logo
#

أحدث الأخبار مع #هيلاريون_كبوجي

من لبنان.. تبرعات حملة سفينة "إسناد غزة" تصل رغم الحصار والعدوان
من لبنان.. تبرعات حملة سفينة "إسناد غزة" تصل رغم الحصار والعدوان

الميادين

timeمنذ 8 ساعات

  • سياسة
  • الميادين

من لبنان.. تبرعات حملة سفينة "إسناد غزة" تصل رغم الحصار والعدوان

في ظلّ العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وما خلّفه من دمار واحتياجات إنسانية متفاقمة، تداعت هيئات وشخصيات لبنانية سياسية وثقافية ومدنية إلى لقاء تشاوري بالعاصمة بيروت، تحت شعار: "لأن غزة تحتاج إلى كل شيء إلا الكرامة والكبرياء". وخلال الاجتماع الأول لها في شباط/ فبراير 2024، توافق المشاركون على إطلاق حملة إغاثية عاجل تتوّج بإرسال سفينة مساعدات إنسانية محمّلة بالغذاء والدواء ومواد الإيواء والكساء، حملت اسم "سفينة المطران هيلاريون كبوجي"، تخليداً لاسم الشخصية الوطنية والقومية والروحية التي نذرت حياتها لمواجهة الاحتلال الصهيوني والدفاع عن قضية فلسطين. الميادين نت حضر اللقاءات، و واكب يومها التحركات والحملات لتعزيز الحملة، التي لاقت تجاوباً شعبياً واسعاً من مختلف المناطق اللبنانية وأطياف المجتمع المدني والروحي والاجتماعي. وجرى جمع كميات ضخمة من التبرعات العينية والنقدية. غير أن تشديد الحصار الإسرائيلي على غزة من جميع الجهات، ورفض الاحتلال السافر الضارب بعرض الحائط للقوانين والأعراف الدولية، لا بل لأبسط معايير الأخلاق والتعاطي الإنساني، حال دون إطلاق السفينة، في وقتٍ كانت آلاف الشاحنات الإغاثية مكدّسة على المعابر، خاصة معبر رفح، تُمنع من الدخول من قبل الاحتلال، ما هدّد البضائع بالفساد وفقدان صلاحيتها. ومنذ 7 تشرين الأول/ اكتوبر 2023 ،ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية إلى 53655 شهيداً و121950 إصابة، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في غزة، فتحدثت وكالة "الأونروا" منذ يومين عن أسوأ أزمة إنسانية قد يواجهها قطاع غزة منذ بداية الحرب في ظل مواجهات بطولية يخوضها المقاومون ضد قوات الاحتلال، تفاعلت بقوة مع معركة "إسناد غزة" التي انطلقت من لبنان واليمن والعراق. ومع مرور الوقت، طُرحت تساؤلات من المتبرعين حول وجهة المساعدات، فخُيِّر كل طرف بإمكانية استعادة ما تبرّع به. وبالفعل، تمت إعادة التبرعات العينية لكل من طلب استرجاعها. إلى ذلك، اتخذت 5 خطوات رئيسية لتنفيذ أهداف الحملة، كما جاء في بيان حصل الميادين نت عليه: أولاً: تم شراء كمية قدرها 1000 طن من الطحين من تركيا، وخُزنت في مرفأ طرابلس بدعم من وزارة الأشغال العامة والنقل، وإدارة المرفأ التي أعفت الحملة من رسوم التخزين. وبسبب خطر انتهاء الصلاحية، تم توقيع اتفاق مع وكالة الأونروا، برعاية سفارة دولة فلسطين، لتسليم الطحين للأونروا في لبنان مقابل التزام الوكالة بتقديم الكمية نفسها داخل قطاع غزة باسم حملة "سفينة المطران كبوجي". وقد جرى التسليم رسمياً في مقر السفارة في بيروت. ثانياً: جرى تسليم المستلزمات الطبية كافة، من أدوية وضمادات وحليب أطفال وحفاضات وغيرها، إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتوزيعها على المهجرين في جنوب لبنان، من لبنانيين وفلسطينيين. ثالثاً: تم تسليم الكميات المتبقية من المواد الغذائية والألبسة والبطانيات والفرش والوسادات إلى سفارة دولة فلسطين في بيروت، لتوزيعها أيضاً على المهجّرين من جرّاء العدوان. رابعاً: تم تحويل المبالغ النقدية التي جمعتها الحملة إلى: · بلدية غزة· مستشفيي "الشفاء" و "المعمداني" في القطاع.· مؤسسات ترعى شؤون طلاب غزة في الجامعات المصرية، لتغطية تكاليف دراستهم. والجدير بالذكر هنا، أن جميع عمليات التبرع، والتحويل، والتسليم، وكذلك إعادة المساعدات لمن طلب، موثّقة وفق الأصول. وينهي البيان بـإهداء تحية "لكل من ساهم و تبرّع و ساند الحملة لاغاثة أهل غزة من جهات رسمية و روحية و اجتماعية مع التنويه بالمساهمة السخية لـ "المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين و اغاثة غزة". الحملة التي أطلقتها اللجنة الدولية لإسناد غزة، ومؤسسة عامل الدولية، ولجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار في لبنان، لا تزال ناشطة ومستمرة، لمتابعة تطورات التنسيق والاتصالات، وتوفير الإمدادات الإنسانية. حين تُمطر غزة بنيران الفوسفور، وعندما يتحوّل التجويع إلى أداة من أدوات السياسة، تصطفّ الغالبية الصامتة في عالم غربي متواطئ، وتنشغل المنظومات الدولية بتقنيات التبرير، ويُستعاض عن القانون الدولي بخطابات انتقائية مشروخة. في مثل هذا المناخ، تصبح أي مبادرة إنسانية فعلاً مقاوماً في جوهره، حتى وإن غُلّفت بعنوان "الإغاثة". من هنا، تبرز حملة "إسناد غزة"، ليس كمجرد تحرك إغاثي، بل كأداة رمزية وشعبية في مواجهة النظام الدولي الذي شرعن الجريمة، وصمت عن الإبادة، بل وشارك في تقييد من يريد أن يساعد. هذه الحملة، بقيادة الدكتور هاني سليمان ورفاقه، لا تدّعي اختراقاً عسكرياً أو إنجازاً دبلوماسياً، لكنها تُمارس أبسط ما تبقى من معنى السيادة الإنسانية: أن نقول "لا" وأن نفعل شيئاً. "غزة تحتاج إلى كل شيء إلا الكرامة والكبرياء"، وكأنما هي بذلك تختصر مأساة فلسطين بكلمات معدودات. فالقطاع الذي كُتب عليه أن يتحول إلى نموذج تجريبي للحصار الشامل، لا يُطلب منه أن يصمد فقط، بل أن يصمد بشرف، أن يُقتل أبناؤه ولا يطلبون شيئاً إلا ألا يُساوّوا بالجلاد. اسم السفينة ليس مجرد تفصيلًا، بل بيانٌ بحد ذاته: "سفينة المطران إيلاريون كبوجي"، ذاك المطران السوري الحلبي الذي واجه الاعتقال "الإسرائيلي" قبل 50 عاماً. وأن يُستعاد اسمه اليوم، هو إحياء لذاكرة الوجدان العربي والإسلامي التي أُريد لها أن تُمحى، واستعادة لمعادلة بسيطة: لا يمكن فصل القدس عن دمشق، ولا بيروت عن غزة، ما دامت العدالة لا تتجزأ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store