أحدث الأخبار مع #وكاريتاس


سيدر نيوز
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
الرابطة المارونية تحتفل بإنجازاتها وتؤكد دعمها للرئيس الجديد: لبنان أولاً
أقامت الرابطة المارونية احتفالها السنوي في صالة 'السفراء'، في كازينو لبنان، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ممثلا بنائبه العام المطران حنا علوان، ومشاركة قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وسفراء الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والبرازيل ومصر والأردن والأورغواي ووزراء ونواب حاليين وسابقين وممثل عن وكالة الأنوروا ورؤساء الرابطة السابقين ونقيبي الصحافة والمحررين ورؤساء المجلس العام الماروني والمؤسسة المارونية للانتشار والصليب الاحمر وكاريتاس لبنان ورابطة الاخويات والكشاف الماروني ونادي الصحافة و'تيلي لوميير' وحشد من الصحافيين والإعلاميين وأعضاء الرابطة. استهل الاحتفال بعرض وثائقي لتاريخ الرابطة ونشاطات رئيسها السفير خليل كرم خلال سنوات ولايته ونشاطات المجلس التنفيذي، ثم قدمت الاحتفال الزميلة جوزفين أبي غصن. كرم وبعد النشيد الوطني ونشيد الرابطة المارونية، ألقى السفير كرم كلمة تحدث فيها عن 'ثوابت الرابطة والكنيسة الوطنية والإيمانية'، وقال: 'في بواكير أيار، تعانق الأرض السماء تمجيدا لأمنا العذراء، الرابضة فوق التلة الخضراء، باسطة الذراعين، نحو قصي الأمداء، سلطانة البحار والجبال، ومليكة لبنان المعطرة بمسك الإيمان، الزائدة عنه في زمن الشدائد، يحلو اللقاء حول مائدة الخبز والملح، يباركها من أعطي مجد لبنان، رأس كنيستنا المارونية الأنطاكية الضاربة عميقا في رحم التاريخ'. أضاف: 'في هذه العشية، نستذكر الجدود والآباء الذين رصفوا بجماجمهم عمارة الوطن، واستنبتوا من الصخر والوعر جنات فيحاء سقوها بزاكي الدم، واستظلوا الأرز الخالد وجعلوه في صدارة العلم ليكون أرجوحة الزمان ودرة تاجه بلدا لا كالبلدان حبل به من التاريخ، مولودا من رحم الاسطورة، منذورا لرسالة مسكونية تختصر كل معاني الإنسانية، بما تكتنز من سمو وتألق'. وتابع: 'في هذا العشاء الذي دعت اليه الرابطة المارونية، أؤكد أن ثوابت الرابطة هي نفسها ثوابت الكنيسة الوطنية والإيمانية، وفية لخطها التاريخي في التزام سيادة لبنان واستقلاله وقراره الحر وقيمه الميثاقية في العيش معا ضمن شراكة كاملة ومتكافئة مع كلّ مكوناته، فلا غلبة لواحد على آخر لا بالعدد ولا بالسلاح، لأن في قاموسها لا غلبة إلا للبنان الواحد الأحد الذي تعلو مصلحته فوق كل مصلحة'. وأشار إلى أن 'الرابطة كانت ولا تزال هي الداعم الأول والرئيس لمواقف الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خصوصا عندما كانت البلاد تعاني من الشغور في كرسي الرئاسة الأولى، وفي مطالبته بالحياد الايجابي الناشط، وحصر السلاح في يد الدولة'، وقال: 'أدى إصرار بكركي على مواقفها ومتابعة مطالبها إلى نتائج بانية ظهرت نتائجها تباعا، ولو كانت الكلفة غالية، وكان في المستطاع تلافيها لو استمع الأفرقاء إلى صوت الراعي الأمين الذي يحسن قيادة الخراف الضالة إلى المراعي الخصيبة'. أضاف: 'إن الرابطة المارونية تتوسم في العهد الجديد والرئيس جوزاف عون خيرا، وهي إلى جانبه لتحقيق مضمون خطاب القسم من أجل نقل لبنان إلى دولة الحداثة والشفافة، دولة الحق والقانون والعدالة الاجتماعية، دولة المواطنة، التي يسود فيها منطق الدولة الكاملة الأوصاف والمواصفات، دولة لا سيادة فيها إلا للجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، الدولة