#أحدث الأخبار مع #وكالةالعلاماتالتجاريةIndependent عربيةمنذ 13 ساعاتترفيهIndependent عربيةوحوش "لابوبو" الظريفة تغزو العالم بالحنين للماضيفي عالم يسيطر عليه هوس الترند، نجح كائن صغير مشاكس بفروه الأشعث وابتسامته الشيطانية في سرقة الأضواء وخطف الأنظار، وحتى عشرات الدولارات من حقائب الشباب. وعلى عكس دمية "باربي" الأنيقة التي نافست عارضات الأزياء بأزيائها الراقية، ظهر وحش صغير ظريف ليشعل جنوناً عالمياً ويتحول إلى قطعة أكسسوار أساس في إطلالات جيل "زد" والمشاهير حول العالم. إنها "لابوبو"، الدمية المحشوة ذات الأذنين الطويلتين والأسنان الحادة، التي خرجت من عباءة الألعاب لتصبح رمزاً جديداً للموضة. فلم تعد حبيسة رفوف الهواة بل أصبحت تتدلى بفخر من حقائب "هيرميس"، وتغزو مقاطع "تيك توك" وتلهب قلوب الشباب من طوكيو إلى باريس، الذين اصطفوا في طوابير طويلة أمام المتاجر ليس تسابقاً نحو إصدار جديد من "آيفون" أو النسخة المحدودة من حذاء "نايكي"، ولكن نحو دمية صغيرة غريبة الشكل. فكيف تحولت هذه الدمية إلى ظاهرة ثقافية عالمية؟ وحوش "لابوبو" خلال عام 2015، ابتكر الفنان الصيني "كاسينغ لونغ" شخصية "لابوبو" ضمن مجموعة من الكائنات تدعى "الوحوش"، شملت أيضاً شخصيات مثل زيمومو وتيكوكو، وكانت مستوحاة من الحكايات الخرافية الإسكندنافية حول ما يسمى "عفريت الغابة"، ورسمت في الأصل ضمن كتب أطفال. وخلال عام 2019 وقع لونغ اتفاق ترخيص حصري مع شركة الألعاب الصينية "بوب مارت"، المعروفة بإنتاج دمى قابلة للجمع تباع غالباً في صناديق مغلقة لا ينبغي للمشترى أن يعلم محتواها، وهي ما يطلق عليها "الصندوق الأعمى". ومن خلال هذه الشراكة تحولت "الوحوش" من شخصيات قصصية إلى ألعاب حقيقية. وعملت الشركة المنتجة على ابتكار دمى "لابوبو" بصور وألوان وأحجام مختلفة، واستقطبت اهتمام الجماهير في مختلف أنحاء آسيا وتوافرت على شكل دمى محشوة وأخرى مصنوعة من الفينيل. ووفق الموقع الإلكتروني الرسمي لبيع الدمية "بوب مارت"، يراوح سعر الدمية ما بين 30 و40 جنيهاً استرلينياً ويصل سعر بعض النماذج إلى أكثر من 200 جنيهاً استرلينياً، بينما أقل منتج مقابل ثمانية جنيهات استرلينية هو المغناطيس الصغير الذي يوضح على الثلاجة ويحمل صورة "لابوبو"، لكن جميع المنتجات التي تحمل علامة "لابوبو" نافذة بالفعل، بينما يبلغ متوسط سعرها على منصة "ستوك أكس" 109 جنيهات استرلينية. ويقول لازر، وهو مؤسس وكالة العلامات التجارية والمواهب "نوبو"، وفق موقع جي كيو، إن "ما يميز أعمال كاسينغ لونغ بالنسبة إليَّ هو العمق والسرد الكامن وراء التصاميم. فعند مقارنتها بأشياء مثل بيربريك، على سبيل المثال، تشعر أن 'لابوبو' شخصية حقيقية لها قصة. وهي تأتي خلال وقت نشهد فيه تحولاً ثقافياً كبيراً في الفن والاستهلاك وثقافة إعادة البيع، حتى أن جامعي الفن الجادين بدأوا يوجهون اهتمامهم إلى عالم "الوحوش" الخاص بلونغ، وإحدى قطعه بيعت مقابل 33 ألف جنيه استرليني خلال مارس (آذار) الماضي، مما يوضح كيف بدأت الحدود بين ثقافة الشارع