logo
#

أحدث الأخبار مع #واشنطنإرفنج

جوستاف لوبون بين المرجعية الأزهرية والأفكار الشيطانية
جوستاف لوبون بين المرجعية الأزهرية والأفكار الشيطانية

الدستور

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

جوستاف لوبون بين المرجعية الأزهرية والأفكار الشيطانية

منذ بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم وهناك هجمات شرسة وحرب ضروس وخطط ممنهجة لتشوية العقيدة الإسلامية وإنكار السنة النبوية، والطعن فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، وتجنيد وتمويل الجماعات المتطرفة أصحاب الأفكار والمناهج المنحرفة ؛ لما لها من إذكاء للفتن والفرقة ونشر الفوضى واختلال الأمن، والتحريض على الكراهية والإقصاء والعنصرية والعنف. وقد وقف علماء الإسلام حائط صد ضد المحاولات الخبيثة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، ومحاولات النيل من قيمة ومكانة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وإنكار نبوته ونشر الأكاذيب والخرافات، وفي ظل سعي علماء الأزهر الشريف للدفاع عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم والعقيدة الإسلامية استشهدوا بآراء وشهادة ومدح بعض المستشرقين الذين وُصفوا بالحيادية والإنصاف أمثال توماس أرنولد، آنا ماري شيمل الألمانية، موريس بوكاي الطبيب الفرنسي، روجيه دو باسكويه السويسري، لورا فيشيا فاجليري الإيطالية، والمستشرق الهولندي أدريان ريلند، سيجريد هونكه الألمانية، واشنطن إرفنج الأمريكي، الشاعر الفرنسي لا مارتين، المستشرق البلجيكي ألفرد ألفانز، الأديب الروسي العالمي تولستوي وجوستاف لوبون الفرنسي. ومن أكثر المستشرقين حظًا في الاستشهاد بآرائه وأقواله التي تتصف بالموضوعية والحيادية والإنصاف وفكره المستنير ودفاعه عن الإسلام والنبي محمد صلي الله عليه وسلم والصحابة ( جوستاف لوبون )، فمؤلفاته وخاصة كتاب ( حضارة العرب ) عند بعض علماء الأزهر مرجعية غاية في الأهمية لا تقل أهمية عن ( مسند ) الإمام أحمد بن حنبل و(الموطأ) للإمام مالك، ( والفقه الأكبر ) للإمام أبي حنيفة وغيرهم من فقهاء وعلماء الإسلام الذين لا نقبل التشكيك في كتاباتهم. قبل أشهر قليلة أعددت بحثًا بعنوان " فلسفة الحضارة والتربية عند جوستاف لوبون " وقرأت كتاب " حضارة العرب " لجوستاف لوبون ظهر فيه مكره وخداعه بين السطور، إلا أنني وجدت نقد شديد من بعض الأساتذة المتخصصين في الفلسفة الإسلامية ووصل الأمر إلي اتهامي بأنني لم أرجع إلي كتب لوبون الأصلية، فاستحالة أن تكون هذه الأقاويل تنسب لجوستاف لوبون، وأنه لو تم نشر هذا البحث بهذه الكيفية قد يصل الأمر إلي التقاضي من قبل الأزهر الشريف. خاصة أن علماء الأزهر الأكثر استشهادًا بآرائه أمثال د. شوقي علام مفتي الديار الإسلامية السابق، ود. حبيب الله حسن أستاذ العقيدة والفلسفة ود. عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بالقاهرة ود.ربيع الغفير مدرس بكلية الدراسات الإسلامية في كلمته بالجامع الأزهر في حضور د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر في ملتقي الأزهر بتاريخ 26 مارس الماضي وغيرهم، والأكثر من ذلك استشهاد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في " ملتقي البحرين للحوار" نشرته جريدة الوطن بتاريخ 1 ديسمبر 2022 حيث استشهد بآراء لوبون عن فضل العرب والمسلمين في ميدان الحضارة. أما عن حقيقة جوستاف لوبون المثيرة للجدل تتضح في كتابه " حضارة العرب " ترجمة عادل زعيتر، مؤسسة هنداوي 2013، من صفحة 116 الي 120، وكتاب الاصلي باللغة الفرنسية من صفحة 82 إلي 85، فقد بدأ بذكر صفات النبي محمد صلي الله عليه وسلم ومكارمه وأخلاقه ليبين كيف أنه موضوعي ومحايد، فسرد حياة النبي محمد العامة مولده وزواجه وبعثته ودعوته ورسالته وهجرته وأصحابه وغزواته ثم وفاته، ثم تحدث عن أخلاقه فقد كان صلي الله عليه وسلم صادقًا أمينًا. أرجح الناس عقلًا وأفضلهم رأيًا يُكثر الذكر، ويُقل اللغو، دائم البِشر، مطيل الصمت، لين الجانب، يحب المساكين، لا يحقر فقيرًا لفقره، ولا يهاب ملكًا لملكه، كان يؤلف قلوب أهل الشرف، وكان يؤلف أصحابه ولا ينصرهم، كان صبورًا، مقاتلًا ماهرًا، عظيم الفطنة حكيمًا. وكذلك بين قيمة ومكانة الخلفاء الراشدين والصحابة، ودور الإسلام في تقدم العلوم والفنون والآداب. ثم انتقل بمكرًا وخداع وخبثًا يشكك في نبوة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، فيدعي أن كتب التاريخ خلت من نفي إصابة الرسول صلي الله عليه وسلم بالصرع، وأنه رسول يوحى إليه، وهذا ليس جهلًا بآيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، فكتاباته تدل علي أنه قارئ متميز ومطلع جيد علي تاريخ العرب والإسلام والحضارات المختلفة، إلا أنه مصرًا وملحًا علي أن يضع السم في العسل، ومراده هو بث الشك والريبة في عقل وقلب القارئ. فيقول أنه لما كانت لا نبوة بغير خوارق، ولم يقل محمد أنه أتي بخوارق مع إيمانه برسالته، ولكن المسلمون نسبوا إليه خوارق، وقد استشهد بقول ( مسيو كاز يميرسكي ) وهو يسخر من معجزات سيدنا محمد فقد انشق القمر بطلبه فرقتين علي مشهد الملا..