logo
#

أحدث الأخبار مع #وائلمحجوب،

هرولة بورتسودان لكوريا الشمالية.. مأزق جيوسياسي يفاقم أدلة الانتهاكات
هرولة بورتسودان لكوريا الشمالية.. مأزق جيوسياسي يفاقم أدلة الانتهاكات

العين الإخبارية

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العين الإخبارية

هرولة بورتسودان لكوريا الشمالية.. مأزق جيوسياسي يفاقم أدلة الانتهاكات

البحث عن سلاح يعوض الإخفاقات الميدانية ولو في أحضان نظام معزول دوليا، دفع حكومة بورتسودان إلى الهرولة لكوريا الشمالية. خطوة يراها مراقبون تصعيدا سياسيا يائسا قد يُدخل السودان في نفق أشد ظلمة، حيث يتقاطع الفشل العسكري مع تراكم أدلة الانتهاكات، ليُفاقم العزلة الدولية ويزيد من معاناة شعب أنهكته الحرب وخذلته الخيارات. وقبل يومين، أفادت تقارير إعلامية سودانية، أن إبراهيم يس، وزير الدفاع في حكومة بورتسودان التي يقودها الجيش، قد غادر إلى كوريا الشمالية في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها لمسؤول سوداني. وكشفت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" أن الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، لا سيما في مجالات التصنيع الحربي وتطوير منظومات الدفاع الجوي والصواريخ. زيارةٌ يضبط مراقبون توقيتها على عقارب الانهيار المتسارع للتحالف العسكري مع "إيران"، ويقولون إن سلطة بورتسودان وجدت نفسها في مأزق جيوسياسي خطير، دفعها للارتماء في أحضان نظام كوريا الشمالية المنبوذ دوليا. ووصف محللون سياسيون تحدثت معهم "العين الإخبارية" حول دلالات هذه الخطوة، الزيارة بأنها "بمثابة فشل استراتيجي، يعكس عجزا في إدارة الأزمات، ويعزز من مؤشرات التورط في مسارات متطرفة، من شأنها تعميق الأزمة الإنسانية في السودان وفتح الباب أمام مزيد من العقوبات الدولية". كما أنها تعكس فشلًا ذريعًا لحكومة بورتسودان في إدارة الأزمة، في مؤشر على انزلاق السلطة نحو المزيد من السياسات المتطرفة، في مسعى يائس للبحث عن دعم عسكري، حتى وإن كان من نظام منبوذ دوليًا ومتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ودعم الإرهاب. وفق مراقبين. معضلة التسليح والخيار المعزول الصحفي والمحلل السياسي السوداني وائل محجوب، أشار في حديث لـ«العين الإخبارية» إلى أن السلطة في بورتسودان تواجه معضلة حقيقية في ملف التسليح بسبب القيود الدولية، لا سيما تلك المفروضة منذ أزمة دارفور، والتي نتج عنها حظر على واردات السلاح بموجب قرارات مجلس الأمن. وقال محجوب: «السلطة تحاول تجاوز هذا الحصار المعقد"، لافتا إلى أن هذه الخلفية "تفسر التحرك المفاجئ نحو كوريا الشمالية، رغم ما قد يترتب عليه من تعقيدات سياسية ودبلوماسية، لا سيما في ظل العقوبات الأمريكية الأخيرة التي طالت شخصيات نافذة في ملف التصنيع العسكري". وأضاف أن «إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عن تحول عقيدة الجيش من دفاعية إلى هجومية، يكشف بوضوح أن خيار اللجوء إلى كوريا الشمالية يهدف إلى الحصول على سلاح نوعي أملا في قلب موازين المعركة، خصوصًا في مواجهة منظومات الدفاع التابعة لقوات الدعم السريع». الإمارات.. شفافية مقابل فوضى تحالفات بورتسودان في هذا السياق، استهجن المدوّن الإماراتي محمد الجابري، توجه سلطة بورتسودان نحو بيونغ يانغ، في وقت تستمر فيه باتهام دولة الإمارات زورًا بالتدخل في الصراع السوداني. وقال الجابري على حسابه في إكس: «شتان