الخيمة التي يستظلها الجميع تحت سقف القانون'. وتابع: 'إن الرابطة المارونية تصدت بحزم وشجاعة ومسؤولية لملف النزوح السوري، وكثفت الاتصالات مع الهيئات الأممية والدول الكبرى، وأجريت شخصيا لقاءات لهذه الغاية مع الأمين العام للأمم المتحدة وكبار المسؤولين الفرنسيين والأميركيين وحاضرة الفاتيكان، وقدمت الدراسات الموثقة المدعمة بإحصاءات دقيقة التي طرحت حلولا عملية أعدتها لجنة متخصصة للخروج من النفق، ولكن لا حياة لمن تنادي نظرا للتعقيدات الدولية والاقليمية وتشعباتها الكثيرة بسبب الأزمة السورية وتداعياتها. لقد عملنا جاهدين في سبيل تحقيق التوازن الوطني من خارج منطق العد، وذلك بفضل العمل الدؤوب للجان الرابطة التي بذلت مجهودات جبارة من أجل تصحيح الخلل في الدولة'. وأردف: 'على مرمى أيام من انتهاء ولايتي على رأس الرابطة المارونية، أسلم الأمانة إلى من سيخلفني والى المجلس التنفيذي الجديد، متعهدا بأن أكون جنديا في صفوفها، عاملا على تعزيز دورها وحضورها على المستوى الوطني والمسيحي بكل ما أوتيت من إمكانات وقدرات'. وختم: 'في هذه الليلة التي نحييها في حماية سيدة لبنان، نشكر للبطريرك الراعي رعايته لهذا العشاء، ومشاركة المسؤولين والفاعليات الذين تقاسمنا وإياهم فرح المناسبة، وجميع الحضور، ضارعين إلى الله أن يوفقنا من أجل عمل هادف ودائم، نتكاتف فيه سوياً لتحقيق قيامة لبنان، وهو لمستحق هذه القيامة التي طال انتظارها'. علوان وألقى علوان كلمة قال فيها: 'لقد شرفني البطريرك الراعي بتمثيله في هذا الحفل المهيب على مائدة الصداقة والأخوة والتضامن. وكنت أود، كما كان يود هو أيضا، ألا يكون ممثلا بأحد في هذه المناسبة، لأنه كان يرغب في المشاركة شخصيا لو لم يتعرض لذلك الحادث المشؤوم الذي أجبره على إلزام الفراش حتى تعافيه الكامل. عافاه الله سريعا ليعود لممارسة مهامه الروحية والوطنية في أقرب وقت ممكن. وقد حملني، إليكم جميعا، رئيسا ومجلسا وأعضاء للرابطة، تحياته وسلامه وبركته الأبوية، مثمنا الدور الذي تقوم به الرابطة في خدمة الكنيسة والوطن، وداعما وقوفها ودعمها المعنوي لمواقفه الوطنية والسياسية والكنسية في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله واستقراره، والعمل على إعلان حياده الإيجابي، وذلك باتخاذ المواقف السياسية المناسبة في كل ظرف أو حدث يطرأ'. أضاف: 'اسمحوا لي أولا أن أشكر سعادة رئيس الرابطة، السفير خليل كرم، على كلمته اللطيفة، وأتعهد أن أبلغ سلامه وتمنياته، وتمنياتكم جميعا، إلى غبطته بكل سرور، فلا شك أنكم جميعا، ونحن أيضا، قد شعرنا بالدخول في أجواء تفاؤل وإيجابية منذ انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وسمعنا خطاب القسم. ثم تعين رئيس الحكومة التي تشكلت بسرعة، وأعد فورا البيان الوزاري، وراح الوزراء يسعون يوما بعد يوم، وبخطى ثابتة وأكيدة، لتحقيق بنود هذا البيان والخطاب، مما يظهر جليا تغير الأجواء نحو الأفضل. وقد تقرر إجراء الانتخابات البلدية في حينه، على عكس ما كان يجري سابقا، وهذه أيضا من الإيجابيات التي تعكس الرغبة في التقيد بالدستور وعدم تجاوزه، بل في إعادة تأسيس الدولة على المبادئ الدستورية والقانونية، والمصداقية، والشفافية، ومحاربة الفساد'. وتابع: 'في ظل هذه الأجواء، يصدف أيضا موعد إجراء الانتخابات في الرابطة المارونية. وقبل أن أذكر ما حققه الرئيس الحالي، المزمع انتهاء ولايته، وقبل أن أعرب عن تطلعاتنا وأمانينا في شخص الرئيس المقبل، أود أن أشير إلى ما أراه شخصيا في دور الرابطة المارونية ومركزها في