أحدث الأخبار مع #والحلفالأطلسي،


Independent عربية
منذ 3 أيام
- سياسة
- Independent عربية
انطلاق انتخابات رئاسية شديدة المنافسة في بولندا
بدأ البولنديون الإدلاء بأصواتهم، اليوم الأحد، في انتخابات رئاسية تشهد منافسة شديدة وستكون لنتيجتها انعكاسات كبرى على موقع هذا البلد في الاتحاد الأوروبي، إنما كذلك على مسائل اجتماعية مثل حق الإجهاض. وفتحت مراكز الاقتراع، صباح اليوم، على أن تستمر عمليات التصويت حتى الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينيتش في البلد العضو في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، والمؤيد بشدة لأوكرانيا في ظل حربها ضد روسيا. ويتواجه في هذه الدورة الثانية رافال تشاسكوفكسي (53 سنة)، رئيس بلدية وارسو المؤيد للاتحاد الأوروبي، مع المؤرخ القومي كارول ناوروتسكي (42 سنة) المدعوم من حزب القانون والعدالة بزعامة الرئيس المحافظ المنتهية ولايته أندريه دودا. وتشير استطلاعات الرأي في بولندا إلى منافسة شديدة مع حصول ناوروتسكي على 50.1 في المئة من نيات الأصوات، مقابل 49.9 في المئة تشاسكوفكسي، بفارق ضئيل بينهما يبقى ضمن هامش الخطأ. ويصدر استطلاع للرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع بعد توقف عمليات التصويت، غير أن النتائج النهائية لن تعرف قبل غد الإثنين. وفي حال فوز تشاسكوفسكي، فسيعطي ذلك دفعاً كبيراً للبرنامج التقدمي الذي تعتمده الحكومة برئاسة دونالد توسك، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي. وقد يؤدي الأمر إلى تغييرات اجتماعية مهمة مثل الاعتراف بالشراكات المدنية للمثليين وتليين قوانين الإجهاض شبه المحظور حالياً. والرئيس في هذا البلد البالغ عدد سكانه 38 مليون نسمة، هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ويوجه السياسة الخارجية ويمكنه تقديم مشاريع قوانين واستخدام الـ"فيتو" ضدها. في المقابل، سيعزز فوز ناوروتسكي موقع حزب القانون والعدالة الشعبوي الذي حكم بولندا بين 2015 و2023، وقد يؤدي إلى تنظيم انتخابات نيابية جديدة. ويؤيد عديد من أنصار ناوروتسكي تشريعات أكثر صرامة حول الهجرة وسيادة أوسع نطاقاً لبلدهم داخل الاتحاد الأوروبي. وعدت المحللة السياسية آنا ماتيرسكا سوسنوفسكا أن الانتخابات هي "صدام حضارات حقيقي" بسبب الاختلافات الكبرى في السياسات بين المرشحين. ويؤيد عديد من ناخبي تشاسكوفسكي اندماجاً أكبر داخل الاتحاد الأوروبي وتسريع الإصلاحات الاجتماعية في البلد الذي يسجل نمواً اقتصادياً كبيراً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتلقى الانتخابات متابعة حثيثة في أوكرانيا التي تسعى إلى تعزيز الدعم الدبلوماسي الدولي لها في مفاوضاتها الصعبة مع روسيا. ويعارض كارول نافروتسكي المعجب بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، انضمام كييف إلى الحلف الأطلسي ويدعو إلى فرض قيود على الامتيازات الممنوحة لنحو مليون لاجئ أوكراني في بولندا. وتتوقف النتيجة النهائية للانتخابات على قدرة تشاسكوفسكي على تعبئة عدد كاف من المؤيدين، إنما كذلك على ما إذا كان ناخبو اليمين المتطرف يعتزمون تجيير أصواتهم لناوروتسكي. وحصل مرشحو اليمين المتطرف بالإجمال على أكثر من 21 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى التي تصدرها تشاسكوفسكي بفارق ضئيل بحصوله على 31 في المئة من الأصوات مقابل 30 في المئة لناوروتسكي.


