logo
#

أحدث الأخبار مع #والإرهابوالكباب

عادل إمام ووحيد حامد.. تحالف فني احترف "اللعب مع الكبار"
عادل إمام ووحيد حامد.. تحالف فني احترف "اللعب مع الكبار"

الدستور

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • الدستور

عادل إمام ووحيد حامد.. تحالف فني احترف "اللعب مع الكبار"

لم يكن الزعيم عادل إمام يوما مجرد نجم كوميدي أو ممثل موهوب يحترف الكوميديا والضحك، بل كان وما زال فنانًا استثنائيًا يحمل على عاتقه هموم الناس ويعكس الواقع في مرايا الفن. استخدم الزعيم الضحك وسيلة، والمواقف سلاحًا، والكوميديا قناعًا قدم خلفه رسائل سياسية واجتماعية جريئة، جعلت منه جسرًا عبقريًا بين الضحك والواقع، بين التسلية والتأمل. منذ بداياته وحتى آخر ظهور له، لم يفرط عادل إمام في دور الفنان الحقيقي، بل ارتدى قناع الساخر ليقول الممنوع، ويعرض المسكوت عنه، ويسخر من السلطة، والتشدد، والفساد، والبيروقراطية، والجهل، وحتى العنف المجتمعي، بطريقة لا يمكن للناس سوى أن تحبها وتضحك معها، حتى لو كانت موجعة. الوجه الآخر لـ عادل إمام فى سينما وحيد حامد وفى هذا الإطار، كشف الناقد الفنى أسامة عبد الفتاح، عن الوجه الآخر لـ عادل إمام من خلال أفلامه مع السيناريست والكاتب الراحل وحيد حامد، والتى قدمت شخوصا عبرت عن أبناء الطبقة المتوسطة. ونشر عبد الفتاح صورة نادرة للزعيم عادل إمام تجمعه مع وحيد حامد، عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، وأرفقها بتحليلا لشخصيات أعمالهما سويا. وقال الناقد الفني: عندما التقى عادل إمام بالسيناريست وحيد حامد لأول مرة في مسلسل "أحلام الفتى الطائر" للمخرج محمد فاضل عام 1978، كان قد استقر نجما وبطلا سينمائيا مطلقا بعد الانتهاء من مرحلتي الأدوار المساعدة والبطولة الجماعية، وفي المقابل كان حامد في بداياته رغم أن فرق السن بينهما لا يتجاوز أربع سنوات (إمام من مواليد 1940 وحامد 1944). وكان قراره بالتعاون معه نوعا من المخاطرة، لأن حامد كان وقتها كاتبا شابا ولم يكن قد حقق نجاحات تُذكر، إلا أن المسلسل حقق نجاحا أسطوريا.. واللافت أن هذا النجاح لم يدفع إمام وحامد أبدا لتكرار التجربة في التليفزيون، في حين كرراها 11 مرة على الشاشة الكبيرة بدءا من عام 1981 مع فيلم "انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط"، للمخرج محمد عبد العزيز، ولمدة 25 عاما تالية حتى "عمارة يعقوبيان"، للمخرج مروان حامد، عام 2006. واضاف خلال هذه السنوات تعاونا أيضا مع المخرج شريف عرفة في خمسة أفلام: "اللعب مع الكبار" (1991)، و"الإرهاب والكباب" (1992)، و"المنسي" (1993)، و"طيور الظلام" (1995)، و"النوم في العسل" (1996)، ومع المخرج سمير سيف في ثلاثة أفلام: "الغول" (1983)، و"الهلفوت" (1984)، و"مسجل خطر" (1991)، ومع المخرج سيمون صالح في فيلم "الإنسان يعيش مرة واحدة" (1981). مغامرات عادل إمام ووحيد حامد وقال عبد الفتاح: لا شك أن أفلامهما مع شريف عرفة تمثل عصب تجربتهما معا، ليس فقط لأنها الأكثر عددا كما ذكرت وتمثل نصف ما قدماه على الشاشة الكبيرة تقريبا، ولكن أيضا لأنها شهدت تبلور واكتمال وطرح مشروعهما السينمائي، القائم من ناحية على مقاومة الإرهاب والتطرف الديني، ومن ناحية أخرى على فضح الفساد ومناقشة الصراع الطبقي وانقلاب الهرم المجتمعي. وكان هذا المشروع مناسبا لعقد التسعينات وما شهده من مد إرهابي بشع وتوحش للفساد وقططه السمان. وأوضح من السهل أن تلاحظ في هذا المشروع المغامرات والاشتباكات المحسوبة بدقة مع الدولة، السلطة، الحكومة، حتى تصل الرسالة وفي نفس الوقت لا تثير الغضب.. في "اللعب مع الكبار" – ومضمونه واضح من اسمه – ينضم "الشعب" إلى الحكومة في النهاية في محاربة القطط السمان. لقطة واحدة يقف فيها المواطن العاطل، وهو يصرخ مصرا على الحلم بحياة أفضل، إلى جوار الضابط وهو يقاتل الفاسدين بسلاحه. وفي "الإرهاب والكباب"، يبتعد الثلاثي إمام وحامد وعرفة خطوة عن الحكومة ليقفوا إلى جوار المواطن البسيط في سعيه لتحقيق مطالبه المشروعة، ويميّزون