logo
#

أحدث الأخبار مع #هيرودوت

صبرى الموجي يكتب: ثقافةُ شعب.. وأنين نهر
صبرى الموجي يكتب: ثقافةُ شعب.. وأنين نهر

النبأ

timeمنذ 20 ساعات

  • منوعات
  • النبأ

صبرى الموجي يكتب: ثقافةُ شعب.. وأنين نهر

سطر التاريخُ بأحرُفٍ من نور مقولة المؤرخ اليونانى هيرودوت: ( مصر هبةُ النيل)، وهى مقولة تُبرز دور النيل فى حياة المصريين، وأنه سببُ الخصب والنماء، وبفضله قامت على ضفافه حضارة أبهرت العالم أجمع من أقصاه إلى أقصاه. وإذا كان المصرى القديم قد فطن لأهمية النيل، فكان بارا به حاميا لمجراه، مُحافظا على مائه، لأنه عصبُ الحياة، إذ يُشكل الماء مابين 50: 60 % من وزن الخلية الحية، كما أنه يُمثل 70% من وزن الخضراوات، و90% من وزن الفاكهة، لذا حيثما وجد الماء، وجدت الحياة، قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حى أفلا يؤمنون).أقول رغما عن هذا كله، إلا أنّ الأجيال اللاحقة قد عقّت هذا النهر عقوقا شاب له مجراه، وأدهش العالم شرقا وغربا، حيث شهدت الفترةُ الأخيرة أكثرَ من آلاف الحالات من التعدي على النهر، مابين ردم لأجزاء بالمجرى، زادت على أكثر من فدانين، أو بناءٍ على طرح النهر. وإلى جانب حالات التعدى تلك التى تمت فى غيبة الأمن، زادت شراسةُ المصريين فى تلويث مياهه بإلقاء المخلفات الصناعية من رصاص ومعادن ثقيلة تفتك بصحة الإنسان، وتسبب السرطانات، ومخلفات زراعية، ناهيك عن مخلفات الصرف الصحى، التى تبلغ 5 مليارات متر مكعب سنويا، تتم معالجة مليونين منها، ويلقى الباقى فى مجرى النهر ليسهم فى إمراض المصريين، وحقا صدق الحق سبحانه: ( ظهر الفسادُ فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون). ومما زاد من أنين النهر، وجعله يتمنى تغيير مساره؛ ليمر بأرض أناس يحترمونه، كما كان المصريون القدماء يحترمونه، التعدى الصارخ على مجراه لإقامة مراس وكازينوهات، تُدر على أصحابها مليارات الجنيهات، وتُهدر ثروتنا المائية، وتفتك بالشعب بما تلقيه فى مجرى النهر من مخلفات الصرف الصحى، أضف إلى ذلك مشاركة بعض الآثمين من أبناء هذا الشعب فى تعكير المياه، وتلويثها بما يقذفونه فى مجراه من طيور وحيوانات نافقة تضر بصحة الإنسان أبلغ الضرر. وجاء مؤخرا غرق ناقلة بحرية مُحملة بأكثر من 500 طن من الفوسفات، ليزيد من تعدى المصريين على هذا النهر العظيم، الذى لو كان الأمر بيده لشق لنفسه مسارا آخر فرارا من صنع هذا الشعب الأثيم. أريد أن أقول: إنّ الله منحنا ثروة عظيمة، استثمرها أجدادنا القدماء، فشيدوا حضارة، تغنى بها العالم كله، أما نحن فقد أهدرناها بصورة جعلتنا أضحوكة العالم أجمع، فهل من صحوة جديدة نُفعل بها مقولة هيرودوت: مصر هبة النيل، ونكون أكثر احتراما له. ما سبق مقالٌ قديم نُشر بالأهرام منذ عشر سنوات، وأعدتُ نشره اليوم، بعدما اتسع الخرق على الراقع، وزادت حالات التعدي على مجرى النيل والترع والقنوات، التي تضخ الماء العذب إلى شتى بقاع مصر، ورغما عن جهود الدولة، للحفاظ على كلّ قطرة ماء، وذلك بقيامها مؤخرا بتبطين الترع للحفاظ على حصة مصر المائية، إلا أنّ هذه الجهود في واد، وثقافة الشعب في واد آخر، وهو ما شمّت فينا العدو قبل الحبيب، وأعلنت بسببه بعض الدول كإثيوبيا قائلة: كيف تُطالبون بالحفاظ على حصة مصر المائية مع شعب لا يُقدّر قيمة قطرة الماء، ويفضحه ما يصنعه من تلويث للنهر بدم بارد، وبجاحة منقطعة النظير. نعم هناك جهودٌ لا تُنكر لمسئولين منهم على سبيل المثال لا الحصر مهندسة دعاء حسن إسماعيل مدير هندسة ري بنها، التي لا تألو جهدا في إزالة أسباب أي شكوى، وتبذل في سبيل ذلك الكثير من الجهد والوقت، إلا أن الأمر يحتاج بجانب اهتمام المسئول توعية شعب، وتذكيره دائما بأنه باعتدائه على النيل، فإنه يعتدي على أهم وأغلى ثرواته.