ما بين موقف دولة الإمارات وموقف سلطة بورتسودان». ولفت إلى البيان الإماراتي الصادر يوم أمس، والذي نفت فيه الدولة بشكل شفاف مزاعم «أمنستي» بشأن مدافع AH-4، وأكدت التزامها الصارم بنظام رقابة على الصادرات، مع سجل نقي في تقارير الأمم المتحدة، ولا تقدم أي دعم عسكري لطرفي النزاع. وأضاف: «دولة الإمارات تواصل إرسال المساعدات الإنسانية والدعوة لحكومة مدنية مستقلة، بينما تتجه سلطة بورتسودان، بعد فشل تحالفها مع إيران، إلى كوريا الشمالية". واستطرد: «الفرق واضح: من يسعى للسلام، ومن يغرق في تحالفات الفوضى التي تزيد من عزلة السودان ومعاناة شعبه". ويوم أمس، نفت الإمارات مزاعم سودانية جديدة بشأن دور مزعوم في القتال الدائر في البلد العربي الأفريقي منذ 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقال سالم الجابري، مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الأمنية والعسكرية، في بيان نشره حساب وزارة الخارجية على منصة إكس، إن دولة الإمارات العربية المتحدة اطلعت على تقرير مضلل نشرته منظمة غير حكومية، يتضمن ادعاءات حول وجود أنظمة مدفعية هاوتزر AH-4 في السودان. وشدد في هذا السياق على أن دولة الإمارات تؤكد رفضها القاطع لهذه الادعاءات التي تزعم تزويدها لأي طرف من أطراف النزاع الدائر في السودان بالسلاح، وأن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، ولا تستند إلى أي أدلة موثقة. توقيت مشحون وتأتي زيارة وزير دفاع حكومة بورتسودان إلى كوريا الشمالية، في لحظة حرجة، تشهد فيها الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تصعيدًا غير مسبوق، خصوصًا بعد سلسلة من الهجمات بالطائرات المُسيّرة التي استهدفت مواقع استراتيجية شرقي البلاد، موقعة خسائر جسيمة في العتاد والمخزون العسكري للجيش. وبحسب مصادر مطلعة لـ«العين الإخبارية»، فإن الهجمات الأخيرة أسفرت عن احتراق طائرة عسكرية من طراز «إليوشن» في قاعدة عثمان دقنة الجوية ببورتسودان، كانت قد وصلت من إيران محملة بكميات من الأسلحة المتنوعة، بما في ذلك متفجرات وصواريخ موجهة، وهو ما لم تؤكده أو تنفه طهران. كما تم تدمير طائرتين حربيتين من طرازي «سوخوي» و«ميغ»، إحداهما كانت قيد الصيانة، إضافة إلى تفجير خزانات وقود الطيران في القاعدة. الدعم "الإيراني" ويرى مراقبون أن هذه الضربات المباغتة مثلت ضربة موجعة للجيش السوداني، وأجهضت أوهام «الحسم العسكري» التي كانت تروج لها قيادة الجيش وحلفاؤها من تنظيم الإخوان، أملاً في أن يحسم الدعم الإيراني الأخير المعركة لصالحهم. وفي فبراير/شباط 2023، ذكرت وكالة «بلومبيرغ» نقلاً عن مسؤولين غربيين، أن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات مسيرة من نوع «مهاجر 6»، المجهزة للمهام الهجومية والاستطلاعية. ووفقًا للتقارير، فقد التُقطت صور من أقمار صناعية لطائرات «مهاجر 6» الإيرانية في قاعدة وادي سيدنا شمالي أم درمان، الخاضعة لسيطرة الجيش. وكانت الطائرات قد وصلت إلى السودان عبر شحنات تم تصنيعها بواسطة شركة «القدس» الإيرانية للصناعات الجوية، ومزودة بذخائر موجهة، بحسب المصدر. وفي هذا السياق، عبّر السفير الأمريكي السابق لدى السودان، جون جودفري، عن «قلق بالغ» إزاء هذه العلاقة، مؤكدًا أن الدعم الإيراني للجيش السوداني «مزعج للغاية»، في تصريحات له قبيل مغادرته الخرطوم في مارس/آذار 2024. aXA6IDgyLjIzLjIxOS4zOSA= جزيرة ام اند امز PL

