#أحدث الأخبار مع #وكامبدنويلثIndependent عربية١٨-٠٥-٢٠٢٥أعمالIndependent عربيةلماذا لا يجد الأثرياء ما يكفي من الأشخاص لإدارة أموالهم؟من المتوقع أن تنمو مكاتب العائلات بوتيرة سريعة مع سعي الأثرياء جداً إلى الحصول على خدمات مخصصة لإدارة ثرواتهم، لكن هذه المكاتب تواجه صعوبات في إيجاد مديري أموال أكفاء. ووفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن شركة "ديلويت"، بلغ عدد مكاتب العائلات على مستوى العالم حتى سبتمبر (أيلول) من العام الماضي 8030 مكتباً، تدير أصولاً بقيمة 3.1 تريليون دولار. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 10720 مكتباً بحلول عام 2030، بإجمال أصول تصل إلى 5.4 تريليون دولار. وقالت شركة "ماكينزي" في تقرير نشر في فبراير (شباط) الماضي، "نتوقع أنه بحلول عام 2034، ومع بقاء إنتاجية المستشارين عند مستوياتها الحالية، أن تتراجع القوة العاملة من المستشارين الماليين إلى درجة أن القطاع سيواجه نقصاً يقارب 100 ألف مستشار". ووفقاً لتقرير "مكاتب العائلات في أميركا الشمالية" الصادر عن "رويال بنك أوف كندا" و"كامبدن ويلث" في سبتمبر 2024، أفادت نسبة كبيرة من هذه المكاتب بأن التوظيف للمستشارين الماليين يمثل "تحدياً كبيراً"، وأعربت عن صعوبات في جذب الكفاءات والاحتفاظ بها، كما يواجه نظراؤها في أوروبا التحديات ذاتها. أما في المراكز المالية الآسيوية المزدهرة مثل سنغافورة، حيث يتزايد عدد مكاتب العائلات، فإن النقص في المواهب يدفع هذه المكاتب إلى أتمتة العمليات الداخلية واللجوء إلى الاستعانة بمصادر خارجية. وتتنافس مكاتب العائلات مع البنوك وشركات الأسهم الخاصة وصناديق التحوط لجذب أفضل الكفاءات، لكن أزمة المواهب لا تعود فقط لنقص في المرشحين المؤهلين، بل أيضاً لانتقائية مكاتب العائلات نفسها في اختيار من يناسب طبيعة أعمالها وثقافتها الخاصة. "الثقة" المعيار الأساس في حين يجد المرشحون المحتملون صعوبة في دخول عالم مكاتب العائلات، فإن بعض هذه المكاتب بدورها تتسم بقدر كبير من الانتقائية عند اختيار الشخص المناسب، إذ تمثل "الثقة" المعيار الأساس في انتقاء المستشارين الماليين. ويقول المدير العام لمؤتمرات "بريستيل وشركاه" الخاصة بمكاتب العائلات توبياس بريستيل، لشبكة "سي أن بي سي"، "في مجال مكاتب العائلات، غالباً لا يحصل الأفضل على الوظيفة، بل من يحظى بالثقة. فإذا كانت لديك ثروة بقيمة 500 مليون دولار، بمن تثق؟ من تعطيه المفتاح لكل شيء؟ إنها ليست مسألة سهلة." وينظم بريستيل منتديات خاصة للنقاش والاستثمار تجمع مكاتب العائلات من مختلف أنحاء العالم، ويشير إلى أن عنصر الثقة يتفوق في كثير من الأحيان على الكفاءة التقنية أو الخبرة المهنية في هذا القطاع شديد الخصوصية. وقال الشريك في شركة "أس زد أند جي" ريتو ياوخ، إن بعض العائلات تميل إلى إعطاء عامل الثقة أهمية كبيرة تفوق بقية المعايير، مشيراً إلى أن ذلك قد يكون مفيداً في بعض الأحيان، لكنه قد يضر بسير العمل أحياناً أخرى. وذكرت مؤسسة شركة "جينغا" للخدمات المحاسبية والشركات إيريس شو، التي توظف محترفين بدوام كامل وعقود خاصة لمكاتب العائلات في سنغافورة، أن هذه المكاتب غالباً ما تبحث عن دمج الأدوار في شخص واحد، مثل مدير استثمار تنفيذي يشغل أيضاً منصب المدير المالي. وأضافت "هذا طلب ضخم، قلة من المحترفين لديهم القدرة والاستعداد لتولي كل هذه المهمات في