logo
#

أحدث الأخبار مع #والكيبورد،

مجتمعات الكراهية!
مجتمعات الكراهية!

العربية

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العربية

مجتمعات الكراهية!

بقيت الحروب تدمر أوروبا بسبب الكراهية الشديدة، التي زُرعت بين شعوبها كحال الألمان والفرنسيين ودول البلقان، فكان ساسة ومفكرو ومثقفو القارة العجوز قبل عام 1945 يتعاملون مع أعراض مرض الحروب والدمار والدماء، وليس مع المرض ذاته، أي مرض الكراهية، لذا اكتفوا ضمن محاربة الأعراض بفرض معاهدات صلح وسلام وفتح سفارات وتوقيع معاهدات، ولم تنفع تلك الأمور الشكلية بوقف الكراهية حتى وصلوا بعد الدمار الشامل الذي تسببت به حربان عالميتان اشتعلتا في أوروبا إلى أن الحل هو بالقضاء على أصل المرض أي الكراهية وأبناء الكراهية الشرعيين، أي الحروب والعنف والإرهاب والدماء والدمار والحصار.. إلخ. *** انتقلت ثقافة الكراهية والأعراض المصاحبة لها من حروب وعنف وإرهاب، من أوروبا بعد عام 1945، إلى شعوب ودول منطقة الشرق الأوسط، التي كان السلام والوئام والحب والود تسود علاقات مكوناتها الدينية والعرقية والطائفية ودولها، وقد بدأت بالحرب بين العرب واليهود عام 48، ثم امتدت سريعاً إلى حروب دينية وطائفية وعرقية في لبنان والعراق وسورية وليبيا والسودان والصومال وفلسطين والجزائر.. إلخ، ونتج عنها انفصال جنوب السودان من دون بواكٍ عليه، وتدمير شامل لنصف الأوطان العربية، وحرب لثماني سنوات بين العراق وإيران، وغزو مدمِّر للكويت ومماثل للبنان وغزة، ولايزال هناك من يثني بـذكاء ولا نقول غباء شديد، على مروجي ثقافة الكراهية المدمِّرة السافكة للدماء، والمدمرة للبناء والمحولين الانكسار لانتصار، وتخوين بالمقابل الداعين للسلام بين مكونات بلداننا، وبين بلداننا وبلدان الإقليم والعالم، الغريب والذي لا يصدق أنه كلما زادت الدماء والدمار زادت عملية تسويق ثقافة الكراهية، بدلاً من العكس كما جرى في أوروبا... ويا أمة ضحكت وقهقهت من جهلها الأمم ويأس منها كاتب التاريخ... آخر محطة: حل دمار منطقتنا الدائم وبدء مشروع أوروبا الجديد في الشرق الأوسط هو عبر أمرين لا ثالث لهما: 1- الرفض المعلن والقاطع لثقافة الكراهية مصاحبةً بمحاربة، بل حتى تخوين، من يدعون لها وللعنف والحروب، كونهم يهدفون سراً لتدمير بلداننا ومنطقتنا، وتسويد مستقبل أجيالنا، والبدء الفوري بتدريس ثقافة السلام في المدارس والجامعات، كونها تخلق علاقة ربح - ربح لكل الأطراف بدلاً من علاقة خسارة - خسارة التي تخلقها ثقافة الكراهية والحروب.. 2- الإعلان أن الحل الاستراتيجي الوحيد لمشاكلنا في داخل بلداننا ومع الآخرين في الإقليم والعالم هو السلام، والوداع للسلاح في يد الشباب، وأن يستبدل به القلم والكي بورد، وكيفية إحلال الذكاء الصناعي بدلاً من الغباء الطبيعي المتوارث!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store