بينه وبين الإرهابي، فمن يبحث عن حقوقه ليس إرهابيا، ولابد ألا تنسى الحكومة المواطنين ومطالبهم في خضم حربها ضد الإرهاب. وكان الانحياز واضحا للمنسيين في هذا الوطن في "المنسي" بدءا من عنوان الفيلم واسم وشخصية بطله: "محولجي" بالسكة الحديد بمنطقة نائية لا تتوقف عنده القطارات ولا حتى البشر، تضعه الظروف في مواجهة دموية غير متكافئة مع "الكبار"، ولا يجد مهربا منها إلا بالتسلح بـ"الناس" كما فعل بطل "الإرهاب والكباب".. هنا طرح واضح وصريح ومباشر للصراع الطبقي ينحاز فيه صناع الفيلم بوضوح للبسطاء، وآخذ عليه فقط بعض المباشرة في المواجهة الختامية بين "يوسف المنسي" ورجل الأعمال والنفوذ "أسعد ياقوت". ويشهد فيلم "طيور الظلام" طرح القضيتين معا، الإرهاب والفساد، ويشير بوضوح إلى أنهما موطن الداء في جسد هذا الوطن، وأننا ندفع جميعا ندفع ثمن صراعهما المرير على "كعكة البلد" وثرواته، وندفع أيضا ثمن تحالفهما أحيانا إذا تلاقت المصالح. أكد أن أهم ما يميز تجربة إمام وحامد، فهو التعبير عن الطبقة المتوسطة التي ينتميان إليها، وطرح أزمتها ومعاناة أبنائها المتعلمين المثقفين الذين يكافحون من أجل حياة كريمة في مجتمع يأخذ منهم أكثر مما يعطيهم، ويجعلهم دائما يدفعون ثمن تقلباته وتغيراته وتبدل أحواله، ويطلق عليهم وحوشه التي لا ترحم ولا تعرف سوى لغة المال وصلف النفوذ، وتكون دائما خسارتهم مضاعفة لأنهم يحرصون على صورة خارجية براقة تخفي التشوهات الداخلية، وهذا من أبرز عيوبهم بلا شك. وشدد على ان عادل إمام قدم مع وحيد حامد عددا من أفضل وأصدق شخصياته وأقربها إلى القلب في رأيي، بعيدا عن أدوار الصعلوك الساعي للصعود الاجتماعي والمجرم التائب أو الساعي للتوبة والبطل الخارق والفلاح الأريب وغيرها من الأنماط المعروفة. ومن المهم جدا الإشارة إلى أن هذه الشخصيات ليست إيجابية وقريبة للقلب لأنها مثالية، فمعظمها إما سكير أو مقامر أو غير ذلك، ولكن لأنها صادقة وتنتمي لبشر من لحم ودم يخطئون ويصيبون. واضاف في فيلم "انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط"، قدم عادل امام أستاذ جامعي كفء وجاد وملتزم، لكنه – تحت وطأة إهمال زوجته له وحرمانه من الحب والحنان – يرتكب الخطأ الذي يقلب حياته رأسا على عقب، ويحيلها إلى جحيم، تماما مثل أبطال المآسي الإغريقية.. وفي "الإنسان يعيش مرة واحدة"، المُدرّس المقامر الذي يخطئ كثيرا هو الآخر لكن يغيره الحب. وقال من بين شخصياته التى عكست قضايا الواقع شخصية الصحفي عادل عيسى في فيلم "الغول"، والذي أحبه وأرى أنه يمثلني رغم أنني أرفض الحل الفردي الذي اختاره ونفذه، ولن ألجأ إليه أبدا، لكن هذا لا يمنع تعاطفي معه وإحساسي أنه يشبهني ويعبر عني. عادل إمام و"اللعب مع الكبار" وأضاف قد لا يكون نموذجيا أو مثاليا من الناحية السلوكية ومن وجهة نظر المديوكر والمتشددين، لكنه مثالي في حرصه على تطبيق القانون وإعلاء قيم العدل والمساواة والحرية، وفي سعيه للحق في قضية عازف مغلوب على أمره يقتله غرور قوة القطط السمان وغطرسة ثروتهم. واوضح في "اللعب مع الكبار"، نجد "حسن بهنسي بهلول"، الجامعي العاطل – غير المثالي هو الآخر – الذي يتحالف مع موظف بسنترال التليفونات للتنصت على الفاسدين وفضحهم وإحباط عملياتهم. وقال: لا يمكن نسيان شخصية "أحمد فتح الباب" في فيلم "الإرهاب والكباب"، وهو الوحيد المثالي، فهو ملتزم في عمله بشركة المياه، وملتزم أيضا بجميع القوانين والقواعد، ويسدد فواتيره في مواعيدها، ويعمل في وظيفة إضافية مساء ليفي باحتياجات أسرته، وكل ما يريده ويحلم به أن ينقل أولاده إلى مدرسة أخرى، وهذا ما يجعله يذهب إلى مجمع التحرير، حيث تدور المواجهة، ليس فقط مع البيروقراطية والروتين المصري المعهود، ولكن أيضا وبالأساس مع قسوة المجتمع ولامبالاة أفراده الذين لا يتعاطفون مع واحد منهم لا يطلب سوى حقه، سواء موظفي مجمع التحرير أو رئيسه في العمل الذي يرفض منحه إجازة أو حتى إذنا لينجز مشواره البيروقراطي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store