والفن الراقي تتلاشى". "لابوبو" وموسيقى كيبوب وفي حين أُصدرت "لابوبو" للمرة الأولى عام 2019 من قبل شركة الألعاب الصينية "بوب مارت"، التي يديرها "وانغ نينغ" البالغ من العمر 38 سنة، والذي تقدر ثروته بـ17.4 مليار دولار، فإن الهوس بالدمية بدأت شرارته داخل الأسواق الآسيوية قبل عام عندما نشرت النجمة "ليسا" من فرقة "بلاكبينك" الكورية الجنوبية، وهي من أكبر فرق موسيقي كيبوب مبيعاً في العالم، خلال أبريل (نيسان) 2024 مقطعاً على "إنستغرام" تحتضن فيه دمية "لابوبو"، ومنذ ذلك الحين شوهدت وهي تزين حقائبها بما في ذلك حقيبتي "كايتي إلينا" و"بيركن" بقلادات "لابوبو"، لتطلق حالاً من الهوس العالمي بين جيل "زد" تجاه الوحش المحشو اللطيف. وخلال مايو (أيار) الجاري، كشف لونغ في مقابلة مع مجلة "تاتلر تايلاند" أنه أرسل إلى ليسا دمية "ميغا لابوبو تيك" تقديراً لدعمها، وقال "آمل أن تنال إعجابها". وأسهم منشور ليسا في ارتفاع حاد لشعبية "لابوبو" خصوصاً في تايلاند، حيث تحولت الدمية إلى أكسسوار عصري بين معجبيها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويعتقد بعض أن انتشار الدمية دليل على قوة موسيقى الكيبوب، فيقول ويليام تشيونغ المصور وصانع المحتوى "عندما يلتقط أحد المشاهير شيئاً بصورة عفوية وبخاصة إذا كان لديه اهتمام حقيقي به، فإن التأثير في الجمهور قد يكون هائلاً. ما قد يبدو كعنصر غامض أو غير معروف يمكن أن يتحول فجأة إلى ظاهرة منتشرة بشدة بين عشية وضحاها. وكاسينغ لونغ وسوق بوب موجودان منذ فترة، ولو لم يكن الأمر متعلقاً بتأثير ليسا وروزي من 'بلاكبينك' لما كنا بهذا القدر من الهوس الآن". وانضم عدد من المشاهير الآسيويين إلى جنون "لابوبو" ومن بينهم الممثل وعارض الأزياء ماريو ماورر والممثلة وعارضة الأزياء أرايا ألبرتا هارغيت، وأصبحت تايلاند الدولة التي تضم أكبر مخزون من دمى "لابوبو" في آسيا، مما دفع إلى افتتاح أول متجر لـ"لابوبو" خارج الصين في العاصمة بانكوك. وتعاونت الحكومة التايلاندية مع شركة "بوب مارت" للترويج للسياحة عبر "لابوبو"، إذ أصبح تمثال بالحجم الطبيعي لـ"لابوبو" مرتديا زياً تايلاندياً تقليدياً وجهة سياحية داخل بانكوك. وربما ما يفسر الصفوف الطويلة التي تتسابق لشراء الدمية في أوروبا، هو نفاد المخزون أولاً من قبل المستهلكين داخل الدول الآسيوية. ووفق صحيفة "تايمز" البريطانية، فإنه في إيرلندا لا يمكن حالياً شراء الدمية إلا من خلال عدد قليل من المتاجر المتخصصة التي تبيع السلع المصورة والروايات المصورة، مما يصيب عدداً كبيراً من المعجبين بخيبة أمل في كل مرة تُطرح فيها دفعة محدودة من الدمى، أو يجبرهم على الانتظار حتى تفتح "بوب مارت" متجرها على "تيك توك" الخاص بالمشترين الأوروبيين، في عملية تشبه محاولة الحصول على تذكرة لحفل تايلور سويفت. صندوق المفاجآت أكثر ما أسهم في انتشار وحوش "لابوبو" هي طريقة التسويق الصينية الجذابة التي تسمى "الصندوق الأعمى" أو "صندوق المفاجآت"، إذ تباع الدمية داخل صندوق مغلق لا يمكن التنبؤ بمحتواه عند