logo
#

أحدث الأخبار مع #وليدفاروقمحمد

على مسئولية خبير عالمي في التغيرات المناخية: مناخ مصر لم يعد "حار جاف صيفاً ومعتدل ممطر شتاء"
على مسئولية خبير عالمي في التغيرات المناخية: مناخ مصر لم يعد "حار جاف صيفاً ومعتدل ممطر شتاء"

بوابة الأهرام

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • بوابة الأهرام

على مسئولية خبير عالمي في التغيرات المناخية: مناخ مصر لم يعد "حار جاف صيفاً ومعتدل ممطر شتاء"

وليد فاروق محمد هناك دول ستختفى بسبب التغييرات المناخية مثل المالديف.. وسيهاجر الملايين إلى القطبين بعد ذوبان الجليد موضوعات مقترحة التغييرات المناخية الأخيرة هى سبب زيادة عدد الإصابات بالسرطانات المختلفة من الفخر أن يشار لأحد أهم خبراء المناخ والأرصاد الجوية في العالم بأنه مصري نابغة، حديثنا عن البروفيسور جمال الأفندي أحد أشهر مراجعي ومحكمي المشروعات البحثية بهيئة المحيطات والغلاف الجوى الأمريكية، وعضو العديد من المجلات العلمية الدولية المحكمة، وأستاذ المناخ والبيئة بقسم الفلك والأرصاد الجوية بكلية العلوم بجامعة الأزهر سابقاً.. وحالياً الأستاذ بجامعة تسكيجى الأمريكية والخبير في الأمم المتحدة في التغيرات المناخية، وفي الحوار التالي ليس الهدف طرح قضايا قد تسبب قلقاً وإزعاجاً.. لكنها للأسف حقيقة وواقع لن يتغير إلا بتضافر جهود كل البشر علي الكوكب الذي نعيش فيه. نعود للبدايات، ماذا عن نشأتك وتعليمك؟ نشأت في قرية زرقان بمحافظة المنوفية، وقضيت معظم سنوات الدراسة في المدارس الحكومية الابتدائية والإعدادية والثانوية، وبعد أن أنهيت دراستي الثانوية التحقت بكلية العلوم بقسم الفيزياء، وحصلت على البكالوريوس بتقدير جيد جدا، واجتزت اختبار هيئة الأرصاد الجوية المصرية والتحقت بالعمل بها كخبير (EMA)، وذلك المنصب تطلب مني الحصول على دبلوم الدراسات العليا في الأرصاد الجوية من جامعة القاهرة، وبالفعل حصلت عليه بتقدير ممتاز، ثم حصلت على دبلوم عال في الموارد الطبيعية من المعهد الأفريقي للبحوث والدراسات بجامعة القاهرة بتقدير جيد جدا، وواصلت عملي لمدة 8 سنوات في مركز التنبؤات بمطار القاهرة، ثم حصلت على وظيفة معيد في جامعة الأزهر. يبدو أن حياتك كانت مستقرة وحققت حلمك القديم، فلماذا فكرت فى السفر؟ حصلت على منحة دراسية من الحكومة المصرية لمتابعة درجة الدكتوراه في جامعة جورج أوجست في جوتنجن في ألمانيا، كانت هذه الفرصة بمثابة علامة فارقة في رحلتي الأكاديمية، حيث سمحت لي بحضور فصول دراسية متنوعة في تلك الجامعة العريقة، ثم عدت لتدريس علم الأرصاد الجوية بكلية العلوم جامعة الأزهر، وبعد حصولي على درجة الدكتوراه عملت أيضاً بدوام جزئي كأستاذ مساعد في مشغلي خدمات الطيران المتنقلة في كلية مراقبة الحركة الجوية، ولكنني قررت السعي وراء فرصة في خارج البلاد، وقبلت عرضا من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية للعمل كباحث في مركز Data to Insight التابع لمعهد التكنولوجيا، وأتاح لي هذا الدور دمج كل من علوم الحاسوب وعلوم الغلاف الجوي، والتي كانت مثمرة وأثبتت أنها مزيج ناجح في أبحاثي، وكنت محظوظا بالحصول على منصب أستاذ مساعد في جامعة تسكيجي بولاية ألاباما. لماذا تتوقف عند عام 2050 باعتباره نقطة الكارثة التى تنتظر العالم بسبب التغيرات المناخية؟ بدايةً، يجب التأكيد على أن هذه التنبؤات ليست مجرد تكهنات أو افتراضات غير مدروسة، بل هي نتائج أبحاث علمية دقيقة، كعلماء متخصصين، نعتمد في توقعاتنا على أجهزة حواسيب متطورة ذات كفاءة ودقة عالية، والتي تقوم بتحليل البيانات المستمدة من الواقع الحالي. هذه الأجهزة تعتمد على نماذج رياضية معقدة لتقديم تنبؤات دقيقة حول المستقبل، نحن نغذي هذه الحواسيب بالمستجدات البيئية والمناخية التي نرصدها على أرض الواقع، وبناءً على هذه البيانات، تقوم الحواسيب بعملية الاستنباط والتنبؤ بما سيحدث في المستقبل. وفقًا لهذه الحسابات العلمية الدقيقة، نتوقع أن عام 2050 سيكون بداية لتغيرات محورية وجذرية لكوكب الأرض، هذه التنبؤات تستند إلى أسس علمية قوية، وتأتي نتيجة لتحليل شامل للبيانات المناخية والبيئية الحالية؛ لذا يجب أن نأخذ هذه التحذيرات على محمل الجد ونعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتكيف مع هذه التغيرات المستقبلية. عندما يقول المصرى العادى إن مقولة "حار جاف صيفاً ومعتدل ممطر شتاء" التى حفظناها منذ صغرنا لم تعد واقعية حالياً لوصف مناخ مصر، بل إننا لم نعد نشعر بوجود حد واضح لفصلى الخريف والربيع، هل هذا كلام علمى؟ نعم، هذا الكلام له أصل علمي وواقعي، تغير المناخ أثر بشكل كبير على نمط الفصول في مصر، مما جعل المقولة التقليدية "حار جاف صيفاً ومعتدل ممطر شتاء" أقل دقة في وصف المناخ الحالي، في السنوات الأخيرة، شهدت مصر تغيرات ملحوظة في درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار. ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 0.1 درجة مئوية لكل عقد منذ عام 1901، مع زيادة ملحوظة في درجات الحرارة خلال الثلاثين عامًا الماضية. كما انخفضت كميات هطول الأمطار السنوية بنسبة 22% تقريبًا خلال نفس الفترة. هذه التغيرات أدت إلى اضطراب الفصول، حيث أصبح من الصعب تحديد حدود واضحة لفصلي الخريف والربيع، والتداخل بين الفصول هو أحد الأعراض السلبية للتغيرات المناخية، حيث شهدت مصر قدوم الشتاء مبكرًا عن موعده المعتاد، مما أثر على إنبات المحاصيل الزراعية وأدى إلى انخفاض إنتاجها، هذه التغيرات تؤكد أن المناخ في مصر لم يعد يتبع النمط التقليدي الذي اعتدنا عليه، كما تشهد منطقة سيناء تغيرات جذرية في السنوات الأخيرة.. تؤثر سلسلة جبال البحر الأحمر وسيناء بشكل كبير كحواجز طبيعية تؤدي إلى تغيرات في أنماط هطول الأمطار، ومع ذلك تسهم هذه الجبال في نشوء الزوابع الرعدية في فصلي الربيع والخريف، مما يؤدي إلى سقوط الأمطار على شرق البلاد في المناطق الصحراوية، وهذه التغيرات تؤدي إلى زيادة السيول في المنطقة، خاصة خلال فصل الخريف، حيث تتعرض مناطق جنوب البلاد ومدينة الأقصر وأسوان وبعض المناطق من سلاسل جبال البحر الأحمر للسيول بسبب الطبيعة الجغرافية وامتداد منخفض السودان الموسمي. تحذر مع آخرين من كون مصر ضمن الدول المعرضة لخطر ارتفاع منسوب المياه، وأشرت تحديداً إلى تآكل الدلتا، هل صحيح أن الإسكندرية مثلاً معرضة للغرق خلال سنوات؟ نعم، هناك تحذيرات جدية من أن الإسكندرية معرضة لخطر الغرق بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر. وفقًا للدراسات، فقد ارتفع منسوب سطح البحر في مصر بحوالي 15 سم خلال المائة عام الماضية. هذا الارتفاع يؤثر بشكل كبير على المناطق الساحلية، بما في ذلك الإسكندرية، حيث يؤدي إلى تآكل الشواطئ وزيادة معدلات انهيار المباني على طول الواجهة البحرية، وتتعرض الإسكندرية لمخاطر متزايدة بسبب تسرب مياه البحر المالحة إلى التربة تحت المباني، مما يؤدي إلى تآكل الأساسات وهبوط الأرض.. وتشير البيانات إلى أن معدل انهيار المباني السنوي في المدينة ارتفع بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير، مع تعرض 7,000 مبنى آخر لخطر الانهيار مستقبلًا، وتآكل دلتا النيل هو أيضًا مشكلة كبيرة، حيث تتآكل الحدود الشمالية للدلتا بسبب تناقص كمية الطمي وارتفاع منسوب سطح البحر، مما يؤدي إلى فقدان الأراضي الزراعية الخصبة وزيادة ملوحة التربة، هذه التغيرات المناخية تشكل تهديدًا حقيقيًا للإسكندرية وغيرها من المدن الساحلية في مصر، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية هذه المناطق من أخطار الغرق والتآكل. كيف انعكست التغييرات المناخية الأخيرة على صحة الإنسان، هل مثلاً ارتفاع عدد الاصابات بالسرطانات يمكن أن يكون سببه تغير المناخ؟ التغيرات المناخية الأخيرة لها تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان، وتشمل هذه التأثيرات زيادة في عدد الإصابات بالسرطانات. وفقًا لدراسات حديثة، هناك علاقة وثيقة بين تغير المناخ وارتفاع نسب الإصابة بسرطانات الرئة والجلد والجهاز الهضمي، وتلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة هما من العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة هذه الإصابات. تلوث الهواء، على سبيل المثال، يحتوي على جسيمات سامة يمكن أن تسبب سرطان الرئة، حيث تشير التقديرات إلى أن هذه الجسيمات مسئولة عن 15% من الحالات الجديدة لسرطان الرئة. بالإضافة إلى ذلك، التعرض للإشعاع فوق البنفسجي الناتج عن تآكل طبقة الأوزون يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، وتغير المناخ يؤثر أيضًا على جودة الغذاء والماء، مما يزيد من خطر التعرض للسموم البيئية التي يمكن أن تسبب السرطان. هذه التغيرات تؤدي إلى تفاقم الفجوة الاجتماعية والاقتصادية، حيث يكون الفقراء أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بسبب نقص الرعاية الطبية أو الدواء. هل تغير المناخ فى السنوات الأخيرة يمكن أن يغير خريطة العالم مستقبلاً، دول قد لا نراها أو ظهور دول.. دول غنية قد تصبح فقيرة والعكس.. تغير فى أعداد السكان مثلاً أو أماكن تركزهم؟ نعم، تغير المناخ في السنوات الأخيرة يمكن أن يغير خريطة العالم بشكل كبير في المستقبل. هذه التغيرات قد تؤدي إلى اختفاء بعض الدول أو ظهور دول جديدة، بالإضافة إلى تأثيرات كبيرة على توزيع الثروة والسكان، فارتفاع منسوب مياه البحر قد يؤدي إلى غرق بعض الدول الجزرية والمناطق الساحلية المنخفضة، مثل جزر المالديف وبعض أجزاء من بنجلاديش، في المقابل، قد تظهر مناطق جديدة قابلة للسكن نتيجة لذوبان الجليد في القطبين، مما يفتح المجال لاستيطان مناطق جديدة في القطب الشمالي، كذلك تغير المناخ يمكن أن يؤثر على الاقتصاد العالمي بطرق متعددة. الدول التي تعتمد على الزراعة قد تواجه تحديات كبيرة بسبب الجفاف والفيضانات، مما يؤدي إلى تراجع إنتاجيتها وزيادة الفقر.. في المقابل، قد تستفيد بعض الدول من التحولات المناخية، مثل الدول التي تمتلك موارد طبيعية جديدة نتيجة لذوبان الجليد أو تغير أنماط الطقس، والتغيرات المناخية قد تؤدي إلى نزوح السكان من المناطق المتضررة إلى مناطق أكثر أمانًا، على سبيل المثال، قد يضطر سكان المناطق الساحلية إلى الانتقال إلى الداخل بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي التغيرات في أنماط الطقس إلى زيادة الكثافة السكانية في المناطق التي تتمتع بمناخ معتدل وموارد طبيعية وفيرة. في مصر، كيف يمكننا مواجهة هذه السيناريوهات المقلقة؟ ظاهرة التغيرات المناخية هي مشكلة عالمية تؤثر على كوكب الأرض بأكمله وسكانه جميعًا، هذه الظاهرة تتجاوز قدرة أي دولة واحدة أو مجموعة من الدول على مواجهتها بمفردها؛ لذلك، يتطلب التعامل مع هذه التحديات تعاونًا وتكاتفًا بين جميع دول العالم لمعالجتها بشكل جذري وصحيح، ولو تكلمنا عن مصر لابد من وضع خطة طوارئ في المدن والمحافظات التي تتأثر بالسلب من التقلبات المناخية مثل «ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة وزيادة تآكل الشواطئ والعواصف الرملية»، وعمل المزيد من الدراسات لمعرفة الظواهر غير الطبيعية التي بدأت تضرب مصر مثل هطول الأمطار بغزارة في مرسى مطروح وغيرها من الظواهر، والترشيد في استهلاك الموارد الطبيعية ومنها المياه والطاقة، وتوعية المواطنين ودمجهم في خطة مواجهة التغيرات المناخية، لأن الاستهلاك الكبير للموارد الطبيعية يزيد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وتحسين آلية بناء المساكن وضمان التهوية والإنارة الطبيعية لها قدر الإمكان، وتشجيع استخدام وسائل النقل العام، بدلا من وسائل النقل الفردية لترشيد استخدام الوقود، واستكمال البرنامج النووي المصري، نظرا إلى أن المفاعلات الذرية تعتبر الأقل إصدارا للغازات الدفيئة، مع زراعة الأشجار في كل الأحياء وحول المدن لأنها تستهلك الكربون وتزيد الأكسجين فى الجو، خاصة أن جهاز شئون البيئة أشار إلى حاجة القاهرة لزراعة 12 مليون شجرة على الأقل، لاستهلاك الكربون الناتج عن عوادم السيارات، ويمكن زراعة الغابات الشجرية حول المدن (الأحزمة الخضراء Green Belts)، بمياه الصرف الصحي المعالجة بتكنولوجيات وتكاليف بسيطة، وكذلك فلترة مداخن المصانع، مع الوضع في الاعتبار أن مصانع القاهرة مسئولة عن انبعاث 50% من إنتاج الكربون في الجو، وإعادة تدوير المخلفات بشكل صحيح وتحويلها إلى منتجات نافعة وطاقة كهربائية، لأن حرق القمامة في مصر يتسبب في 15% من تلوث الهواء، وتجدر الإشارة إلى أن مصر تنتج نحو 52 مليون طن سنويا من المخلفات، وما يعاد تدويره منها لا يتعدى 3%، ولابد من زيادة المساحة المأهولة بالسكان من مصر، وحظر المبيدات والمخصبات الكيميائية فى الزراعة، والاتجاه إلى البدائل الطبيعية والزراعة العضوية المستديمة، ووضع التشريعات والقوانين التي تحتوي على عقوبات تعمل على ردع الأشخاص الذين يعملون على تلويث الهواء من خلال المركبات أو المصانع.