نشر في الصيحة يوم 10 - 03
نشر في الصيحة يوم 10 - 03

سودارس

time٣١-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • سودارس

نشر في الصيحة يوم 10 - 03

حيدر المكاشفي لفت انتباهي مقال نشر مؤخراً لصديقنا وزميلنا الأصغر وائل محجوب، جاء في مقدمته أنه في مرحلة الثورة وما تلاها من حكم انتقالي، برزت وجوه محددة لعبت دوراً متصلاً وكبيراً، في إضعاف أي مجال للتقارب أو الحوار بين مختلف قوى الثورة، عبر شيطنة الناس وتبني الشائعات، وتسميم أجواء المجال العام، وتدني لغة الحوار بالسب والشتم لرموز وشعارات القوى المختلفة، وكانت وجهة نظري وقتها أن كثير من هذه الأصوات تؤدي أدواراً معلومة، وسينكشف أمرها يوما ما. وبعد اندلاع الحرب، تمايزت الصفوف وخرج من بين صفوف الثوار من حمل السلاح ضمن صفوف المقاومة الشعبية، وهجر أخرون السلمية وتبنوا الدعوة للحرب والتعبئة لها، بينما مضى أخرون بشكل أكثر وضوحاً نحو كتائب البراء ابن مالك، ومعلوم انها كتائب للحركة الاسلامية، وضالعة بحسب أكثر من تصريح لقادتها في مهاجمة الثورة، ويشتبه في كونها من ضمن قوات القناصة التي أردت كثير من الشهداء، وصار كثير من هؤلاء الثوار "السابقين" "يردد أمن يا جن.. ما ذهب اليه الزميل وائل يعيد إلى الذاكرة الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله (أن إعرابياً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الإعرابي وعك بالمدينة ، فأتى الإعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الإعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها)، وهذا هو بالضبط حال ثورة ديسمبر المجيدة بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 الغاشم وحرب أبريل القذرة تعكف على نفي خبثها وغربلة صفوفها، وما خبثها الا اولئك المتملقين والمنافقين والمتذبذبين الذين ما اعلنوا انحيازهم للثورة إلا على سبيل الملق والنفاق والمراء، وبدا واضحا انهم لم يؤيدوا الثورة الا لمنصب يصيبونه أو فائدة يجنونها، فما ان اعلن الانقلابيون سيطرتهم على الأوضاع ومن بعده حربهم اللعينة حتى انقلبوا معهم ولذات الأهداف الرخيصة، فصاروا مثل (فسية) تقرأ ذيل الديك التي تميل حيث تهب الهبوب، ولو كان للانقلاب والحرب من حسنة وحيدة ان كانت لهما حسنات، فهي أنهما فرزا الخبيث من الطيب والثوار الحقيقيون من ادعياء الثورة، وهذا ما يمكن الثورة والثوار الآن من نفي خبثهم كما ينفي الكير خبث الحديد وغربلة صفوفهم، ودنس الثورة وخبثها يجسده هيجان بعض من يدعونها من الذين لا يتحلون بأدبها ولا أخلاقها، ويأبى الله إلا أن يفضح مدعيها هؤلاء على رؤوس الأشهاد، وتلك سنة الله في أهل الملق والنفاق ولابسي ثياب الزور.. لقد كانت ثورة ديسمبر ولا تزال وستظل هي أعظم ما فعله السودانيون عبر تاريخهم الحديث، وهي ثورة طاهرة ستنفي خبثها وتنقي صفوفها، ولا يصلح أن يتصدى لحمل لوائها والدفاع عنها والسعي لاستعادتها، إلا من أخلص لها وآمن بمبادئها وضحى في سبيلها، وإذا كان البعض قد خذل الثورة أو خانها، وارتمى في أحضان الانقلابيين وحلفائهم من الكيزان وفلول النظام البائد، وأصبح أداتهم لاجهاضها، فإن هناك الغالبية الكاسحة من المخلصين للثورة ومبادئها والعاضين عليها بالنواجذ، والذين لن يقبلوا ان يعطوا الدنية في ثورتهم ولا في مبادئهم رغم كل ما تعرضوا له وسيتعرضون له من قمع وتنكيل، ولا يزالون يبذلون وسيظلون يبذلون ما في وسعهم دفاعاً عنها في وجه هذه الهجمات التي تتعرض لها بلا كلل ولا ملل ولا يأس، فاليأس خيانة للثورة ولشهدائها، وفي تجارب التاريخ العبرة والمثل، فأصحاب كل القضايا العادلة لم ييأسوا في معاركهم طلباً لحقوقهم مهما تطاول عليهم الأمد، قرأنا ذلك في قصص الأنبياء والمرسلين، وقرأناه في تاريخ الشعوب، بل في تاريخنا الوطني ذاته، فالإصرار على استمرار فتنة هذه الحرب اللعينة المهلكة ماهو إلا هو دليل خوف وليس دليل قوة، لأن هذه الحرب استهدفت بالأساس ثورة الشعب بدلالة كثير من الشواهد والمواقف والتصريحات والتلميحات، وهذا وضع لا يمكن له الاستمرار طويلاً لأنه ضد طبيعة الأمور، وستظل بحول الله ثورة ديسمبر صامدة في وجه الثورة المضادة التي أرادت وأدها، وهو صمود مرشح للاستمرار ومن ثم النجاح لأن صبر الشعوب يفوق كثيراً قدرات أنظمة الحكم مهما بلغ جبروتها، وها هم أبناء الثورة، شبابها وكنداكاتها المخلصين يسطرون ملاحم في الصمود والتمسك بمبادئ ثورتهم والدفاع عنها، لا يضرهم من خذلهم أو خانهم، كما أنهم يزدادون وعيا بالمشهد من حولهم، ويحسبون خطواتهم، وهم يراهنون بالأساس على شعبهم، فإرادة الشعب دائماً هي الأقوى والردة مستحيلة..