الشراء مما يزيد من الإثارة والتشويق. ووفق ورقة بحثية أجراها الباحث لدى جامعة شنغهاي للاقتصادات والأعمال الدولية هاو تشنغ زان عام 2024، فإن شعبية هذه المنتجات لا تزال مستندة في جوهرها إلى سعي الشباب وراء كل ما هو جديد وعصري، غير أن هذا النوع من الإقبال لا يضمن سوى مكاسب قصيرة الأمد، وخلال الوقت نفسه تسببت استراتيجيات مثل التسويق بالندرة والإصدارات المحدودة في خلق بيئات تداول غير طبيعية في السوق الثانوية، وهو ما يزيد رغبة محبي هذه المنتجات في الشراء والاستهلاك. ويقول أوليفر ريتشاردسون أحد هواة جمع الألعاب لموقع "جي كيو"، "على رغم أن الأمر قد يبدو غريباً، فإنني أحب فكرة أنك لا تستطيع شراء اللون الذي تريده بالضبط، فكل صندوق يحمل معه إثارة المجهول، وهو ما يجعلك أكثر حماسة للشراء والاستمرار. تجربة فتح الصندوق بحد ذاتها تجعل المنتج أكثر جاذبية". وتشير الأبحاث إلى أن سوق الألعاب لم يعد مخصصاً للأطفال فحسب، فقدرت شركة "إنسايتس غلوبال" أن قيمة سوق الألعاب العالمي وصلت إلى 114.4 مليار دولار العام الماضي، ومن المتوقع أن تنمو إلى 203.1 مليار دولار بحلول عام 2034. وأظهرت دراسة أجرتها شركة "سيركانا" حول مبيعات الألعاب في 12 سوقاً عالمياً أن الألعاب المرخصة نمت بنسبة ثمانية في المئة وشكلت 34 في المئة من إجمال السوق. وجاءت "بوكيمون" كأكثر علامة تجارية مبيعاً، تلتها علامات كلاسيكية مثل "باربي" و"مارفل" و"هوت ويلز"، و"حرب النجوم". الحنين للماضي وإضافة إلى استراتيجيات التسويق، يفسر الباحثون هذا الإقبال إلى التعلق أو الحنين للماضي. فيقول أستاذ أبحاث الدماغ في كلية ترينيتي في دبلن شين أومارا لصحيفة "تايمز"، إن "الحنين إلى الماضي مزيج عاطفي من المبالغة المليئة بالمودة والاشتياق الحقيقي. هو ظاهرة نفسية متعددة الأبعاد ومتجذرة في علم الأحياء والثقافة. وقديماً كان يشخص كمرض قاتل بين الجنود السويسريين خلال القرن الـ17، أما اليوم فهو يعد شعوراً تكيفياً يعزز الرفاهية ويقوي الروابط الاجتماعية، ويمنح الشخص سردية متماسكة عن نفسه". ويحذر من أن "الحنين يمكن أن يكون سلاحاً ذا حدين، فهو يأسرك في شيء لن يعود لكنه أيضاً قادر على تشكيل المستقبل إذا وجه بصورة إيجابية". وقد يكون هذا الحنين إلى الماضي محاولة للهرب من الضغوط أو الأحداث السلبية في الواقع، فتنقل الصحيفة عن شابة في العشرينيات تقتني في غرفتها 30 دمية "لابوبو" إلى جانب 145 دمية أخرى لشخصية صينية شهيرة تدعى "هيرونو"، قولها "نحن غارقون في أحداث سلبية كثيرة في العالم حالياً، ولكن هناك أيضاً أمور إيجابية مثل جمع هذه الشخصيات. وإذا كانت هذه الهواية تشعرك حتى ولو بقليل من السعادة، فامض بها قدماً. ليس هناك خطأ في ذلك وليست مضيعة للمال، وأعتقد أن لكل شخص وسيلة للتعبير عن الذات، وهذه وسيلتي". ويقول جون لى وهو صانع محتوى ومن هواة جمع الألعاب إن "الحياة تبدو ثقيلة هذه الأيام، وأعتقد أن الناس يتوقون إلى لحظات صغيرة من البهجة"، ويضيف "دمى 'لابوبو' مرحة وبأسعار معقولة نسبياً، وتضيف لمسة شخصية لأي شيء تقرن به".