رأس المال البشرى!
رأس المال البشرى!

العرب اليوم

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العرب اليوم

رأس المال البشرى!

فى الموضوع الرئيس لأهرام أمس ( 12 مايو) فى تغطيتها لاحتفال وزارة التضامن الاجتماعى، أمس الأول، بمرور 10سنوات على بدء عمل برنامج «تكافل وكرامة»، ورد فيه قول د.مدبولى أن الدولة «تمتلك اليوم أكثر من 22 برنامجا للحماية الاجتماعية، بميزانية تقترب من 635 مليار جنيه سنويا إلخ» و«أن انطلاق تكافل وكرامة، استند إلى فلسفة واضحة فى الاستثمار فى رأس المال البشرى». والحقيقة أننى عندما قرأت كلمة «رأس المال البشرى» أطلقت فى نفسى، الصيحة الشهيرة التى أطلقها ذات يوم عالم الرياضيات اليونانى العبقرى «أرشميدس» عندما لمعت فى ذهنه فكرة «قانون الطفو»، فانطلق يجرى قائلا «وجدتها»! نعم، وجدتها، وقد سبق أن قلتها مرارا، ولكنى أكررها اليوم، وسوف أظل أكررها دائما «رأس المال البشرى»! تلك أيها السادة، أيها المواطنون ثروة مصر الحقيقية، وذلك هو الأصل أو «الرصيد» المصرى الأساسى! إن ثروة مصر الزراعية محدودة بضفتى النيل وسط الصحراء، والتى سجلتها مقولة المؤرخ اليونانى هيرودوت «مصر هبة النيل» فأصبحنا نستورد معظم ما نأكله من الفول إلى القمح! وثروة مصر الصناعية، أيضا محدودة، منذ نهضتها الحديثة على يد محمد على باشا، وماتلاها من نهضة على يد «صنايعية» مصر العظام. ومع أن جمال عبدالناصر رفع بحسن نية لواء التصنيع «من الإبرة للصاروخ»، إلا أننا لم ننتج إبرة ولا صاروخا! ومع ذلك احتفظت مصر بمكانتها وريادتها المكتسبة من رصيدها البشرى العظيم، من ناسها وبشرها، من مثقفيها ومعلميها وعلمائها وفنانيها، الذين حملوا العلم والمعرفة والثقافة والفنون للعالمين العربى والإسلامى بل للعالم كله. ولذلك أيها السادة.. أيها المواطنون، أيها المسئولون، اهتموا أولا، وقبل أى شىء، بذلك الرصيد المصرى العظيم، غير القابل للنفاد: بالتعليم، وبالتربية، وبالثقافة، بإعادة «عيد العلم» ومكافأة المتفوقين والمبدعين. بأولوية الاستثمار فى رأس المال البشرى، كما قال د. مدبولى!

أخبار العالم : الخليج العربي أم الفارسي؟ جذور الجدل حول التسمية
أخبار العالم : الخليج العربي أم الفارسي؟ جذور الجدل حول التسمية