آن واحد." ومع ذلك، فإن الأثرياء باتوا يرفعون من مستوى عروضهم لجذب الكفاءات التي يريدونها. وفي بعض الحالات، يتطلب الأمر دفع ما يعرف بـ"علاوة الثقة"، أي تقديم راتب أعلى من السوق، خصوصاً إذا كانت العائلة ترغب في توظيف شخص معين، بحسب ياوخ. وفي سوق مثل سنغافورة، قد تصل رواتب المساعدين التنفيذيين في مكاتب العائلات إلى 190 ألف دولار سنوياً، أما في أوروبا، فتشير تقارير منفصلة صادرة عن "كامبدن ويلث" و"أتش أس بي سي" إلى أن مكاتب العائلات هناك تزيد حزم التعويضات لجذب المواهب والحفاظ عليها، من خلال تقديم مكافآت مالية، وفرص استثمار مشترك، وحصص في أرباح إدارة الاستثمارات. هل المكاتب العائلية "محفوفة بالأخطار"؟ في حين أفاد خبراء في القطاع لشبكة "سي أن بي سي"، بأن الموظفين الشباب يترددون في العمل داخل مكاتب العائلات لأسباب عدة، من بينها غياب الهيكل المؤسسي الواضح، إضافة إلى الصورة الشائعة التي تصور هذه المكاتب على أنها أماكن "لما بعد التقاعد". وقالت إيريس شو، إن مكاتب العائلات قد تبدو "محفوفة بالأخطار" في نظر الموظفين المحتملين، نظراً إلى البنية غير الرسمية نسبياً، وغموض خطوط التقارير، وغياب مسارات التدرج الوظيفي الواضحة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضافت شو أن الوظائف المتعلقة بالاستثمار تعد الأصعب في التوظيف ضمن هذه المكاتب مقارنة بالأدوار الأخرى، وغالباً ما يراوح معدل دوران الموظفين في هذه المناصب ما بين عام وعامين فقط. من جانبه، قال ريتو ياوخ، "في عالم الشركات، في نهاية المطاف، كل شيء قابل للاستبدال، بما في ذلك الرئيس التنفيذي نفسه." وهذا يختلف تماماً عن العمل في مكتب عائلي، إذ تعد العائلة هي المحور الثابت والأساس، كما أوضح ريتو ياوخ، الذي يتولى مهمات التوظيف وتخطيط الخلافة في هذه المكاتب، فالعمل من أجل عائلة واحدة، والبقاء رهن إشارتها، يتطلب توازناً دقيقاً ليس من السهل دائماً تحقيقه. وأوضح ياوخ "هناك نوع مختلف من الشخصيات التي تنجح في هذا النوع من البيئات، عليك أن تضع غرورك جانباً لتنجح في بيئة مكتب عائلي، لكن في الوقت نفسه يجب أن تكون واثقاً بما يكفي لتعبر عن رأيك." وأضاف "إنه توازن بين التحدث إلى العائلة كمستشار، ضمن دورك الوظيفي، وبين تفهم أن القرار النهائي سيكون دائماً بيد العائلة، وهذا الواقع لن يتغير." ولهذا السبب، رفض جون - محام في منتصف الأربعينيات من عمره رفض الكشف عن اسمه الحقيقي - عرض عمل كمستشار قانوني عام في مكتب عائلي مقره سنغافورة، قائلاً إن الوظيفة كانت بمثابة "وضع كل البيض في سلة واحدة." وقال "ربما تنسجم جيداً مع الشخص المعني، وربما لا. لكن بالنسبة إلي، في تلك المرحلة من حياتي المهنية، ومع عائلة والتزامات مختلفة، كان الأمر ينطوي على مخاطرة شخصية كبيرة جداً، إذ يمكن لشخص واحد فقط أن يقرر فصلي." وأشار جون أيضاً إلى غياب الشفافية والآليات الواضحة في شأن الرواتب والترقيات، كأسباب أخرى وراء رفضه لهذا الدور. وكان يعمل حينها في بنك استثماري، وأعرب عن مخاوفه من أن الانتقال إلى مكتب عائلي في مرحلة مبكرة نسبياً من حياته المهنية قد يجعل من الصعب العودة لبيئة الشركات لاحقاً. أما ياوخ فاختتم قائلاً "يجب أن يكون لديك دافع حقيقي للانتماء إلى شيء ما، وأن تكون مرتاحاً لفكرة أن تطورك المهني سيكون على مستوى المحتوى أو الجودة المهنية، لكن ليس بالضرورة على صعيد المناصب والمسميات الوظيفية".