Independent عربيةمنذ 13 ساعاتترفيهIndependent عربيةوحوش "لابوبو" الظريفة تغزو العالم بالحنين للماضيفي عالم يسيطر عليه هوس الترند، نجح كائن صغير مشاكس بفروه الأشعث وابتسامته الشيطانية في سرقة الأضواء وخطف الأنظار، وحتى عشرات الدولارات من حقائب الشباب. وعلى عكس دمية "باربي" الأنيقة التي نافست عارضات الأزياء بأزيائها الراقية، ظهر وحش صغير ظريف ليشعل جنوناً عالمياً ويتحول إلى قطعة أكسسوار أساس في إطلالات جيل "زد" والمشاهير حول العالم. إنها "لابوبو"، الدمية المحشوة ذات الأذنين الطويلتين والأسنان الحادة، التي خرجت من عباءة الألعاب لتصبح رمزاً جديداً للموضة. فلم تعد حبيسة رفوف الهواة بل أصبحت تتدلى بفخر من حقائب "هيرميس"، وتغزو مقاطع "تيك توك" وتلهب قلوب الشباب من طوكيو إلى باريس، الذين اصطفوا في طوابير طويلة أمام المتاجر ليس تسابقاً نحو إصدار جديد من "آيفون" أو النسخة المحدودة من حذاء "نايكي"، ولكن نحو دمية صغيرة غريبة الشكل. فكيف تحولت هذه الدمية إلى ظاهرة ثقافية عالمية؟ وحوش "لابوبو" خلال عام 2015، ابتكر الفنان الصيني "كاسينغ لونغ" شخصية "لابوبو" ضمن مجموعة من الكائنات تدعى "الوحوش"، شملت أيضاً شخصيات مثل زيمومو وتيكوكو، وكانت مستوحاة من الحكايات الخرافية الإسكندنافية حول ما يسمى "عفريت الغابة"، ورسمت في الأصل ضمن كتب أطفال. وخلال عام 2019 وقع لونغ اتفاق ترخيص حصري مع شركة الألعاب الصينية "بوب مارت"، المعروفة بإنتاج دمى قابلة للجمع تباع غالباً في صناديق مغلقة لا ينبغي للمشترى أن يعلم محتواها، وهي ما يطلق عليها "الصندوق الأعمى". ومن خلال هذه الشراكة تحولت "الوحوش" من شخصيات قصصية إلى ألعاب حقيقية. وعملت الشركة المنتجة على ابتكار دمى "لابوبو" بصور وألوان وأحجام مختلفة، واستقطبت اهتمام الجماهير في مختلف أنحاء آسيا وتوافرت على شكل دمى محشوة وأخرى مصنوعة من الفينيل. ووفق الموقع الإلكتروني الرسمي لبيع الدمية "بوب مارت"، يراوح سعر الدمية ما بين 30 و40 جنيهاً استرلينياً ويصل سعر بعض النماذج إلى أكثر من 200 جنيهاً استرلينياً، بينما أقل منتج مقابل ثمانية جنيهات استرلينية هو المغناطيس الصغير الذي يوضح على الثلاجة ويحمل صورة "لابوبو"، لكن جميع المنتجات التي تحمل علامة "لابوبو" نافذة بالفعل، بينما يبلغ متوسط سعرها على منصة "ستوك أكس" 109 جنيهات استرلينية. ويقول لازر، وهو مؤسس وكالة العلامات التجارية والمواهب "نوبو"، وفق موقع جي كيو، إن "ما يميز أعمال كاسينغ لونغ بالنسبة إليَّ هو العمق والسرد الكامن وراء التصاميم. فعند مقارنتها بأشياء مثل بيربريك، على سبيل المثال، تشعر أن 'لابوبو' شخصية حقيقية لها قصة. وهي تأتي خلال وقت نشهد فيه تحولاً ثقافياً كبيراً في الفن والاستهلاك وثقافة إعادة البيع، حتى أن جامعي الفن الجادين بدأوا يوجهون اهتمامهم إلى عالم "الوحوش" الخاص بلونغ، وإحدى قطعه بيعت مقابل 33 ألف جنيه استرليني خلال مارس (آذار) الماضي، مما يوضح كيف بدأت الحدود بين ثقافة الشارع والفن الراقي