الأنباء العراقية
منذ 3 أيام
- سياسة
- الأنباء العراقية
البولنديون يدلون باصواتهم في انتخابات رئاسية حاسمة لدور البلد في الاتحاد الأوروبي
متابعة-واع بدأ البولنديون الإدلاء بأصواتهم الأحد في انتخابات رئاسية تشهد منافسة شديدة وستكون لنتيجتها انعكاسات كبرى على موقع هذا البلد في الاتحاد الأوروبي، إنما كذلك على مسائل اجتماعية مثل حق الإجهاض. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وفتحت مراكز الاقتراع في الساعة 5,00 على أن تستمر عمليات التصويت حتى الساعة 19,00 ت غ في البلد العضو في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، والمؤيد بشدة لأوكرانيا في ظل الغزو الروسي للدولة المجاورة له. ويتواجه في هذه الدورة الثانية رافال تشاسكوفكسي (53 عاما)، رئيس بلدية وارسو المؤيد للاتحاد الأوروبي، مع المؤرخ القومي كارول ناوروتسكي (42 عاما) المدعوم من حزب القانون والعدالة بزعامة الرئيس المحافظ المنتهية ولايته أندريه دودا. وتشير استطلاعات الرأي إلى منافسة شديدة مع حصول ناوروتسكي على 50,1% من نوايا الأصوات، مقابل 49,9% تشاسكوفكسي، بفارق ضئيل بينهما يبقى ضمن هامش الخطأ. ويصدر استطلاع للرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع بعد توقف عمليات التصويت، غير أن النتائج النهائية لن تعرف قبل الإثنين.


العرب اليوم
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- العرب اليوم
أميركا - إيران: النموذج الليبي!
كل السياسات الإيرانية والإملاءات التي فرضت على بغداد ودمشق وبيروت، حتى بعد مقتل قاسم سليماني، لم تتخيل يوماً أن يواجه النظام الإيراني أخطاراً استراتيجية، كان يظن أنها باتت خلفه منذ إسقاط نظام صدام حسين، والقرار الأميركي بحل الجيش العراقي، وغض النظر عن مسارعة طهران لملء الفراغ. بعد مرور نحو 17 شهراً على «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ظهر الزلزال الكبير من غزة إلى لبنان وسوريا، ومسار الأحداث التي لم تصل إلى خواتيمها بعد، أن العمى الاستراتيجي كان المتحكم بقراءة وأداء محور الممانعة. هذه الأطراف على امتداد الهلال الإيراني الذي ربط طهران بالمتوسط، لم تُقدر أبعاد حدث 7 أكتوبر؛ حيث للمرة الأولى في الحروب العربية - الإسرائيلية دار قتال داخل إسرائيل، ولم تتوقع أنه في مثل هذا الوضع فإن المواجهة ستكون مع أميركا التي ستتصدر الدفاع عن حليفتها بكل قدراتها وإمكاناتها وأسلحتها الأكثر تطوراً والأشد فتكاً! والعمى الاستراتيجي إياه، المنتشي ببلطجة الميليشيات الحوثية في البحر الأحمر، وتحكمها بباب المندب، أحد أهم الممرات التجارية العالمية، دفع بمحور الممانعة يوماً إلى التهديد بالسيطرة على الملاحة في المتوسط، أي المساس المباشر بمصالح دول جنوب أوروبا والحلف الأطلسي، وكذلك كل بلدان شمال أفريقيا. واستمر العمى إياه رغم التطورات المتأتية عن دمار غزة، وجعل أجزاء رئيسية منها غير صالحة للعيش، وانتهاء حرب «الإسناد» التي بدأها «حزب الله» بدمار للجنوب تجاوز بأضعاف دمار حرب «تموز 2006»، وعاد الاحتلال المباشر لبلدات الحافة الأمامية بعمق يصل في بعض المواقع إلى 2 كيلومتر، عدا عن تصفية إسرائيل لقيادات «حماس» و«حزب الله»، وفي المقدمة يحيى السنوار وحسن نصر الله، إلى القادة العسكريين من