كنيستنا، فهي، بالنسبة لي، بمثابة العمود الفقري للكنيسة، وخط الدفاع الأول فيها، وفي المجتمع، ينتظر منها أن تقف دائما إلى جانب الكنيسة ورأسها وأبيها، صاحب الغبطة، وتدعم مواقفه وتدافع عنها، لأن البطاركة الموارنة لم يكونوا يوما إلا مع المبادئ المسيحية والأخلاقية، والوطنية، واحترام الحريات الأساسية، واستقلالية الوطن، والانفتاح على جميع مكوناته، لا يبتغون له سوى السلام، والاستقرار والازدهار، والرفاهية'. وأثنى على 'الجهود التي بذلها رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، من أجل مواجهة الاستحقاق الانتخابي في الرابطة بمسؤولية وروح بناءة، حيث نجح، على ما يبدو، بمعاونة أركانها في تحقيق التوافق بتجنيبها معركة حادة لرئاستها، نحن في غنى عنها في ظل الصعوبات والتحديات التي تواجه اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا، والموارنة تحديدا'، وقال: 'يسرنا أن نثمن وننوه بما نمى إلينا مما حققه الرئيس كرم مع معاونيه والمجلس التنفيذي من تصد لملفات وطنية خطرة وراهنة أثناء فترة رئاسته، وكما جاء في كلمته، كملف النزوح السوري، من طرق لأبواب الأمم المتحدة ومقابلة أمينها العام، حاملا إليه مذكرة موثقة حول خيار الإبقاء على النزوح على أرضنا وتداعياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية. كما قابل كبار المسؤولين الفرنسيين لحثهم على دعم لبنان في حل أزمة النزوح، قبل أن ينتقل إلى حاضرة الفاتيكان لهذا الغرض، عدا الاتصالات مع رؤساء الهيئات الأممية المعنية بهذا الموضوع والمعتمدة في لبنان كالمفوضية السامية للاجئين، ومنظمة الأونروا، والاتحاد الأوروبي، وكل ذلك كان بالتنسيق مع البطريرك الراعي، الذي اتسمت علاقته به بالمحبة والاحترام والتفاهم والتشاور والتعاون الدائم'. أضاف: 'لقد أشرفت ولايته على الانتهاء في حزيران المقبل، وقد جاهد الجهاد الحسن، وأتم سعيه، وأحسن تثمير الوزنات، وكان مثال الخادم الأمين الذي أعطى بإخلاص ومن دون مقابل، وفاء لوطنه لبنان ولكنيسته المارونية، في كل المهام واللجان التي شغلها حاليا وسابقا في الرابطة'. وختم: 'أما ما نتوخاه من الرئيس المزمع أن ينتخب مع المجلس الجديد، فهو أن يسير على خطى أسلافه الرؤساء السابقين، الذين تركوا بصمات تذكر باعتزاز في العمل الوطني والكنيسي، والتي تنمي عن محبتهم وتعلقهم ببلدهم لبنان وكنيستهم المارونية والدفاع عنهما، ولا عجب في ذلك كون الرابطة المارونية هي إطار نخبوي ذو حيوية داخل المجتمع اللبناني، ولها حضورها الدائم، ولم تخرج يوما عن ثوابت البطريركية المارونية، بل كانت دائما صوتها وصداها في الاستحقاقات الوطنية. إننا، إذ نشكر ما حققه الرئيس المنتهية ولايته مع مجلسه الكريم، نتمنى للرئيس المقبل النجاح والتوفيق في تحقيق مشاريعه ضمن أهداف الرابطة ومبادئها في خدمة الكنيسة والوطن


بلد نيوز
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- بلد نيوز
السودانيون الأكثر تضرراً.. توقف تمويلات 'مفوضية اللاجئين' يدفع مستشفيات مصرية لطرد مرضى بعد 'ارتفاع تكاليف العلاج'