انفراد لأول مرة.. مبتكر أنظمة "الحروف العربية" في الكمبيوتر والإنترنت يتكلم
انفراد لأول مرة.. مبتكر أنظمة "الحروف العربية" في الكمبيوتر والإنترنت يتكلم

بوابة الأهرام

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة الأهرام

انفراد لأول مرة.. مبتكر أنظمة "الحروف العربية" في الكمبيوتر والإنترنت يتكلم

وليد فاروق محمد المهندس أحمد سلام "أبو التعريب" الالكترونى: فقدت بصرى لكى يستخدم مئات الملايين حول العالم الكمبيوتر والإنترنت باللغة العربية موضوعات مقترحة انفراد لأول مرة.. مبتكر أنظمة "الحروف العربية" في الكمبيوتر والإنترنت يتكلم مواقيت الصلاة في القاهرة والمحافظات اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 منذ فترة ونحن نسعى لإجراء حوار معه، ولكن الأمور كانت تتأخر تارة بسبب رفضه لإجراء لقاءات إعلامية طوال مسيرته، وتارة بسبب مشاغله الكثيرة، لكن الأمر كان يستحق الانتظار والمحاولة.. فنحن أمام تجربة فريدة من نوعها إنسانياً وعملياً بطلها مهندس مصري شاء القدر أن يكون له دور كبير في عالم الكمبيوتر والإنترنت الذي نعرفه اليوم ويستخدمه مئات الملايين حول العالم باللغة العربية، القصة كلها سنعرفها في السطور التالية من المهندس أحمد سلام. هو من مواليد مدينة الإسكندرية في يونيو 1970، وحياته منذ بدايتها كانت غير عادية، يقول: بعد ساعات قليلة من ولادتي فارقت أمي الحياة بسبب خطأ طبي، ولذلك منذ اليوم الأول لي في الدنيا شعرت باليتم، كما أن الأخطاء الطبية هذه طاردتني طوال حياتي، وقد تولت جدتي- رحمها الله- تربيتي وتأثرت بها كثيراً لطبيعتها المتصوفة وقربها الشديد من الله سبحانه وتعالى، وحتى تتخيل طبيعة الجو الذي نشأت فيه.. فقد توفي جدي في عام 1960 تاركا لجدتي 6 أولاد مما جعلها تتولي المسئولية حتى بعدما كبروا وتزوجوا.. وتوفيت والدتي ثم لحقت بها خالتي الكبرى ليتركا لها طفلين صغيرين، بل وبعدها مباشرة توفيت زوجة خالي الأكبر تاركة طفلين.. كنا نحن الأربعة أعمارنا بين يوم واحد و4 سنوات وتربينا الجدة، كانت مسئولية ضخمة لكنها تحملتها بجلد وصبر، وقد علمتني القراءة والكتابة في سن صغيرة، لكن توفاها الله سبحانه وتعالى وعمري 7 سنوات.. ورغم صدمتي لأنني أصبحت بمفردي في الحياة لكني عاهدت نفسي ألا أخيب ظنها وأنجح في حياتي كما أوصتني، وأحمد الله على ما وهبني من علم بعد جهل، ونعمة بعد حرمان، وغنى بعد فقر، وما ذلك إلا ببركة دعائها. وبالفعل كانت حياة المهندس أحمد سلام كلها مفارقات أثرت كثيراً علي شخصيته، فقد درس مثلاً في الابتدائية في مدرسة اسمها "الشهيد نبيل جلال" على اسم مقاتل مصري استشهد في حرب 1973، وكانت ناظرة المدرسة هي نفسها الشقيقة الكبرى للشهيد نبيل جلال، ولذلك كانت دائما تجمع التلاميذ الصغار وتحدثهم عن بطولات المصريين في الحرب وفضل الاستشهاد، كما أنه أحب الكتب منذ صغره وكان يعشق القراءة لدرجة أن لديه حالياً مكتبة بها نحو 8 آلاف كتاب تغطي كل المعارف، يقول: كنت متفوقاً لدرجة أنني في الإعدادية تم تكريمي من المحافظ لأنني الطالب الوحيد الذي حصل على الدرجة النهائية في مادة اللغة الإنجليزية، في المرحلة الثانوية درست في مدرسه العباسية العسكرية وتعلمت فيها الكثير على مستوى المهارات العلمية والالتزام الخلقي، ومن فضل الله تعالى أنني كنت دائما محاطاً بأصدقاء من المتفوقين أمثالي مازلت محتفظاً بصداقتهم حتى اليوم، ولم أحصل نهائياً علي دروس خصوصية، وفي الثانوية حصلت على منحة التفوق، مازلت أذكر أنها كانت بقيمة 120 جنيهاً وكان هذا مبلغا كبيرا وقتها، ثم التحقت بكلية الهندسة جامعه الإسكندرية ودرست بقسم هندسة الحاسبات والتحكم الآلي وتخرجت بتفوق. في عام ١٩٨٨ اشتري المهندس أحمد سلام أول جهاز كمبيوتر شخصي .. كان مختلفاً تماماً عن الكمبيوتر الذي نعرفه اليوم، يكمل قائلاً: اشتريت حاسباً خاصاً كان يعمل بمعالج انتل ٨٠٨٨ وبلغ ثمنه 3200 جنيه، وكان هذا مبلغاً ضخماً وقتها يتجاوز الألف دولار، أي بقيمة هذه الأيام مثلاً يصل لنحو 70 ألف جنيه، ومع شغفي وتطوري وتقدمي في تعلم الحاسبات قمت خلال 3 سنوات تالية- وأنا مازلت طالباً- بتأليف مناهج دراسية خاصة بتعليم لغات البرمجة وأنظمة التشغيل، فكان ذلك مصدرا كبيرا لي للدخل، وبعدها قمت بشراء حاسب يعمل بمعالج انتل ٨٠٣٨٦ وكان ثمنه باهظاً بنحو 5600 جنيه مع طابعة بـ1200 جنيه، وسبب شرائي هذا الجهاز أنه كان شرطا لبداية استخدام نوافذ مايكروسوفت والتي صدرت وقتها، وكان مشروع التخرج في الجامعة يتعلق بتصميم منظومة جديدة وكتابة برمجيات تعمل على نوافذ مايكروسوفت، وكان هذا أول مشروع في مصر كلها يعمل على نوافذ مايكروسوفت. كل هذا جيد... لكن رغم مهارة المهندس أحمد سلام في التعامل مع البرمجة، لكن انتابه شعور بالصدمة لأن الجهاز لا يعمل باللغة العربية، وهو ما جعله يبدأ رحلة رائعة ومبتكرة في تعريب نوافذ مايكروسوفت، وبدون مبالغة أصبح له دور في استخدام ملايين العرب للإنترنت اليوم بلغتهم .. فحين صدر متصفح مايكروسوفت للإنترنت بلغات عدة وبدون دعم للغة العربية، قرر هو أن يجعله يدعم اللغة العربية، وفعل ذلك بالفعل في نهاية عام ١٩٩٦، يتذكر قائلاً: رحلتي على مستوى تعريب الأجهزة والحاسبات الشخصية وأنظمة التشغيل بدأت في عام 1987 واستمرت حتى سافرت من مصر في عام 1999، فقد قضيت نحو 12 عاماً أعمل في كل الأبحاث المتعلقة بأنظمة التشغيل وتصميم الحاسبات بهدف أساسي لدمج مكونات وقدرات اللغة العربية داخل منظومات تصميم وعمل الأجهزة والتطبيقات، والحكاية بدأت بتحدٍ حينما سألت أحد الأساتذة بالكلية عن سبب عدم دعم الكمبيوتر وقتها للغة العربية، فرد علي قائلاً: "لما تبقى تصمم الكمبيوتر الخاص بك اجعله يتكلم بالعربية، لكن طالما تستخدم كمبيوتر أمريكي عليك أن تعتاد استخدامه بالانجليزية"، فرددت عليه: وما الذي يمنعنا من تصميم حاسب أو كمبيوتر يستخدم اللغة العربية؟ فرد بأن من اخترع هذا العلم هم الأمريكان وهم وحدهم يحتكرون كل ما يتعلق بلغات البرمجة وتصميم الأنظمة وكل شيء يتعلق بجهاز الكمبيوتر، وكان هذا الرد صادما بالنسبة لي وقتها، وأدركت أن هناك مسئولية تقع على عاتقنا كمهندسين مصريين وعرب سواء لتصميم حاسب خاص بنا، بجانب إدماج قدرات اللغة العربية داخل هذا الحاسب، ووقتها أدركت أن الفجوة العلمية والتقنية والصناعية مع أمريكا والغرب هائلة، والطريقة الوحيدة لإدماج اللغة العربية هي القيام بعمليات الهندسة العكسية من أجل تفكيك رموز شفرة برمجة نظام التشغيل والبرمجيات التي تتحكم في عمل "الهارد وير" ثم إعادة بنائها بطريقة تدمج قدرات اللغة العربية، واستمرت معي هذه المرحلة 12 عاماً في عمل متواصل . ويضيف المهندس أحمد سلام: أذكر أنني استطعت وقتها أن أصمم برمجيات تتحكم في جميع وظائف الحاسب الشخصي الذي يعمل بنظام "الدوس"، فكنت أتحكم في قدرات تخزين البيانات وتنفيذ البرمجيات وفيما يتم كتابته على لوحه المفاتيح وكل وظائف الجهاز، وبعد تخرجي عملت بشركة صغيرة في الإسكندرية وهناك قابلت د.صالح الشهابي وأخبرته بنيتي في تعريب نظام ويندوز وتعريب الحاسب الشخصي بصورة كاملة، وعملنا معا لمده 3 أشهر، وتمكنا من وضع نموذج أولي مبسط لتغيير وظائف نظام التشغيل بدون أي تحديد لقدرات اللغة العربية، وبسبب عدم رغبة الشركة في الاستثمار في تعريب نوافذ مايكروسوفت قررت الاستقالة وترك العمل، وعرض علي د.صالح الشهابي إنشاء شركة اخترنا لها اسما "ضاد لهندسة الحاسبات"، لكن بعد أقل من شهر من بداية العمل تغيرت الظروف وبدأت أعمل وحدي، وبفضل الله تعالى استطعت إضافة إمكانية تحويل وظائف العرض بأكملها بحيث تعمل من اليمين إلى اليسار بما يتوافق مع اللغة العربية، وكانت تواجهني الكثير من الصعاب العلمية والهندسية، ولكن المرحلة المهمة كانت بالتحاقي بشركة "صخر" وتحديدا بقسم التعريب في مارس 1993 لتبدأ مسيرة استمرت 6 سنوات كاملة، وقمت بإعادة بناء القسم وأدوات التحكم في نظام التشغيل ثم دمج تقنيات دعم اللغة العربية على محاور متكاملة بصورة أصبحت فيها اللغة العربية أكثر تطورا من اللغات الغربية ومدعومة بالكامل داخل نظام التشغيل، وقضيت مسيرة تعريب أنظمة ويندوز وتعريب الإنترنت ودمج التقنيات اللسانية العربية داخل الإنترنت وداخل ويندوز خلال 6 سنوات كاملة، وقدر الله تعالى لي أن أبني وأطور وأخترع وأبتكر المنظومة التقنية للتحكم في أنظمة التشغيل والتي على أساسها تم بناء برمجيات تعريب وتأمين الأنظمة والبرمجيات، والتي على أساسها تم تطوير برامج مثل برنامج القرآن الكريم وحزمة برامج الأسرة وأكثر من خمسين برنامجاً معرّباً ومتصفحات الإنترنت والبريد الالكتروني العربي وغيرها، وقد طورت هذه المنظومات لاحقا وتوسعت في بنائها في أمريكا لتصبح أكثر شمولية وعمقا وتأثيرا وتحكما بحيث صارت الأجيال الجديدة منها هي الأساس الهندسي لبرامج وحلول الشركات الأمريكية المذكورة كلها، شاملة معالجات إنتل والحلول الأمنية من شركات ماكافي (اشترتها إنتل) وسيمانتك (اشترتها برود كوم) ونوكيا (اشترتها تشيك بوينت)، ويشاء الله العلي الكريم أن تتبنى "مايكروسوفت" منظومتي في تعديل عمل نظام التشغيل بكاملها، بداية من نوافذ "فيستا" للتحكم في التطبيقات التي تخالف شروط العمل السليم، وقد شرحت بنفسي لمهندسي "مايكروسوفت" في عام 1999 ما طورته، وتصوري الأكبر لهذه التقنيات، ثم استعملوها بعد ذلك في كل الإصدارات وبكل اللغات بداية