غربال الثورة الناعم
غربال الثورة الناعم

التغيير

time٠٩-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • التغيير

غربال الثورة الناعم

لفت انتباهي مقال نشر مؤخرا لصديقنا وزميلنا الأصغر وائل محجوب، جاء في مقدمته أنه في مرحلة الثورة وما تلاها من حكم انتقالي، برزت وجوه محددة لعبت دورا متصلا وكبيرا، في إضعاف أي مجال للتقارب أو الحوار بين مختلف قوى الثورة، عبر شيطنة الناس وتبني الشائعات، وتسميم أجواء المجال العام، وتدني لغة الحوار بالسب والشتم لرموز وشعارات القوى المختلفة، وكانت وجهة نظري وقتها أن كثير من هذه الأصوات تؤدي أدوارا معلومة، وسينكشف أمرها يوما ما. وبعد اندلاع الحرب، تمايزت الصفوف وخرج من بين صفوف الثوار من حمل السلاح ضمن صفوف المقاومة الشعبية، وهجر أخرون السلمية وتبنوا الدعوة للحرب والتعبئة لها، بينما مضى أخرون بشكل أكثر وضوحا نحو كتائب البراء ابن مالك، ومعلوم انها كتائب للحركة الاسلامية، وضالعة بحسب أكثر من تصريح لقادتها في مهاجمة الثورة، ويشتبه في كونها من ضمن قوات القناصة التي أردت كثير من الشهداء، وصار كثير من هؤلاء الثوار 'السابقين' 'يردد أمن يا جن.. ومثلما كشف الله ستر كثيرون ممن عادوا لقواعدهم بعد الحرب، هاهو مؤتمر الميثاق التأسيسي الذي انعقد بنيروبي، يخرج البقية الباقية ممن تدثروا طويلا بشعارات رفض الحرب.. ما ذهب اليه الزميل وائل يعيد الى الذاكرة الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله (أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها)، وهذا هو بالضبط حال ثورة ديسمبر المجيدة بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 الغاشم وحرب أبريل القذرة تعكف على نفي خبثها وغربلة صفوفها، وما خبثها الا اولئك المتملقين والمنافقين والمتذبذبين الذين ما اعلنوا انحيازهم للثورة الا على سبيل الملق والنفاق والمراء، وبدا واضحا انهم لم يؤيدوا الثورة الا لمنصب يصيبونه أو فائدة يجنونها، فما ان اعلن الانقلابيون سيطرتهم على الأوضاع ومن بعده حربهم اللعينة حتى انقلبوا معهم ولذات الاهداف الرخيصة، فصاروا مثل (فسية) تقرأ ذيل الديك التي تميل حيث تهب الهبوب، ولو كان للانقلاب والحرب من حسنة وحيدة ان كانت لهما حسنات، فهي أنهما فرزا الخبيث من الطيب والثوار الحقيقيون من ادعياء الثورة، وهذا