، وكانت الجديان تخاطبه وهي مشوية.. وكان يرُد البصر للعمي، ويشفي المرضي، ويُحي الموتى، وأنزل من السماء مائدة لعلي وأسرته حين جاعوا.. كما أثبت المسلمين الصالحين أنه أُسري بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم علي ظهر حيوان خيالي، يسمى البراق، والبراق دابة مُجنَحة لها وجه المرأة وجسم الفرس، وذنب الطاووس، ويعتقد المسلمون أن محمدًا أخترق السماوات السبع في معراجه حتي بلغ عرش الإله. بل لقد وصلت وقاحته إلي اتهام النبي صلي الله عليه وسلم بأن نقطة ضعفه هو حبه للنساء، فقد قال " حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة "، ولم يبالي النبي محمد بسن المرأة التي يتزوجها، فتزوج عائشة وهي بنت عشر سنين وتزوج ميمونة وهي في الحادية والخمسين من عمرها، وقد أطلق سيدنا محمد العنان لهذا النوع من الحب، فقد طلق زينب بنت جحش من زوجها زيد ابن حارثة لتزوجها، وحاول إثبات حادثة الإفك بقوله " ولم يثبت وفاء زوجات النبي محمد الكامل له، ويظهر أن محمد لاقي من المكاره الزوجية ما يندر وجوده عند الشرقيين ويكثر وقوعه عند الأوروبيين، فقد كانت عائشة موضوع قلق له علي الخصوص" وقد أثبت الله سبحانه وتعالي براءة السيدة عائشة أم المؤمنين في القرآن الكريم في سورة النور، بل لقد شكك في القرآن الكريم بقوله " ولما عرف النبي محمد في أخر الأمر ما ينجم عن زيادة عدد الزوجات من المفاسد والشرور حرم محمد علي المسلم أن يجمع أكثر من أربعة زوجات". ولوبون شأنه شأن الكثير من المستشرقين الذين سخروا كل جهودهم وأفنوا أعمارهم في دراسة وتحليل حضارة غريبة عنهم من خلال الدراسات والبحوث بتمويل من الدول الاستعمارية التي تغدق عليهم الأموال والإمكانيات ونشر كتاباتهم وترجمتها ونشرها علي أوسع نطاق حتي يتحقق الهدف المرجو منها. والحقيقة أن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لا يحتاج لمدح وثناء المستشرقين أو غيرهم، فقد أثني عليه الله في صفاته وأخلاقه وشمائله، واصطفاه على جميع البشر، وفضَّله على جميع الأنبياء والرسل، وشرح له صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وِزرَه، وأعلى له قدرَه، قال الله سبحانه وتعالي ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) وزكاه ربه عزوجل فقال ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، بل إن الله سبحانه أمرنا بالصلاة عليه عقب إخباره بأنه وملائكته يصلون عليه، فقال سبحانه وتعالي ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )، فمهما اجتهد المستشرقين ومدحوا وأثنوا علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم لن يضيف إليه شيء، فهو صلي الله عليه وسلم قيمة في ذاته، يزداد به المادحون شرفًا وعزا. رحم الله ابن الخطيب الأندلسي حيث قال: مدحتْك آيات الكتاب فما عسى يثني على عَلْياك نظْم مديحي... وإذا كتاب الله أثنى مُفْصِحًا كان القصور قصار كل فصيح. أما عن دفاع علماء الأزهر والمفكرين عن جوستاف لوبون والإستشهاد والاستعانة بآرائه وأفكاره دون القراءة الدقيقة لكتاباته وتحليلها وتفنيد الحجج والرد عليها، وإذا فرضنا حيادية لوبون وقد عرض لتاريخ العرب وعظمة الدين الاسلامي ونبيه صلي الله عليه وسلم والصحابة والفتوحات الاسلامية وتقدم المسلمين في كافة العلوم والفنون والآداب، والحقيقة أن ما عرضه لوبون عن العرب والإسلام يدل علي أنه مثقف متقن واسع المعرفة وباحث مدقق متميز، ولكن هل أسلم لوبون مثل بعض المستشرقين أمثال نصر الدين دينيه (الفونس إيتيان دينيه)، محمد أسد (ليوبولد فايس)، عبد الواحد يحيى غينون (رينيه غينون)، رجاء جارودي (روجيه جارودي)، أم أن الله ختم علي قلبه وسمعه وبصره، صدق فيه قول الله سبحانه وتعالي " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ"، وأدعو الأزهر الشريف أمامًا ورئيس جامعة وعلماء إلي القراءة الدقيقة لكتابات المستشرقين والرد عليهم حسبة لله.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store