logo
#

أحدث الأخبار مع #هيراقليطس

مع «فرهود».. ابن سينا والذكاء الاصطناعي
مع «فرهود».. ابن سينا والذكاء الاصطناعي

الاتحاد

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • الاتحاد

مع «فرهود».. ابن سينا والذكاء الاصطناعي

مع «فرهود».. ابن سينا والذكاء الاصطناعي من الطبيعي أن يتخاطر العلم مع الفلسفة، وهذا مشهود عبر التاريخ. والفلاسفة مثل أشباح الليل في الأساطير سرعان مايعودون فجأةً بمعاولهم ومفاهيمهم ولو بعد مئات من السنين. وأكبر أمثلة العود الفلسفي بعث الفيلسوف هيراقليطس على يد نيتشه في القرن العشرين، مع أن هيراقليطس من فلاسفة القرن الخامس قبل الميلاد. ميّزة العلم أن عالم منفتح على المجالات الأخرى، على سبيل المثال استفاد الفيزيائيون من نظرياتٍ موسيقية، ونظرية «الأوتار الفائقة» أكبر مثال على ذلك. لنقرأ ماكتبه أينشتاين عن تأثره العلمي المفهومي المستلهم من الأفكار الموسيقية. في هذه الأيام يعتبر موضوع الذكاء الاصطناعي أساسياً في مجالات العلم والفلسفة والقانون والسياسية والنظريات الأخلاقية، بيد أن الذي لفتني عدا عن النظريات الحديثة حول هذا الفتح العلمي تلك الدراسات غير التقليدية عن مفهوم الذكاء الاصطناعي بحيث تتجاوز الطرح النظري المحدّث يومياً في المجلات والدراسات والندوات وعالم الأكاديميا. إن دراسة مثل التي كتبتْها الباحثة فاطمة فرهود بعنوان:«ما الذي يمكن للفيلسوف ابن سينا أن يعلمنا عن الذكاء الاصطناعي» أعتبرها مغامرة ممتعة. في هذه الدراسة ركّزت على نقاطٍ أختصر منها الآتي: *«في عام 2022، طور بليك ليمون المهندس في جوجل علاقة جيدة بمحاورة رائعة، فقد كانت ذكية، ثاقبة البصيرة وفضولية، وكانت حواراتهما تجري بانسيابية تامة حول مواضيع تتنقل بين الفلسفة والتلفزيون وأحلام المستقبل. ولكن كانت هناك مشكلة واحدة: وهي أن تلك المحاورة عبارة عن روبوت ذكي للدردشة». *«السؤال الذي يطرح نفسه: هل نعرف حقاً شخصاً عندما نتحدث معه؟ تشير كلمة «شخصية» عادة إلى الوضع الأخلاقي، ففي معظم الأطر الأخلاقية، تظهر اعتبارات معينة». *«عاش ابن سينا قبل اختراع المطبعة، فضلاً على الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، كان مهتماً بالكثير من الأسئلة نفسها الذي يفكر بها أخصائيو أخلاقيات الذكاء الاصطناعي اليوم، أسئلة مثل: ما الذي يجعل الشخص شخصاً، على خلاف الحيوان؟!». *«كان ابن سينا معنياً أيضاً بمقارنة العمليات الداخلية التي قد يخضع لها البشر والحيوانات للوصول إلى نواتج سلوكية متماثلة. وكان عدّ أن القدرة المميزة للإنسان كشخص هي قدرته على إدراك «الكليات»، فبينما لا تمتلك الحيوانات سوى القدرة على التفكير في الأشياء الجزئية». *«إن التمييز الذي قام به ابن سينا بين علم النفس البشرى والحيواني يشبه إلى حد بعيد التمييز الذي يبحثه علماء الكمبيوتر المعاصرون فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي». الخلاصة، أن المفاهيم الفنيّة والفلسفية والعلمية آخذ بعضها برقاب بعض، فهي تتداخل على المستويين المنهجي والتحليلي، وعليه فإن هذه النقاط التي وردت في الدراسة حول ابن سينا والذكاء الاصطناعي أعتبرها متقدّمة في التحليل وتستحق النقاش، فالعلم نهرٌ، والمجالات هي الجداول والسقيا النهائية من مصلحة البشر. *كاتب سعودي