الصف الأول والثاني وحتى الثالث (...) وتتويج كل ذلك بانهيار النظام السوري، وهروب بشار الأسد، وإنهاء الوجود الإيراني في سوريا. لم تُقدم طهران ما يشي بأنها قادرة على إدراك المتغيرات في موازين القوى، فراحت تعمم مواقف الإنكار. كما يوحي الأداء العام عن اعتزام استعادة الدور المفقود في ترجمة لقراءة بائسة، عدَّت ما طال أذرعها انتكاسة، فبدأ الترويج لانتصار سوريالي، منطلقه أن إسرائيل لم تُحقق أهدافها بالقضاء الكامل على «حماس» و«حزب الله»! ولافت للانتباه هنا أن «الحزب» تنكَّر بسرعة لمضمون اتفاق وقف النار، بالزعم أنه لا يمس السلاح شمال الليطاني، وأن القرار الدولي «1701» تناول سلاح الميليشيات وليس المقاومة (...)، التي يقول الشيخ نعيم قاسم إنها استرجعت قدراتها ووضعها التنظيمي وهي حالة مستمرة، وما الحشد الشعبي في مأتم حسن نصر الله إلا أصرح رسالة بشأنها للداخل والخارج. لم تتوقف إيران أمام أبعاد التهديد الإسرائيلي المتواصل بعد الضربة التي أنهت دفاعها الجوي، ولم تستوعب أبعاد رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرشد علي خامنئي، والتشدد الأميركي لفرض انكفاء كامل لإيران داخل حدودها الجغرافية، وعدم بقاء أي احتمال لأن تصبح إيران دولة نووية. ربما فكَّر النظام الإيراني بثمن مقابل التخلي عن الأذرع، ومواقفه تشجع إعادة بناء هذه الميليشيات، وحتى الآن هناك اتهام بتشجيع، وربما التخطيط، لأحداث منطقة الساحل السوري التي أفضت إلى فظائع مرعبة. تزامن ذلك مع خطوات داخلية لترميم الشعبية المتهاوية بتخفيف بعض القيود، كوقف تطبيق قانون الحجاب، والسماح ببث آراء منفتحة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى رفع الإقامة الجبرية عن الوجه الإصلاحي مهدي كروبي، التي استمرت 14 سنة، وهو من رموز الثورة الخضراء. خطوات كان يمكن لها أن تدعم النظام الإيراني، لكنها تأخرت كثيراً زمن اتساع المخاوف من «سورنة» إيران، كما يخشى النائب المحافظ محمود نبويان. في هذا التوقيت، بدأت الضربات الأميركية المفتوحة لمواقع ميليشيات «أنصار الله» الحوثية، في صنعاء والحديدة وصعدة وغيرها... ومع إبحار أسطول حاملات طائرات إلى المنطقة، بما يؤشر إلى ما هو أبعد، يعلن الرئيس ترمب «ينبغي ألا ينخدع أحد، إن مئات الهجمات التي يشنها الحوثيون تنبع من إيران، وهي من صنعها». ويضيف: «سيتم النظر إلى كل رصاصة أطلقها الحوثيون على أنها رصاصة أطلقت من أسلحة وقيادة إيرانية، وستتحمل إيران العواقب الوخيمة». الترجمة واضحة، فالاستهداف العسكري الأميركي المباشر لهذه الميليشيات بمثابة مقدمة للقرار الكبير. والقرار معروف، فقد ورد في رسالة ترمب للمرشد: «هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكرياً أو إبرام صفقة». وقد يكون ما يلوح في الأفق الأميركي أن ثمن بقاء النظام الإيراني تكرار «النموذج الليبي»، عندما رضخ القذافي وفكك المشروع النووي الليبي، وسلَّم الأجهزة للأميركيين، في ظل العجز عن الذهاب إلى صدام عسكري مع القوة الأضخم عالمياً، بعدما سقط مشروع تقويض النفوذ الأميركي في المنطقة التي تشهد أكبر حشد عسكري أميركي، بحري وجوي وبري، في عشرات القواعد العسكرية.


الشرق الأوسط
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
أميركا - إيران: النموذج الليبي!