نافذة على العالم

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • نافذة على العالم

أخبار العالم : الخليج العربي أم الفارسي؟ جذور الجدل حول التسمية

الجمعة 9 مايو 2025 07:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images قبل 9 ساعة يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإعلان، خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية الأسبوع المقبل، تبني استخدام مصطلح "الخليج العربي" أو "خليج العرب" بدلاً من "الخليج الفارسي"، بحسب ما صرّح به مسؤولان أمريكيان لوكالة "أسوشيتد برس". التصريح أعاد الخلاف القديم حول التسمية إلى الواجهة، وحرّك الجدل من جديد في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط مواقف متباينة بين الدول المطلة على الخليج. ويعود أول استخدام موثق لاسم "الخليج الفارسي"، إلى كتابات المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد، وقد ظل هذا الاسم شائعاً في الخرائط الجغرافية الكلاسيكية الرومانية والبيزنطية، ثم الإسلامية، حيث أشار بعض الجغرافيين المسلمين مثل الإدريسي وابن خلدون إلى الخليج باسم "بحر فارس". لكن في المقابل، استخدمت بعض النصوص العربية القديمة تسميات مثل "بحر البصرة" و"بحر العرب"، وفي العصر العباسي، أطلق الرحالة سليمان التاجر على المنطقة تسمية "بحر مكران" نسبة إلى الساحل الإيراني، بينما أشار المؤرخون العرب المتأخرون إلى "الخليج العربي" بشكل متزايد، خاصة بعد نشوء الممالك والإمارات العربية على سواحله الغربية. وتزايد استخدام تعبير "الخليج العربي" في القرن العشرين، خاصة مع صعود الحركات القومية العربية، التي رأت في التسمية الفارسية دلالة على نفوذ إيراني لا يتماشى مع الواقع الجغرافي، حيث إن جميع الدول المطلة على الخليج من الجهة الغربية هي دول عربية. وقد لعبت الصحافة العربية، لا سيما في مصر والعراق، دوراً في تكريس مصطلح "الخليج العربي" مع تصاعد التوترات السياسية مع طهران. صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، ترامب ينضم إلى الراقصين بالسيوف في حفل ترحيب في قصر المربع في الرياض في 20 مايو/أيار 2017. وفي فترة الاستعمار البريطاني لمنطقة الخليج بين القرنين التاسع عشر ومنتصف العشرين، اعتمدت السلطات البريطانية اسم "الخليج الفارسي" في الخرائط والمراسلات الرسمية، ما كرّس هذه التسمية في الأدبيات الغربية. ومع ذلك، كانت بعض الوثائق البريطانية الداخلية تشير أحيانًا إلى "الخليج العربي" عند الحديث عن الجانب العربي من الساحل. وتعتمد الأمم المتحدة اسم "الخليج الفارسي" في خرائطها ووثائقها الرسمية، بناءً على ما تسميه "التسمية التاريخية المعتمدة". في عام 2006، أصدرت مجموعة الأمم المتحدة للخبراء في الأسماء الجغرافية (يو إن جي إي جي إن) مذكرة تؤكد فيها أن استخدام مصطلح "الخليج الفارسي" هو الوحيد المعترف به دوليًا، داعية وسائل الإعلام والمنظمات إلى الالتزام به. ولم يصدر قرار يناقضها، ولم يتم تبني أي بديل رسمي، مما يعني استمرار الاعتراف باسم "الخليج الفارسي". ويظهر في جميع الخرائط الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة – بما فيها خرائط قسم الشؤون الجغرافية التابع لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية (ديسا) – تستخدم مصطلح "الخليج الفارسي" فقط. والأمم المتحدة لا تصدر قراراً منفرداً بـ"اعتماد" أسماء جغرافية كما تفعل بعض المؤسسات التشريعية، بل تُظهر اعتمادها من خلال الاستعمال الرسمي المستمر في وثائقها، وخلوّها من أي استخدام لتسميات بديلة غير معترف بها دولياً. لكنها أصدرت في عام 1994 توجيهاً باستخدام المصطلح "الخليج الفارسي" في كل الحالات بدلاً من استخدام المصطلح المختصر "الخليج"، بما في ذلك عند تكرار المصطلح بعد استخدامه الأول في النص. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، خريطة بينكرتون للجزيرة العربية والخليج العربي، جون بينكرتون، 1758-1826، عالم آثار اسكتلندي، رسام خرائط، المملكة المتحدة وتؤكد إيران مراراً على اعتماد هذا الاسم في المحافل الدولية، وتعتبر استخدام اسم "الخليج العربي" من قبل بعض الأطراف تشويهاً متعمداً للتاريخ، بل إن وزارة الخارجية الإيرانية نظّمت حملات إعلامية وفعاليات دولية للترويج لهذا الاسم، وتُدرج في جوازات سفرها عبارة "الخليج الفارسي". في المقابل، ترفض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات والعراق، هذه الرواية، وتؤكد على أحقية التسمية وفقاً للهوية الجغرافية والسياسية. وقد قدّمت بعض الحكومات العربية اعتراضات رسمية إلى المنظمات الدولية عند استخدام اسم "الخليج الفارسي" في المؤتمرات والخرائط. وبينما تعتمد العديد من المنظمات الدولية التسميات التاريخية كإجراء تقني، يُلاحظ في العقود الأخيرة تزايد استخدام مصطلح "الخليج" فقط دون توصيف، كخيار دبلوماسي لتجنب الخلاف، خاصة في وسائل الإعلام الغربية. من الجانب العربي، تستخدم السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، قطر، والعراق اسم "الخليج العربي" بشكل رسمي في المناهج التعليمية، البيانات الحكومية، ووسائل الإعلام. كما تصدر في الخرائط الرسمية المعتمدة من وزارات الخارجية والتعليم في هذه الدول. أما إيران، فهي الدولة الوحيدة على الضفة الشرقية للخليج، وتتمسك باسم "الخليج الفارسي" بوصفه جزءاً من الهوية الوطنية، وقد أدرج البرلمان الإيراني قوانين تمنع استخدام أي تسمية بديلة، وتعاقب الجهات الإعلامية التي تنشر مصطلح "الخليج العربي". ورغم استخدام الولايات المتحدة السابق لـ"الخليج الفارسي" في الخرائط الجغرافية الرسمية، أظهرت مرونة بحسب الظرف السياسي. فقد استخدم بعض المسؤولين الأميركيين تعبير "الخليج العربي" في خطاباتهم، كما حدث في عهد الرئيس جورج بوش الأب أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991، وكذلك في بيانات رسمية لوزارة الدفاع الأميركية أثناء وجود قواتها في المنطقة. ولا تزال تعتمد بريطانيا الاسم الفارسي تاريخياً، لكنه غالباً ما يُستبدل بتعبير "الخليج" في الخطاب الدبلوماسي والإعلامي، وتشير مصادر في الخارجية البريطانية إلى أن هذه السياسة تهدف إلى الحياد وتجنب الاصطفاف السياسي. صدر الصورة، Google التعليق على الصورة، خارطة دول الخليج كما تبثها غوغل العربية ويمتد الخلاف على التسمية إلى أبعاد تتجاوز المصطلحات الجغرافية، ليشمل رمزية الهوية القومية وصراع النفوذ في المنطقة. ويرى بعض الباحثين أن استخدام "الخليج العربي" من قبل العرب يعكس محاولة لتأكيد حضورهم السياسي والثقافي في الإقليم، في مقابل النفوذ الإيراني المتنامي، أما إيران، فترى في أي تغيير للاسم محاولة لعزلها عن مجالها الحيوي، وتهديداً لهويتها التاريخية. وبعيدًا عن الجدل السياسي، فإن لهذا الخلاف أصداءً في مجالات متعددة، ففي الإعلام، يُثار الجدل عند بث برامج أو نشر مقالات تستخدم إحدى التسميتين، كما حدث مع قناة "ناشيونال جيوغرافيك" التي نشرت خريطة في عام 2010 استخدمت فيها مصطلح "الخليج العربي"، ما دفع إيران إلى تقديم احتجاج رسمي وهددت بإيقاف توزيع المجلة داخل أراضيها. وفي الرياضة، حدثت انسحابات من بطولات دولية بسبب استخدام مصطلحات مخالفة للمواقف الرسمية، مثل انسحاب إيران من دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة في العاصمة القطرية الدوحة عام 2005، بعد استخدام مصطلح "الخليج العربي" في المواد الترويجية. وفي التعليم، تختلف مناهج الجغرافيا في الدول العربية والإيرانية، حيث إن كلاً منها يكرّس تسميته كحقيقة غير قابلة للنقاش، ففي إيران، يُدرَّس الاسم "الخليج الفارسي" كجزء من الهوية القومية، بينما تعتمد دول الخليج العربي اسم "الخليج العربي" في كل مناهجها الجغرافية والتاريخية، وتُخصص بعض المقررات للتأكيد على هذا الخيار.