التقاعد: بداية الحياة التي كنت تؤجلها
التقاعد: بداية الحياة التي كنت تؤجلها

جو 24

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • جو 24

التقاعد: بداية الحياة التي كنت تؤجلها

الكابتن اسامة شقمان جو 24 : هل التقاعد نهاية؟ أم بداية من نوع آخر؟ في عالم يربط الإنسان بمدى إنتاجيته، كثيرون يظنون أن التقاعد هو النقطة الأخيرة في سطر الحياة العملية. لكنه في الحقيقة قد يكون السطر الأول في فصل جديد، أكثر هدوءًا، وعمقًا، وصدقًا مع الذات. انسحاب من الدور، لا من الحياة التقاعد لا يعني اختفاء الإنسان، بل تحوّله. كما أن الفصول لا تموت، لكنها تتبدّل لتستعد لطبيعة أخرى. فالخريف مثلًا، ليس موتًا بل مرحلة نضج، فيها تنسحب الطبيعة إلى الداخل لتستعد لربيع جديد. كذلك المتقاعد، لا يخرج من الحياة، بل يعيد الدخول إليها بروح أكثر صفاء. نظرة المجتمع... تحتاج إلى تصحيح في مجتمعاتنا، التي تقدّس الإنجاز، قد يُنظر إلى المتقاعد وكأنه "فقد قيمته". لكن هذا التصور سطحي. التقاعد لا يُقصي الإنسان، بل يمنحه وقتًا نادرًا للعودة إلى ذاته، والتصالح مع ما فاته، والبدء من جديد... على طريقته. كما قال الفيلسوف هيراقليطس: "لا يمكنك أن تسبح في النهر نفسه مرتين، لأن الماء يتغير، وأنت تتغير." ماذا يقول العلم؟ بحسب دراسة منشورة في The Gerontologist، فإن من ينظر إلى التقاعد كفرصة للتطوّر الذاتي يعيش تقاعدًا أكثر سعادة واستقرارًا. وفي بحث من جامعة هارفارد، تبيّن أن التقاعد يمكن أن يكون إيجابيًا للصحة النفسية إذا كان مقرونًا بالشعور بالحرية، لا بالفقدان. أمثلة ملهمة بعد الستين مارك توين كتب روائعه بعد سن الستين. بول سيزان لم يبدأ رسم لوحاته الأشهر إلا بعد سن الـ60. نيلسون مانديلا خرج من السجن في الـ71 ليقود جنوب أفريقيا نحو مستقبل جديد. كل هؤلاء لم يعتبروا العمر عائقًا، بل فرصة للانطلاقة الحقيقية. التقاعد: وقت المكاسب لا الخسائر استرجاع الوقت الذي كان مسلوبًا. التفرغ للهوايات، القراءة، السفر، التأمل. نقل الخبرات للأجيال الجديدة عبر التطوع أو التعليم. والأهم: أن تعيش "أنت" لنفسك، لا للدور الذي كنت تمثّله فقط. رسالة أخيرة: لا تؤجل حياتك التقاعد ليس نهاية القصة، بل ربما هو بدايتها الحقيقية. لا تسمح لصورة نمطية أن تحجب عنك أجمل مراحلك. الآن... تبدأ الحياة التي كنت تؤجلها. . تابعو الأردن 24 على

فرضية جديدة قد تغيّر فهمنا للفضاء: هل يدور الكون فعلًا؟
فرضية جديدة قد تغيّر فهمنا للفضاء: هل يدور الكون فعلًا؟