من نوافذ "فيستا"، ثم شاء الله أن أستخدم هذه الأفكار وأطورها داخل شركات "سيمانتك" و"ماكافي" و"إنتل" خلال 20 عاماً بعد ذلك. المهندس أحمد سلام المهندس أحمد سلام وحين صدرت نسخة مبدئية من نوافذ مايكروسوفت ٩٥ في سبتمبر ١٩٩٤ نجح المهندس أحمد سلام في تعريبها بشكل كامل رغم الاختلافات الهيكلية في بناء نظام التشغيل، وحين صدرت نسخة من متصفح الإنترنت "نتسكيب نافيجيتور" في نهاية عام ١٩٩٥ نجح في تعريب نسخة مبدئية وتعهد للشركة بأن يصدر تعريباً كاملاً، وفعل ذلك في منتصف عام ١٩٩٦، وكان يعمل معه فريق من ٣٤ مهندساً ومطوراً ومبرمجاً، وحين صدر متصفح مايكروسوفت للإنترنت بلغات عدة، وبدون دعم للغة العربية، قرر أن يجعله يدعم العربية، وقد فعل هذا في نهاية عام ١٩٩٦ أيضاً، وحصل على العديد من الجوائز الدولية، يقول: في هذه الفترة كان متصفح "السندباد" هو المتصفح العربي الأول وكان متاحاً إقليمياً وعالمياً على أية نسخة من نوافذ مايكروسوفت وكان يعمل بالعربية بصورة كاملة على مستوى التصفح والبريد الالكتروني والأخبار والمحادثات.. وكذلك قمنا بدمج نسخ من المدقق الإملائي والقاموس والإملاء الصوتي ونسخة مبدئية من الترجمة متعددة اللغات وقراءة النصوص آلياً، وسبقنا العالم أجمع بكل هذه الحزمة من التقنيات المدمجة داخل حزمة برامج الإنترنت، وفي شركة مايكروسوفت لم يتخيلوا أني استطعت بميزانية ضئيلة وبعشرة مهندسين مطوري برامج إنتاج نظام تشغيل عربي تفوق عليهم رغم استثماراتهم الهائلة، كنا مجموعة ريادية مصرية لها رؤية وذات خبرات وإمكانيات علمية وصناعية وتقنية، وكل عربي ومسلم يرى حرفاً عربياً على الحاسبات أو على الإنترنت عليه أن يدرك أن وراء كل هذه الأحرف تضحيات جسيمة وطموحات وأحلام عظيمة وجهود حثيثة استمرت لسنوات عديدة. المهندس أحمد سلام المهندس أحمد سلام المشوار لم يكن سهلاً .. فقد عاني المهندس أحمد سلام كثيراً لكي يصل لهدفه لدرجة أنه فقد البصر وأجرى عدداً كبيراً من العمليات الجراحية، يقول: بعد عملي لسنوات بما يزيد أحيانا على 14 ساعة يومياً، كنت أجلس وأمامي 4 شاشات كمبيوتر لكتابة البرمجيات وللقيام بمهام الهندسة العكسية، وفي البداية قمت بعمل عمليات تصحيح ليزر ولكنها فشلت، فقمت بعملية جراحية كاملة في العين اليمنى ثم بعملية لإنقاذ الشبكية في العين اليسرى، وكان من تواضع هذه العمليات أنني فقدت قدرتي على الإبصار بصورة طبيعية شاملة قدرتي على القراءة، واستمرت حالة العجز عن القراءة لعدة شهور حتى بدأت التعافي، وما زلت أعاني من آلام مبرحة حتى يومنا هذا، كما أنني لم أستعد قدرات البصر على مستوى القراءة في العين اليمنى إلا منذ عدة أشهر بمعجزة. بعد هذا النجاح الكبير.. لماذا قرر الهجرة لأمريكا؟ يجيب المهندس أحمد سلام قائلاً: لم يكن القرار سهلا، فقد حاولت أن أستمر في بناء مشروعاتي العلمية والتقنية داخل مصر ولكن واجهتني صعاب وتحديات لا داعي لذكرها، وبسبب نجاحي واجهت أيضاً صعوبات بعد هجرتي، خاصة فيما يتعلق بأبحاثي الخاصة بتطوير منظومات الأمن والدفاع داخل أنظمة التشغيل وداخل أنظمة الهاردوير، وقد عملت كبير المهندسين ومدير أنظمة تطوير البرمجيات في شركة "كوجنستي"، ثم عملت رئيس أبحاث تطوير ودعم نوافذ مايكروسوفت في شركة متخصصة في بناء وحدات متطورة لتخزين البيانات، ثم مهندس برمجيات رئيسي داخل شركة سيمانتك وهو أعلى منصب هندسي، ووفقني الله تعالى في تقديم 9 براءات اختراع باسمي صدرت جميعا من مكتب براءات الاختراعات الأمريكي، ثم عملت رئيس مجموعات تطوير برمجيات أمن نظم المعلومات والشبكات في شركة نوكيا، وقمنا وقتها بتطوير منظومة متكاملة لحماية أنظمة الحاسبات الشخصية وكذلك تأمين أجهزة تليفونات نوكيا المحمولة وتأمين الاتصالات الشبكية عن طريق الإنترنت، كما عملت رئيساً تنفيذياً للتقنيات بشركة "ماكافي" ثم في شركة إنتل لمدة 6 سنوات قمت خلالها بتطوير العديد من تقنيات منع الاختراقات الفيروسية وتقنيات الحماية وصدرت لي أكثر من 39 براءة اختراع، ثم عملت رئيساً تنفيذياً للتقنيات والنائب الأول لرئيس شركة ستريكس العالمية والمسئول عن استراتيجية البرمجيات، والرئيس السابق باراك أوباما كان في وقت ما يستعمل جهازا خاصا تم إصداره عن طريق فريق العمل الذي يعمل معي مباشرة، كما أن العديد من الأجهزة الأمريكية السيادية كانت تستخدم حلولاً أمنية وأجهزة خاصة تم تطويرها عن طريق القسم الذي كنت أديره، كذلك بفضل الله تعالى قمنا بتوفير التقنيات الأساسية التي قامت على أساسها شركة أمازون الشهيرة ببناء تقنيات الكلاود الخاصة بها، ومنذ عام 2016 قمت بتأسيس وإدارة شركة لتقنيات الأمن العميق، وفي الوقت نفسه قمت بتأسيس شركة تتخصص في توفير الدعم النفسي باستخدام الحيوانات الأليفة وإنشاء مؤسسة لا ربحية بهدف تطوير تقنيات ومنظومات الدعم النفسي وذلك بدمجها داخل أنظمة التعليم. المهندس أحمد سلام له أكثر من 50 براءة اختراع باسمه، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بتكريمه ومنحه حق الإقامة الدائمة باعتباره شخصا نابغا علميا، وكان بديهيا أن نسأله عن كواليس ما نعيشه اليوم علي شبكة الإنترنت، فعندما ننظر اليوم إلي منصات وشركات وبرامج التواصل الاجتماعي بكل أشكالها، يدور في الذهن سؤال: من يستخدم من، نحن أم أصحاب هذه الشركات؟ يقول: لا توجد خصوصية على الإنترنت، فكل ما يتم تداوله من معلومات يتم الحصول عليها وتخزينها بواسطة الشركات التي توفر هذه الخدمات، بل إن هذه الشركات اليوم تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بحيث تستطيع أن تتنبأ بالحالة المزاجية والشعورية والعاطفية والنفسية لأي شخص يستخدم هذه الأنظمة، والوضع اليوم خرج عن السيطرة، حيث تقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بالعمل تلقائيا والتجسس على كل شيء مع إمكانيات هائلة في التنبؤ بأفكار وأفعال المستخدمين وصولا إلى التحكم فيما يتم عرضه بهدف التحكم في أفكاره وعقائده وأفعاله. خبير الإعلام الراحل د.سامي عبد العزيز كانت له جملة شهيرة وهي: "إذا لم تدفع ثمناً للسلعة.. فاعلم أنك أنت السلعة"، فهل هذا ينطبق تماماً علي كل شيء مجاني موجود الآن علي شبكات الإنترنت؟، يجيب المهندس أحمد سلام: نعم بالتأكيد، عندما يتم تقديم منتج أو خدمة لك مجانًا، فإن الشركة التي توفره لا تزال بحاجة إلى تحقيق إيرادات، وإن لم تكن تدفع المال، فمن المحتمل أنك تدفع بطريقة أخرى- عادةً من خلال بياناتك أو انتباهك أو تأثيرك- فالعديد من الخدمات "المجانية" مثل منصات التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، وبعض التطبيقات تجمع كميات هائلة من بيانات المستخدم، بما في ذلك عادات التصفح والتفضيلات والسلوكيات، بجانب الإعلانات الموجهة، كذلك التأثير على السلوك، حيث تستخدم المنصات خوارزميات مصممة لتعظيم التفاعل، مما يجعلك تقضي وقتًا أطول في التصفح أو المشاهدة أو التفاعل، وهذا يزيد من عدد مرات عرض الإعلانات ويجعلك أكثر عرضة للتأثر بأفكار أو منتجات أو اتجاهات معينة، والشركات الكبري علي مستوي العالم تفوق ميزانياتها دولاً بأكملها.. وهي شركات اتصالات بكل أشكالها، وبشكل ما تتحكم هذه الشركات في عالمنا اليوم.. لدرجة أننا شاهدنا شركة مثل تيك توك تنشب بسببها أزمة بين عملاقين مثل أمريكا والصين، فهي لم تعد مجرد شركات اقتصادية بل أصبحت قوى جيوسياسية تؤثر على العلاقات الدولية والسياسات العالمية، وكل ذلك نتيجة السيطرة على تدفق المعلومات والقوة الاقتصادية الضخمة والنفوذ السياسي والعلاقات مع الحكومات، فالتكنولوجيا سلاح استراتيجي، وشركات مثل هواوي، مايكروسوفت، جوجل، وأمازون تتحكم في بنى تحتية حساسة، مثل شبكات الاتصالات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. هذا يمنحها دورًا أكبر من مجرد بيع الخدمات، حيث أصبحت التكنولوجيا نفسها ساحة معركة بين القوى العظمى. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: خوارزميات جمع المعلومات، إلي أي مدي تصل خطورتها سواء علي المستوي الفردي أو حتى المجتمعات والدول؟، يقول المهندس أحمد سلام: في العصر الرقمي، أصبحت خوارزميات جمع المعلومات أحد أخطر الأدوات التي يمكن استخدامها للتأثير على الأفراد، المجتمعات، وحتى الدول، فهذه الخوارزميات لا تقتصر على تحليل سلوك المستخدمين لأغراض تسويقية فقط، بل تمتد لتشكل تهديدات دينية، ثقافية، سياسية، اقتصادية، وأمنية، مما يجعلها أحد أقوى الأدوات في الحروب الحديثة، فيمكنها التلاعب بالمعتقدات والترويج لمحتوى يتعارض مع القيم الدينية، مما قد يؤدي إلى تآكل الهوية الثقافية والدينية للمجتمعات بمرور الوقت، بجانب ترويج أجندات معينة سياسية أو أيديولوجية، وكذلك التهديد الاقتصادي والتحكم في الأسواق وخلق احتكارات رقمية مع استغلال بيانات المستخدمين لتحقيق أرباح بالمليارات، بل وحتى التأثير النفسي السلبي وزيادة معدلات الاكتئاب والقلق، خاصة بين الشباب، ويجب أن يكون هناك وعي رقمي، وتشريعات قوية لحماية البيانات، واستراتيجيات وطنية لحماية السيادة الرقمية حتى لا تصبح المجتمعات والأفراد ضحايا لحروب خوارزميات المعلومات، خاصة أنه في ظل التطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي والاتصال الدائم بالإنترنت، أصبحت الهجمات الإلكترونية أكثر تعقيدًا وسرعة لدرجة أن برامج مكافحة الفيروسات التقليدية لم تعد كافية وحدها لحماية الأنظمة والمعلومات.