زادت معاناة آلاف اللاجئين في مصر جراء القرار التنفيذي الذي اتخذه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لوقف المساعدات التي تقدمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغيرها من الهيئات، والتي كان لها النصيب الأكبر في تمويل مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتساعد المفوضية اللاجئين المتواجدين في مصر في تدبير نفقات بعض أدوية الأمراض المزمنة، حيث تقدم، بالتعاون مع منظمة مرسال، خدمات الصحة الأولية وصرف الأدوية الشهرية للاجئين. وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مؤخراً إن الأزمة العالمية في التمويل الإنساني أجبرتها على تقليص دعمها المنقذ لحياة اللاجئين وطالبي اللجوء في مصر، وأن عشرات الآلاف الفارين من النزاعات غير قادرين على الوصول إلى الرعاية الصحية الحيوية. مأزق الاستمرار في تقديم الخدمات كشف مصدر مطلع داخل إحدى المنظمات العاملة مع مفوضية اللاجئين لـ"عربي بوست" أن الميزانية الموجهة للخدمات الصحية تقلصت هذا العام بنسبة 80%، وأن المنظمة تشهد تراجعاً في استقبال التمويلات منذ العام 2017. وأضاف المتحدث أن المفوضية لم تعد لديها القدرة على استيعاب حاجات اللاجئين الطبية، رغم أنها استقبلت خلال العامين الماضيين، منذ اندلاع حرب السودان، أكثر من 100 ألف حالة للعلاج، وتكفلت ببعض الحالات، لكنها أبقت حالات أخرى على قائمة الانتظار. وقال إن المنظمات التي تشارك المفوضية، مثل الهجرة الدولية ومرسال وكاريتاس وغيرهم، لديهم سقف محدد للعلاج، لكن هناك مشكلة بالنسبة للأمراض مرتفعة التكلفة مثل الأورام والعمليات الجراحية، وقد جرى التواصل مع بعضهم في الفترة الماضية، وإبلاغهم بشكل رسمي بعدم القدرة على تحمل تكاليف علاجهم. يضيف المصدر أن المنظمة أوقفت أيضاً استقبال حالات جديدة منذ الشهر الماضي بعد إعلان الوكالة الأمريكية للتنمية توقف التمويل، وتبقى المشكلة الأكبر في كيفية تدبير تكاليف المرضى المتواجدين أساساً داخل المستشفيات. وقال إن العلاج ينحصر الآن في الحالات الخطيرة التي لا يمكن علاجها داخل المنزل وتحتاج إلى رعاية داخل المستشفيات، وإن منظمته تحاول إقناع المستشفيات الخاصة بإبقاء المرضى لحين إيجاد وسيلة تمويل أخرى، وقد وافق بعضها، في حين لم يتم التوصل إلى تفاهمات مع البعض الآخر خشية عدم توفر الدعم. ولفت إلى أن المشكلة لم تعد تتعلق فقط بإيجاد تمويلات للمرضى، فالاتجاه إلى تقليص أعداد العاملين في المنظمة وصعوبة الالتزام بدفع الرواتب يعد هاجساً كبيراً لمئات الموظفين، موضحاً أن عشرات المنظمات التي تعمل بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين تواجه مأزق الاستمرار في تقديم الخدمات، ولا يقتصر الوضع على المجال الصحي فقط، بل يطال مجالات توفير السكن والغذاء وتقديم دعم مادي شهري للأسر المحتاجة. ويشرح المصدر أن هناك جاليات، مثل الجالية السورية، لديها منح دولية وجمعيات توفر لها العلاج، لكن تبقى المشكلة في الجنسيات الإفريقية، فوضعهم الصحي سيئ، ويوجد سقف مادي لدى المنظمات لعلاجهم، وهذا السقف لا يغطي النفقات المطلوبة، لدرجة أن هناك مستشفيات خاصة تحتجز المريض أو جثمانه لحين دفع مستحقاتها. ووفقاً لما أعلنته المفوضية، فإنها تلقت خلال العام الماضي أقل من 50% من أصل 135 مليون دولار كانت بحاجة إليها لمساعدة أكثر من 939,000 لاجئ وطالب لجوء مسجلين من السودان و60 دولة أخرى يقيمون حالياً في مصر. وانخفاض التمويل الإنساني وضع المفوضية في مأزق كيفية تأمين تمويل عاجل لدعم الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال غير المصحوبين بذويهم، والناجين من العنف الجنسي والتعذيب. وبالمثل، فإن المنظمة الدولية للهجرة كانت تدعم آلاف المهاجرين غير المقبولين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أو العالقين على قوائم الانتظار، وبعد وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعم المنظمة، ستتوقف تماماً عن قبول أي طلبات جديدة. الدعم للحاجات الأساسية ليس العلاج بينها