الرجل

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • الرجل

فرضية جديدة قد تغيّر فهمنا للفضاء: هل يدور الكون فعلًا؟

في خطوة علمية قد تغيّر تصوّرنا عن الكون، طرح فريق بقيادة إستفان زابودي من جامعة هاواي، فرضية تقول إن الكون لا يتمدد فقط، بل يدور أيضًا، وإن كان ذلك ببطء يكاد لا يُلاحظ. وتُعاني الأوساط الفلكية منذ سنوات من تضارب واضح في قياس سرعة توسّع الكون، في ظاهرة تُعرف باسم "توتر هابل"، إذ تعطي طريقتا القياس المستخدمتان عبر السوبرنوفا والإشعاع الكوني نتائج متضاربة، مما دفع العلماء للبحث عن حلول مبتكرة. دوران واحد كل 500 مليار سنة؟ اقترح الفريق البحثي أن يكون الكون في حالة دوران بطيء للغاية، بمعدل دورة واحدة كل نصف تريليون سنة، وعند إدخال هذا العامل في النماذج الرياضية، اختفت الفروقات بين نتائج القياسات، ما يعزز صحة هذه الفرضية المذهلة. ورغم جرأة الطرح، فإن الفرضية لا تتعارض مع قوانين الفيزياء المعروفة، بل تنسجم مع بعض النماذج السابقة، إذ لا يوجد أي مانع علمي يمنع الكون من الدوران، خاصة إن كان ذلك بمعدل ضئيل للغاية يصعب رصده بالتقنيات الحالية. فيما ينوي العلماء الآن الانتقال من النماذج النظرية إلى المحاكاة الحاسوبية، لتطوير أدوات قد تساعد في رصد هذا الدوران أو تأكيده، والهدف النهائي هو تقديم تفسير متكامل لحلّ توتر هابل ضمن أُطر علمية دقيقة. استلهم الباحثون عبارتهم الختامية من مقولة هيراقليطس الشهيرة "كل شيء يتحرك"، وأضافوا لمستها الحديثة: "كل شيء يدور"، وقد يكون الكون، في صمته اللامتناهي، أكثر حركة مما نعتقد.