منذ 7 سنوات كان "حليم" بلا وظيفة.. واليوم يتولى تدريب المهندسين في أكبر مصانع العالم
منذ 7 سنوات كان "حليم" بلا وظيفة.. واليوم يتولى تدريب المهندسين في أكبر مصانع العالم

بوابة الأهرام

time٢٧-٠٢-٢٠٢٥

  • منوعات
  • بوابة الأهرام

منذ 7 سنوات كان "حليم" بلا وظيفة.. واليوم يتولى تدريب المهندسين في أكبر مصانع العالم

وليد فاروق محمد المهندس أحمد عبد الحليم، شاب مصري ولد في الجيزة، كان الابن الأوسط بين ثلاثة أبناء لأب يعمل موظفًا حكوميًا وأم ربة منزل، كان حلمه أن يصبح مهندسًا منذ الصغر، في بداية تعليمه كان يواجه صعوبات، لكن بفضل الله ثم متابعة والدته وإصرار والده على أن يجتهد أكثر في الدراسة، تغيرت حياته، وأصبح بعد ذلك من المتفوقين في المدرسة ، وحقق حلم حياته والتحق بكلية الهندسة جامعة عين شمس، لكن بقية تفاصيل الحلم لم تكن كما تخيله من قبل. يقول المهندس أحمد عبد الحليم، أو"حليم" كما يشتهر في ألمانيا وعلي وسائل التواصل الاجتماعي : كان الطريق صعبًا جدًا، ولم يكن واضحًا في البداية، مثل أي طالب في الكلية، لكن النصيحة التي أستطيع أن أقدمها للطلاب هي أن السعي يؤتي ثماره ولو بعد حين. وإذا أغلق في وجهك طريق كنت تظن أنه بلا بدائل، فضل الله أوسع من محدودية تفكيرنا. وتخرج المهندس حليم في الجامعة، وكان يعتقد أن "المهندس" ستتهافت عليه فرص العمل، لكنه فوجيء بواقع مختلف تماماً، يقول : بالنسبة لبداية الحياة العملية، أكيد كانت قاسية، قبل 7 سنوات بالضبط، بعد التخرج وإكمال فترة التجنيد، كنت أنزل يوميًا من البيت طوال شهور ومعي 20 نسخة من سيرتي الذاتية (CV) لتوزيعها على مصانع البلاستيك والورق في العاشر وأكتوبر والمناطق الحرة، في عز الصيف والحر، رغم أنني كنت واثقًا أن فرد الأمن يأخذها فقط لكي لا يزعجني أو ربما يرميها بعد رحيلي، كنت دائمًا متمسكًا بالأمل، ولو لمرة واحدة فقط، أن يرى أحدهم رقمي ويتصل بي ، ومن المواقف الغريبة التي واجهتها في سوق العمل في مصر، هو التركيز في مقابلات العمل على الأمور السطحية والمظاهر أكثر من الجوهر، مما يؤدي إلى خسارة العديد من الكفاءات. بالإضافة إلى ذلك، يشترط سوق العمل دائمًا سنوات طويلة من الخبرة، مما يعرقل مسيرة أي حديث تخرج ويساهم في تضييق الفرص أمام الكفاءات الجديدة. وعلى النقيض، نجد أن الشركات الأجنبية تركز على المهارات الشخصية (Soft Skills) وكل ما يمكن أن يضيف قيمة حقيقية للعمل على أرض الواقع. ومن واقع تجربته في تلك الفترة، ينصح المهندس "حليم" شباب المهندسين بالبدء في تحضير أنفسهم للحياة العملية من من وقت الجامعة بالمشاركة في الأنشطة الطلابية التي تدعم وتنمي لديهم مهارات التواصل والتدريب في المصانع، وكذلك الاهتمام بمنح التبادل الطلابي فهذه الأنشطة تؤهلهم أكثر عن سوق العمل، ويضيف: أما بالنسبة للشباب الذين يبحثون عن فرص، فيجب عليهم الاهتمام بمواقع التواصل الحديثة في مجال التوظيف مثل LinkedIn وغيرها، لا ينبغي الانتظار لفرصة العمل في الفراغ، بل يجب أن يكونوا مشغولين بشيء يؤهلهم لفرص العمل، كما ينبغي لهم الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية والتواصل مع خريجي الدفعات الأكبر للاستفادة من خبراتهم أو للحصول على تزكياتهم في فرص العمل المتاحة. لكن مهما كانت الأمور مظلمة، دائماً تظهر نقطة نور ، يضيف: الحمد لله، في أثناء البحث، وجدت إعلانًا على الإنترنت لشركة مصرية. قدمت فيها،وأخيرًا، تكللت الجهود بالعثور على فرصة عمل بدأت بها مشواري المهني. بعدذلك، التحقت بشركة يابانية في مصر، حيث اكتسبت خلالها خبرة كبيرة أهلتني للخطوة التالية، وهي العمل في ألمانيا، حاليًا، أمضيت 3 سنوات في ألمانيا أعمل كمهندس دعم ميداني وخبيرا في تطبيقات أشباه الموصلات، خلال تلك الفترة، زرت أكثر من 20 مدينة في 10 دول أوروبية لإنشاء المشروعات ودعم وتدريب المهندسين والفنيين هناك، والحمد لله، استطعت أن أضع بصمتي كمهندس مصري في أكثر من 10 مصانع من أكبر مصنعي تطبيقات أشباه الموصلات في أوروبا والعالم. هناك صورة للمهندس حليم يضعها علي صفحته ويعلق عليها (في المكان الخطأ لن يتم تقديرك) .. يقول: لم أقصد مكان عملي السابق أو مكاناً معيناً ، لكن هو بشكل عام المكان الذي لا يستغل مهارات الموظفين بشكل صحيح، أما الأماكن الأكثر نجاحا فتعرف كيف تطوع المهارات الشخصية لكل فرد في المهمة الملائمة وتحقيق أفضل نتيجة سواء من ناحية جهة العمل نفسها وكذلك الموظف، وعندما أكتب عن ما وصلت إليه يكون هدفي أن تصبح حكايتي دافعاً لاى شاب يواجه صعوبات رغم مؤهلاته، وعليه دائماً أن يبحث عن الأمل سواء داخل مصر أو خارجها، وبالمناسبة يمكن هنا أن تحقق أحلامك أيضاً، فأنا قبل أن أسافر كنت في وضع جيد جدا من حيث العمل مقارنة بما ذكرته من صعوبة البدايات، وكان هدف السفر هو التطور في مجالي لأن تخصص أشباه الموصلات مازال لم ينتشر في مصر في الوقت الحالي. ويقول المهندس حليم أن السفر للخارج ليس بالضرورة يصنع حياة وردية كما يتخيل البعض ، ويضيف : دعنا نتفق أن قرار الهجرة ليس سهلاً، وقد يلجأ إليه الشخص اضطراراً. فعندما يتوفر التقدير المعنوي والمادي المناسب للشخص بما يتوافق مع متطلبات الحياة، سيكون قرار الهجرة بعيدا عن تفكيره. وكذلك، عندما تتوفر التكنولوجيا الحديثة المواكبة للعالمية، وفرصة السفر جاءتني لعدة بلاد وليس ألمانيا فقط، عن طريق عروض على مواقع تواصل العمل مثل LinkedIn، بعد عشرات المرات من الرفض. لكن لم يكن الهدف مجرد السفر. لحسن الحظ، قدمت في الشركة الحالية وكنت على دراية بهذا المجال المتقدم عن طريق الاطلاع المستمر على المشاريع التي تقدمها الشركة ، لكن في بدايات الحياة بالخارج واجهتني صعوبات ، بالأخص لأنني شخص يهتم بقيمة العائلة،كان افتقادي لأهلي وأسرتي. إضافة إلى ذلك، كانت المواقف الصعبة التي تنشأ بسبب اختلاف الثقافات والقواعد الصارمة ، وكذلك التكيف مع اللغة الجديدة. ومع ذلك، فإنني أدركت أن كل شيء جديد يكون صعبًا في البداية،وهذه قاعدة، ولكن مع مرور الوقت يصبح أسهل شيئًا فشيئًا. المهندس حليم يعمل الآن في مجال ما تعرف بـ"أشباه الموصلات"، وهي مكونات أساسية في العديد من الأجهزة الإلكترونية الحديثة. يتم استخدامها بشكل رئيسي في صناعة الرقائق الإلكترونية التي تتحكم في تدفق الكهرباء داخل الأجهزة، مما يجعلها قادرة على أداء وظائف معقدة مثل المعالجة، التخزين، والتحكم في الإشارات. وتدخل في صناعات عديدة بدءًا من الهواتف الذكية والحواسيب وصولًا إلى الطائرات، التوجيه والصواريخ، كما تستخدم في تقديم حلول تكنولوجية متقدمة في مجالات الـ RFID وصناعة بطاريات السيارات الكهربائية والأنظمة الأمنية وحلول الطاقة الشمسية، ولكن .. ما سبب أسفاره الكثيرة في دول أوروبا ؟ يجيب : كلها بغرض إنشاء المشاريع الخاصة بالشركة التي أعمل بها في مختلف بلاد العالم وتدريب المهندسين والفنيين على استخدام هذه الأجهزة التكنولوجية الحديثة ، وكذلك الدعم الفني للمشاريع المقامة بالفعل. المهندس حليم يزداد نجاحاً يوماً بعد يوم في عمله ، ودائماً يفخر ببداياته البسيطة، ويعتبرها أول خطوة في طريق بناء مستقبله، ولديه مئات الآلاف من الشباب الذين يتابعونه علي مواقع التواصل الاجتماعي ، ونجح بالفعل في تقديم يد العون والمساعدة وتوظيف عدد منهم في شركات عالمية ، وقد قمت شركته مؤخراً بنشر تقرير عن قصة كفاحه في مجلة تنشرها حول العالم بعدة لغات ، وهو بالمناسبة يضع دائماً عبارة يعتبرها شعاراً له وهي : Strong silent type ، ويقول عنها : معناها أن الشخص عليه أن يظهر إحساسًا حقيقيًا بالثقة بالنفس والطمأنينة، دون أن يبدو متعجرفًا أو رافضًا للآخرين. الثقة بالنفس تعني معرفة نفسك والثقة في قدراتك لمواجهة التحديات والتعامل مع المواقف الصعبة ، واخيراً ،من المهم أن نسلط الضوء على نجاحات أبناء مصر سواء في الداخل أو الخارج، لأن ذلك يعزز الإلهام والفخر الوطني، ويدعم نظرية 'الدوامة التصاعدية' التي تحدث عنها العالم ستيفان هوبفول ، وتشير هذه النظرية إلى أن تحقيق النجاح الأول، حتى لو كان عشوائيًا، يخلق نظامًا يدعم تحقيق نجاحات متتالية، على سبيل المثال، أحمد برادة في رياضة الإسكواش ألهم جيلًا كاملاً من الأبطال الذين حققوا إنجازات عالمية ، ميدو فتح باب الاحتراف في أوروبا، ليأتي بعده محمد صلاح كواحد من أعظم لاعبي كرة القدم المصريين والأفارقة على الإطلاق، والآن يكمل عمر مرموش المسيرة، هذه الفكرة لا تقتصر على الرياضة فقط. فقد رأينا د. مجدي يعقوب يلهم أجيالًا في مجال الطب، . كل نجاح يخلق سلسلة من الإلهام، وكل إنجاز يمهد الطريق لإنجازات أكبر.