كل السياسات الإيرانية والإملاءات التي فرضت على بغداد ودمشق وبيروت، حتى بعد مقتل قاسم سليماني، لم تتخيل يوماً أن يواجه النظام الإيراني أخطاراً استراتيجية، كان يظن أنها باتت خلفه منذ إسقاط نظام صدام حسين، والقرار الأميركي بحل الجيش العراقي، وغض النظر عن مسارعة طهران لملء الفراغ. بعد مرور نحو 17 شهراً على «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ظهر الزلزال الكبير من غزة إلى لبنان وسوريا، ومسار الأحداث التي لم تصل إلى خواتيمها بعد، أن العمى الاستراتيجي كان المتحكم بقراءة وأداء محور الممانعة. هذه الأطراف على امتداد الهلال الإيراني الذي ربط طهران بالمتوسط، لم تُقدر أبعاد حدث 7 أكتوبر؛ حيث للمرة الأولى في الحروب العربية - الإسرائيلية دار قتال داخل إسرائيل، ولم تتوقع أنه في مثل هذا الوضع فإن المواجهة ستكون مع أميركا التي ستتصدر الدفاع عن حليفتها بكل قدراتها وإمكاناتها وأسلحتها الأكثر تطوراً والأشد فتكاً! والعمى الاستراتيجي إياه، المنتشي ببلطجة الميليشيات الحوثية في البحر الأحمر، وتحكمها بباب المندب، أحد أهم الممرات التجارية العالمية، دفع بمحور الممانعة يوماً إلى التهديد بالسيطرة على الملاحة في المتوسط، أي المساس المباشر بمصالح دول جنوب أوروبا والحلف الأطلسي، وكذلك كل بلدان شمال أفريقيا. واستمر العمى إياه رغم التطورات المتأتية عن دمار غزة، وجعل أجزاء رئيسية منها غير صالحة للعيش، وانتهاء حرب «الإسناد» التي بدأها «حزب الله» بدمار للجنوب تجاوز بأضعاف دمار حرب «تموز 2006»، وعاد الاحتلال المباشر لبلدات الحافة الأمامية بعمق يصل في بعض المواقع إلى 2 كيلومتر، عدا عن تصفية إسرائيل لقيادات «حماس» و«حزب الله»، وفي المقدمة يحيى السنوار وحسن نصر الله، إلى القادة العسكريين من الصف الأول والثاني وحتى الثالث (...) وتتويج كل ذلك بانهيار النظام السوري، وهروب بشار الأسد، وإنهاء الوجود الإيراني في سوريا. لم تُقدم طهران ما يشي بأنها قادرة على إدراك المتغيرات في موازين القوى، فراحت تعمم مواقف الإنكار. كما يوحي الأداء العام عن اعتزام استعادة الدور المفقود في ترجمة لقراءة بائسة، عدَّت ما طال أذرعها انتكاسة، فبدأ الترويج لانتصار سوريالي، منطلقه أن إسرائيل لم تُحقق أهدافها بالقضاء الكامل على «حماس» و«حزب الله»! ولافت للانتباه هنا أن «الحزب» تنكَّر بسرعة لمضمون اتفاق وقف النار، بالزعم أنه لا يمس السلاح شمال الليطاني، وأن القرار الدولي «1701» تناول سلاح الميليشيات وليس المقاومة (...)، التي يقول الشيخ نعيم قاسم إنها استرجعت قدراتها ووضعها التنظيمي وهي حالة مستمرة، وما الحشد الشعبي في مأتم حسن نصر الله إلا أصرح رسالة بشأنها للداخل والخارج. لم تتوقف إيران أمام أبعاد التهديد الإسرائيلي المتواصل بعد الضربة التي أنهت دفاعها الجوي، ولم تستوعب أبعاد رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرشد علي خامنئي، والتشدد الأميركي لفرض انكفاء كامل لإيران داخل حدودها الجغرافية، وعدم بقاء أي احتمال لأن تصبح إيران دولة نووية. ربما فكَّر النظام الإيراني بثمن مقابل التخلي عن الأذرع، ومواقفه تشجع إعادة بناء هذه الميليشيات، وحتى الآن هناك اتهام بتشجيع، وربما