تتلاشى". "لابوبو" وموسيقى كيبوب وفي حين أُصدرت "لابوبو" للمرة الأولى عام 2019 من قبل شركة الألعاب الصينية "بوب مارت"، التي يديرها "وانغ نينغ" البالغ من العمر 38 سنة، والذي تقدر ثروته بـ17.4 مليار دولار، فإن الهوس بالدمية بدأت شرارته داخل الأسواق الآسيوية قبل عام عندما نشرت النجمة "ليسا" من فرقة "بلاكبينك" الكورية الجنوبية، وهي من أكبر فرق موسيقي كيبوب مبيعاً في العالم، خلال أبريل (نيسان) 2024 مقطعاً على "إنستغرام" تحتضن فيه دمية "لابوبو"، ومنذ ذلك الحين شوهدت وهي تزين حقائبها بما في ذلك حقيبتي "كايتي إلينا" و"بيركن" بقلادات "لابوبو"، لتطلق حالاً من الهوس العالمي بين جيل "زد" تجاه الوحش المحشو اللطيف. وخلال مايو (أيار) الجاري، كشف لونغ في مقابلة مع مجلة "تاتلر تايلاند" أنه أرسل إلى ليسا دمية "ميغا لابوبو تيك" تقديراً لدعمها، وقال "آمل أن تنال إعجابها". وأسهم منشور ليسا في ارتفاع حاد لشعبية "لابوبو" خصوصاً في تايلاند، حيث تحولت الدمية إلى أكسسوار عصري بين معجبيها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويعتقد بعض أن انتشار الدمية دليل على قوة موسيقى الكيبوب، فيقول ويليام تشيونغ المصور وصانع المحتوى "عندما يلتقط أحد المشاهير شيئاً بصورة عفوية وبخاصة إذا كان لديه اهتمام حقيقي به، فإن التأثير في الجمهور قد يكون هائلاً. ما قد يبدو كعنصر غامض أو غير معروف يمكن أن يتحول فجأة إلى ظاهرة منتشرة بشدة بين عشية وضحاها. وكاسينغ لونغ وسوق بوب موجودان منذ فترة، ولو لم يكن الأمر متعلقاً بتأثير ليسا وروزي من 'بلاكبينك' لما كنا بهذا القدر من الهوس الآن". وانضم عدد من المشاهير الآسيويين إلى جنون "لابوبو" ومن بينهم الممثل وعارض الأزياء ماريو ماورر والممثلة وعارضة الأزياء أرايا ألبرتا هارغيت، وأصبحت تايلاند الدولة التي تضم أكبر مخزون من دمى "لابوبو" في آسيا، مما دفع إلى افتتاح أول متجر لـ"لابوبو" خارج الصين في العاصمة بانكوك. وتعاونت الحكومة التايلاندية مع شركة "بوب مارت" للترويج للسياحة عبر "لابوبو"، إذ أصبح تمثال بالحجم الطبيعي لـ"لابوبو" مرتديا زياً تايلاندياً تقليدياً وجهة سياحية داخل بانكوك. وربما ما يفسر الصفوف الطويلة التي تتسابق لشراء الدمية في أوروبا، هو نفاد المخزون أولاً من قبل المستهلكين داخل الدول الآسيوية. ووفق صحيفة "تايمز" البريطانية، فإنه في إيرلندا لا يمكن حالياً شراء الدمية إلا من خلال عدد قليل من المتاجر المتخصصة التي تبيع السلع المصورة والروايات المصورة، مما يصيب عدداً كبيراً من المعجبين بخيبة أمل في كل مرة تُطرح فيها دفعة محدودة من الدمى، أو يجبرهم على الانتظار حتى تفتح "بوب مارت" متجرها على "تيك توك" الخاص بالمشترين الأوروبيين، في عملية تشبه محاولة الحصول على تذكرة لحفل تايلور سويفت. صندوق المفاجآت أكثر ما أسهم في انتشار وحوش "لابوبو" هي طريقة التسويق الصينية الجذابة التي تسمى "الصندوق الأعمى" أو "صندوق المفاجآت"، إذ تباع الدمية داخل صندوق مغلق لا يمكن التنبؤ بمحتواه عند الشراء مما يزيد من