Independent عربية١٨-٠٥-٢٠٢٥أعمالIndependent عربيةلماذا لا يجد الأثرياء ما يكفي من الأشخاص لإدارة أموالهم؟من المتوقع أن تنمو مكاتب العائلات بوتيرة سريعة مع سعي الأثرياء جداً إلى الحصول على خدمات مخصصة لإدارة ثرواتهم، لكن هذه المكاتب تواجه صعوبات في إيجاد مديري أموال أكفاء. ووفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن شركة "ديلويت"، بلغ عدد مكاتب العائلات على مستوى العالم حتى سبتمبر (أيلول) من العام الماضي 8030 مكتباً، تدير أصولاً بقيمة 3.1 تريليون دولار. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 10720 مكتباً بحلول عام 2030، بإجمال أصول تصل إلى 5.4 تريليون دولار. وقالت شركة "ماكينزي" في تقرير نشر في فبراير (شباط) الماضي، "نتوقع أنه بحلول عام 2034، ومع بقاء إنتاجية المستشارين عند مستوياتها الحالية، أن تتراجع القوة العاملة من المستشارين الماليين إلى درجة أن القطاع سيواجه نقصاً يقارب 100 ألف مستشار". ووفقاً لتقرير "مكاتب العائلات في أميركا الشمالية" الصادر عن "رويال بنك أوف كندا" و"كامبدن ويلث" في سبتمبر 2024، أفادت نسبة كبيرة من هذه المكاتب بأن التوظيف للمستشارين الماليين يمثل "تحدياً كبيراً"، وأعربت عن صعوبات في جذب الكفاءات والاحتفاظ بها، كما يواجه نظراؤها في أوروبا التحديات ذاتها. أما في المراكز المالية الآسيوية المزدهرة مثل سنغافورة، حيث يتزايد عدد مكاتب العائلات، فإن النقص في المواهب يدفع هذه المكاتب إلى أتمتة العمليات الداخلية واللجوء إلى الاستعانة بمصادر خارجية. وتتنافس مكاتب العائلات مع البنوك وشركات الأسهم الخاصة وصناديق التحوط لجذب أفضل الكفاءات، لكن أزمة المواهب لا تعود فقط لنقص في المرشحين المؤهلين، بل أيضاً لانتقائية مكاتب العائلات نفسها في اختيار من يناسب طبيعة أعمالها وثقافتها الخاصة. "الثقة" المعيار الأساس في حين يجد المرشحون المحتملون صعوبة في دخول عالم مكاتب العائلات، فإن بعض هذه المكاتب بدورها تتسم بقدر كبير من الانتقائية عند اختيار الشخص المناسب، إذ تمثل "الثقة" المعيار الأساس في انتقاء المستشارين الماليين. ويقول المدير العام لمؤتمرات "بريستيل وشركاه" الخاصة بمكاتب العائلات توبياس بريستيل، لشبكة "سي أن بي سي"، "في مجال مكاتب العائلات، غالباً لا يحصل الأفضل على الوظيفة، بل من يحظى بالثقة. فإذا كانت لديك ثروة بقيمة 500 مليون دولار، بمن تثق؟ من تعطيه المفتاح لكل شيء؟ إنها ليست مسألة سهلة." وينظم بريستيل منتديات خاصة للنقاش والاستثمار تجمع مكاتب العائلات من مختلف أنحاء العالم، ويشير إلى أن عنصر الثقة يتفوق في كثير من الأحيان على الكفاءة التقنية أو الخبرة المهنية في هذا القطاع شديد الخصوصية. وقال الشريك في شركة "أس زد أند جي" ريتو ياوخ، إن بعض العائلات تميل إلى إعطاء عامل الثقة أهمية كبيرة تفوق بقية المعايير، مشيراً إلى أن ذلك قد يكون مفيداً في بعض الأحيان، لكنه قد يضر بسير العمل أحياناً أخرى. وذكرت مؤسسة شركة "جينغا" للخدمات المحاسبية والشركات إيريس شو، التي توظف محترفين بدوام كامل وعقود خاصة لمكاتب العائلات في سنغافورة، أن هذه المكاتب غالباً ما تبحث عن دمج الأدوار في شخص واحد، مثل مدير استثمار تنفيذي يشغل أيضاً منصب المدير المالي. وأضافت "هذا طلب ضخم، قلة من المحترفين لديهم القدرة والاستعداد لتولي كل هذه المهمات في آن واحد." ومع