وقالت ناشطة سودانية على صلة بأوضاع اللاجئين في مصر لـ"عربي بوست" إن أزمات نقص التمويل مؤخراً تفاقمت في ظل ارتفاع تكاليف العلاج في مصر، ووجود معدلات مرتفعة من أصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج بشكل مستمر، وكذلك حاجتهم إلى متابعة طبية متكررة على مدار العام. في حين أن عموم اللاجئين الذين فروا من الحرب الدائرة الآن ليس لديهم مصادر دخل، أو يكاد دخلهم يكفي لدفع إيجار المنزل والمأكل والمشرب، وأن طول أمد الحرب أثر سلباً على قدرة أبناء السودان العاملين في الخارج على الاستمرار في استيفاء تكاليف كثير من الأسر، وفي حال وصل الدعم، فإنه يبقى للحاجات الأساسية، والتي ليس من بينها العلاج. وأضافت أن مفوضية اللاجئين كانت تحدد أعماراً معينة للذين تقدم لهم العلاج، وهم من كبار السن ممن فوق 60 عاماً، وكذلك الأطفال، ويتم علاج باقي الفئات وفقاً للحالات الحرجة أو ممن يحتاجون إلى رعاية صحية دائمة وطويلة، مثل مرضى التوحد أو السرطان، ومع تفاقم أزمة التمويل الشهر الماضي، أضحى التركيز على الحالات الحرجة فقط، وخرج الجزء الأكبر من التغطية التي كانت تقدمها المفوضية والمنظمات التابعة لها. وأشارت إلى أنه بعد تقليص المساعدات الإنسانية ووقف التمويل، اتجه أعداد كبيرة من المرضى إلى المستشفيات الحكومية المكتظة أساساً بالمرضى المصريين، وهناك حالات وفاة نتيجة امتناع المستشفيات العامة عن استقبال لاجئين لا يحملون إقامة سارية. تستكمل الناشطة أنها رصدت لاجئين مصابين بأعراض خفيفة أو يعانون أمراضاً مزمنة بسيطة يذهبون إلى الصيدليات كبديل للمستشفيات، وعندما يصدمهم سعر الدواء، يبحثون عن جمعيات خيرية أو منظمات أو مراكز تقدم دعماً مادياً. وذكرت أن اللاجئين السودانيين اتجهوا الآن إلى وسيلة أخرى تساعدهم على التعامل مع أوضاعهم الصحية الصعبة، وذلك من خلال مبادرات أطلقها أطباء سودانيون في تخصصات طبية مختلفة لمحاولة التخفيف من معاناة المرضى، وتكون الاستشارة الطبية هاتفياً أو في منازل سكنية بعيداً عن أعين الحكومة المصرية، لأنهم ليس لديهم الحق في فتح عيادات خاصة بهم. وقالت إن هؤلاء الأطباء يوفرون الأدوية الضرورية فقط الزهيدة الثمن، مشيرة إلى أن منظمة "سابا" تلعب دوراً مهماً في التعامل مع تراجع الدعم المقدم للمرضى، وهي تتلقى تمويلات من السودانيين العاملين في الخارج. وحذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الشهر الماضي، من إمكانية حرمان ما يقدر بنحو 12.8 مليون شخص نازح قسراً – بينهم 6.3 مليون طفل – من الأنشطة الصحية المنقذة للحياة في عام 2025 نتيجة عدم توفر الموارد الكافية. وأوضحت أن أزمة التمويل الإنساني القائمة، والتي تفاقمت بسبب انخفاض الإنفاق الصحي في الدول المضيفة، تؤثر على نطاق وجودة برامج الصحة العامة والتغذية المخصصة للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم، مما يعطل إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية، ويزيد من مخاطر تفشي الأمراض، وسوء التغذية، والحالات الصحية المزمنة غير المعالجة، وحالات الصحة النفسية. لا مكان في المستشفيات الحكومية كان خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان المصري، قد استعرض في اجتماعه مع رئيس الحكومة في يناير/كانون الثاني الماضي، الخدمات الصحية التي تقدمها الدولة للمهاجرين واللاجئين في قطاع الصحة، مشيراً إلى أن هناك حوالي تسعة ملايين مهاجر ولاجئ يعيشون في مصر من نحو 133 دولة، يمثلون 8.7% من حجم سكان مصر. واستقبلت مصر أكثر من 1.5 مليون سوداني ممن