حروب عبثية وأخرى ضرورية
حروب عبثية وأخرى ضرورية

العرب اليوم

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العرب اليوم

حروب عبثية وأخرى ضرورية

يبدو العالم اليوم أكثر حيويّةً رغم الشؤم والألم الإنساني العاليين. ونهاية كل حدثٍ عادةً تكون في وصوله إلى ذروته واستنفاد طاقته القصوى. حتى الآن لم تصل الأزمات في الإقليم إلى هذا المعنى، بل تخطّتْه إلى تطورات وإجراءات كبرى تتعلّق بالاقتصاد والسياسة والاجتماع وأفكار السلام والحرب. في الاقتصاد ثمة إجراءات الرسوم الجمركية التي زلزلت عالم السياسة والمال. حتى كتابة هذه المقالة هناك تواصل كثيف بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكلٍّ من إسرائيل واليابان والصين وروسيا وتركيا وأوكرانيا. الموضوع يتطوّر وبسرعة، وما كان تراجع عوالم الأسواق إلا نتيجةً لهذا الوضع العالمي الجديد. مَن يدري؟! لعل الحروب في بعض الأحايين تكون ضرورية، ولكن حين يغامر بعض الأطراف بخوضها مع عدم الدرس لقوّة الطرف الآخر واستراتيجياته التي يعمل عليها منذ عقود؛ يُعدّ ضرباً من المغامرة غير العاقلة. نعم للحروب وظيفتها؛ كما أن للسلام دوره وأثره، وعبر التاريخ أخذت الحروب حيزها من الدرس والتحليل، فالحرب ذروة قصوى من ذروات التاريخ على أثرها تتشكّل جغرافيا جديدة، وتُوضع على الأرض إمكانات مختلفة، وتتحول مسارات كثيرة، فالحروب هي الوسيلة الأجدى أحياناً من أجل صناعة السلام. والدراسات التي تتحدث عن الحرب والتاريخ والإنسان كثيرة، وهي تتراوح بنتائجها بين القبول والرفض، لذلك يمكن تلخيص قصة الموقف من الحرب بأنه صراع بين مقولتَيْن، ونظريتَيْن، فاليونانيون عاشوا الحروب الطاحنة وخبروا الحرب، ولذلك عدها هيراقليطس «ربة الأشياء»، فهو فيلسوف الصيرورة والنار، ولذلك يرى في الحرب وسيلة فاعلة في تصيير الأشياء وتسريع حركة التاريخ، على نقيضه عدو الحرب كانط الذي ألّف كتيبه الشهير «نحو سلام دائم»، به يعرض خطة لإنهاء فكرة الحرب واستبدال أفكار أخرى أخلاقية بها يمكنها جعل الصراع بين الأمم أكثر تطوراً من فكرة الحرب. بينما فوكوياما، يعدّ الحرب جزءاً من حيوية التاريخ، وصاحب مقولة نهاية التاريخ التي استقاها من تنويع فاتيمو على هيغل لا يمكن أن يعارض الحرب؛ لأنها أساسية في عصب الحديث الهيغلي حول صراع الأضداد وخلق احتمالاتٍ وإمكانات جديدة وصياغة تحولاتٍ مختلفة ونمط عالمي جديد. والحرب تنتج وقائع مختلفة وأساليب متنوعة، فلو تأملنا في حرب الخليج الثانية 1990 لوجدنا كيف امتدّ أثرها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي حتى الآن. ثمة حروب ضرورية يفرضها التاريخ، وتوجبها صيرورة الحياة؛ بغية تشكيل أنماطٍ أخرى. ثمة فرق شاسع بين الحروب الضرورية التي تقودها الدول، والممارسات الميليشياوية التي تمارسها الفصائل، في الأولى تأخذ الحرب حيّزها السياسي، أما الأخرى فتقود الآيديولوجيا كل أفكار الحرب، وهنا تكمن الكارثة. إن الحروب والمناوشات التي نشهدها اليوم هي أساس تمكّن التاريخ من الشهادة على الواقع، ومن دون هذه الصراعات الجهنمية فإن الحالة البشرية تغدو متكلسة، يائسة، خاملة، بالحروب تخلق توازنات ويتغيّر ميزان القوى، وما تكون الكفة على رجحان واحد. العالم كان بحاجة ماسة إلى أقطاب جديدة وأحلاف مختلفة وفضاءات غير اعتيادية، لذلك سيتغير الوضع الاقتصادي والسياسي بشكل كبير مع هذه الصراعات الكبرى. إن الحرب جزء أساسي من تطور الإنسان، ومن دونها لا يستطيع صناعة نقلات أخرى نحو تجارب مختلفة، فلولا الحروب والتفكير في الحروب لما تطورت حتى التقنيات التي نكتب بها. الخلاصة أننا أمام عالم جديد يتشكّل؛ إنه ما بعد النظام العالمي القديم، والحروب هي ضمن الحتمية التي تفرضها حيوية الزمن، وحركة التاريخ، ونحن ندرك أن هذه المآسي مؤلمة للغاية. فلسفة الحرب تثمر نتائج بدهية منها التغيير الديموغرافي، والثقافي، والذهاب لما هو أبعد من الانتصار الاعتيادي، وهذه مشكلة أساسية تستحق الدرس.

