعدهم لقيادة المستقبل. إن الوصول إلى النجوم لا يخلو من التحديات، بدءاً من التكلفة الباهظة لتطوير البنية التحتية، إلى الحاجة الماسة لتنمية رأس مال بشري مؤهل في علوم وهندسة الفضاء، وهذه ليست عقبات مستحيلة، بل هي فرص لإظهار الإرادة السعودية في تحويل التحديات إلى إنجازات. رحلة السعودية نحو اقتصاد الفضاء مكون أساسي لتحقيق رؤية 2030، إنها استراتيجية اقتصادية تهدف إلى بناء مستقبل أكثر ديناميكية ومرونة، ولكن الأجمل من هذا كله أن طموح الرؤية يضع هذا الملف ضمن أولويات المملكة واستراتيجيات المستقبل، لتكون المملكة قد أكملت دائرة التحول الاقتصادي، ووضعت نفسها في مصاف الدول الرائدة عالميًا في التنمية المستدامة، مقدمةً للعالم نموذجاً يجمع بين النمو الاقتصادي المزدهر والحفاظ على الكوكب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store