الخليج العربي أم الفارسي؟ جذور الجدل حول التسمية
الخليج العربي أم الفارسي؟ جذور الجدل حول التسمية

شفق نيوز

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • شفق نيوز

الخليج العربي أم الفارسي؟ جذور الجدل حول التسمية

يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإعلان، خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية الأسبوع المقبل، تبني استخدام مصطلح "الخليج العربي" أو "خليج العرب" بدلاً من "الخليج الفارسي"، بحسب ما صرّح به مسؤولان أمريكيان لوكالة "أسوشيتد برس". التصريح أعاد الخلاف القديم حول التسمية إلى الواجهة، وحرّك الجدل من جديد في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط مواقف متباينة بين الدول المطلة على الخليج. ويعود أول استخدام موثق لاسم "الخليج الفارسي"، إلى كتابات المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد، وقد ظل هذا الاسم شائعاً في الخرائط الجغرافية الكلاسيكية الرومانية والبيزنطية، ثم الإسلامية، حيث أشار بعض الجغرافيين المسلمين مثل الإدريسي وابن خلدون إلى الخليج باسم "بحر فارس". لكن في المقابل، استخدمت بعض النصوص العربية القديمة تسميات مثل "بحر البصرة" و"بحر العرب"، وفي العصر العباسي، أطلق الرحالة سليمان التاجر على المنطقة تسمية "بحر مكران" نسبة إلى الساحل الإيراني، بينما أشار المؤرخون العرب المتأخرون إلى "الخليج العربي" بشكل متزايد، خاصة بعد نشوء الممالك والإمارات العربية على سواحله الغربية. وتزايد استخدام تعبير "الخليج العربي" في القرن العشرين، خاصة مع صعود الحركات القومية العربية، التي رأت في التسمية الفارسية دلالة على نفوذ إيراني لا يتماشى مع الواقع الجغرافي، حيث إن جميع الدول المطلة على الخليج من الجهة الغربية هي دول عربية. وقد لعبت الصحافة العربية، لا سيما في مصر والعراق، دوراً في تكريس مصطلح "الخليج العربي" مع تصاعد التوترات السياسية مع طهران. Reuters وفي فترة الاستعمار البريطاني لمنطقة الخليج بين القرنين التاسع عشر ومنتصف العشرين، اعتمدت السلطات البريطانية اسم "الخليج الفارسي" في الخرائط والمراسلات الرسمية، ما كرّس هذه التسمية في الأدبيات الغربية. ومع ذلك، كانت بعض الوثائق البريطانية الداخلية تشير أحيانًا إلى "الخليج العربي" عند الحديث عن الجانب العربي من الساحل. وتعتمد الأمم المتحدة اسم "الخليج الفارسي" في خرائطها ووثائقها الرسمية، بناءً على ما تسميه "التسمية التاريخية المعتمدة". في عام 2006، أصدرت مجموعة الأمم المتحدة للخبراء في الأسماء الجغرافية (يو إن جي إي جي إن) مذكرة تؤكد فيها أن استخدام مصطلح "الخليج الفارسي" هو الوحيد المعترف به دوليًا، داعية وسائل الإعلام والمنظمات إلى الالتزام به. ولم يصدر قرار يناقضها، ولم يتم تبني أي بديل رسمي، مما يعني استمرار الاعتراف باسم "الخليج الفارسي". ويظهر في جميع الخرائط الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة – بما فيها خرائط قسم الشؤون الجغرافية التابع لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية (ديسا) – تستخدم مصطلح "الخليج الفارسي" فقط. والأمم المتحدة لا تصدر قراراً منفرداً بـ"اعتماد" أسماء جغرافية كما تفعل بعض المؤسسات التشريعية، بل تُظهر اعتمادها من خلال الاستعمال الرسمي المستمر في وثائقها، وخلوّها من أي استخدام لتسميات بديلة غير معترف بها دولياً. لكنها أصدرت في عام 1994 توجيهاً باستخدام المصطلح "الخليج الفارسي" في كل الحالات بدلاً من استخدام المصطلح المختصر "الخليج"، بما في ذلك عند تكرار المصطلح بعد استخدامه الأول في النص. وتؤكد إيران مراراً على اعتماد هذا الاسم في المحافل الدولية، وتعتبر استخدام اسم "الخليج العربي" من