ذلك، فإن الأثرياء باتوا يرفعون من مستوى عروضهم لجذب الكفاءات التي يريدونها. وفي بعض الحالات، يتطلب الأمر دفع ما يعرف بـ"علاوة الثقة"، أي تقديم راتب أعلى من السوق، خصوصاً إذا كانت العائلة ترغب في توظيف شخص معين، بحسب ياوخ. وفي سوق مثل سنغافورة، قد تصل رواتب المساعدين التنفيذيين في مكاتب العائلات إلى 190 ألف دولار سنوياً، أما في أوروبا، فتشير تقارير منفصلة صادرة عن "كامبدن ويلث" و"أتش أس بي سي" إلى أن مكاتب العائلات هناك تزيد حزم التعويضات لجذب المواهب والحفاظ عليها، من خلال تقديم مكافآت مالية، وفرص استثمار مشترك، وحصص في أرباح إدارة الاستثمارات. هل المكاتب العائلية "محفوفة بالأخطار"؟ في حين أفاد خبراء في القطاع لشبكة "سي أن بي سي"، بأن الموظفين الشباب يترددون في العمل داخل مكاتب العائلات لأسباب عدة، من بينها غياب الهيكل المؤسسي الواضح، إضافة إلى الصورة الشائعة التي تصور هذه المكاتب على أنها أماكن "لما بعد التقاعد". وقالت إيريس شو، إن مكاتب العائلات قد تبدو "محفوفة بالأخطار" في نظر الموظفين المحتملين، نظراً إلى البنية غير الرسمية نسبياً، وغموض خطوط التقارير، وغياب مسارات التدرج الوظيفي الواضحة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضافت شو أن الوظائف المتعلقة بالاستثمار تعد الأصعب في التوظيف ضمن هذه المكاتب مقارنة بالأدوار الأخرى، وغالباً ما يراوح معدل دوران الموظفين في هذه المناصب ما بين عام وعامين فقط. من جانبه، قال ريتو ياوخ، "في عالم الشركات، في نهاية المطاف، كل شيء قابل للاستبدال، بما في ذلك الرئيس التنفيذي نفسه." وهذا يختلف تماماً عن العمل في مكتب عائلي، إذ تعد العائلة هي المحور الثابت والأساس، كما أوضح ريتو ياوخ، الذي يتولى مهمات التوظيف وتخطيط الخلافة في هذه المكاتب، فالعمل من أجل عائلة واحدة، والبقاء رهن إشارتها، يتطلب توازناً دقيقاً ليس من السهل دائماً تحقيقه. وأوضح ياوخ "هناك نوع مختلف من الشخصيات التي تنجح في هذا النوع من البيئات، عليك أن تضع غرورك جانباً لتنجح في بيئة مكتب عائلي، لكن في الوقت نفسه يجب أن تكون واثقاً بما يكفي لتعبر عن رأيك." وأضاف "إنه توازن بين التحدث إلى العائلة كمستشار، ضمن دورك الوظيفي، وبين تفهم أن القرار النهائي سيكون دائماً بيد العائلة، وهذا الواقع لن يتغير." ولهذا السبب، رفض جون - محام في منتصف الأربعينيات من عمره رفض الكشف عن اسمه الحقيقي - عرض عمل كمستشار قانوني عام في مكتب عائلي مقره سنغافورة، قائلاً إن الوظيفة كانت بمثابة "وضع كل البيض في سلة واحدة." وقال "ربما تنسجم جيداً مع الشخص المعني، وربما لا. لكن بالنسبة إلي، في تلك المرحلة من حياتي المهنية، ومع عائلة والتزامات مختلفة، كان الأمر ينطوي على مخاطرة شخصية كبيرة جداً، إذ يمكن لشخص واحد فقط أن يقرر فصلي." وأشار جون أيضاً إلى غياب الشفافية والآليات الواضحة في شأن الرواتب والترقيات، كأسباب أخرى وراء رفضه لهذا الدور. وكان يعمل حينها في بنك استثماري، وأعرب عن مخاوفه من أن الانتقال إلى مكتب عائلي في مرحلة مبكرة نسبياً من حياته المهنية قد يجعل من الصعب العودة لبيئة الشركات لاحقاً. أما ياوخ فاختتم قائلاً "يجب أن يكون لديك دافع حقيقي للانتماء إلى شيء ما، وأن تكون مرتاحاً لفكرة أن تطورك المهني سيكون على مستوى المحتوى أو الجودة المهنية، لكن ليس بالضرورة على صعيد المناصب والمسميات الوظيفية".