الإثارة والتشويق. ووفق ورقة بحثية أجراها الباحث لدى جامعة شنغهاي للاقتصادات والأعمال الدولية هاو تشنغ زان عام 2024، فإن شعبية هذه المنتجات لا تزال مستندة في جوهرها إلى سعي الشباب وراء كل ما هو جديد وعصري، غير أن هذا النوع من الإقبال لا يضمن سوى مكاسب قصيرة الأمد، وخلال الوقت نفسه تسببت استراتيجيات مثل التسويق بالندرة والإصدارات المحدودة في خلق بيئات تداول غير طبيعية في السوق الثانوية، وهو ما يزيد رغبة محبي هذه المنتجات في الشراء والاستهلاك. ويقول أوليفر ريتشاردسون أحد هواة جمع الألعاب لموقع "جي كيو"، "على رغم أن الأمر قد يبدو غريباً، فإنني أحب فكرة أنك لا تستطيع شراء اللون الذي تريده بالضبط، فكل صندوق يحمل معه إثارة المجهول، وهو ما يجعلك أكثر حماسة للشراء والاستمرار. تجربة فتح الصندوق بحد ذاتها تجعل المنتج أكثر جاذبية". وتشير الأبحاث إلى أن سوق الألعاب لم يعد مخصصاً للأطفال فحسب، فقدرت شركة "إنسايتس غلوبال" أن قيمة سوق الألعاب العالمي وصلت إلى 114.4 مليار دولار العام الماضي، ومن المتوقع أن تنمو إلى 203.1 مليار دولار بحلول عام 2034. وأظهرت دراسة أجرتها شركة "سيركانا" حول مبيعات الألعاب في 12 سوقاً عالمياً أن الألعاب المرخصة نمت بنسبة ثمانية في المئة وشكلت 34 في المئة من إجمال السوق. وجاءت "بوكيمون" كأكثر علامة تجارية مبيعاً، تلتها علامات كلاسيكية مثل "باربي" و"مارفل" و"هوت ويلز"، و"حرب النجوم". الحنين للماضي وإضافة إلى استراتيجيات التسويق، يفسر الباحثون هذا الإقبال إلى التعلق أو الحنين للماضي. فيقول أستاذ أبحاث الدماغ في كلية ترينيتي في دبلن شين أومارا لصحيفة "تايمز"، إن "الحنين إلى الماضي مزيج عاطفي من المبالغة المليئة بالمودة والاشتياق الحقيقي. هو ظاهرة نفسية متعددة الأبعاد ومتجذرة في علم الأحياء والثقافة. وقديماً كان يشخص كمرض قاتل بين الجنود السويسريين خلال القرن الـ17، أما اليوم فهو يعد شعوراً تكيفياً يعزز الرفاهية ويقوي الروابط الاجتماعية، ويمنح الشخص سردية متماسكة عن نفسه". ويحذر من أن "الحنين يمكن أن يكون سلاحاً ذا حدين، فهو يأسرك في شيء لن يعود لكنه أيضاً قادر على تشكيل المستقبل إذا وجه بصورة إيجابية". وقد يكون هذا الحنين إلى الماضي محاولة للهرب من الضغوط أو الأحداث السلبية في الواقع، فتنقل الصحيفة عن شابة في العشرينيات تقتني في غرفتها 30 دمية "لابوبو" إلى جانب 145 دمية أخرى لشخصية صينية شهيرة تدعى "هيرونو"، قولها "نحن غارقون في أحداث سلبية كثيرة في العالم حالياً، ولكن هناك أيضاً أمور إيجابية مثل جمع هذه الشخصيات. وإذا كانت هذه الهواية تشعرك حتى ولو بقليل من السعادة، فامض بها قدماً. ليس هناك خطأ في ذلك وليست مضيعة للمال، وأعتقد أن لكل شخص وسيلة للتعبير عن الذات، وهذه وسيلتي". ويقول جون لى وهو صانع محتوى ومن هواة جمع الألعاب إن "الحياة تبدو ثقيلة هذه الأيام، وأعتقد أن الناس يتوقون إلى لحظات صغيرة من البهجة"، ويضيف "دمى 'لابوبو' مرحة وبأسعار معقولة نسبياً، وتضيف لمسة شخصية لأي شيء تقرن به".