قبل بعض الأطراف تشويهاً متعمداً للتاريخ، بل إن وزارة الخارجية الإيرانية نظّمت حملات إعلامية وفعاليات دولية للترويج لهذا الاسم، وتُدرج في جوازات سفرها عبارة "الخليج الفارسي". في المقابل، ترفض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات والعراق، هذه الرواية، وتؤكد على أحقية التسمية وفقاً للهوية الجغرافية والسياسية. وقد قدّمت بعض الحكومات العربية اعتراضات رسمية إلى المنظمات الدولية عند استخدام اسم "الخليج الفارسي" في المؤتمرات والخرائط. وبينما تعتمد العديد من المنظمات الدولية التسميات التاريخية كإجراء تقني، يُلاحظ في العقود الأخيرة تزايد استخدام مصطلح "الخليج" فقط دون توصيف، كخيار دبلوماسي لتجنب الخلاف، خاصة في وسائل الإعلام الغربية. من الجانب العربي، تستخدم السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، قطر، والعراق اسم "الخليج العربي" بشكل رسمي في المناهج التعليمية، البيانات الحكومية، ووسائل الإعلام. كما تصدر في الخرائط الرسمية المعتمدة من وزارات الخارجية والتعليم في هذه الدول. أما إيران، فهي الدولة الوحيدة على الضفة الشرقية للخليج، وتتمسك باسم "الخليج الفارسي" بوصفه جزءاً من الهوية الوطنية، وقد أدرج البرلمان الإيراني قوانين تمنع استخدام أي تسمية بديلة، وتعاقب الجهات الإعلامية التي تنشر مصطلح "الخليج العربي". ورغم استخدام الولايات المتحدة السابق لـ"الخليج الفارسي" في الخرائط الجغرافية الرسمية، أظهرت مرونة بحسب الظرف السياسي. فقد استخدم بعض المسؤولين الأميركيين تعبير "الخليج العربي" في خطاباتهم، كما حدث في عهد الرئيس جورج بوش الأب أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991، وكذلك في بيانات رسمية لوزارة الدفاع الأميركية أثناء وجود قواتها في المنطقة. ولا تزال تعتمد بريطانيا الاسم الفارسي تاريخياً، لكنه غالباً ما يُستبدل بتعبير "الخليج" في الخطاب الدبلوماسي والإعلامي، وتشير مصادر في الخارجية البريطانية إلى أن هذه السياسة تهدف إلى الحياد وتجنب الاصطفاف السياسي. ويمتد الخلاف على التسمية إلى أبعاد تتجاوز المصطلحات الجغرافية، ليشمل رمزية الهوية القومية وصراع النفوذ في المنطقة. ويرى بعض الباحثين أن استخدام "الخليج العربي" من قبل العرب يعكس محاولة لتأكيد حضورهم السياسي والثقافي في الإقليم، في مقابل النفوذ الإيراني المتنامي، أما إيران، فترى في أي تغيير للاسم محاولة لعزلها عن مجالها الحيوي، وتهديداً لهويتها التاريخية. وبعيدًا عن الجدل السياسي، فإن لهذا الخلاف أصداءً في مجالات متعددة، ففي الإعلام، يُثار الجدل عند بث برامج أو نشر مقالات تستخدم إحدى التسميتين، كما حدث مع قناة "ناشيونال جيوغرافيك" التي نشرت خريطة في عام 2010 استخدمت فيها مصطلح "الخليج العربي"، ما دفع إيران إلى تقديم احتجاج رسمي وهددت بإيقاف توزيع المجلة داخل أراضيها. وفي الرياضة، حدثت انسحابات من بطولات دولية بسبب استخدام مصطلحات مخالفة للمواقف الرسمية، مثل انسحاب إيران من دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة في العاصمة القطرية الدوحة عام 2005، بعد استخدام مصطلح "الخليج العربي" في المواد الترويجية. وفي التعليم، تختلف مناهج الجغرافيا في الدول العربية والإيرانية، حيث إن كلاً منها يكرّس تسميته كحقيقة غير قابلة للنقاش، ففي إيران، يُدرَّس الاسم "الخليج الفارسي" كجزء من الهوية القومية، بينما تعتمد دول الخليج العربي اسم "الخليج العربي" في كل مناهجها الجغرافية والتاريخية، وتُخصص بعض المقررات للتأكيد على هذا الخيار. كما يظهر النزاع في المحافل الدولية، مثل منظمة اليونسكو ومؤتمرات الملاحة، حيث يحتج الوفد الإيراني في حال تم استخدام "الخليج العربي"، ويطالب بحذفه أو تعديله.