التخطيط، لأحداث منطقة الساحل السوري التي أفضت إلى فظائع مرعبة. تزامن ذلك مع خطوات داخلية لترميم الشعبية المتهاوية بتخفيف بعض القيود، كوقف تطبيق قانون الحجاب، والسماح ببث آراء منفتحة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى رفع الإقامة الجبرية عن الوجه الإصلاحي مهدي كروبي، التي استمرت 14 سنة، وهو من رموز الثورة الخضراء. خطوات كان يمكن لها أن تدعم النظام الإيراني، لكنها تأخرت كثيراً زمن اتساع المخاوف من «سورنة» إيران، كما يخشى النائب المحافظ محمود نبويان. في هذا التوقيت، بدأت الضربات الأميركية المفتوحة لمواقع ميليشيات «أنصار الله» الحوثية، في صنعاء والحديدة وصعدة وغيرها... ومع إبحار أسطول حاملات طائرات إلى المنطقة، بما يؤشر إلى ما هو أبعد، يعلن الرئيس ترمب «ينبغي ألا ينخدع أحد، إن مئات الهجمات التي يشنها الحوثيون تنبع من إيران، وهي من صنعها». ويضيف: «سيتم النظر إلى كل رصاصة أطلقها الحوثيون على أنها رصاصة أطلقت من أسلحة وقيادة إيرانية، وستتحمل إيران العواقب الوخيمة». الترجمة واضحة، فالاستهداف العسكري الأميركي المباشر لهذه الميليشيات بمثابة مقدمة للقرار الكبير. والقرار معروف، فقد ورد في رسالة ترمب للمرشد: «هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكرياً أو إبرام صفقة». وقد يكون ما يلوح في الأفق الأميركي أن ثمن بقاء النظام الإيراني تكرار «النموذج الليبي»، عندما رضخ القذافي وفكك المشروع النووي الليبي، وسلَّم الأجهزة للأميركيين، في ظل العجز عن الذهاب إلى صدام عسكري مع القوة الأضخم عالمياً، بعدما سقط مشروع تقويض النفوذ الأميركي في المنطقة التي تشهد أكبر حشد عسكري أميركي، بحري وجوي وبري، في عشرات القواعد العسكرية.


الصحراء
١١-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الصحراء
ترامب ونعش الأطلسي: «وجهك يا غرب مات»؟
في وسع سياسيّ إيراني مثل علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، عصابيّ الولاء لسادته ورؤسائه آيات الله على اختلاف مراتبهم، أن يتغنى دائماً بقصيدة أدونيس الشهيرة «تحية لثورة إيران» والتي تقول بعض سطورها: «شعب إيران يكتب للغرب: وجهك يا غرب ينهار وجهك يا غرب مات»؛ فلا يُلام ولايتي إذا واصل اجترار القصيدة، نصّاً وروحية، أياً كانت متغيرات أدونيس من الثورة الإسلامية. المفاجأة، في المقابل، يمكن أن تذهب بالسطور الأدونيسية ذاتها، افتراضياً بادئ ذي بدء ثمّ عملياً في نهاية المطاف، إلى متغنٍّ آخر يصعب أن يخطر على بال للوهلة الأولى: جيمس دافيد فانس، نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب! ففي أواسط شباط (فبراير) الماضي، وأمام مؤتمر ميونخ للأمن، ألقى فانس خطبة يصحّ حقاً استئذان الفصحى لتوصيفها بـ«العصماء» في توبيخ الديمقراطيات الأوروبية، جمعاء وبلا استثناء. البُعد الثاني، الجدير بالإفراد أيضاً، هو نبرة الأستذة والتلقين والتعليم حول أصول الممارسة الديمقراطية، ونقائض ونواقص تلك الأصول كما تُمارس في أوروبا الراهنة. ولعلّ المبالغة ليست أوّل الطعون ضدّ خلاصة تقول إنّ جوهر تلك الخطبة العصماء كان الحكم على الديمقراطية الأوروبية بأنها ضعيفة أوّلاً، ثمّ تقريع الديمقراطيين الأوروبيين التلامذة: ألم نتعلم أيّ درس؟ فانس هو صوت سيّده ترامب بالطبع، وإنْ كان أكثر من الأخير قدرة على السفسطة (أي: ألعاب الحواة المعهودة عند زاعم محتد إنتلجنسي، انتهج ديماغوجية معلَنة)؛ وكان تقريع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض بمثابة فصل في عروض ترامب/ فانس لتسخيف أوروبا ونُظُمها السياسية والعسكرية. وهو إنما يستعيد بعض مقاربات ترامب إزاء أوروبا والحلف الأطلسي، التي تجلت فعلياً خلال رئاسة ترامب الأولى، ويُعاد إنتاج بعضها اليوم ضمن جرعات أعلى من التمترس اليانكي خلف شطآن المحيط، على حساب ماضي الانفتاح نحو «شركاء القِيَم» في لندن وبرلين وباريس وروما؛ وعلى نيّة اتقاء القوى الصينية، التكنولوجية والتجارية خصوصاً، عن طريق تحييد روسيا فلاديمير بوتين… في تلك الحقبة، غير البعيدة زمنياً لأنها ترتدّ إلى سنة 2018، لم تكن سياسات ترامب إزاء أوروبا والأطلسي خارجة عن مقاربته المركزية الناظمة في كلّ خيار أو قرار عملياً، أي وضع الـ«بزنس» قبل أيّ اعتبار، وفوقه؛ وهي ليست مختلفة اليوم، إلا في أنها ازدادت شراسة بالمعنى الاستثماري المجرّد للأعمال والأموال، ودليلها الرسوم الجمركية (ولا استثناء للجارتين كندا والمكسيك) في ملفّ أوّل، والاستحواذ على معادن أوكرانيا الثمينة (وقبلها الطمع في عائدات الحجّ إلى مكّة!) في ملفّ ثانٍ. الأطلسي، من جانبه، ظلّ أسير مفردات الحرب الباردة واستنساخ «النمور الورقية» في التعبير الصيني الشهير، ضمن ركيزة أولى مهيمنة؛ والعجز عن الملاءمة بين عقلية ترامب التجارية الاستثمارية، وبين الحاجة إلى الغطاء الأمني والعسكري الأمريكي والمظلة النووية تحديداً. ومن الإنصاف التذكير بأنّ علاقات واشنطن مع أوروبا تحت اشتراط الـ«بزنس» ليست مقتصرة على ترامب، ولم تكن من ابتداعه؛ إذْ يسجّل التاريخ القريب أنّ الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون كان حاسماً وجازماً خلال الاحتفالات في العاصمة الهولندية لاهاي بالذكرى الخمسين لإطلاق «مشروع مارشال» الشهير، فذكّر «شركاء القيم» الأوروبيين أنفسهم بأنّ أفضال الولايات المتحدة على القارّة لا تُترجم بعبارات الامتنان وحدها، بل بردّ الجميل اقتصادياً وتجارياً وتكنولوجياً وجيو ــ سياسياً. لم تكن سياسات ترامب إزاء أوروبا والأطلسي خارجة عن مقاربته المركزية الناظمة في كلّ خيار أو قرار عملياً، أي وضع الـ«بزنس» قبل أيّ اعتبار، وفوقه الأوضح عبارة، كالعادة في تلك الأيام، كانت وزيرة خارجيته مادلين ألبرايت: «ما لم تنتسب الديمقراطيات الجديدة في أوروبا الشرقية إلى النظام، فإن الشراكة الأطلسية في التجارة والأمن لا يمكن أن تتمّ». وهذا يعني أنه من غير الجائز (وبالتالي غير المسموح أصلاً) أن تزدهر القارّة العجوز اقتصادياً أكثر من ازدهار شقيقتها الولايات المتحدة؛ فكيف إذا كانت تعتزم تقوية شوكتها العسكرية بمعزل عن واشنطن، أو حتى على حسابها! لكنّ خطبة فانس التوبيخية في ميونخ تركت لسيّده الرئيس شؤون الاقتصاد والأمن وتخوين الاتحاد الأوروبي وتقريع زيلينسكي وإعادة تدوير بوتين، واختصّ هو بتذكير الشركاء حول أبجديات الديمقراطية، وحقوق صندوق الاقتراع، وحصانة الانتخابات، وقدسية حرية التعبير، ثمّ الاحتذاء بأمريكا كما