حروب عبثية وأخرى ضرورية
حروب عبثية وأخرى ضرورية

العربية

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العربية

حروب عبثية وأخرى ضرورية

يبدو العالم اليوم أكثر حيويّةً رغم الشؤم والألم الإنساني العاليين. ونهاية كل حدثٍ عادةً تكون في وصوله إلى ذروته واستنفاد طاقته القصوى. حتى الآن لم تصل الأزمات في الإقليم إلى هذا المعنى، بل تخطّتْه إلى تطورات وإجراءات كبرى تتعلّق بالاقتصاد والسياسة والاجتماع وأفكار السلام والحرب. في الاقتصاد ثمة إجراءات الرسوم الجمركية التي زلزلت عالم السياسة والمال. حتى كتابة هذه المقالة هناك تواصل كثيف بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكلٍّ من إسرائيل واليابان والصين وروسيا وتركيا وأوكرانيا. الموضوع يتطوّر وبسرعة، وما كان تراجع عوالم الأسواق إلا نتيجةً لهذا الوضع العالمي الجديد. مَن يدري؟! لعل الحروب في بعض الأحايين تكون ضرورية، ولكن حين يغامر بعض الأطراف بخوضها مع عدم الدرس لقوّة الطرف الآخر واستراتيجياته التي يعمل عليها منذ عقود؛ يُعدّ ضرباً من المغامرة غير العاقلة. نعم للحروب وظيفتها؛ كما أن للسلام دوره وأثره، وعبر التاريخ أخذت الحروب حيزها من الدرس والتحليل، فالحرب ذروة قصوى من ذروات التاريخ على أثرها تتشكّل جغرافيا جديدة، وتُوضع على الأرض إمكانات مختلفة، وتتحول مسارات كثيرة، فالحروب هي الوسيلة الأجدى أحياناً من أجل صناعة السلام. والدراسات التي تتحدث عن الحرب والتاريخ والإنسان كثيرة، وهي تتراوح بنتائجها بين القبول والرفض، لذلك يمكن تلخيص قصة الموقف من الحرب بأنه صراع بين مقولتَيْن، ونظريتَيْن، فاليونانيون عاشوا الحروب الطاحنة وخبروا الحرب، ولذلك عدها هيراقليطس «ربة الأشياء»، فهو فيلسوف الصيرورة والنار، ولذلك يرى في الحرب وسيلة فاعلة في تصيير الأشياء وتسريع حركة التاريخ، على نقيضه عدو الحرب كانط الذي ألّف كتيبه الشهير «نحو سلام دائم»، به يعرض خطة لإنهاء فكرة الحرب واستبدال أفكار أخرى أخلاقية بها يمكنها جعل الصراع بين الأمم أكثر تطوراً من فكرة الحرب. بينما فوكوياما، يعدّ الحرب جزءاً من حيوية التاريخ، وصاحب مقولة نهاية التاريخ التي استقاها من تنويع فاتيمو على هيغل لا يمكن أن يعارض الحرب؛ لأنها أساسية في عصب الحديث الهيغلي حول صراع الأضداد وخلق احتمالاتٍ وإمكانات جديدة وصياغة تحولاتٍ مختلفة ونمط عالمي جديد. والحرب تنتج وقائع مختلفة وأساليب متنوعة، فلو تأملنا في حرب الخليج الثانية 1990 لوجدنا كيف امتدّ أثرها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي حتى الآن. ثمة حروب ضرورية يفرضها التاريخ، وتوجبها صيرورة الحياة؛ بغية تشكيل أنماطٍ أخرى. ثمة فرق شاسع بين الحروب الضرورية التي تقودها الدول، والممارسات الميليشياوية التي تمارسها الفصائل، في الأولى تأخذ الحرب حيّزها السياسي، أما الأخرى فتقود الآيديولوجيا كل أفكار الحرب، وهنا تكمن الكارثة. إن الحروب والمناوشات التي نشهدها اليوم هي أساس تمكّن التاريخ من الشهادة على الواقع، ومن دون هذه الصراعات الجهنمية فإن الحالة البشرية تغدو متكلسة، يائسة، خاملة، بالحروب تخلق توازنات ويتغيّر ميزان القوى، وما تكون الكفة على رجحان واحد. العالم كان بحاجة ماسة إلى أقطاب جديدة وأحلاف مختلفة وفضاءات غير اعتيادية، لذلك سيتغير الوضع الاقتصادي والسياسي بشكل كبير مع هذه الصراعات الكبرى. إن الحرب جزء أساسي من تطور الإنسان، ومن دونها لا يستطيع صناعة نقلات أخرى نحو تجارب مختلفة، فلولا الحروب والتفكير في الحروب لما تطورت حتى التقنيات التي نكتب بها. الخلاصة أننا أمام عالم جديد يتشكّل؛ إنه ما بعد النظام العالمي القديم، والحروب هي ضمن الحتمية التي تفرضها حيوية الزمن، وحركة التاريخ، ونحن ندرك أن هذه المآسي مؤلمة للغاية. فلسفة الحرب تثمر نتائج بدهية منها التغيير الديموغرافي، والثقافي، والذهاب لما هو أبعد من الانتصار الاعتيادي، وهذه مشكلة أساسية تستحق الدرس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store