د.حسن عبد الله.. مصري ضمن أكبر خبراء العالم في تصميم المدن الذكية
د.حسن عبد الله.. مصري ضمن أكبر خبراء العالم في تصميم المدن الذكية

بوابة الأهرام

time٢٧-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

د.حسن عبد الله.. مصري ضمن أكبر خبراء العالم في تصميم المدن الذكية

وليد فاروق محمد منذ أيام أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بإعادة تشكيل المجلس الاستشاري لعلماء وخبراء مصر، ومن بين الأسماء التي تم اختيارها يبرز د.حسن عبد الله ضمن نخبة من أفضل العقول المصرية في كل المجالات، وهو النائب الأول رئيس جامعة إيست لندن East London ورئيس عمداء الكليات على مستوى الجامعة، وهو في الأصل خريج كلية الهندسة جامعة المنوفية ثم سافر في رحلة عملية رائعة لإنجلترا .. وهناك اختاروه ضمن ٣٠ شخصية في لجنة تقييم 150 جامعة بريطانية، كما أنه يتخصص في مجال شديد الأهمية وهو تصميم المدن الذكية وساهم فى العديد من المشاريع والأبحاث الدولية، قصة نجاح مصرية في لندن عاصمة الضباب نتوقف معها في الحوار التالي. نبدأ من خبر القرار الجمهورى الصادر مؤخرا بانضمامك لمجلس علماء مصر، ماذا يعنى لك هذا الاختيار والتكريم؟ مؤكد شرف لي لأنه تكليف رفيع لخدمة الوطن، وإن شاء الله يوفقنا المولي عز وجل لما فيه الخير، وسنعمل جميعا في المجلس الاستشاري وبالتنسيق مع كل مؤسسات الدولة لتحقيق رؤية مصر المستقبلية لكي تصبح رائدة في العديد من المجالات مثل الصناعة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، وأتمني تقديم خلاصة خبرتي الطويلة في مجالي العلمي لمصر كجزء من رد الجميل لوطني . نعود للوراء.. ماذا عن طفولتك وعائلتك ومدى تأُثيرهم على شخصيتك ؟ أنا من مواليد مدينة سرس الليان بالمنوفية، والدي كان يحفظ القرآن الكريم منذ صغره وكان حريصا أن أكون مثله وكذلك أخي د.محمد شفيق عبد الله وهو أستاذ جراحة شهير، وكنا نسافر للخارج منذ الصغر للعمل وكسب الخبرات، وحصلنا عل مكافآت تفوق، وسرس الليان بها المركز العالمي لليونسكو وكان له دور كبير في نشر الثقافة، وقد تأثرت به كثيرا . هل كنت تهوى دراسة الهندسة والأرقام منذ صغرك، وهل كان هدفك دراسة الهندسة فى الجامعة وأن مجموعك الكبير فى الثانوية العامة كان له تأثير فى قرارك؟ الشغف بهندسة خلق الكون والطبيعة كان له دور في عشقي لهذا المجال منذ صغري، وكنت أحب الفيزياء والهندسة الفراغية، وكذلك رغبة الأسرة في أن يكون أحد الأبناء طبيبا والآخر مهندسا.. والحمد لله حققنا أمنيتهم هذه. د.حسن عبد الله بعد تخرجك عملت بالجامعة، كيف جاءتك فرصة السفر للخارج لاستكمال دراساتك العليا؟ منذ صغري كنت أحلم بالسفر للخارج، للاطلاع علي أحدث ما وصل إليه العلم، وخلال الدراسة أتيحت لي فرصة عظيمة بالتدريب في شركات عالمية عملاقة، منها شركة فرنسية عملاقة كانت تقوم بمشروع مترو القاهرة، وبعد حصولي علي البكالوريوس بتقدير امتياز بدأت في مراسلة جامعات أمريكية ويابانية وإنجليزية، وكانت لدي فرصة السفر لليابان وكندا.. وفي الوقت نفسه وجدت إعلانا في جريدة الأهرام عن توافر بعثات للدراسة بالخارج للخريجين المتميزين، وتواصلت مع مكتب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأستاذ الراحل عبد الله عبد الباري وقابلته، وطلب مني الحصول علي موافقة من جامعة أجنبية لدراسة الدكتوراه، وبالفعل حصلت على واحدة من جامعة بريطانية وقدمتها له، وبالتالي استكملت أوراقي، وكان هذا له أثر كبير جدا في تغيير مسار حياتي، وبعد عام من السفر قامت الجامعة بسبب تفوقي بتغطية تكاليف الدراسة.. بل وتم ضمي لهيئة التدريس، بجانب عملي في أبحاث الدكتوراه، وكذلك السفر لمشاركة البحث مع جامعات بأمريكا واليابان. د.حسن عبد الله احك لنا عن رحلتك فى الغربة من بدايتها، مؤكد واجهتك صعوبات، كيف تغلبت عليها؟ الحقيقة كانت رحلة مليئة بالتحديات الشاقة والكفاح، خاصة إثبات الذات في مجتمع متقدم، ووسط ثقافة مختلفة، بجانب كيفية المحافظة علي الهوية المصرية والإسلامية وفي الوقت نفسه التأقلم والنجاح، كنت أعمل لأكثر من 15 ساعة يوميا، والحصول علي عمل في إنجلترا سواء بالجامعة أو الشركات للأجانب لابد أن يكون الشخص أكثر تميزا 3 أضعاف الإنجليزي، وأن يكون متخصصا بشكل فريد لكي يقنعهم بأحقيته، ولذلك الرحلة لم تكن سهلة إطلاقا، وكانت المنافسة شديدة، خاصة أنني كنت من أصغر الحاصلين علي درجة الأستاذية في الجامعات البريطانية، وكنت أقود مراكز بحثية دولية بتمويل من المجموعة الأوروبية بالشراكة مع مراكز عالمية مثل جامعة طوكيو وشركات دولية رائدة في التصميم والتكنولوجيا، وتدرجت حتى وصلت لدرجة عميد كليات الهندسة ثم نائب رئيس الجامعة ثم المسئول الأكاديمي، وبفضل الله نشرت ما يزيد على 200 بحث وكتاب في مجالات بحثية مختلفة وفريدة من نوعها. د.حسن عبد الله تعتبر من أبرز المتخصصين عالميا فيما تعرف بـ "المدن الذكية"، عندما نتكلم عن هذا المصطلح دائما نفكر فى المجتمعات الثرية التى تعتمد على التكنولوجيا، هل يمكن بناء مدن ذكية للفقراء أو متوسطى الدخل؟ ببساطة.. المدن الذكية هي تلك المجهزة بتقنيات المعلومات والاتصالات والابتكارات الحديثة بهدف تحسين جودة الحياة لسكانها وتحقيق طفرة في الخدمات والبنية التحتية، وهي تتسم بالاستخدام الفعال لنظم البيانات والتحليلات لتعزيز الاستدامة والكفاءة، بجانب إمكانية التواصل المستمر والنقل الذكي والأمان السيبراني والاستدامة البيئية والحوكمة الالكترونية والتشجيع علي الابتكار، وهي تساعد علي تعزيز النمو وتحسين جودة حياة السكان بما فيها الهواء والمياه والكهرباء وغيرها مما يحافظ علي الصحة، بجانب الطاقة النظيفة، بجانب التواصل الفعال مع طبقات المجتمع المختلفة، وتعزيز الحياة الثقافية والاجتماعية، والمدن الذكية الفعالة هي التي تجمع المدنية والصناعة والمواطنين معا لتحسين الحياة من خلال حلول متكاملة، مبانيها وتصميمها وتخطيطها تقوم علي أن تصبح صديقة للبيئة، وبهذا المعني المدن الذكية مفهوم لا يتوقف فقط عند المجمعات السكنية الثرية.. بل هو مفهوم حياة لكل الطبقات. لك مساهمات متميزة فى تطوير مدينة لندن، كيف يمكن تطوير مدن تاريخية بشكل يجعلها أكثر اعتمادا على التكنولوجيا مع الحفاظ على طابعها التاريخى والتراثى، وهل يمكن تكرار الأمر نفسه مع مدينة مثل القاهرة ؟ تطوير مدينة مثل لندن يقوم علي خطة استراتيجية تشمل تحديد أولويات لكي يمكنها التعامل بكفاءة مع التغيرات مثل زيادة السكان بجانب التطورات التكنولوجية الكبيرة.. مع الحفاظ علي الهوية التاريخية للمدينة، فهم 30 مليون رحلة تتم للمدينة سنويا عبر كافة وسائل المواصلات، ونحو 3 ملايين زائر للمدينة يوميا، وهو ما يسبب ضغطا علي كل مرافقها، بجانب تغيرات المناخ والاقتصاد، وأول مشروع قامت به الحكومة وعلي وشك الانتهاء منه كان تطوير البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي تحت نهر التيمس يتكلف نحو 4 مليارات و500 جنيه إسترليني بطول 25 كم، وهو يجمع المخلفات للحفاظ علي نظافة البيئة مع الاستفادة من تكنولوجيا الاستدامة بتحويلها لمصادر كافة، بجانب مشروع النقل الذكي عبر ربط شرق لندن مع غربها عن طريق قطار كهربائي صديق للبيئة، وهو يسير لمسافة 100 كم منها 37 كم نفق تحت مدينة لندن وبالتحديد المركز المالي، وهو ما ساهم في خفض الفترة الزمنية لهذه الرحلات عادة لأكثر من النصف، بجانب تطوير شبكات الطاقة النظيفة للصناعة، وكذلك تطوير شبكة المعلومات ورفع كفاءتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، مع تطوير شبكات تكنولوجية لسهولة المرور .. خاصة أن التعطل في شبكات المرور كان يكلف نحو 5 مليارات جنيه إسترليني سنويا، بجانب مشروعات أخرى تشمل التوسع السكني والإداري في مناطق خارج العاصمة والتي تحيط بها، مع توصيلها بقلب لندن بمواصلات سريعة وسهلة، وكل ذلك يتم بالمحافظة علي التراث والمباني والمتاحف والشوارع القديمة عبر زيادة كفاءتها وأجهزة التحكم الذاتي، وكل ما سبق نعم يمكن تطبيقه في القاهرة بوضع خطة استراتيجية تحدد الأولويات في حدود الميزانية المتاحة. الذكاء الاصطناعى أصبح سائدا فى مجال البناء والتشييد، هل سيؤدى الاعتماد على الروبوتات بشكل كبير إلى التخلى عن العمالة البشرية ؟ بالفعل الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة كبيرة في كل المجالات مثل الصحة والتصنيع والتعليم وغيرها، وفي مجال الانشاءات هناك طفرة لاستخدام الروبوتات، ولدينا معمل في الجامعة بهذا المجال مما يزيد الدقة ويقلل التكاليف، وبالفعل هذا يقلل نسبة العمالة، وهذا واقع ومستقبل صعب تجاهله. شاركت ضمن مجموعة عمل بريطانية مسئولة عن وضع الخطط للحكومات، ورأت فى تقريرها أنه توفيرا للمهارات المطلوبة يحب أن يقضى الطالب الجامعى ٢٠% من وقته فى الجامعة و٨٠% من وقته فى الشركات والمصانع، هل يمكن تطبيقه فى مصر؟ بالفعل كان لي الشرف في تطوير خطة لها أهمية استراتيجية لتطوير المهارات المطلوبة في الصناعة عبر خطة شاملة، وبالفعل النظام يتطلب أن يقضي الطالب معظم وقته التعليمي في الدراسة العملية لتطبيق ما درسه، كما يتقاضي راتبا من هذه الشركات والمصانع، ولذلك نحن نسمي هذا النظام learn and earn أي ادرس واكسب، وهو سد عجزا كبيرا في الصناعة، وهذا النظام يجب تطبيقه في مصر علي مستوي كبير، خاصة مع تطورات الصناعة وشبكة الطرق، والتصنيع هو كلمة السر في التنمية والازدهار سواء لسد الاحتياجات المحلية أو لجذب الاستثمارات والعملة الأجنبية، بجانب توفير فرص عمل كثيرة ذات كفاءة، وحاليا نقوم بمشروع لإعادة تأهيل خريجين يحملون شهادات في تخصصات أصبحت غير مطلوبة لكي يدرسوا ويعملوا في تخصصات مختلفة لها الأولوية في المستقبل. من خلال عملك فى وضع خطط تطوير شركات سيارات عالمية، قلت إننا لابد أن نبدأ فى مصر فى صناعة جزء من السيارة، مرسيدس مثلا لا تصنع كل شىء، فى رأيك، ما الصعوبات التى تؤخر ذلك؟ شركة فورد الأمريكية لا تقوم بتصنيع كل مكونات السيارات الخاصة مثلها مثلما يعتقد البعض، لكن هناك جهات كثيرة تقوم بذلك حسب مواصفات دقيقة تضعها الشركة، وهذه الشركات بها نسبة عمالة كبيرة، ولا يوجد عائق في مصر لاتباع هذه المنظومة عبر تطوير البحث العلمي في هذا المجال، علي سبيل المثال .. مركز بحوث شركة مرسيدس في أوروبا تصل ميزانيته لأكثر من 4 مليارات يورو، ومصر لا ينقصها شيء للدخول في هذا المجال . حاليا أنت مدير لجامعة ايست لندن، ما شعورك وأنت المصرى الأول الذى يشغل هذا المنصب؟ كان توفيقا من الله أولا وأخيرا، وأكيد سعادتي كبيرة بهذه المسئولية، وهذا ليس بجديد علي مصر لأن أبناءها متواجدون في كل المناصب العلمية المرموقة عالميا، والحمد لله تم اختياري منذ سنوات ضمن ٣٠ شخصية في إنجلترا ضمن لجنة لتقييم ١٥٠ جامعة بريطانية، وجاء ذلك تقديرا لدوري في تطوير البحث العلمي، بجانب الدور القيادي في إدارة جامعة يدرس بها 40 ألف طالب من 160 جنسية مختلفة، بجانب المشاركة في استراتيجيات تطوير منظومة التعليم في بريطانيا والإمارات. بمناسبة تطوير منظومة التعليم .. ما الاستراتيجية الأفضل فى رأيك لتطبيقها فى مصر؟ الحقيقة تطوير التعليم يتطلب عدة ركائز في مقدمتها تطوير طرق التعليم نفسها، وكذلك التدريس التطبيقي الذي يساعد علي تنمية الفكر والبحث والابتكار ووضع حلول للمشاكل، بجانب تطوير آليات التدريس في عصر التطور التكنولوجي والرقمنة، وأيضا التكنولوجيا التفاعلية والتحليلية في البحث العلمي، هذه أمور مهمة لتطوير إنسان مصري قادر علي صناعة المستقبل، كذلك لابد من ربط التعليم بالمجتمع ليصبح له دور فعال في تطويره، مع تدريب الأساتذة الدائم علي كل ما سبق، وتوفير بيئة تعليمية متطورة، مع قياس أداء المؤسسات التعليمية حسب المعايير المتعارف عليها في الدول المتقدمة لأن ذلك يساعد علي المنافسة ورفع الجودة أخيرا، مؤكد من اللحظات المميزة فى مسيرتك حديثك عن مصر مع ملك بريطانيا، كيف ترى الدور الذى يقوم به العلماء المصريون فى الخارج باعتبارهم القوة الناعمة وثروة مصرية يجب الاستفادة منها ؟ لقائي مع الملك تشارلز كان شيقا بالفعل، فقد دعوته لزيارة الجامعة لافتتاح مستشفي تدريبي مجهز بأحدث التقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج عبر الذكاء الاصطناعي، وكانت هذه أول زيارة رسمية يقوم بها الملك فور توليه عرش المملكة المتحدة، وبعد جولته بالمستشفي دار بيني وبينه حديث أعرب فيه عن سعادته بما شاهده وقال لي: "كيف قمت بهذا الإنجاز العظيم؟".. فقلت له: "أنا مصري.. والمصري عندما يضع هدفا يعمل مع فريق العمل علي تحقيقه بكفاءة"، فكان سعيدا بهذه الإجابة وقال لي: إنه زار مصر وقضي بها أجمل أوقات حياته، فطلبت منه زيارتها قريبا، ونحن كسفراء لمصر بالخارج ننتهز كل فرصة لكي نؤكد أننا مصريون بكل فخر واعتزاز .. وكل المصريين الذين يعملون بمراكز مرموقة في الخارج مصر في قلوبهم.