يديرها اليوم شرطي جديد وحيد يُدعى دونالد ترامب. هواة النوع، وخاصة أولئك الذين يستمتعون بتلك النصوص الغوغائية التي تٌبطن الباطل تحت أغلفة هذا الحقّ أو ذاك، يُنصحون بقراءة الخطبة العصماء تلك، وقد يكون الأفضل متابعتها مسموعة مرئية لحيازة مقدار أوفر من علامات الصوت ودلالات لغة الجسد. «نؤمن أنه من المهمّ خلال السنوات المقبلة أن تنهض أوروبا بطريقة كبرى لضمان أمنها الخاص، لأنّ التهديد الذي يقلقني بصدد أوروبا ليس روسيا، وليس الصين، وليس أيّ عامل آخر خارجي. ما يقلقني هو التهديد من الداخل، وتراجع أوروبا عن بعض قيمها الجوهرية، وهي القيم التي تشترك فيها مع الولايات المتحدة الأمريكية»؛ قال فانس، قبل أن ينخرط في تعداد أنماط التراجع الأوروبي عن قيم مثلى: مصادرة حرية الرأي (عند أحزاب اليمين المتطرف) إلغاء انتخابات رئاسية عن طريق محاكم عليا (في رومانيا، حيث الانتهاكات شتى، والمرشح الفائز لا يخفي الولاء لموسكو) وتحوّل هذا المفوّض الأوروبي أو ذاك إلى «قوميسير» على الطريقة الستالينية، وفتح أبواب اللجوء على مصاريعها، وإدانة مواطن سويدي مسيحي لأنه مارس حرية التعبير وأحرق نسخة من القرآن، ومنع هذه المؤمنة أو ذاك المؤمن من الوقوف أمام مستوصف تُجرى فيه عمليات إجهاض والصلاة من أجل راحة نفس الجنين… التلفيق ليس غائباً عن لائحة الاتهام هذه، كما في حقيقة أنّ الصلاة ذاتها لم تُمنع، بل جرى في بريطانيا فرض منطقة عازلة أمام مستوصف الإجهاض لأسباب أمنية تخصّ حساسيات التجمهر، والمواطن السويدي أحرق القرآن بالفعل ولكن تحت حماية الشرطة، وإلغاء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في رومانيا تمّ بقرار من المحكمة الدستورية بعد تقارير استخباراتية ملموسة تفيد بتمتّع المرشح الفائز كالين جورجيسكو بمساندة غير مباشرة من الاستخبارات الروسية وأنه رفض المشاركة في كلّ المناظرات قبل الانتخابات، ولم يصرف أيّ يورو على حملته… كلّ هذه، وسواها، يسردها من نائب لرئيس أمريكي بدأ ولايته الثانية بالعفو عن أكثر من 1.500 متهم بجرائم اجتياح مبنى الكابيتول يوم 6 كانون الثاني (يناير) 2021. وليس غائباً تزييف التاريخ أيضاً، على هذا النحو الذي يمزج التبسيط المخلّ بالغوغائية الشعبوية: «الحرب الباردة وضعت المدافعين عن الديمقراطية ضدّ قوى أكثر طغياناً في هذه القارّة، ممّن فرضوا الرقابة على المنشقين، وأغلقوا الكنائس، وألغوا الانتخابات. وهؤلاء خسروا لأنهم لم يثمنوا ولم يحترموا نِعَم التحرر الرائعة، والحرّية في المفاجأة، وارتكاب الأخطاء، والابتكار، والبناء». وفانس لا يسوق هذا المشهد المختلق، في كثير أو قليل، إلا لكي يعيب على الشقيقات الأوروبيات: «ومن سوء الحظّ أنني، إذ أنظر إلى أوروبا اليوم، لا يبدو لي واضحاً بما يكفي ما الذي حدث لبعض المنتصرين في الحرب الباردة». إنهم دول غنية ومزدهرة، ولكنهم لا يدفعون فواتيرهم للأطلسي، ولأمريكا استطراداً أو حتى أوّلاً؛ كانت تلك رسالة ترامب في سنة 2018، وهي اليوم ذاتها بعد أن زاد عليها وصم الاتحاد الأوروبي بالخيانة، وأنه إنما أُنشئ كي يُضعف الولايات المتحدة. أين وجهك يا غرب، إذن، كي يعود المرء إلى أدونيس، وهل يعلن ترامب تشييعه إلى مثوى أخير؟ نقلاعن القدس العربي