الخليج العربي أم الفارسي؟ جذور الجدل حول التسمية
الخليج العربي أم الفارسي؟ جذور الجدل حول التسمية

سيدر نيوز

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • سيدر نيوز

الخليج العربي أم الفارسي؟ جذور الجدل حول التسمية

يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإعلان، خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية الأسبوع المقبل، تبني استخدام مصطلح 'الخليج العربي' أو 'خليج العرب' بدلاً من 'الخليج الفارسي'، بحسب ما صرّح به مسؤولان أمريكيان لوكالة 'أسوشيتد برس'. التصريح أعاد الخلاف القديم حول التسمية إلى الواجهة، وحرّك الجدل من جديد في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط مواقف متباينة بين الدول المطلة على الخليج. ويعود أول استخدام موثق لاسم 'الخليج الفارسي'، إلى كتابات المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد، وقد ظل هذا الاسم شائعاً في الخرائط الجغرافية الكلاسيكية الرومانية والبيزنطية، ثم الإسلامية، حيث أشار بعض الجغرافيين المسلمين مثل الإدريسي وابن خلدون إلى الخليج باسم 'بحر فارس'. لكن في المقابل، استخدمت بعض النصوص العربية القديمة تسميات مثل 'بحر البصرة' و'بحر العرب'، وفي العصر العباسي، أطلق الرحالة سليمان التاجر على المنطقة تسمية 'بحر مكران' نسبة إلى الساحل الإيراني، بينما أشار المؤرخون العرب المتأخرون إلى 'الخليج العربي' بشكل متزايد، خاصة بعد نشوء الممالك والإمارات العربية على سواحله الغربية. وتزايد استخدام تعبير 'الخليج العربي' في القرن العشرين، خاصة مع صعود الحركات القومية العربية، التي رأت في التسمية الفارسية دلالة على نفوذ إيراني لا يتماشى مع الواقع الجغرافي، حيث إن جميع الدول المطلة على الخليج من الجهة الغربية هي دول عربية. وقد لعبت الصحافة العربية، لا سيما في مصر والعراق، دوراً في تكريس مصطلح 'الخليج العربي' مع تصاعد التوترات السياسية مع طهران. Reuters وفي فترة الاستعمار البريطاني لمنطقة الخليج بين القرنين التاسع عشر ومنتصف العشرين، اعتمدت السلطات البريطانية اسم 'الخليج الفارسي' في الخرائط والمراسلات الرسمية، ما كرّس هذه التسمية في الأدبيات الغربية. ومع ذلك، كانت بعض الوثائق البريطانية الداخلية تشير أحيانًا إلى 'الخليج العربي' عند الحديث عن الجانب العربي من الساحل. وتعتمد الأمم المتحدة اسم 'الخليج الفارسي' في خرائطها ووثائقها الرسمية، بناءً على ما تسميه 'التسمية التاريخية المعتمدة'. في عام 2006، أصدرت مجموعة الأمم المتحدة للخبراء في الأسماء الجغرافية (يو إن جي إي جي إن) مذكرة تؤكد فيها أن استخدام مصطلح 'الخليج الفارسي' هو الوحيد المعترف به دوليًا، داعية وسائل الإعلام والمنظمات إلى الالتزام به. ولم يصدر قرار يناقضها، ولم يتم تبني أي بديل رسمي، مما يعني استمرار الاعتراف باسم 'الخليج الفارسي'. ويظهر في جميع الخرائط الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة – بما فيها خرائط قسم الشؤون الجغرافية التابع لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية (ديسا) – تستخدم مصطلح 'الخليج الفارسي' فقط. والأمم المتحدة لا تصدر قراراً منفرداً بـ'اعتماد' أسماء جغرافية كما تفعل بعض المؤسسات التشريعية، بل تُظهر اعتمادها من خلال الاستعمال الرسمي المستمر في وثائقها، وخلوّها من أي استخدام لتسميات بديلة غير معترف بها دولياً. لكنها أصدرت في عام 1994 توجيهاً باستخدام المصطلح 'الخليج الفارسي' في كل الحالات بدلاً من استخدام المصطلح المختصر 'الخليج'، بما في ذلك عند تكرار المصطلح بعد استخدامه الأول في النص. وتؤكد إيران مراراً على اعتماد هذا الاسم في المحافل الدولية، وتعتبر استخدام اسم 'الخليج العربي' من قبل بعض الأطراف تشويهاً