اضطروا للفرار من أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً، وهو العدد الأكبر مقارنة بأي دولة أخرى، بما في ذلك حوالي 670,000 لاجئ سوداني مسجل لدى المفوضية. وقد تعرض ما يزيد عن 75% من المستشفيات والمرافق العلاجية، بما في ذلك المتخصصة في أمراض السرطان والكلى والقلب وغيرها، للتدمير في السودان جراء الحرب التي اندلعت قبل عامين تقريباً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأكدت محامية سودانية على تواصل مع اللاجئين السودانيين ومنظمة "كاريتاس"، وهي إحدى المنظمات العاملة مع مفوضية الأمم المتحدة، لـ"عربي بوست"، أن القنصلية المصرية في حلفا وبورتسودان فتحت مؤخراً تأشيرات لاستقبال المرضى السودانيين الذين يعانون مشكلات صحية صعبة بسبب استمرار الحرب. وقالت إن الأمر دفع الكثيرين لمحاولة استخراج هذه التأشيرات خلال الشهر الماضي، غير أن توقف تمويلات العلاج جعل البعض يفكر في عدم القدوم إلى القاهرة، مع صعوبات توفير تكاليف العلاج، والتي تبقى إضافية إلى جانب تكاليف السفر والانتقال والإقامة، ويفضلون البحث عن أي مؤسسات صحية يمكن أن توفر لهم العلاج داخل السودان. وأضافت أن المستشفيات الخيرية المصرية أضحت مكتظة باللاجئين من جنسيات مختلفة، مع اتجاه المستشفيات الخاصة نحو طرد المرضى ممن لم يتمكنوا من دفع تكاليف العلاج، مشيرة إلى أن الضغط أضحى أكبر أيضاً على المستشفيات الحكومية المصرية، لكنها في الأغلب تجد مبررات عديدة تقود إلى عدم استقبال غالبية المرضى، إلا في حالة الأمراض المستعصية. وأشارت إلى أن منظمة كاريتاس كانت تدفع مبلغاً شهرياً لأصحاب الأمراض المزمنة يصل إلى 900 جنيه، لكنها أضحت الآن غير قادرة على توفير هذه المبالغ، كما أن المنظمة كانت تطالب اللاجئين بتقديم تقرير طبي من المستشفى بالوضع الطبي قبل إصدار قرار تقديم الدعم، لكن الآن الجزء الأكبر من المستشفيات الخاصة في مصر يرفض منح هذا التقرير، لإدراكها صعوبة تحصيل الأموال من المنظمات الإغاثية. وقالت إن هناك مئات الحالات التي تنتظر الموافقة على إجراء عمليات زراعة الكبد والكلى، كما أن هناك أعداداً كبيرة تعرضت لمضاعفات سلبية نتيجة عدم التعامل سريعاً مع الجلطات التي تعرضت لها. وأوضحت أن المنظمات الإغاثية بدأت في الإعلان عن بعض الأمراض التي لا توفر لها علاجاً بسبب ارتفاع تكاليفها، بينها زراعات الكلى، فيما يواجه اللاجئون صعوبات في الحصول على موافقة حكومية أيضاً، وبالتالي فإن البديل يبقى انتظار الحصول على دعم مادي للعلاج على نفقة اللاجئ، ويقود ذلك إلى زيادة معدلات التشرد في بلدان اللجوء بوجه عام. تراجع الدعم الصحي للمرضى اليمنيين وتستقبل المستشفيات الجامعية والعامة المصرية المرضى اليمنيين، وتسري عليهم القواعد التي تسري على المصريين، وفي حالة الأمراض المستعصية، تحوِّل المستشفيات أوراق اللاجئين إلى منظمات وهيئات دولية تتولى دفع تكلفة العلاج عنهم، أسوة بمنظومة العلاج على نفقة الدولة في مصر. وقال أحد مسؤولي الجالية اليمنية في مصر لـ"عربي بوست" إن ما يتعرض له اللاجئون السودانيون ينعكس أيضاً على المرضى اليمنيين، الذين تراجع الاهتمام بتقديم الدعم الصحي لهم مع توافد ملايين الفارين من الحرب الدائرة في السودان. هذا إلى جانب صعوبات الحصول على التقرير الطبي الذي يصدر من المستشفيات الحكومية المصرية، ويساعد في الوصول إلى مصر وفقاً للتأشيرة الطبية التي تقبلها القاهرة، لافتاً إلى أن غالبية من يتوافدون إلى مصر الآن هم في الأساس يبحثون عن العلاج، لكنه أضحى مرتفع الثمن بشكل كبير.