ما يمكن الثورة والثوار الآن من نفي خبثهم كما ينفي الكير خبث الحديد وغربلة صفوفهم، ودنس الثورة وخبثها يجسده هيجان بعض من يدعونها من الذين لا يتحلون بأدبها ولا أخلاقها، ويأبى الله إلا أن يفضح مدعيها هؤلاء على رؤوس الأشهاد، وتلك سنة الله في اهل الملق والنفاق ولابسي ثياب الزور.. لقد كانت ثورة ديسمبر ولا تزال وستظل هي أعظم ما فعله السودانيون عبر تاريخهم الحديث، وهي ثورة طاهرة ستنفي خبثها وتنقي صفوفها، ولا يصلح أن يتصدى لحمل لوائها والدفاع عنها والسعي لاستعادتها، إلا من أخلص لها وآمن بمبادئها وضحى في سبيلها، وإذا كان البعض قد خذل الثورة أو خانها، وارتمى في أحضان الانقلابيين وحلفائهم من الكيزان وفلول النظام البائد، وأصبح أداتهم لاجهاضها، فإن هناك الغالبية الكاسحة من المخلصين للثورة ومبادئها والعاضين عليها بالنواجذ، والذين لن يقبلوا ان يعطوا الدنية في ثورتهم ولا في مبادئهم رغم كل ما تعرضوا له وسيتعرضون له من قمع وتنكيل، ولا يزالون يبذلون وسيظلون يبذلون ما في وسعهم دفاعا عنها في وجه هذه الهجمات التي تتعرض لها بلا كلل ولا ملل ولا يأس، فاليأس خيانة للثورة ولشهدائها، وفي تجارب التاريخ العبرة والمثل، فأصحاب كل القضايا العادلة لم ييأسوا في معاركهم طلبا لحقوقهم مهما تطاول عليهم الأمد، قرأنا ذلك في قصص الأنبياء والمرسلين، وقرأناه في تاريخ الشعوب، بل في تاريخنا الوطني ذاته، فالاصرار على استمرار فتنة هذه الحرب اللعينة المهلكة ماهو الا هو دليل خوف وليس دليل قوة، لأن هذه الحرب استهدفت بالأساس ثورة الشعب وليس المليشيا بدلالة كثير من الشواهد والمواقف والتصريحات والتلميحات، وهذا وضع لا يمكن له الاستمرار طويلا لأنه ضد طبيعة الأمور، وستظل بحول الله ثورة ديسمبر صامدة في وجه الثورة المضادة التي أرادت وأدها، وهو صمود مرشح للاستمرار ومن ثم النجاح لأن صبر الشعوب يفوق كثيرا قدرات أنظمة الحكم مهما بلغ جبروتها، وها هم أبناء الثورة، شبابها وكنداكاتها المخلصين يسطرون ملاحم في الصمود والتمسك بمبادئ ثورتهم والدفاع عنها، لا يضرهم من خذلهم أو خانهم، كما أنهم يزدادون وعيا بالمشهد من حولهم، ويحسبون خطواتهم، وهم يراهنون بالأساس على شعبهم، فارادة الشعب دائما هي الأقوى والردة مستحيلة..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store