د. محمود السحلي.. الوحيد في العالم الذي يزرع الماريجوانا بـ«رخصة قانونية»
د. محمود السحلي.. الوحيد في العالم الذي يزرع الماريجوانا بـ«رخصة قانونية»

بوابة الأهرام

time٢٧-٠٢-٢٠٢٥

  • صحة
  • بوابة الأهرام

د. محمود السحلي.. الوحيد في العالم الذي يزرع الماريجوانا بـ«رخصة قانونية»

وليد فاروق محمد بروفيسور الصيدلة بجامعة ميسيسيبي هاجر لأمريكا منذ 53 عاما... وحاصل على جائزة تعادل نوبل في قيمتها الأكاديمية موضوعات مقترحة يزرع 100 نوع من الماريجوانا على مساحة 12 فدانا بتمويل من المعهد الأمريكي لمكافحة المخدرات يوجد أكثر من 500 مادة كيميائية في الماريجوانا يمكن استخدامها في عقاقير طبية مختلفة نبات القنب هو الأصل الذي تنتج منه أشهر 3 أنواع للمخدرات، الحشيش والماريجوانا والبانجو، سواء من أوراقه أو أزهاره أو السيقان والمادة الصمغية التي تلتصق بأطرافه، وهذا الرجل هو صاحب أول مزرعة قانونية للقنب ظلت لسنوات طويلة هي الوحيدة في أمريكا التي تحمل رخصة رسمية، كلامنا عن الدكتور محمود السحلي الأستاذ في المركز الوطني لأبحاث المنتجات الطبيعية ومعهد أبحاث العلوم الصيدلانية، وأستاذ الصيدلة بجامعة ميسيسيبي، والأغرب... أنه يشغل منذ نحو نصف قرن منصب مدير مشروع الماريجوانا في الجامعة، والذي يتم تمويله من المعهد الوطني الأمريكي لمكافحة المخدرات. البروفيسور العالمي د.محمود السحلي ولد بإحدى قرى مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية؛ تخرج في كلية الصيدلة جامعة القاهرة عام 1966، أي بدأ مسيرته العلمية منذ نحو 60 عاما، وبعد حصوله علي الماجستير عام 1971 سافر إلى الولايات المتحدة في العام التالي للحصول على الدكتوراه من جامعة بيتسبرج فى منحة لمدة 4 سنوات، يقول: رسالة الدكتوراه كانت عن العقاقير الطبية بعنوان «دراسة المكونات الكيماوية لبعض النباتات الطبية»، وفى نفس العام حصلت علي فرصة للعمل كأستاذ فى جامعة ميسيسيبى، وكانت مشروعاتي البحثية عن استخلاص الأدوية والعقاقير الطبية من النباتات بكل أنواعها، ومنها أدوية تعالج الحساسية، وضمن هذه النباتات الماريجوانا التي استخلصت منها أول دواء طبى اسمه D H S كان لعلاج القىء الذى يصاحب العلاج الكيماوى لمرضى السرطان، وكان أيضا يعالج انعدام الشهية للطعام لدى مرضى الإيدز، ونبات القنب له شهرة منذ آلاف السنين في مسائل طبية كثيرة، ولذلك أنشأت الجامعة قسما خاصا لدراسة هذه النباتات.. وخصصت الحكومة الفيدرالية لنا مساحة من الأرض لزراعته لاستخلاص الزيوت المستخدمة فى الصناعات الدوائية، مع الوقت زادت المساحة المزروعة حتى وصلت إلى 12 فدانا، أشرف عليها مع فريقى الخاص. د.محمود السحلى د.السحلي أصبح رئيسا لبرنامج زراعة الماريجوانا في جامعة ميسيسيبي، التي تمتلك عقدا حصريا مع الحكومة لإنتاج هذا المخدر للأبحاث، فهو الوحيد في العالم الذي يمكنه زراعته قانونيا بعقود رسمية، بجانب إدارته مزرعة ينمو فيها ما يقرب من 100 نوع من نباتات الماريجوانا، وهو يشرف على "المشروع الوطنى الأمريكى للماريجوانا" منذ 25 عاما، وهو جعله معرضا للنقد، فقد تصور البعض أن كلمة منه للحكومة الفيدرالية ستكون سببا فى موافقتها على تداوله فى الكافيهات والأسواق، يقول: بالطبع هذا غير صحيح لأنني أعلم جيدا أضرار تعاطي هذا المخدر على المخ والأعصاب، علما بأن هناك 5 ولايات أمريكية تسمح بتعاطيه بكميات معينة، ولكن القانون الأمريكي الفيدرالى يجرمه، ولا شك أن القنب يسبب الإدمان، هو يجعلك تفقد إدراك الوقت والمسافة وما إلى ذلك، ولهذا السبب، إذا تم استخدامه خارج حدود معينة، فمن المهم للغاية تحديد الجرعة، لكن المشكلة أن بعض شركات الأدوية ليست على استعداد لاستثمار ما يلزم لتطوير مستخلصاته كدواء، وقيمة العقد الأخير الذي يمتد لخمس سنوات بين الجامعة والحكومة وصل إلى 69 مليون دولار، ونحن لا نزرع الماريجوانا كل عام، فمنذ فترة أنتجنا حوالي 600 أو 800 كيلوجرام وما زلنا نمتلك هذه المادة، فنحن نزرع لأهداف طبية فقط، وليس اهتمامنا بالماريجوانا الطبية، ولكن في تطوير المنتجات الصيدلانية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء والمشتقة من القنب، يوجد أكثر من 500 مادة كيميائية معروفة في الماريجوانا، 120 منها من القنب، ونحن مهتمون بما يمكن استخدامه من أجله. ويمتلك الدكتور السحلي أكثر من 30 براءة اختراع تتعلق بمعالجة واختبار وكشف المخدرات، وألف أكثر من 250 مقالة علمية وأكثر من 200 عرض تقديمي في اجتماعات علمية للجمعيات المهنية فيما يتعلق باكتشاف المخدرات وتحليلها، وتتناول العديد من مقالاته قضايا الطب الشرعي المتعلقة بالمخدرات التي يتم إساءة استخدامها، ونال عشرات التكريمات والجوائز طوال رحلته العلمية الطويلة، وكما يقول، فقد أنشأ معملا خاصا به فى عام 1985، وكان فى البداية مخصصا فقط لتحليل المخدرات لجنود الجيش الأمريكي، لكن بمرور الوقت أصبح معتمدا للشرطة الأمريكية والحكومة الفيدرالية فى تحليل المخدرات والقضايا المتعلقة بالمخدرات التي تحتاج لرأي الطب الشرعي. د.السحلي حصل علي جائزة أفضل عالم فى جامعة بيتسبرج خلال 25 عاما، وهى جائزة في الأوساط الجامعية الأمريكية تعادل نوبل فى قيمتها، وكانت له علاقة شخصية بالرئيس الأمريكى ريجان الذي كان يشجعه كثيرا لأنه يعرف قيمة أبحاثه العلمية، ونجح في مساعدة عدد كبير من الصيادلة المصريين في استكمال دراساتهم العليا والعمل بالجامعات الأمريكية أو في المعمل الخاص به.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store