متعمداً للتاريخ، بل إن وزارة الخارجية الإيرانية نظّمت حملات إعلامية وفعاليات دولية للترويج لهذا الاسم، وتُدرج في جوازات سفرها عبارة 'الخليج الفارسي'. في المقابل، ترفض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات والعراق، هذه الرواية، وتؤكد على أحقية التسمية وفقاً للهوية الجغرافية والسياسية. وقد قدّمت بعض الحكومات العربية اعتراضات رسمية إلى المنظمات الدولية عند استخدام اسم 'الخليج الفارسي' في المؤتمرات والخرائط. وبينما تعتمد العديد من المنظمات الدولية التسميات التاريخية كإجراء تقني، يُلاحظ في العقود الأخيرة تزايد استخدام مصطلح 'الخليج' فقط دون توصيف، كخيار دبلوماسي لتجنب الخلاف، خاصة في وسائل الإعلام الغربية. من الجانب العربي، تستخدم السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، قطر، والعراق اسم 'الخليج العربي' بشكل رسمي في المناهج التعليمية، البيانات الحكومية، ووسائل الإعلام. كما تصدر في الخرائط الرسمية المعتمدة من وزارات الخارجية والتعليم في هذه الدول. أما إيران، فهي الدولة الوحيدة على الضفة الشرقية للخليج، وتتمسك باسم 'الخليج الفارسي' بوصفه جزءاً من الهوية الوطنية، وقد أدرج البرلمان الإيراني قوانين تمنع استخدام أي تسمية بديلة، وتعاقب الجهات الإعلامية التي تنشر مصطلح 'الخليج العربي'. ورغم استخدام الولايات المتحدة السابق لـ'الخليج الفارسي' في الخرائط الجغرافية الرسمية، أظهرت مرونة بحسب الظرف السياسي. فقد استخدم بعض المسؤولين الأميركيين تعبير 'الخليج العربي' في خطاباتهم، كما حدث في عهد الرئيس جورج بوش الأب أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991، وكذلك في بيانات رسمية لوزارة الدفاع الأميركية أثناء وجود قواتها في المنطقة. ولا تزال تعتمد بريطانيا الاسم الفارسي تاريخياً، لكنه غالباً ما يُستبدل بتعبير 'الخليج' في الخطاب الدبلوماسي والإعلامي، وتشير مصادر في الخارجية البريطانية إلى أن هذه السياسة تهدف إلى الحياد وتجنب الاصطفاف السياسي. ويمتد الخلاف على التسمية إلى أبعاد تتجاوز المصطلحات الجغرافية، ليشمل رمزية الهوية القومية وصراع النفوذ في المنطقة. ويرى بعض الباحثين أن استخدام 'الخليج العربي' من قبل العرب يعكس محاولة لتأكيد حضورهم السياسي والثقافي في الإقليم، في مقابل النفوذ الإيراني المتنامي، أما إيران، فترى في أي تغيير للاسم محاولة لعزلها عن مجالها الحيوي، وتهديداً لهويتها التاريخية. وبعيدًا عن الجدل السياسي، فإن لهذا الخلاف أصداءً في مجالات متعددة، ففي الإعلام، يُثار الجدل عند بث برامج أو نشر مقالات تستخدم إحدى التسميتين، كما حدث مع قناة 'ناشيونال جيوغرافيك' التي نشرت خريطة في عام 2010 استخدمت فيها مصطلح 'الخليج العربي'، ما دفع إيران إلى تقديم احتجاج رسمي وهددت بإيقاف توزيع المجلة داخل أراضيها. وفي الرياضة، حدثت انسحابات من بطولات دولية بسبب استخدام مصطلحات مخالفة للمواقف الرسمية، مثل انسحاب إيران من دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة في العاصمة القطرية الدوحة عام 2005، بعد استخدام مصطلح 'الخليج العربي' في المواد الترويجية. وفي التعليم، تختلف مناهج الجغرافيا في الدول العربية والإيرانية، حيث إن كلاً منها يكرّس تسميته كحقيقة غير قابلة للنقاش، ففي إيران، يُدرَّس الاسم 'الخليج الفارسي' كجزء من الهوية القومية، بينما تعتمد دول الخليج العربي اسم 'الخليج العربي' في كل مناهجها الجغرافية والتاريخية، وتُخصص بعض المقررات للتأكيد على هذا الخيار. كما يظهر النزاع في المحافل الدولية، مثل منظمة اليونسكو ومؤتمرات الملاحة، حيث يحتج الوفد الإيراني في حال تم استخدام 'الخليج العربي'، ويطالب بحذفه أو تعديله.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store